كيف يكون المستشفى ذكيًّا ومترابطًا؟
كيف يكون المستشفى ذكيًّا ومترابطًا؟
بقلم الطبيب بنجامين كانتر، زميل في الكلّيّة الأميركيّة لأطبّاء الصدر، ورئيس قسم المعلومات الطبّيّة، فوسيرا
على مدار السنوات العشرين الماضية، قام المسؤولون عن تكنولوجيا المعلومات في المستشفيات باستثمارات ضخمة في مجال التقنيّات الرقميّة. فقد أنشأوا بنية تحتيّة للسجلّات الصحّيّة الإلكترونيّة، واستخدموا تقنيّات رقميّة مثل الاتّصالات اللاسلكيّة لاستدعاء الممرّضين، والتصوير الشعاعيّ الرقميّ، والمزيد.
ومع ذلك، في كثير من الأحيان، لم يجنوا سوى فوائد قليلة جدًّا عندما لا تكون هذه التقنيّات الرقميّة مدمجة ومتكاملة داخل النظام الإيكولوجيّ السريريّ.للحصول على القيمة المثلى من مصادر البيانات الرقميّة، يجب أن يكون المستشفى “ذكيًّا”. بمعنى آخر، يجب دمج التقنيّات الرقميّة داخل النظام الإيكولوجيّ السريريّ من خلال منصّة ذكيّة للاتّصال السريريّ والتعاون.إنّ المستشفى الذكيّ هو المستشفى الذي يستخرج البيانات من الأنظمة المترابطة على الفور تقريبًا. وهذا ما يمكّن الممرّضين والأطبّاء من استخلاص البصيرة والقيمة بسرعة من مصادر البيانات، حتّى يتمكّنوا من فهم حالات المرضى والاستجابة لها على النحو الأمثل، وتقديم رعاية أفضل لهم. في المقابل، تؤدّي التقنيّات المستقلّة إلى تعقيدات في سير العمل لفرق الرعاية في الخطوط الأماميّة، حيث يجب على هذه الفرق التركيز أكثر على التعامل مع الأدوات بدلًا من التركيز على رعاية المرضى. وقد أصبح الاتّصال السريريّ وسير العمل المقسّمان، غير مقبولَيْن في ظلّ نقص الموظّفين. وإذا بقيت المشكلة بدون رادع، فستؤثّر المضاعفات سلبًا في سلامة المرضى ونتائجهم.
إطار عمل لمستشفى ذكيّ ومترابط
لقد طوّرنا إطار عمل لمستشفى ذكيّ و مترابط لمساعدة المسؤولين عن تكنولوجيا المعلومات على تصوّر كيف يمكن تحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات في البنيّة التحتيّة للسجلّات الصحّيّة الإلكترونيّة، والأنظمة السريريّة والتشغيليّة، وذلك مع تحسين تجربة فريق الرعاية، وسلامة المرضى، والنتائج الأخرى. ويوضّح إطار العمل كيف تعمل الأنواع المختلفة من قابليّة التشغيل التبادليّ معًا في النظام الإيكولوجيّ السريريّ، بدءًا من مصادر البيانات المترابطة وصولًا إلى تجربة المستخدم النهائيّ.
من خلال ربط التقنيّات الرقميّة داخل النظام الإيكولوجيّ السريريّ وإتاحة قابليّة التشغيل التبادليّ العميق، يمكن للمسؤولين عن تكنولوجيا المعلومات أن:
يوحّدوا فرق الرعاية الصحّيّة والمؤسّسة بكاملها، ويربطوا أنظمة تكنولوجيا المعلومات السريريّة والإداريّة معًا، وهي الأنظمة التي تُعدّ مصادر للبيانات والمعلومات والمعرفة.
يوائموا مبادرات تكنولوجيا المعلومات مع خطّة محدّدة سلفًا ومدروسة جيّدًا، بدلًا من إدارة أنظمة اتّصال سريريّ تكبر بشكل طبيعيّ بدون حوكمة أو توجيه استراتيجيّ.
يهيّئوا بيئة عمل وخبرة أفضل للممرّضين والأطبّاء وفريق الرعاية، ما يوفّر تجربة أفضل للمرضى والأسر.
قابليّة التشغيل التبادليّ العميق والتحسين المستمرّ لسير العمل
يتكوّن إطار العمل لمستشفى ذكيّ ومترابط من أربعة مستويات تتيح إمكانيّة التشغيل التبادليّ العميق والتحسين المستمرّ لسير العمل:
1. يتميّز مستوى المدخلات بإمكانيّة التشغيل التبادليّ للبيانات بين الأنظمة السريريّة والتشغيليّة، مثل السجلّ الصحّيّ الإلكترونيّ، ومعدّات مراقبة المرضى، والأسرّة المتّصلة، والأجهزة الطبّيّة. وتعمل إمكانيّة التشغيل التبادليّ للبيانات على إنشاء الأساس للترابط.
2. يشمل مستوى التجميع والمعالجة الذكيّة برمجيّات وسيطة ذكيّة تتيح التوجيه والتصعيد وتحديد أولويّات الاتّصال السريريّ وإخطارات الإنذار على نطاق واسع، ويتمّ تقديمها مع السياق المرتبط بالمريض والحادثة وفريق الرعاية.
3. مستوى الخبرة، حيث تمكّن قابليّة التشغيل التبادليّ لسير العمل الأشخاصَ من تلقّي المعلومات من أنظمة متعدّدة، تمّ تجميعها ومعالجتها بذكاء. تكمن أجهزة الاتّصال السريريّ للمستخدم النهائيّ في هذا المستوى، ولها تأثير في تحديد إلى أيّ درجة يمكن أن يكون المستشفى ذكيًّا.
4. مستوى التحليلات، حيث يقيس المسؤولون عن تكنولوجيا المعلومات النتائج السريريّة والاقتصاديّة، ويقيسون القيمة التي يتلقّونها من الاستثمارات في التقنيّات الرقميّة: على سبيل المثال، قياس متوسّط الوقت المستغرق لقبول إنذارات الخروج من السرير، وتحديد أهداف لتقليل متوسّط وقت الاستجابة. يشكّل التحسين المستمرّ لسير العمل حجر الزاوية في تطوير مؤسّسة ذكيّة.
قم بتنزيل المستند “إطار عمل لمستشفى ذكيّ ومترابط” على www.vocera.com