ما هي أضرار مادة نترات الأمونيوم على الصحة؟
ما هي أضرار مادة نترات الأمونيوم على الصحة؟
نترات الأمونيوم هي تلك المادة التي أدت إلى إنفجار ضخم هزّ العاصمة اللبنانية بيروت وأسفر عن موت ما يزيد عن مئتي شخص وجرح الآلاف، فضلا عن الدمار الهائل الذي أحدثه في المنطقة. على الرغم من فداحة الخسائر، إلا أن آثار إنفجار مادة نترات الأمونيوم لا ينحصر عند هذا الحد بل إن هذه المادة تؤثر سلبا على صحة الإنسان.
إنفجار هذه المادة أدى إلى إنبعاث كميات هائلة من ثاني أوكسيد النيتروجين (NO2) وهو غاز أحمر ذو رائحة كريهة يتسبب في تهيج الجهاز التنفسي. فالدخان الناتج من الإنفجار يحتوي على الكثير من الجسيمات والغازات السامة مثل ثاني أوكسيد النتروجين (NO2) وبعض الجسيمات الدقيقة التي ستبقى تتفاعل في الهواء لفترة من الوقت. اللون البرتقالي المتصاعد من الدخان هو ناتج من ثاني أوكسيد النيتروجين (NO2، وقد لوحظ هذا اللون البرتقالي أيضا أثناء انتشاره فوق المدينة والمناطق المجاورة. وبالإضافة إلى ذلك، ستنتج من الحريق والانفجار مواد خطرة أخرى مثل الهيدروكربونات الأروماتية الحلقية (Polycyclic Aromatic Hydrocarbons – PAH) وجزئيات الدخان الأسود الملوث. هذه المواد الكيميائية والدخان الأسود تعد خطرة على الصحة.
وفي بيان لمنظمة غرينبيس الشرق الاوسط وشمال افريقيا، قالت فيه من الممكن أن يتفاعل أوكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي لتكوين غاز الأوزون، وهو غاز مضر أيضا، في حين أن انتشار كميات كبيرة من أوكسيد النيتروجين في الجو قد يؤدي إلى ترسبات حمضية وممكن أن ينتقل مع اتجاه الرياح. وقد تنتج من الحريق كميات كبيرة من الملوثات الجزئية الاساسية والثانوية ايضا. إن التأثير النهائي للتلوث يظهر بشكل اساسي في كميات الرماد السام المتناثر وفي حجم التراكمات المكدسة على الأسطح التي قد يتطاير أثناء القيام بعمليات التنظيف. وبما أنه قد تم إخماد الحريق فمن المرجح انحصار النسب العالية من تلوث الهواء في الجو، لكن من المحتمل أن يكون تعرض بعض الأشخاص لنسب عالية من هذا الهواء الملوث في فترة الذروة.
أضرار صحية
أول أجهزة الجسم تضررا من انبعاث مادة نترات الأمونيوم هو الجهاز التنفسي حيث أن أعراض استنشاقه تتمثل في اختناق وضيق في التنفس وكحة جافة وسعال التهاب الحلق مستمرة ووجع في الصدر، وإذا كان التركيز عاليا يمكن أن تتسبب في الإغماء. أما استنشاق كميات كبيرة من هذه المادة فيؤدي إلى مشاكل تنفسية حادة تصل إلى حد الاختناق. مرضى الحساسية والأمراض الصدرية هم الأكثر تأثرا حيث يمكن أن يعانوا من مشاكل في التنفس لفترة أطول حتى تتخلص الرئتان من الروائح. كما تتسبب هذه المادة بتهيج في العين والجلد يؤدي إلى الحكة والاحمرار.
الجهاز العصبي كذلك يتأثر جراء استنشاق أو ابتلاع هذه المادة، حيث يمكن أن تتسبب في:
- الدوخة والصداع.
- القيء وآلام في البطن.
- الإسهال الدموي.
- الانهيار العصبي.
إجراءات وقائية
إجراءات بسيطة كفيلة في الحد من خطر هذه المادة على الصحة أولها ارتداء كمامة للحد من اختراق هذه الغازات إلى داخل الجسم عبر استنشاقها، والتزام المنازل وعدم التجول إلا في الحالات الضرورية. من يعاني من مشاكل صحية في الجهاز التنفسي عليه ان يغسل يديه ووجه مرات عدة خلال اليوم في حال تعرضه لهذه المادة. ومن الأفضل غسل جميع الأسطح المكشوفة في المنزل باستخدام مناشف مبللة لإزالة الجزيئات وعدم تشتتها في الهواء، ثم تجفيف هذه الأسطح، إذ إن مادة ثاني أكسيد النتروجين تتفاعل مع الأسطح الرطبة. الأطفال وكبار السن أكثر الفئات تأثرا بمادة نترات الأمونيوم، ومن الأفضل إبقائهم في مكان بعيد عن موقع الإنفجار.
وبحسب منظمة غرينبيس الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فهناك مجموعة من الإرشادات للحماية خلال هذه الفترة، وهي:
- الوقاية قدر الإمكان من استنشاق الجسيمات عبر إرتداء الكمامة في حال الحاجة الى الخروج ومن الأفضل ارتداء أقنعة الـ (N95) أو وضع أغطية للوجه في الخارج أو في أماكن يوجد فيها الغبار الكثيف.
- غسل اليدين والوجه والحفاظ على نظافتهما.
- إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة.
- غسل جميع الأسطح المكشوفة بالماء والصابون وإزالة الغبار، وغسل الشرفات الخارجية جيدا.
- في حال النزول إلى مكان الحادثة، يجب وضع قفازات سميكة عند رفع الحطام والإنتباه جيدا من الزجاج أو الأدوات الحادة.
- إبقاء الأطفال وكبار السن في بيئة نظيفة بعيدا عن مكان التفجير.
- الإلتزام بمعايير الأمان والاحتياطات اللازمة ضد فيروس كورونا المستجد Covid-19 خلال التواجد في الاماكن المكتظة في ظل الإكتظاظ الحاصل في المستشفيات.