الدكتورة ماه رخ رضوي
الدكتورة ماه رخ رضوي
الأستاذ المساعد للطب في وايل كورنيل للطب – قطر
“المؤتمر الأول لرابطة خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر سيتضمّن مراجعة استعراضية شاملة لأحدث التطورات والمبادئ التوجيهية”
تشغل الدكتورة ماه رخ رضوي منصب الأستاذ المساعد للطب في وايل كورنيل للطب – قطر، بعد أن تخرّجت فيها في عام 2011، والتحقت بعدئذ ببرنامج إقامة الأطباء في طب الباطنة في منظومة روتشستر الإقليمية للرعاية الصحية في غرب نيويورك حيث كُرّمت بحصولها على منحة الدكتور نيجويكار لدورها في ترسيخ روح البحوث الأكاديمية خلال تدريبها ببرنامج إقامة الأطباء هناك. ثم أكملت الدكتورة رضوي زمالتين، الأولى في أمراض الكُلى في المركز الطبي لجامعة روتشستر، والأخرى في الرعاية الحرجة في مايو كلينيك. تتولى الدكتورة رضوي، بصفتها إحدى خرّيجات وايل كورنيل للطب – قطر، التنسيق لأعمال المؤتمر الأول لرابطة خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر، الذي سيُنظّم بالتعاون مع قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية بعنوان “أحدث مستجدات الرعاية الأولية: مناقشات يقودها المتخصّصون على أساس الحالات الطبية تبرز أحدث الأدلة وأفضل الممارسات الإكلينيكية”. وسيتضمّن مراجعة استعراضية شاملة لأحدث التطورات والمبادئ التوجيهية العملية لحالات البالغين التي يتعامل معها الأطباء مراراً في عيادات الرعاية الأولية، ويستهدف على وجه التحديد أطباء الأسرة وأطباء الرعاية الأولية والأطباء الممارسين العامين الذين يخدمون المجتمعات المحلية في قطاع الرعاية الصحية في قطر.
تحدّثت الدكتورة ماه رخ رضوي إلى مجلة “المستشفى العربي” عن المساهمة الإيجابية والبصمة الملموسة لدفعات خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر في منظومة الرعاية الصحية وتعليم الطب في قطر، وعن نطاق أعمال المؤتمر الأول الذي تنظّمه رابطة خريجي وايل كورنيل للطب – قطر والفوائد المتوخاة من استضافته.
كيف تسهم الدفعات المتتالية من خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر في دعم رؤية قطر؟
احتفلت وايل كورنيل للطب – قطر، منذ تأسيسها عبر شراكة مع مؤسسة قطر في عام 2001، بتخريج أكثر من 500 طبيب وطبيبة، وواصل هؤلاء تدريبهم بالتحاقهم بنخبة من برامج إقامة الأطباء المرموقة داخل دولة قطر وخارجها. ومن المعروف أن وايل كورنيل للطب – قطر كانت أول كلية طب أميركية يتمّ تأسيسها خارج الولايات المتحدة واليوم تفخر وايل كورنيل للطب – قطر بالمئات من خرّيجيها الذين هُم خير سفراء لها أينما كانوا حول العالم، لأنهم يجسّدون التزام الكلية بمعايير التميّز.
تمثّل وايل كورنيل للطب – قطر اليوم دعامة أساسية من دعائم منظومة الرعاية الصحية في قطر، ويتوطَّد الاعتراف بها دولياً من خلال خرّيجيها الذين يجسّدون قيمها، حيث يسهمون في بناء الجسور بين الكلية ومنظومة الرعاية الصحية العالمية، ويضطلعون بدور بارز في استمرار مسيرتها المثمرة والمتميّزة. ومن حيث الجوهر، يعزّز الخرّيجون أثر التعليم الذين تلقوه أثناء دراستهم في وايل كورنيل للطب – قطر من خلال الانطلاق به إلى خارج حرم الكلية. ولا يقلّ عن ذلك أهمية أن إنجازاتهم وإسهاماتهم الاستثنائية في عالم الطب باتت تُلهم أجيال المستقبل من الأطباء الطموحين الذين ما زالوا يتلقون تعليمهم في وايل كورنيل للطب – قطر.
ما دور خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر في دعم قطاع الرعاية الصحية المزدهر في قطر؟
في البداية، أريد أن أشير إلى أن أكثر من 25 في المائة من خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر يعملون حالياً في قطاع الرعاية الصحية في قطر، بمؤسساته العامة والخاصة. وقد أكمل العديد منهم أكثر من زمالة في مؤسسات طبية مرموقة في الولايات المتحدة وقطر وغيرهما، بل واختار بعضهم تخصصات طبية نادرة تؤهلهم للنهوض بمجالات طبية محددة في قطر، الإكلينيكية والبحثية منها على حد سواء.
ومن بين خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر مَن تخصصوا في مجالات طبية بالغة الأهمية وذات أولوية وطنية، مثل بعض الأمراض الروماتيزمية، وبعض أمراض الغدد الصماء، وطب السمنة، وطب زرع الأعضاء، والتقنيات التدخلية، وغيرها الكثير، وباتوا يسهمون إسهاماً ملموساً في النهوض بهذه المجالات.
علاوة على ذلك، نجد من خرّيجينا مَن تجاوز تأثيرهم حدود الرعاية الصحية التقليدية بأن أصبحوا مؤثرين على مختلف منصات التواصل، ومن خلالها يروّجون للصحة العامة، وينشرون المعرفة بين الناطقين باللغة العربية بشأن الأمراض ذات الأهمية الوطنية، ويدحضون المعلومات الصحية والطبية المضلّلة والمغلوطة. هذا الحضور الكبير لخرّيجينا على المنصات الرقمية يمكّن سكان دولة قطر وسائر بلدان المنطقة من إيلاء العناية الواجبة لصحتهم ورفاههم.
إلى جانب التميّز في الرعاية الصحية، نجد أن خرّيجينا يسهمون إسهاماً لافتاً على صعيد تعليم الطب في قطر، فمنهم أعضاء في هيئة التدريس والبحوث في مختلف التخصصات الطبية في مؤسسات مرموقة مثل وايل كورنيل للطب – قطر ومؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب وسبيتار. ومن خرّيجينا مَن يشغلون أيضاً مناصب رفيعة كمديرين لبرامج إقامة الأطباء والزمالة الطبية، ويسهمون من خلالها في رسم خريطة أجيال المستقبل من الأطباء في قطر. وخرّيجونا منخرطون أيضاً في إعداد وتنفيذ الندوات والحلقات الدراسية الشبكية الموجّهة لأصحاب المهن الصحية، ولديهم شبكة واسعة من العلاقات التي تؤهلهم لاستضافة خبراء معروفين للتحدث عن القضايا الراهنة في عالم الطب، وهناك من يعمل في قطر ويسهم في البحوث والمعرفة العلمية في مختلف المجالات ذات الصلة، ويمتدّ أثر إسهاماتهم في هذه المجالات إلى خارج حدود دولة قطر.
ما الأهداف المتوخاة من المؤتمر الأول لرابطة خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر؟
في الحقيقة، نريد تحقيق أكثر من هدف من تنظيم هذا المؤتمر، لكن أخصّ بالذكر هنا هدفين. أولاً، نريد أن نستعرض أحدث المستجدات القائمة على الأدلة العلمية والحالات المرضيّة لإعداد مبادئ توجيهية موجّهة لأصحاب المهن الصحية في قطر الذين يوفّرون الرعاية الأولية للبالغين. فمن المهم إلمام أطباء الرعاية الأولية بأحدث المبادئ التوجيهية العملية، لكن المسألة ليست هيّنة بسبب مشاغلهم والتزاماتهم إزاء مرضاهم. وهدفنا تقديم هذه التحديثات في صيغة فعّالة للغاية تجمع بين العروض التقديمية وفرصة مناقشة المتحدثين لإيضاح المصطلحات والمفاهيم الجديدة وكذلك الأدلة التي تدعم النماذج الجديدة لأفضل الممارسات.
ثانياً، نريد من خلال هذا المؤتمر أن نرسّخ مكانة رابطة خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر كجهة موثوقة توفّر أفضل فرص التعليم الطبي والتطوير المستمرّين ضمن نطاق اختصاص قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر.
في اعتقادكم، ما العوامل التي جعلت خرّيجي وايل كورنيل للطب – قطر يحققون مثل هذه النجاحات المهنية اللافتة؟
يعود الفضل في ذلك إلى قيادة مؤسسة قطر ورؤيتها الاستشرافية، والتزام قيادة وايل كورنيل للطب – قطر في توسيع شبكتنا العالمية، وإلى منهج الدراسة المكثف في الكلية، حيث أسهم كل ذلك في تمكين طلابنا وتأسيسهم لرحلة موفقة وتحقيق التفوّق في حياتهم المهنية. والفرص الفريدة المتاحة لطلاب الطب في وايل كورنيل للطب – قطر مثل الانخراط في مجتمع قطر المتنوع ثقافياً بشكل مذهل، والمشاركة في أعمال خيرية في البلدان الفقيرة والمحرومة، واكتساب مهارات إكلينيكية مكثفة وقيّمة في الولايات المتحدة، كل ذلك عزّز انفتاحهم على الآخرين وكفاءتهم الثقافية وقدرتهم على التكيّف. وبطبيعة الحال، هذه بعض السّمات الأساسية في إعداد جيل جديد من الأطباء المتميّزين. وبالإضافة إلى ذلك، يستفيد طلابنا من مشاركاتهم النشطة في برامج بحوث الطب الحيوي المتميّز في الكلية، وفرص بناء العلاقات، ومبادرات الريادة، وكل ذلك أسهم أيضاً في إعدادهم بالشكل الأمثل.
تحتضن الكلية أحدث جيل من التكنولوجيا المتقدمة والفائقة المستخدمة في تعليم الطب، وهي تسهم في نهاية المطاف في تمهيد الطريق أمام الطلاب بعد تخرّجهم للتميّز مهنياً، سواء في ممارسة مهنة الطب أو تعليم الطب أو البحوث العلمية، والتفوّق في خياراتهم المهنية، سواء في قطر أو عالمياً. وتسهم المشاركة الفعّالة والنشطة لمجتمع خرّيجينا، الذي تجاوز عددهم الخمسمائة، في نجاحهم وتفوقهم جميعاً. وهذا التآزر، الذي يشبه تأثير الدومينو، يعزّز من تأثير الرؤية الاستشرافية التي انطلقت منها وايل كورنيل للطب – قطر قبل أكثر من عقدين.
لمعرفة المزيد عن مؤتمر “أحدث مستجدات الرعاية الأولية: مناقشات يقودها المتخصصون على أساس الحالات الطبية تبرز أحدث الأدلة وأفضل الممارسات الإكلينيكية” وسائر أنشطة التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر، يمكنكم زيارة الموقع:
https://qatar-weill.cornell.edu/continuing-professional-development/
كما نذكر أن جميع أنشطة وفعاليات قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر معتمدة من قبل قسم الاعتماد في إدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.