ما هي سبل الوقاية الواجب اعتمادها خلال موسم الحج للوقاية من الأمراض؟
ما هي سبل الوقاية الواجب اعتمادها خلال موسم الحج للوقاية من الأمراض؟
النظافة الشخصية واللقاحات أولى الخطوات
يجتمع ملايين المسلمين في كل عام لأداء مناسك الحج ويتوجب عليهم القيام بالمناسك ذاتها في وقت واحد ومحدد من ايام عيد الاضحى المبارك. هذا الإكتظاظ يسهم في انتشار الأمراض والأوبئة ما لم يتم اتخاذ إجراءات النظافة اللازمة والتطعيم قبل السفر وهو ما تفرضه السلطات السعودية كشرط لقبول الطلب نظرا لخطورة الامر.
على صعيد آخر، فهناك الكثير من المرضى وكبار السن يقصدون الحج ويحتاجون الى رعاية طبية خاصة واتباع اجراءات وقائية لكي لا يصابوا بأي انتكاسة لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة والاكتظاظ الحاصل.
قبل الحديث عن الامراض التي يمكن ان تنتشر في هذا الموسم من العام، يتوجب على المريض مراجعة الطبيب قبل السفر للتأكد من استقرار الحالة الصحية، وعليه اخذ كمية اضافية من الادوية إذا كان يعاني أحد الأمراض التي تستلزم تناول أدوية بصفة يومية كأمراض القلب والتنفس وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والربو والسكري.
كل حج عليه اخذ التطعيمات الضرورية وهي التطعيم الرباعي ضد الحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية قبل الحج بعشرة أيام على الأقل.
وهناك بعض الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها ولعل أهمها الحفاظ على النظافة العامة ووضع كمامة إذا لزم الأمر لتجنب الرذاذ المتطاير من السعال او العطس لما له من دور في نشر الامراض التنفسية في هذا الازدحام الشديد، إضافة الى المحافظة على النظافة الشخصية ونظافة البيئة من خلال غسل اليدين بالماء والصابون أو المواد المطهرة لاسيما بعد السعال أو العطاس وقبل الأكل وبعده وكذلك بعد قضاء الحاجة.
وبما ان موسم الحج يحل في فصل الصيف وتحديدا في شهر اغسطس الاكثر حرارة، على الحاج تجنب ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري بتجنب التعرض المباشر للمشمس واستخدام المظلة (بفضل المظلات ذات الألوان الفاتحة) والإكثار من السوائل وأخذ قسط من الراحة.
الحرص الشديد على النظافة خلال الحج من الضروريات، مع التأكد من نظافة مياه الشرب ويفضل ان تكون العبوات مختومة.
النظافة الشخصية
هي اولى خطوات الوقائية من اي مرض قد ينتقل خلال موسم الحج، ورغم انه يصعب الوصول الى النظافة المثالية الا ان اتباع بعض الخطوات الضرورية اساسي للحد من اي فرصة لانتقال الامراض والاوبئة.
من الضروري الحرص الشديد على نظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعده وكذلك بعد قضاء الحاجة، والتاأكد من الصحون والأواني المستعملة لإعداد الطعام وتناوله، والحرص على غسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها. كما يجب عدم ترك الطعام مكشوفا في الهواء حتى لا يتعرَّض للغبار والذباب والحشرات، وعدم شراء الأطعمة من المطاعم غير الموثوق بها أو من الباعة المتجوِلين.
على الحاج شرب كميات كافية من الماء والسوائل لتعويض النقص الحاصل بسبب التعرق الشديد، على أن تكون مياه الشرب والطبخ من المياه المعلبة وإلا فيجب غليها قبل الاستعمال.
كما يجب ان يحتفظ الحاج بالمناديل الورقية لتغطية الأنف والفم عند السعال او العطس نظرا لقدرة الرذاذ على نشر الفيروسات؛ ومن الأفضل الالتزام بوضع كمامة تغطي الأنف والفم خصوصا في الأماكن المزدحمة مثل أثناء أداء الطواف والسعي ورمي الجمرات، ولكن تجدر الإشارة هنا الى ضرورة استبدال الكمامة كل ست ساعات. العناية بنظافة الفم والأسنان بانتظام تدخل ايضا في صلب العادات الصحية.
اللقاحات اللازمة
أخذ اللقاحات الضرورية قبل موسم الحج ضروري جدا للوقاية من الأمراض المعدية مثل التطعيم ضد التهاب السحايا. يجب أن يتم ذلك قبل حوالى عشرة أيام من السفر لأن مفعول اللقاح لا يبدأ الا بعد هذه المدَّة؛ في حال تم اتخاذ قرار الحج قبل يومين فيؤخذ التطعيم إضافة إلى الجرعة الوقائية من المضادات الحيوية.
لقاح الانفلونزا بات ايضا من اللقاحات الضرورية الواجب تلقيها قبل التوجه الى الحج نظرا لسهولة انتقال العدوى نتيجة الاكتظاظ في وقت قد لا يتمكن الحاج من تطبيق معايير النظافة الشخصية، فسرعان ما تنتقل الانفلونزا بين الحجاج بنسبة كبيرة؛ من الممكن ان تكون خفيفة لدى الكثير من الناس فيصابون بصداع وتعب وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، الا ان الأطفال وكبار السن او المرضى الذين يشكون من أمراض مزمنة هم عرضة لمضاعفات قد تشكل خطرا على حياتهم.
ثم انه ينبغي على الحجاج القادمين من دول تزداد فيها خطورة انتشار عدوى الحمى الصفراء تلقي اللقاح اللازم وتقديم شهادة تطعيم ضد الحمى الصفراء تظهر تلقي الشخص التطعيم قبل 10 أيام على الأقل و10 سنين على الأكثر من موعد وصوله إلى حدود المملكة العربية السعودية. يُطلب هذا اللقاح من الحجَّاج القادمين من البلاد التي ينتشر فيها هذا المرض كالمناطق شبه الصحراوية والأفريقية وبعض الدول في أميركا الجنوبية. وتقوم منظَّمةُ الصحَّة العالمية بتحديد هذه البلاد في تقاريرها الدورية. وتكون مخاطر تعرّض الأطفال للأمراض في الحج أكثرَ من غيرهم، لذلك يجب على الحاج الذي يصطحب أطفالَه معه التأكُّد من استكمالهم للقاحات الأساسية ضدَّ أمراض الطفولة الرئيسيَّة.