إعادة تصوّر مستقبل التمريض: ٦ طرق لتحسين التواصل
إعادة تصوّر مستقبل التمريض: ٦ طرق لتحسين التواصل
يحتلّ التمريض مكانة حاسمة وفريدة من نوعها في البنية التحتيّة للرعاية الصحّيّة في العالم. فبدون الممرّضين، ستكون رعاية المرضى وسلامتهم في خطر، إلّا أنّ تأثيرهم أكبر بكثير. ستكون سلامة المجتمعات والأمم والعالم وصحّتها في خطر بدون الممرّضين. فلذلك، يجب علينا حماية الناس ومهنة التمريض.
يهدّد مستقبلَ التمريض اليوم الكثيرُ من العوامل، بما في ذلك النقص في الموظّفين الذي يتعدّى أيّ شيء رأيناه في المجال. في استطلاع أجراه موقع Nurse.org مع 1500 ممرّض في جميع أنحاء العالم من أيلول/سبتمبر إلى تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2021، قال 80٪ منهم إنّ وحداتهم غير مزوّدة بعدد كافٍ من الموظّفين.
لسوء الحظّ، لا يمكننا تصحيح وضعنا للخروج من الأزمة الحاليّة، لأنّنا ببساطة لا نملك عددًا كافيًا من الممرّضين. تقدّر منظّمة الصحّة العالميّة أنّه، بحلول العام 2030، ستكون ثمّة حاجة إلى 36 مليون ممرّض ممارس في جميع أنحاء العالم، مع نقص عالميّ محتَمل يبلغ 13 مليون ممرّض. لمواجهة هذه الاتّجاهات، أوّلًا، علينا الاستماع إلى الممرّضين وهم يصفون تجاربهم. وثانيًا، علينا تنفيذ الابتكارات لتحسين بيئة عملهم. يشكّل التواصل الأفضل صميم كليهما.
التواصل: أساس كلّ مستشفى
التواصل هو في صميم عمل التمريض. عندما يكون التواصل صعبًا، يتباطأ كلّ شيء. وعندما يتعيّن على الممرّضين اتّخاذ خطوات إضافيّة وقضاء المزيد من الوقت واستخدام الموارد المعرفيّة في البحث عن الشخص أو المعلومات المناسبة، فإنّهم يضيّعون وقتًا وموارد ثمينة يمكن استخدامها لرعاية مرضاهم.
نظرًا إلى أنّ الوظائف الشاغرة تترك فجوات في المناوبات وتضيف المزيد من الضغوط على الممرّضين المرهقين بالفعل، يجب على مجال الرعاية الصحّيّة إيجاد طرق لاستخدام التكنولوجيّات لتبسيط سير العمل والإجراءات السريريّة لتحسين رعاية المرضى وسلامتهم. يطلب الممرّضون المساعدة. في ما يلي ستّ طرق لتلبية دعوات الممرّضين إلى الابتكار لتحسين بيئة العمل:
1. تبسيط سير عمل التواصل وتوحيده
يبدأ تبسيط سير العمل للممرّضين بتحسين التواصل. من الضروريّ استخدام منصّة تواصل واحدة وموحّدة.
2. تواصل فرق الرعاية المتنقّلة
استجابة لضغوط التوظيف، يبتعد الكثير من المستشفيات عن التمريض الأوّليّ وينتقل إلى فريق التمريض، حيث يدير أحد الممرّضين فريقًا من مساعدي الرعاية الصحّيّة. ولكي يعمل هذا الفريق بشكل فعّال، فإنّ التواصل الفعّال وسير العمل المصمّم للتنقّل أمران حتميّان.
3. استخدام نظام تمريض في المستشفى
نظام التمريض هو عبارة عن تقنيّة أو أداة أو عمليّة أو بروتوكول، يوسّع نطاق عمل الممرّض وتأثيره. يبدأ الأمر بالمريض في السرير. يستخدم الكثير من المستشفيات أسرّة ذكيّة ومتّصلة، يمكن دمجها في نظام تواصل يُخطر القائم بالرعاية المناسب عندما يكون المريض في حالة خطر ومعرّض للإصابة.
4. ابتكار نماذج للرعاية
المهمّتان اللتان تستغرقان من الممرّض وقتًا طويلًا أكثر من غيرهما، هما تقييم استقبال المريض ودراسة حالته عند الخروج. يجب على المسؤولين في المستشفيات التفكير في تمكين الممرّضين الافتراضيّين من المساعدة على إتمام عمليّات الدخول والخروج باستخدام الفيديو.
5. تحديد المهمّات التي يجب إزاحتها عن كاهل الممرّضين
يجب ألّا يضطرّ الممرّضون إلى قضاء أوقاتهم الثمينة في أداء المهمّات التي يمكن أن يقوم بها المرضى لأنفسهم إذا كانوا يتمتّعون بالقدرات المعرفيّة لأداء هذه الأعمال. يمكن أن توفّر المستشفيات للمرضى الوسائل لتوثيق كمّيّات الموادّ التي تدخل جسم المريض وتلك التي تخرج منه، ونسبة السكّر في الدمّ، وفترات المشي في الغرفة، وما شابه.
6. تمكين الممرّضين من إدارة تجربة المريض وأسرته
قد يكون إبقاء أسرة المريض على علم بحالته الصحّيّة وطمأنتها، هما مهمّتان تستغرقان وقتًا طويلًا. فمنح الممرّضين تحكّمًا أكبر في هذا التواصل من خلال تزويدهم بتكنولوجيا محمولة، تساعد على تشغيل العمليّة آليًّا.
يبقى الممرّضون أكبر مجموعة عمل في نظام الرعاية الصحّيّة، وتأثيرهم في سلامة المرضى وصحّتهم غير قابل للقياس. لقد شكّلت الأوقات الصعبة تحدّيات لم يسبق لها مثيل. يجب على المسؤولين عن الممرّضين الاستماع والاستجابة لنداءاتهم من أجل تغيير بيئة العمل وابتكار نماذج رعاية لتحسين الأنظمة والتكنولوجيّات والإجراءات التي تضمن رعاية جيّدة للمرضى. وإذا تجاهلنا هذه الأمور، يصبح مستقبل التمريض في خطر.