كليات الطبمقابلات

الدكتور‭ ‬رافيندر‭ ‬مامتاني

نائب‭ ‬العميد‭ ‬لشؤون‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬وطب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬

أستاذ‭ ‬علوم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬

وأستاذ‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ ‬–‭ ‬قطر

الدكتور‭ ‬رافيندر‭ ‬مامتاني

برنامج‭ ‬“شهادة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬والعافية” يهدف‭ ‬الى‭ ‬تزويد‭ ‬المتحمسين‭ ‬للصحة‭ ‬بالمعرفة‭ ‬اللازمة‭ ‬

يشغل‭ ‬الدكتور‭ ‬رافيندر‭ ‬مامتاني‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬العميد‭ ‬لشؤون‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬وطب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬وأستاذ‭ ‬علوم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬وأستاذ‭ ‬الطب‭ (‬مركز‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭) ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ ‬–‭ ‬قطر،‭ ‬ويُعتبر‭ ‬من‭ ‬المؤيدين‭ ‬الشغوفين‭ ‬للطب‭ ‬الوقائي‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يترأس‭ ‬قسم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬بالكلية،‭ ‬وهو‭ ‬القسم‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬برنامجاً‭ ‬جديداً‭ ‬لتزويد‭ ‬المهنيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بالمهارات‭ ‬العملية‭ ‬والمعارف‭ ‬العلمية‭ ‬الأساسية‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهوض‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة‭ ‬وتعزيز‭ ‬رفاه‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬وخارجها‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاجتماعية‭.  ‬يتألف‭ ‬البرنامج‭ ‬الجديد‭ ‬“شهادة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬والعافية”‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬ساعة‭ ‬وينعقد‭ ‬بصفة‭ ‬تعاونية‭ ‬لإتاحة‭ ‬التدريب‭ ‬اللازم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬وسياسات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬والنّهج‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أدلة‭ ‬علمية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالصحة،‭ ‬ومسبّبات‭ ‬الأمراض‭ ‬وسُبل‭ ‬الوقاية‭ ‬منها،‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬والأمراض‭ ‬غير‭ ‬المعدية،‭ ‬وطب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة،‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬والوبائيات،‭ ‬والصحة‭ ‬الرقمية‭.  ‬يتضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬جلسات‭ ‬حضورية‭ ‬وأخرى‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وهو‭ ‬مصمّم‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬ليكون‭ ‬تفاعلياً‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاضرات‭ ‬وحلقات‭ ‬عمل‭ ‬حضورية‭ ‬وجلسات‭ ‬نقاشية‭ ‬وجلسات‭ ‬أسئلة‭ ‬وأجوبة‭. ‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬جعلكم‭ ‬تطرحون‭ ‬برنامج‭ ‬“شهادة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬والعافية”؟

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ارتأينا‭ ‬لأسباب‭ ‬وعوامل‭ ‬عدّة‭ ‬إعداد‭ ‬البرنامج‭ ‬الجديد‭ ‬وطرحه،‭ ‬ولعلّ‭ ‬العامل‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬هو‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬‭ ‬19‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭. ‬فقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الجائحة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستعداً‭ ‬لمواجهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬مثلما‭ ‬أظهرت‭ ‬لنا‭ ‬المصاعب‭ ‬الجمّة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬توافق‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬أفضل‭ ‬سبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬عالمية‭ ‬طارئة‭. ‬لذا‭ ‬سينصبّ‭ ‬جلّ‭ ‬اهتمام‭ ‬البرنامج‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬العملية‭ ‬والمعارف‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الممارسين‭ ‬الصحيين‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬أساسيات‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية،‭ ‬والوبائيات،‭ ‬وأعباء‭ ‬الأمراض،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مهارات‭ ‬البحوث‭ ‬الكمية،‭ ‬ونماذج‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ونهج‭ ‬الرعاية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الأدلة،‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬والطب‭ ‬الوقائي‭. ‬كما‭ ‬سيتعرف‭ ‬المشاركون‭ ‬على‭ ‬موضوعات‭ ‬معاصرة‭ ‬مثل‭ ‬الصحة‭ ‬الدقيقة‭ ‬وصحة‭ ‬الكوكب‭ ‬والاستدامة‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬‭ ‬19،‭ ‬تُظهر‭ ‬بيانات‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬خلال‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والمقصود‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬جائحة‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭. ‬فنحن‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بانتشار‭ ‬الوفيات‭ ‬المبكرة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬أمراض‭ ‬القلب،‭ ‬والسرطان،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭. ‬لذا‭ ‬يهدف‭ ‬برنامج‭ ‬شهادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬تزويد‭ ‬المتحمسين‭ ‬للصحة‭ – ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬برفاه‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وخارجها‭ ‬على‭ ‬الصّعد‭ ‬البدنية‭ ‬والعقلية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬–‭ ‬بالمعرفة‭ ‬الأساسية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬ليكونوا‭ ‬بمثابة‭ ‬“سفراء‭ ‬صحة”‭ ‬يروّجون‭ ‬للصحة‭ ‬الجيدة‭.‬

ما‭ ‬دور‭ ‬طب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬“شهادة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬والعافية”؟‭ ‬

ثمة‭ ‬بيانات‭ ‬رصينة‭ ‬أتت‭ ‬بها‭ ‬بحوث‭ ‬علمية‭ ‬محكَمة‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬السائدة‭ ‬اليوم‭ ‬مردّها‭ ‬إلى‭ ‬أنماط‭ ‬حياة‭ ‬غير‭ ‬صحية‭. ‬وعليه،‭ ‬ثمة‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬سانحة‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬المبكرة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اعتمدنا‭ ‬نهج‭ ‬طب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬بجوانبه‭ ‬المختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬الأنظمة‭ ‬الغذائية‭ ‬الصحية،‭ ‬والمواظبة‭ ‬على‭ ‬الأنشطة‭ ‬البدنية،‭ ‬وأنماط‭ ‬النوم‭ ‬الصحية‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬ولعل‭ ‬الحافز‭ ‬الأكبر‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أننا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬مناهج‭ ‬طب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬فعّالة‭ ‬ومجدية‭ ‬بالفعل،‭ ‬ولدينا‭ ‬طرق‭ ‬عدة‭ ‬تساعد‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬لفترة‭ ‬أطول‭ ‬وعلى‭ ‬التنعّم‭ ‬بصحة‭ ‬أفضل‭ ‬مع‭ ‬تقدّمه‭ ‬في‭ ‬السن‭. ‬لذا‭ ‬استشعرنا‭ ‬التزاماً‭ ‬أخلاقياً‭ ‬قوياً‭ ‬بالترويج‭ ‬لهذا‭ ‬النّهج‭ ‬وارتأينا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬للنهوض‭ ‬بصحة‭ ‬الكثيرين‭ ‬ورفاههم‭ ‬ونوعية‭ ‬حياتهم‭.‬

لماذا‭ ‬يتعامل‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كأحد‭ ‬العوامل‭ ‬المحدّدة‭ ‬للصحة؟

بات‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬الطبية‭ ‬أو‭ ‬الإكلينيكية‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬من‭ ‬يُصاب‭ ‬بمرض‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬مشكلة‭ ‬صحية‭ ‬ما،‭ ‬فثمة‭ ‬عوامل‭ ‬اجتماعية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬ذلك‭. ‬لذا‭ ‬ارتأينا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الجيد‭ ‬مناقشة‭ ‬المحدّدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬المساواة،‭ ‬والإلمام‭ ‬القاصر‭ ‬بالقراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭. ‬والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أوضاعهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية؟‭ ‬وأتذكر‭ ‬هنا‭ ‬مقولة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الراحل‭ ‬فرانكلين‭ ‬روزفلت‭: ‬“خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬إحرازنا‭ ‬تقدّم‭ ‬لا‭ ‬يتجسّد‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وفرة‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬الكثير‭ ‬بالفعل؛‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬مَن‭ ‬لديهم‭ ‬أقلّ‭ ‬القليل‭ ‬بما‭ ‬يكفيهم”‭.‬

ما‭ ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬السكان‭ ‬ورفاههم؟

بالاستناد‭ ‬إلى‭ ‬بحوثنا‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ – ‬قطر‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬استعرضنا‭ ‬المؤلَّفات‭ ‬المنشورة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬موضوعات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬مثل‭ ‬طب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬والصحة‭ ‬البيئية‭ ‬والمحدّدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للصحة‭ ‬وسياسات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬غير‭ ‬مطروحة‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ (‬وأما‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬وايل‭ ‬كورنيل‭ ‬للطب‭ – ‬قطر‭ ‬فقد‭ ‬أدرجنا‭ ‬مختلف‭ ‬موضوعات‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬والطب‭ ‬الوقائي‭ ‬في‭ ‬منهج‭ ‬الكلية‭). ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أطباء‭ ‬وممارسين‭ ‬صحيين‭ ‬كثيرين‭ ‬ممن‭ ‬يعالجون‭ ‬مرضاهم‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يتلقوا‭ ‬تعليماً‭ ‬وتدريباً‭ ‬نظاميّين‭ ‬كافيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬وموضوعات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭/‬السكانية‭. ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬إلى‭ ‬رأب‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬المعرفية‭.‬

ما‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬المصطلحين‭ ‬“الرفاهية”‭ ‬و“التمتع‭ ‬بالصحة”‭ ‬المستخدمين‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً؟

وفقاً‭ ‬لمراكز‭ ‬مكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها‭ (‬CDC‭) ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فإن‭ ‬“الرفاه‭ ‬هو‭ ‬محصلة‭ ‬إيجابية‭ ‬لها‭ ‬مغزاها‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسكان‭ ‬وللعديد‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع،‭ ‬لأنه‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬السكان‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬حياتهم‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام”‭. ‬وعندما‭ ‬جاءتنا‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بتعريفها‭ ‬للصحة،‭ ‬تحدّثت‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬البدنية‭ ‬والعقلية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والروحانية،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬تعريفها‭ ‬للصحة‭ ‬على‭ ‬انعدام‭ ‬المرض‭ ‬أو‭ ‬العجز‭. ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬بإمكاننا‭ ‬أن‭ ‬نفصل‭ ‬الصحة‭ ‬الجسدية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬الرفاه‭ ‬هو‭ ‬مفهوم‭ ‬شامل،‭ ‬وأما‭ ‬الصحة‭ ‬فذات‭ ‬جوانب‭ ‬متداخلة‭ ‬عدة‭ ‬وليس‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقسّم‭ ‬العناصر‭ ‬المختلفة‭ ‬للصحة‭ ‬وأن‭ ‬نتناول‭ ‬كل‭ ‬عنصر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬الحجة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لتعزيز‭ ‬صحة‭ ‬السكان‭ ‬ورفاههم؟

أوجزت‭ ‬الدورية‭ ‬العلمية‭ ‬البريطانية‭ ‬The Journal of Epidemiology and Community Health‭ ‬ذلك‭ ‬ببلاغة‭ ‬رائعة‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬هذه‭ ‬الدورية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬فقد‭ ‬قالت‭ ‬إنّ‭ ‬عائد‭ ‬الاستثمار‭ ‬المتحقق‭ ‬من‭ ‬تدخلات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬هو‭ ‬14،‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬دولار‭ ‬أو‭ ‬ريال‭ ‬أو‭ ‬جنيه‭ ‬أسترليني‭ ‬أو‭ ‬يورو‭ ‬تنفقه‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬يكون‭ ‬العائد‭ ‬14‭ ‬دولاراً‭ ‬أو‭ ‬ريالاً‭ ‬وهلمّ‭ ‬جرا‭. ‬وعندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭ ‬فكيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتجاهل‭ ‬أو‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭ (‬أي‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭) ‬ورفاه‭ ‬السكان؟‭ ‬فهذه‭ ‬ملاحظة‭ ‬لافتة‭ ‬للنظر‭ ‬ونعتقد‭ ‬حقاً‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬آن‭ ‬أوان‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬تكلفة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭. ‬والاستخدام‭ ‬الملائم‭ ‬للموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬اليوم‭ ‬سوف‭ ‬يوفّر‭ ‬الأموال‭ -‬‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬–‭ ‬للاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتنمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيثمر‭ ‬عن‭ ‬محصلة‭ ‬صحية‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬المجمل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬كان‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬بعض‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬اعتماد‭ ‬نهج‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬وطب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬تحديات‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية؟

الثقافة‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬هي‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سُبل‭ ‬إرضاء‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬التوّ‭ ‬واللحظة‭ ‬والأخذ‭ ‬بالحلول‭ ‬السريعة؛‭ ‬فثمة‭ ‬تركيز‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أدوية‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬علاجات‭ ‬جديدة‭ ‬يمكنها‭ ‬بسهولة‭ ‬حلّ‭ ‬مشكلاتنا‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬أنماط‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الأجل‭ ‬الطويل‭. ‬وليس‭ ‬المقصود‭ ‬هنا‭ ‬أننا‭ ‬نستخف‭ ‬بأهمية‭ ‬العلاجات‭ ‬التقليدية‭ ‬أو‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬أدوية‭ ‬جديدة،‭ ‬فلكلّ‭ ‬ذلك‭ ‬دور‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ولكن‭ ‬المقصود‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العقلية‭ ‬باتت‭ ‬شائعة‭ ‬ومهيمنة‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬نزعة‭ ‬نحو‭ ‬تجاهل‭ ‬الخيارات‭ ‬البديلة‭ ‬الفعّالة‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬بقليل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الفوائد‭ ‬الصحية‭ ‬المرجوّة‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬تستغرق‭ ‬التغييرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬بقليل‭ ‬لتحسين‭ ‬صحتنا‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس،‭ ‬لكن‭ ‬النتائج‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الحالات‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لسنا‭ ‬بالضرورة‭ ‬أمام‭ ‬سيناريو‭ ‬الخيارين،‭ ‬إمّا‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬ذاك؛‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬المصابون‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬أو‭ ‬داء‭ ‬السكري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثاني‭ ‬سيستفيدون‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الأدوية‭ ‬الموصوفة‭ ‬لهم‭ ‬مثلما‭ ‬سيستفيدون‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬إدخال‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭ ‬مثل‭ ‬تحسين‭ ‬الأنظمة‭ ‬الغذائية،‭ ‬أو‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التبغ،‭ ‬أو‭ ‬البدء‭ ‬بمزاولة‭ ‬أنشطة‭ ‬بدنية‭ ‬منتظمة‭. ‬وبتعبير‭ ‬آخر،‭ ‬تجاهل‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية‭ ‬ليست‭ ‬خياراً‭ ‬مطروحاً‭.‬

وأنا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬يتلقون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية‭. ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تجاهلنا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬كليات‭ ‬الطب،‭ ‬فكيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتوقع‭ ‬من‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬مواكبة‭ ‬مسائل‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وطب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬أو‭ ‬الترويج‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬النّهج‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها؟

من‭ ‬يمكنه‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الجديد؟

نرحّب‭ ‬بمشاركة‭ ‬جميع‭ ‬الممارسين‭ ‬أو‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الجديد،‭ ‬لأننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬جميعاً‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬الدراية‭ ‬اللازمة‭ ‬بالصحة‭ ‬السكانية‭ ‬وطب‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬وأن‭ ‬يمتلكوا‭ ‬المهارات‭ ‬الضرورية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬ونحن‭ ‬واثقون‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬–‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬ممرضين‭ ‬أو‭ ‬أطباء‭ ‬أو‭ ‬محاضرين‭ ‬أو‭ ‬باحثين‭ ‬أو‭ ‬مديرين‭ ‬لمؤسسات‭ ‬طبية‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬–‭ ‬سيستفيدون‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سيسهمون‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬والنهوض‭ ‬بها‭. ‬ونحن‭ ‬ماضون‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬جهودنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ليستفيد‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭ ‬المعنيّين،‭ ‬كذلك‭ ‬نحن‭ ‬واثقون‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬“شهادة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬والرفاه”‭ ‬سيحقق‭ ‬الفائدة‭ ‬المرجوّة‭ ‬منه‭ ‬ومستعدون‭ ‬دائماً‭ ‬للأخذ‭ ‬بزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

ما‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬ستُدرّس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬وكيف‭ ‬سيتمّ‭ ‬تقديمها؟

أحد‭ ‬أهمّ‭ ‬أهدافنا‭ ‬أن‭ ‬نجعل‭ ‬البرنامج‭ ‬تفاعلياً‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حدّ‭ ‬ممكن‭. ‬لذا‭ ‬يشمل‭ ‬البرنامج‭ ‬مناقشات‭ ‬حول‭ ‬مواضيع‭ ‬محددة‭ ‬وندوات،‭ ‬ويتيح‭ ‬للمشاركين‭ ‬فرصة‭ ‬طرح‭ ‬أسئلتهم‭ ‬والتحدث‭ ‬عن‭ ‬تجاربهم‭ ‬وخبراتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الخبراء‭ ‬بتعريف‭ ‬المشاركين‭ ‬بخبراتهم‭ ‬ومعرفتهم‭ ‬العلمية‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬المشاركون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬البرنامج،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة‭ ‬وبالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬بحُكم‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬لتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وأيضاً‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خبرته‭ ‬العملية‭ ‬اليومية‭. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك‭ ‬فإننا‭ ‬نحرم‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬علمية‭ ‬نافعة‭ ‬وبالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬تتعلق‭ ‬بمحاور‭ ‬البرنامج‭. ‬لذا‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬حلقات‭ ‬نقاشية‭ ‬تشمل‭ ‬مشاركة‭ ‬فعّالة‭ ‬للخبراء‭ ‬وإجابتهم‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬المشاركين‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يشمل‭ ‬البرنامج‭ ‬عنصراً‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬يتضمن‭ ‬مواد‭ ‬إضافية‭ ‬تكميلية‭ ‬مثل‭ ‬المحاضرات‭ ‬المسجّلة‭ ‬وأوراق‭ ‬العمل‭ ‬والاختبارات‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬متاحة‭ ‬للمشاركين‭. ‬والجمع‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬العنصرين‭ ‬سيجعل‭ ‬برنامجنا‭ ‬فعّالاً‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حدّ‭ ‬ممكن‭.‬

ويتألف‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬وحدات‭ ‬عدة،‭ ‬تتناول‭ ‬أولها‭ ‬المفاهيم‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والمرض،‭ ‬والصحة‭ ‬السكانية،‭ ‬والطب‭ ‬الوقائي،‭ ‬فيما‭ ‬تتألف‭ ‬ثانيها‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬دراسية‭ ‬عن‭ ‬البحوث‭ ‬الكمية‭ ‬والنّهج‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬والصحة‭. ‬وتتناول‭ ‬الوحدة‭ ‬الثالثة‭ ‬أساسيات‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭. ‬فقد‭ ‬رأينا‭ ‬مؤخراً‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬‭ ‬19‭ ‬عطّلت‭ ‬تماماً‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وأيضاً‭ ‬كيف‭ ‬تعطّلت‭ ‬منظومة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬القائمة‭. ‬لذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المهنيون‭ ‬الصحيون‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬وفهم‭ ‬كافيين‭ ‬بمختلف‭ ‬نماذج‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬أزمة‭ ‬ما‭. ‬وأما‭ ‬الوحدة‭ ‬الرابعة‭ ‬فتتناول‭ ‬أعباء‭ ‬الأمراض‭ ‬القائمة‭ (‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬وغير‭ ‬المعدية‭) ‬والتحديات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬الماثلة‭ ‬أمامنا،‭ ‬والوحدة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬تتناول‭ ‬سُبل‭ ‬تحقيق‭ ‬المستوى‭ ‬الأمثل‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬والرفاه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظور‭ ‬يستشرف‭ ‬المستقبل،‭ ‬لذا‭ ‬ستشمل‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬نقاشاً‭ ‬عن‭ ‬موضوعات‭ ‬مثل‭ ‬تغيّر‭ ‬المناخ،‭ ‬والاستدامة،‭ ‬وإنسانية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والصحة‭ ‬الرقمية،‭ ‬والدور‭ ‬المحتمل‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والاتصال‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭.‬

لماذا‭ ‬اعتمدتم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج؟

نموذجا‭ ‬الصحة‭ ‬والمرض‭ ‬تحكمهما‭ ‬عوامل‭ ‬عدة‭. ‬ويوفر‭ ‬برنامجنا‭ ‬منصة‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعلومات‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المهنيين‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬واهتمامات‭ ‬مختلفة‭. ‬نريد‭ ‬الإصغاء‭ ‬إلى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجاربهم‭ ‬وخبراتهم‭ ‬الشخصية‭. ‬وكما‭ ‬قلنا‭ ‬سابقاً،‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الجديد‭ ‬مفتوحة‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬اختصاصيّي‭ ‬التغذية‭ ‬والأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬والباحثين‭ ‬ومديري‭ ‬المؤسسات‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬واختصاصيّي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬وغيرهم‭. ‬

وأقول‭ ‬لهؤلاء‭ ‬جميعاً‭ ‬نحن‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬مشاركتكم‭ ‬والإصغاء‭ ‬إليكم‭ ‬وأنتم‭ ‬تتحدثون‭ ‬عن‭ ‬اهتماماتكم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬السكانية‭ ‬وأفكاركم‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬المطروحة‭. ‬لذا‭ ‬ندعوكم‭ ‬جميعاً‭ ‬للتسجيل‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالبرنامج‭. ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬اختصاصيّي‭ ‬الإرشاد‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭ ‬وعلماء‭ ‬النفس‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المهنيين‭ ‬الصحيين‭. ‬ندعوكم‭ ‬جميعاً‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالبرنامج‭ ‬الجديد‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بصحة‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬وسكان‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى