سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم
أسهل سرطانات الأعضاء التناسلية وقايةً
يُعرف سرطان عنق الرحم بأنه نوع من السرطان يتطور في عنق الرحم لدى المرأة، وتقريباً غالبية الحالات سببها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ولحسن الحظ هناك لقاح لهذا الفيروس يقي من الاصابة شرط ان يُعطى بعمر محدد. على صعيد آخر، فإن الفحص النسائي الدوري وفحص مسحة الزجاجة (Pap Smears) يسهمان في الكشف المبكر وكذلك في تحديد مخاطر الإصابة بالمرض حتى لو لم تظهر أي علامات للسرطان، وهو ما أدى الى انخفاض نسبة الوفيات في الآونة الأخيرة.
منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت استراتيجية هدفها القضاء على سرطان عنق الرحم، فهو مرض يمكن تفاديه، كما يمكن الشفاء منه في حال كشفه مبكراً ومعالجته بالطريقة المناسبة، غير أنه رابع أكثر نوع من السرطان شيوعاً بين النساء في العالم. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تلقيح 90% من الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري الذي يتسبب بسرطان عنق الرحم في سن الخامسة عشرة. وإذا ما تم اتخاذ هذه التدابير بنجاح بحلول 2030، فقد يتراجع عدد الإصابات الجديدة بأكثر من 40%، وعدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض بمقدار خمسة ملايين بحلول 2050.
تعزى جميع حالات سرطان عنق الرحم تقريباً إلى الإصابة الدائمة بفيروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عن طريق الجنس ويعد من أكثر الأمراض المنقولة جنسياً ويصيب الرجال والنساء. يوجد أكثر من 100 سلالة من الفيروس، لكن السلالتين 16 و18 الخبيثتين بصورة خاصة مسؤولتان عن حوالي 70 بالمئة من إجمالي حالات سرطان عنق الرحم.
هذا الفيروس له عدة أنواع منها قليل الخطورة فتسبّب الثآليل الجلدية التناسلية ومنها شديد الخطورة والمسؤولة عن التغيرات في خلايا عنق الرحم. هناك عوامل خطورة أخرى مسببة لسرطان عنق الرحم وهي مرض نقص المناعة المكتسبة وقلة المناعة وحدوث التغيرات في خلايا عنق الرحم (تغييرات ما قبل الخبيثة)، وعدم إجراء الفحص النسائي المبكر، والتدخين، والاتصال المباشر أو غير المباشر بأشخاص يحملون هذا الفيروس.
تشفى الكثير من النساء من الفيروس تلقائياً، لكن الإصابة المزمنة تؤدي إلى حدوث تغيرات شاذة في خلايا عنق الرحم، والتي تعد مرحلة ما قبل سرطانية تتطور في صمت ما لم تعالج وتتحول إلى سرطان بعد مرور 15 إلى 20 عاماً؛ وبما انها تحتاج الى سنوات لكي تتطور، فإن امكانية كشفها مبكراً بواسطة الفحص النسائي ممكنة ما يزيد من فرص العلاج الناجح والنجاة من المرض لأن الجيد في الأمر هو قابلية هذا المرض للعلاج تماماً خاصة إذا تم اكتشافه في بداياته.
ماذا تشعر المرأة؟
أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم ربما تكون علامات للإصابة بمشاكل وامراض اخرى، ولكن يبقى الفحص الدوري هو الطريقة الأفضل للوقاية والكشف المبكر لأنه قد لا قد لا يسبب أي أعراض أو قد لا تكون الأعراض واضحة. بالإضافة الى ذلك، فإن معظم النساء لا تظهر عليهنّ أعراض في فترة ما قبل السرطان، أمّا في المراحل الأولى من سرطان عنق الرحم فقد تظهر بعض من الأعراض، بينما تكون الأعراض في المرحلة المتقدمة من سرطان عنق الرحم واضحة وتعتمد على الأنسجة والأعضاء التي أصيبت بالسرطان.
من العلامات التحذيرية الرئيسية لسرطان عنق الرحم النزيف المهبلي غير المعتاد وأي إفرازات مهبلية جديدة، أو عدم الراحة أثناء ممارسة الجنس، كما تشتكي بعض النساء المصابات من آلام في أسفل الظهر أو في الحوض. قد لا تشك المرأة في أي تحولات لديها خلال الإصابة بسرطان عنق الرحم، لأنه لا يوجد علامات أو أعراض تدل على وجود هذا السرطان عند معظم النساء، سوى في حالات قليلة حيث تلاحظ خروج دم بعد العملية الجنسية، لذا فإن الفحص الدوري وأخذ مسحة من عنق الرحم يعد أمراً مهما جداً.
نصائح لتحمي نفسكِ من خطر الإصابة
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، ويوجد لقاحان يمكنهما المساعدة في حماية الفتيات الصغيرات من الإصابة بالفيروس. يُنصح بإعطائه للبنات والأولاد من سن 11 إلى 12 سنة، ومن المهم إعطاء اللقاح للأولاد والبنات قبل حدوث اتصال جنسي وقبل التعرض للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. بمجرد حدوث العدوى، قد يفقد اللقاح فاعليته؛ وإذا لم يتم تطعيمهم كليا في سن 11 إلى 12 سنة، تنصح مراكز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC) بإعطائه للبنات والنساء في سن 26 سنة وللأولاد والرجال في سن 21. وعلى عكس السرطانات الأخرى، ينجم سرطان عنق الرحم عن فئة من الفيروسات هي الفيروسات الحليمية البشرية (HPV) التي يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عبر العلاقات الجنسية أو الاحتكاكات الحميمة. وتعتبر 70 في المئة من النساء معرضات للفيروسات الحليمية البشرية خلال حياتهن. يستطيع الجسم التخلص من هذه الفيروسات لوحده في أغلب الأحيان، لكنها قد تسبب أحياناً آفات سابقة للسرطان يمكن أن تتطور وتتحول إلى سرطان في عنق الرحم بعد سنوات عدة.
ان إصابة المرأة بفيروس الورم الحُلَيمي البشري واحداً من عوامل الخطورة الرئيسية لمرض سرطان عنق الرحم، اذ ان حالات الاصابة ترتبط كلها تقريباً بهذا الفيروس الذي يمكن أن يسبب نمواً شاذاً في النسيج، إضافةً إلى تغيرات أخرى في الخلايا، وهو ينتقل من خلال احتكاك الجلد بمنطقة مصابة لدى شخص آخر. إنَّ عدوى الفيروس الحليمي البشري التي لا تُشفى تكون قادرةً على التسبب بإصابة بعض النساء بالسرطان.
اختبارات عنق الرحم
فحص الزجاجة، او كما يشتهر تسميته بـ(Pap smears)، يبحث في عنق الرحم عن وجود خلايا طبيعية يمكن أن تتطور لاحقاً لتصبح سرطاناً، نتيجة التهاب بالفيروس الحليمي البشري. النتيجة غير الطبيعية لفحص الزجاجة لا تعني بالضرورة وجود سرطان في عنق الرحم، لكن يجب الأخذ في الاعتبار هذه النتيجة لتفادي أي تطور لاحق نحو السرطان. لهذا السبب، يجب الإصغاء جيداً إلى توصيات الطبيب الذي قد يطلب إجراء فحوصات مكملة أو إخضاع المرأة أحياناً لعلاج، حسب نتيجة الفحص. ورغم أن العدد الأكبر من سرطانات عنق الرحم يجري تشخيصه في عمر الأربعين عاماً تقريباً، يصيب هذا السرطان أيضاً مجموعة من النساء بعد عمر الخمسين؛ لذا، يوصي الأطباء بالخضوع لفحص الزجاجة بدءاً من عمر 25 وحتى 65 عاماً لإجراء أي علاجات لازمة قبل تطور الخلايا الشاذة إلى سرطان.
الإمتناع عن التدخين
هناك صلة بين التدخين والإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم، فالتدخين يفرز أجسام معينة في الجسم تساعد على تحول الخلايا الى سرطانية. الدراسات في هذا المجال تشير الى ان المدخنات تتزايد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 60 بالمئة عن النساء اللواتي لم يُدخّن مطلقاً. التدخين يزيد من مخاطر إصابة النساء بسرطان عنق الرحم وتتزايد المخاطر مع تزايد عدد السجائر التي يتم تدخينها يومياً ومع صغر السن التي بدأ فيها التدخين.
نمط الحياة الصحي
التغذية السليمة والمواظبة على الرياضة وتجنب التوتر وشرب الماء بكثرة والنوم الكافي، هي خطوات مهمة في حياتنا اليومية للوقاية ليس فقط من سرطان عنق الرحم بل من الكثير من الامراض الاخرى.
تطور في العلاجات
تطورت العلاجات على مر السنين إلى جانب التطورات التكنولوجية في المجال الطبي، ومن الممكن اليوم علاج الآفات السرطانية المبكرة والحفاظ على الخصوبة.
فإذا تم الكشف عن سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة تكون احتمالات الشفاء منه كبيرة. هناك طرق علاجية متابعة تشمل استئصال الرحم، واستئصال الغدد الليمفاوية في منطقة الحوض؛ قد تقتضي الضرورة في بعض الحالات الى استئصال كلا المبيضين وقناتي فالوب أيضاً، والمعالجة الإشعاعية والكيميائية، ويتم تحديد جلسات العلاج اللازمة تبعاً لحجم الخلايا السرطانية ومدى انتشارها.
في حال كانت المريضة دون سن الأربعين يتم استئصال عنق الرحم فقط، واذا كان المرض في مراحل متقدمة أي في المرحلة الثانية وما فوق وكان عنق الرحم أكبر من 4 سم فيكون العلاج بالعلاج الإشعاعي والكيماوي.
وفي بعض الحالات ما بين عمر 40 الى 60 عاما يكون للمريضة الخيار بعد أخذ العلاج الكيميائي والإشعاعي، وكان بالفعل هناك استجابة وصغر حجم الورم مع اختفاء الخلايا المنتشرة خارج عنق الرحم فيمكنها استئصال عنق الرحم موضع الورم.