كليات الطبمقابلات

الدكتور غيث أبو زينة 

الدكتور غيث أبو زينة 

أستاذ الطب المساعد، قسم طب أمراض الدم وطب الأورام، وايل كورنيل للطبنيويورك

طبيب معالج مساعد، مستشفى نيويوركبريسبيتريان

عضو هيئة التدريس الزائر، وايل كورنيل للطبقطر

الأعراض المَرضية العامة للأورام التكاثرية النِّقْوية الإعياء والصداع وفقدان الوزن والتعرق خلال الليل

يشغل الدكتور غيث أبو زينة منصب أستاذ الطب المساعد في قسم طب أمراض الدم وطب الأورام في وايل كورنيل للطبنيويورك، وهو طبيب معالج مساعد في مستشفى نيويورك بريسبيتريان، وعضو هيئة التدريس الزائر في وايل كورنيل للطبقطر. الدكتور غيث أبو زينة، خرّيج وايل كورنيل للطبقطر، متخصص في الأورام التكاثرية النِّقْوية (MPNs)، وهو نوع نادر من سرطان الدم. يقوم الدكتور أبو زينة بالتدريس، ويعقد حلقات عمل، ويتعاون مع مجموعات نقاشية لنشر وتعزيز التوعية بالأورام التكاثرية النِّقْوية، وعدد من الأمراض المزمنة، والحالات السابقة للسرطان التي يمكن أن تؤدي إلى سرطان الدم. الدكتور أبو زينة تحدّث إلى مجلة «المستشفى العربي» عن أهمية نشر التوعية بالأورام التكاثرية النِّقْوية وتعزيزهاوهي سرطانات دم يمكن أن تتسبّب بأمراض تهدد حياة المريض.

نريد منكم نبذة موجزة عن الأورام التكاثرية النِّقْوية؟

الأورام التكاثرية النِّقْوية (MPNs) هي سرطانات نادرة تعود إلى الخلايا الجذعية وتتمايز إلى سلالة نِقْويَّة، وتتسم بانتشار خلايا الدم بصورة غير طبيعية ويمكن أن تظهر كحالات مزمنة أو حادة.

مرضى الأورام التكاثرية النِّقْوية يعانون من إفراط إنتاج خلايا الدم البيضاء، و/أو خلايا الدم الحمراء، و/أو الصُّفيحات الدموية. وهناك ثلاثة أنواع تقليدية من الأورام التكاثرية النِّقْوية هي كثرة الصُّفيحات الدموية الأساسية (ET)، وكثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية (PV)، والتليف النِّقْوي الأولي (PMF). كثرة الصُّفيحات الحمراء الأساسية وكثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية هُما الأكثر شيوعاً بين الأورام التكاثرية النِّقْوية. 

يتسم مرض كثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية بازدياد عدد خلايا الدم الحمراء، مع أو بدون ازدياد في خلايا الدم البيضاء والصُّفيحات الدموية، في حين في حالة كثرة الصُّفيحات الدموية الأساسية يكون ازدياد الصُّفيحات الدموية هو الشذوذ الوحيد في تعداد الدم. وفي الحالتين كلتيهما، وخاصة في حالة كثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية، يكون المريض أكثر عرضةً من المتوسط لخطر الإصابة بجلطات الدم الوريدية أو الشريانية، بما في ذلك الانصمامات الرئوية المميتة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويُعدُّ التليف النِّقْوي الأولي الأكثر شراسةً من بين الأورام التكاثرية النِّقْوية، حيث تسبب الخلايا الجذعية المتحولة التهاباً وتندُّباً لنخاع العظم. ونتيجة لذلك، يصاب بعض مرضى التليف النِّقْوي الأولي بانخفاض شديد في تعداد الدم (قلة خلايا الدم)، وتضخم الطحال، وفي حالات نادرة اللوكيميا النِّقْوية الحادة.

وحالات كثرة الصُّفيحات الدموية الأساسية وكثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية والتليف النِّقْوي الأولي جميعها مدفوعة بالطفرات الجينية التي تزيد من تكوّن خلايا الدم (حفز إنتاج خلايا الدم). والطفرة الأكثر شيوعاً هي في الجينة JAK2، تليها CALR تليها MPL. 

وعلى الرغم من أن سرطانات الدم هذه نادراً ما تكون مميتة، إلا أن بعضها قد يسبب حالات تهدد حياة المريض مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو فقر الدم الذي يستلزم عمليات نقل دم متواصلة، أو اللوكيميا الحادة.

وعلى عكس الأنواع الأخرى من السرطانات، لا توجد مبادئ توجيهية محدّدة لفحوص الأورام التكاثرية النِّقْوية. وفي العادة، تُكتشف هذه الأمراض خلال الفحوصات الطبية السنوية حين يُجرى فحص تعداد الدم الكامل وغيره من الفحوص الدورية. وبما أن العديد من الأفراد يحملون طفرات من دون علمهم، فإن الكشف المبكر في حالة ما قبل السرطان قد يكون مفيداً للحؤول دون تفاقم الحالة. وثمة حاجة إلى مزيد من البحوث عن دور وفائدة الفحص المبكر والاستراتيجيات الوقائية.

ما الأعراض المَرضيّة الشائعة للأورام التكاثرية النِّقْوية؟

تشمل الأعراض المَرضية العامة للأورام التكاثرية النِّقْوية الإعياء والصداع وفقدان الوزن والتعرق خلال الليل. ومن الأعراض المحددة الأكثر شيوعاً في كثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية هي الحكة المائية، وهي حكة ناجمة عن ملامسة الماء، عادةً بعد الاستحمام.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية معايير لتشخيص الأورام التكاثرية النِّقْوية. وعلى سبيل المثال، أحد المعايير الرئيسة لتشخيص كثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية هو ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء، وهو ما يشير إليه ارتفاع مستويات الهيموغلوبين (أكثر من 16 جراماً لكل ديسيلتر (جم / ديسيلتر) للإناث أو 16.5 جم / ديسيلتر للذكور). ويتطلب تأكيد الإصابة بكثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية وجود طفرة  JAK2 ويستلزم خزعةً من نخاع العظم.

مَن الأكثر تأثراً بالأورام التكاثرية النِّقْوية؟

بحسب التقديرات، يبلغ معدل الإصابة بالأورام التكاثرية النِّقْوية وانتشارها بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا نحو “57-81 و12-15 لكل 100.000 مريض في المستشفى كل عاموذلك وفقاً لورقة بحثية منشورة في عام 2020 من تأليف الدكتور محمد ياسين وآخرين تناولت سجلاً متعدد الجنسيات ومتعدد المراكز العلاجية. ومن المرجح أن تكون الحالة ما قبل السرطانية المعروفة باسم تكوّن الدم النسيلي بإمكانات غير محددة (CHIP)، حيث يحمل الأفراد الطفرة دون تشخيص إصابتهم رسمياً بالأورام التكاثرية النِّقْوية، أعلى بكثير. وأما متوسط عمر تشخيص الإصابة بالأورام التكاثرية النِّقْوية فهو في أوائل الستينيات، ولكن متوسط العمر وفق بعض المراكز الأكاديمية هو في الخمسينات. كما تم تشخيص الأورام التكاثرية النِّقْوية بشكل أقلّ شيوعاً عند الأطفال والمراهقين والشباب.

وحددت بحوث جينية أن الطفرة الأساسية الأكثر شيوعاً لسرطانات الدم هذه، عادةً في الجينة JAK2، يمكن أن تتطور لمدة تصل إلى 20 عاماً قبل تشخيصها إكلينيكياً. وفي بعض الحالات، يمكن أن تحدث هذه الطفرة في الرحم، ما يعني أن الطفل يمكن أن يطور الطفرة في الرحم ويتم تشخيص إصابته بالأورام التكاثرية النِّقْوية في وقت لاحق من حياته.

وكيف تعالجون مرضى الأورام التكاثرية النِّقْوية؟

يخضع مرضى الأورام التكاثرية النِّقْوية لعلاج اختزال الخلايا للمساعدة على تقليل تعداد الدم. بالإضافة إلى ذلك، يخضع الأشخاص المصابون بكثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية للعلاج بالفصد، أو سحب الدم من الجسم، لتقليل عدد خلايا الدم الحمراء وتقليل خطر الإصابة بجلطات الدم. ويعتمد اختيار علاجات اختزال الخلايا على نوع الأورام التكاثرية النِّقْوية الذي يعاني منه المريض وسنّه وأعراض المرض لديه والعوامل الإكلينيكية الأخرى.

تشمل الخيارات العلاجية المعتمدة العلاج الكيميائي عن طريق الفم (مثل هيدروكسي يوريا)، ومثبطات الجينة JAK المستهدفة عن طريق الفم (مثل روكسوليتينيب)، والحقن تحت الجلد لدواء العلاج المناعي (إنترفيرون ألفا). وقد تتوافر التجارب الإكلينيكية للعوامل الاستقصائية مع أو بدون علاجات قياسية. ويمكن أن تؤدي الأدوية المعتمدة إلى اختفاء أو انحسار الأعراض لكنها ليست علاجية. وإذا تمكن المريض من البقاء على هذه الأدوية لسنوات أو عقود من دون أن يتفاقم المرض، فلا حاجة عندها إلى عملية زرع نخاع العظم. 

ولكن إذا ما تفاقم المرض، قد تكون هناك حاجة لعملية زرع نخاع العظم. وعادة ما تُجرى عملية زرع خلايا جذعية خيفية، أي بخلايا مختلفة جينياً، من متبرع متطابق لمرضى التليف النِّقْوي (التليف النِّقْوي الأولي أو التليف النِّقْوي الثانوي بعد كثرة الصُّفيحات الدموية الأساسية وكثرة خلايا الدم الحمراء الحقيقية) أو المرضى المصابين بالأورام التكاثرية النِّقْوية المتسارعة نحو الإصابة بسرطان الدم. وكذلك يشمل توفير أفضل مستوى من الرعاية لمرضى الأورام التكاثرية النِّقْوية التعاون في ما بين مختلف المهنيين الطبيين المعنيين، ومنهم أخصائيو تشخيص أمراض خلايا الدم، وأخصائيو أمراض الدم لزرع نخاع العظم، وأطباء الأورام، وأطباء القلب، وأطباء الأعصاب، وغيرهم من المتخصصين. ولهذا التعاون أهمية بالغة لتحديد الفجوات في الرعاية، وفَهْم احتياجات المريض، وتحديد أفضل السبل لدعم المريض، وتخطيط الخطوات الأكثر فعالية لإحراز التقدّم المنشود.

وبالإضافة إلى التدخلات الطبية، قد يستفيد مرضى الأورام التكاثرية النِّقْوية من إدخال تعديلات على أنماط حياتهم اليومية، مثل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، واتباع أنظمة غذائية متوازنة، واليوغا، والتأمل، فذلك قد يساعد في إدارة أعراض المرض.

ما أحدث الإنجازات الطبية في علاج الأورام التكاثرية النِّقْوية؟

تشمل العلاجات الحالية العلاج الكيميائي والعلاج المناعي والعوامل المستهدفة. وتساعد هذه العلاجات على تخفيف الأعراض وتقليل خطر تفاقُم الأورام التكاثرية النِّقْوية إلى مرض أكثر خطورة.

واكتُشفت طفرة الجينة JAK2 في عام 2005، وبعد أعوام عدة، قادت البحوث العلمية نحو سلسلة من العقاقير الدوائية المعتمدة حديثاً من وكالة الغذاء والدواء الأميركية، وأهمها مثبطات JAK. وتم اعتماد ثلاثة مثبطات هي فيدراتينيب، وباكريتينيب، وموميلوتينيب، وذلك بعد روكسوليتينيب. وفي حين أن بعض هذه المثبطات تستهدف JAK2 على وجه التحديد أو تستهدف مسارات إضافية، إلا أن أياً منها ليس شفائياً.

وتتواصل البحوث العلمية لمعرفة ما إذا كان هناك مثبط أفضل للجين  JAK أو ما إذا كان يجب إضافة دواء آخر في توليفة دوائية. وجارٍ حالياً استكشاف فئات مختلفة من الأدوية، بما في ذلك مثبطات BET وBCL2/BCLxL، وMDM2 وتيلوميراز، وإنزيم PIM1، وCALR، وغيرها، في التجارب السريرية.

تعرفوا على المجموعة المتنوعة من فرص التعليم المهني المستمر/ التطوير المهني المستمر المتاحة لدينا من خلال البقاء على اطلاع دائم بفعاليتنا القادمة. تفضلوا بزيارة موقعنا على الإنترنت وتابعوا قنواتنا عبر مختلف شبكات التواصل للحصول على أحدث المعلومات والتحديثات: https://qatar-weill.cornell.edu/continuing-professional-development/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى