ما هي العلاقة بين فيروس كورونا المستجد وأمراض الكلى؟
ما هي العلاقة بين فيروس كورونا المستجد وأمراض الكلى؟
لم تظهر التقارير الطبية عن تسبب فيروس كورونا في ضرر للكليتين للمرضى الذين عانوا من أعراض خفيفة أو متوسطة، لكن مَن أصيبوا بأعراض شديدة وتطلبت حالتهم الإستعانة بجهاز تنفس صناعي أصيبوا بمشاكل في الكلى. ورغم أن هذا الفيروس يصيب الجهاز التنفسي، إلا أنه يلحق الضرر بأعضاء الجسم كافة.
ولكن، ما هي العلاقة بين فيروس كورونا المستجد ومشاكل الكلى؟ وما هو تأثير هذا الفيروس عليها؟
تظهر الأرقام أن ما بين 20-30% من مرضى Covid-19 يعانون من الفشل الكلوي. وفق ما توصل إليه الأطباء في الأشهر الماضية جرّاء إنتشار وباء كورونا المستجد ووجود الكثير من الحالات الحرجة في غرف العناية المركّزة، فقد تبين أن هذا الفيروس يؤدي إلى تخثر الدم بشكل أسرع فتتشكّل جلطات صغيرة وتؤدي بالتالي إلى إنسداد في الأوعية الدموية، وقد يحدث ذلك في شرايين الكلى الصغيرة فتسمى “جلطات صغيرة في نسيج الكلى”. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإلتهاب الرئوي الذي يتسبب به فيروس كورونا المستجد Covid-19 يؤدي إلى تجمع كبير للمياه حول الرئتين، فيلجأ الأطباء عندها إلى إعطاء المريض مدرّات للبول لسحب السوائل من الجسم، ما يتطلب عملا إضافيا للكليتين فتصاب بالإجهاد في وقت تعاني فيه من قلة تدفق الدم بسبب الجلطات الصغيرة، وهو ما يسرع بفشل عملهما.
ثم أن من يعاني من أمراض الكلى المزمنة هم من الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس المستجد، إنطلاقا من كونها واحدة الأمراض المزمنة التي قد تحدث بسبب مرض السكري وإرتفاع ضغط الدم والسّمنة وتصلب الشرايين، وكذلك الشيخوخة، والتي تسهم بذاتها في إرتفاع معدلات الإعتلال والوفيات بسبب Covid-19. يعزو الأطباء سبب تأثير فيروس كورونا المستجد على الكلى حدوث عاصفة السيكوتين وهي إستجابات مناعية مفرطة تحدث لبعض المصابين بفيروس كورونا، وتتسبب في إصابة عدد من أعضاء الجسم بإلتهابات شديدة؛ كما أن الأدوية المستخدمة في علاج فيروس كورونا، قد تكون هي بحد ذاتها سببا في إصابة المرضى بمشكلات في الكلى كأحد الآثار الجانبية لهذه العقاقير.
كما أن بعض مرضى Covid-19 قد يمضون أيام من دون تناول الطعام والشراب نظرا لشدة تأثير الفيروس عليهم ما يعرضهم لخطر الجفاف وبالتالي يمكن للكلى أن تصاب بالضرر. بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن المرضى الذين يعانون من ضعف أو قصور في الكلى لديهم إنخفاض في مناعة أجسامهم، كما ترافقهم أمراض مزمنة كالسّكري وإرتفاع ضغط الدم وضعف عضلة القلب. فيزداد خطر أمراض الكلى على المرضى بسبب فيروس كورونا الذي يفتك بهذه الفئة التي تعاني ضعفا كبيرا في المناعة.
يفتك بهذه الفئة التي تعاني ضعفا كبيرا في المناعة:
وعليه، يضع الأطباء مجموعة من التوصيات الواجب إتباعها من قبل مرضى الكلى، وهي:
- ضرورة البقاء في المنزل وعدم المخالطة أو التواجد في أماكن مزدحمة أو أماكن عامة
- غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون
- إستخدام معقم اليدين وتعقيم الأسطح والابواب وكل ما يتم لمسه.
- في حال اضطر المريض للخروج عليه وضع الكمامة ونزعها عند العودة إلى المنزل وعدم إستخدامها مرة أخرى.
- مريض الكلى عليه أن يتحكم بمعدل ضغط الدم لديه، وفي حال كان يعاني من السكري فعليه ضبط معدل السكر في الدم كذلك، ومعدل الكوليسترول والإلتزام بنمط غذائي صحي.
- الإلتزام بجدول المواعيد والزيارات الطبية الدّورية مع إجراء التحاليل الروتينية المطلوبة.
- أفراد الأسرة الذين يقيمون مع مرضى غسيل الكلى أو من يعاني من أمراض الكلى المزمنة عليهم إتباع الإحتياطات اللازمة لتجنب خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
أما المرضى الذين يخضعون لغسيل كلوي فهم بحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، ينبغي هنا التشدد في إجراءات الوقاية من قبل المريض وكذلك من قبل الفريق الطبي في المستشفى. وظيفة الكلى هي تصفية الدم في الجسم وإزالة السموم منه، وإذا كان الشخص مصابا بعدوى شديدة فيها قد تتوقف عن العمل، فيتم عمل تنقية الدم هذا بمساعدة آلات اصطناعية تسمى آلات غسيل الكلى. يعمل الغسيل الكلوي على إزالة الفضلات والسوائل التي لم تعد الكلى قادرة على إزالتها من الجسم. الهدف من هذه العملية هو الحفاظ على توازن الجسم عن طريق تصحيح مستويات المواد السامة المختلفة في الدم. إن عدم إجراء غسيل الكلى يعرّض هؤلاء المرضى إلى خطر الوفاة نتيجة تراكم السموم في مجرى الدم.
هناك نوعان رئيسيان من غسيل الكلى، الغسيل الكلوي البريتوني والغسيل الكلوي الذي يتم عن طريق الدم. أيًا كان نوع العلاج الذي تم إختياره، فإن أهداف الغسيل الكلوي متشابهة حيث تم تصميم غسيل الكلى ليحل محل العديد من وظائف الكلى، والهدف هو إزالة الفضلات، وإزالة السوائل الزائدة، وموازنة كمية المواد الكيميائية (الإلكتروليتات) والمواد الأخرى في الجسم.
لذلك، ينبغي التشدد بالإرشادات الصحية الوقائية مثل وضع الكمامة وغسل اليدين بإستمرار وتوعية المرضى بأعراض فيروس كورونا المستجد Covid-19 ومضاعفاتها. المستشفى يجب أن يخصص مساحة خارج قسم غسيل الكلى لفحص المرضى وسؤالهم عن تاريخ الأعراض وعن مخالطيهم.
وإذا حدث شك في إصابة أي مريض بالفيروس فيجب عزله عن باقي المرضى ثم إخضاعه للفحص للتأكد. بما أن هؤلاء هم أكثر عرضة للإصابة بكوفيد- 19، يجب أن يلتزم مرضى غسيل الكلى ببروتوكولات صارمة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
عليهم عدم التخلف عن جلسات الغسيل الكلوي وتناول أطعمة صحية مع المواظبة على الأدوية وعدم إهمالها؛ كما يجب الإمتناع عن الخروج وفي حال الضرورة يجب وضع الكمامة.