أمراض وعلاجات

سرطان القولون

سرطان القولون

ما بين الأعراض المبكّرة والمتأخّرة… الكشف المبكر ينقذ الحياة

سرطان القولون إنضم إلى لائحة الأمراض السّرطانية التي يمكن الوقاية منها من خلال الكشف المبكر؛ سرطان القولون يحتل مرتبة متقدمة ضمن السرطانات الاكثر فتكا والسّبب في ذلك هو أن أعراض المرض غالبا لا تظهر خلال المراحل الأولى. لكن سياسة الكشف المبكر لدى الأشخاص الذين تخطوا عمر الخمسين بدأت تؤتي ثمارها من خلال الكشف المبكر للمرض الذي يؤدي بالتالي إلى العلاج المبكر وربما إزالة الثآليل قبل أن تتحول إلى سرطانية. 

رغم أن أسباب الإصابة لا تزال مجهولة، إلا أن عوامل الوقاية والكشف المبكر شهدت تطورا كبيرا إلى حد أتاح الفرصة للنجاة من براثن هذا المرض وأهم ما في الأمر هو القيام بفحوصات الكشف المبكر عند عمر الخمسين. منظار القولون هو أحد وسائل التشخيص التي تساعد الطبيب على إكتشاف الثآليل في بداية تكوّنها أي قبل أن تتحول إلى سرطانية فيقوم بإزالتها فورا. كما يمكن إجراء FIT Test الذي قد يكون بداية الطريق نحو التشخيص الصحيح.

ينشأ سرطان القولون والمستقيم من أنسجة القولون وهو الجزء الأطول من الأمعاء الغليظة. وتنشأ معظم سرطانات القولون في الطبقة تحت المخاطية للأمعاء. يعزو البعض الأسباب إلى أنماط الغذاء غير الصحية وتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون والتدخين بالإضافة إلى العامل الوراثي. 

تشير الأرقام إلى أن تسع حالات من بين عشرة يمكنهم الشفاء من سرطان القولون في حال الكشف المبكر عن المرض؛ وكما هو الحال في العديد من أنواع السرطان فإن الأعراض ليست محددة وغالبا ما تظهر في مرحلة متقدمة مثل ألم في البطن أو إضطرابات في الجهاز الهضمي غير عادية ومستمرة. 

سرطان القولون يبدأ عادة بالنمو على شكل لحميات صغيرة، وفي حال تم الكشف المبكر عن هذه اللحميات وإزالتها عبر المنظار فمن الممكن منع إنتشار الورم لأن رحلة تحول هذه اللحميات الصغيرة إلى أورام خبيثة تستغرق من 5 إلى 10 سنوات، وتتمثل بنزيف في الدم، وإنخفاض في الوزن، وبراز أسود اللون وإمساك مزمن، وإنسداد في الأمعاء. وعليه، لابد من إجراء منظار القولون ابتداءً من سن الخمسين للرجال والنساء حتى وإن لم يكن هناك تاريخ مرضي في العائلة ويتم إعادته بعد 10 سنوات إلا في حالة اكتشاف لحميات القولون والمستقيم فيجب تكرار الكشف في مدة أبكر يحددها الطبيب. لهذا السبب، وبعد سن خمسين عاما، يجب أن يتم إجراء الفحص الروتيني كل سنتين كإجراء وقائي. وفي حال وجود تاريخ عائلي بالمرض فقد قد يكون من الأفضل إجراء الفحص عند سن الأربعين عاما والبداية تكون من فحص البراز المناعي الكيميائي للبحث عن آثار الدم في البراز غير مرئية بالعين المجردة.

أعراض المرض

من أبرز الأعراض التي يمكن أن يشعر بها مرضى سرطان القولون:

  • آلام في الجانب الأيسر العلوي من البطن يظهر ويختفي لبضعة أيام
  • تغير النمط الطبيعي للأمعاء، حيث يواجه المريض صعوبة في التبرز في بعض الأحيان  وأحيانا أخرى يتم الامر بسهولة.
  • تغيّر في شكل البراز، إذ إنه عندما يكبر حجم الورم يؤدي ذلك إلى عرقلة مسار خروج البراز بشكل جزئي فلا تكتمل عملية التخلص من هذه الفضلات، وهذا الأمر غالبا ما يكون مرتبطا بوجود الأورام في الجزء الأخير من القولون.
  • وجود الدم في البراز، فعندما يكتسب البراز لونا بنيا أو أحمر فاتحا، فذلك دليل على وجود تغيرات في القولون، لكنه قد يكون أيضا بسبب مشكلة في البواسير. إلى جانب ذلك، قد يختلط الدم بالبراز أو يظهر لديك نزيف قبل الدخول للحمام أو بعده. ويمكن أن تكشف هذه الأعراض بوضوح عن سرطان القولون، وفي هذه الحالة فإن فحص البراز FIT Test يعتبر ضروريا للغاية.
  • فقدان الوزن من دون سبب قد يعتبر إنذارا إلى احتمالية وجود أورام، التي ليست بالضرورة أن تكون مرتبطة بالقولون. وفي الواقع، فإن فقدان الوزن بشكل مفاجئ دون تغيير نظامك الغذائي أو اتباع حمية للتخلص من الوزن أو ممارسة نشاط بدني، يمثل مصدرا للقلق.

السبب المباشر لحدوث سرطان القولون لا يزال غير معروف لدى الأطباء، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة هي:

  • التقدم في السن لاسيما من تخطى عمل الـ 50 سنة؛ يمكن أن يصاب الشباب أيضا ولكن نسبة حدوثه قليلة جدا.
  • يصيب الرجال أكثر من النساء
  • في حال الإصابة سابقا بسرطان القولون قد يعود ويظهر المرض من جديد.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، فالوراثة مسؤولة عن 5% من الحالات.
  • وجود أمراض إلتهابيّة في الأمعاء مثل إلتهاب القولون التقرحي ومرض كرون  معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان القولون، وتزيد خطورة الإصابة كلما طالت فترة الإصابة بالتهاب الأمعاء وكلما زادت شدة الالتهابات.
  • الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون واللحوم الحمراء واللحوم المصنعة أو الأغذية قليلة الألياف، قد تكون سببا من أسباب نشوء سرطان القولون أو المستقيم.
  • قلة النشاط البدني: لأن النشاط البدني يساعد الجسم على التخلص من المواد الضارة، ويحفزه على مقاومة الأمراض التي قد تصيبه كالسرطانات أو الإلتهابات الداخلية. القولون.
  • السّمنة المفرطة تزيد مخاطر الإصابة بسرطان القولون ويزيد كذلك خطر الوفاة بسبب المرض بالمقارنة مع الأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي.
  • العلاج الإشعاعي الموجّه لسرطان سابق على البطن يزيد من خطورة الإصابة بسرطان القولون لاحقًا.
  • التدخين.

فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT)

يتم إجراء هذ الفحص في مرحلة ما قبل المنظار بواسطة استخدام جهاز لوحي تُوضع فيه مسحة من البراز، وإن كانت نتائج التحليل إيجابية فعندها يجب على المريض الخضوع لإجراء المنظار التشخيصي للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم. 

ينبغي إجراء هذا الفحص لجميع الأصحاء بعد عمر الخمسين من أجل الكشف على العلامات المبكرة لسرطان القولون . في معظم حالات سرطان القولون في المراحل المبكرة يصاب جدار القولون بالجروح ما يسبب إفراز كمية صغيرة من الدم مع البراز. ولأن الحديث عن كمية صغيرة، فإنه من غير الممكن رؤيتها بالعين المجردة بل بواسطة المواد الكيميائية من أجل الحصول على أدلة على حدوث نزيف. يعتبر فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT) أحد أهم الفحوصات المبكرة التي تكشف للطبيب وجود أي دم خفي في البراز ما يعتبر من أبرز عوارض سرطان القولون. هناك بعض الأطعمة أو الأدوية التي تؤثر على جودة الفحص ونتيجته، فيلجأ الطبيب إلى تحذير المريض لضرورة تجنب بعض العادات الغذائية قبل نحو ثلاثة أيام من إجراء الفحص. على المريض أن يتبع إرشادات الطبيب بدقة من أجل الحصول على نتيجة دقيقة. 

يكون الإستعداد للفحص بالدرجة الأولى بتجنب بعض الفواكه أو الخضراوات المعينة منها القرنبيط واللفت، اللحوم الحمراء، الفجل الحار؛ بالإضافة إلى تلك الاطعمة، يتوجب على المريض التوقف عن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين “سي”، ومسكنات الألم. قد تكون النتيجة سلبية بحيث لا يتم العثور على دم في البراز؛ في هذه الحال، وفي حال لم يكن هناك تاريخ عائلي بالمرض أو أي أعراض أخرى، فقد يطلب الطبيب إجراء الفحص بعد عامين.

أما إذا كانت النتيجة إيجابية وثبت وجود دم خفي في البراز، ينتقل الطبيب إلى المزيد من الفحوصات التشخيصية ومنها بشكل أساسي منظار القولون لتحديد السبب والإسراع في إعطاء العلاج المناسب. يجب الإشارة في هذا الإطار إلى أن الطريقة التي يتم من خلالها الحصول على عيّنة من البراز تلعب دورا مهما في دقة النتيجة، حيث ينبغي إتباع إرشادات الطبيب وأخصائي المختبر. 

يجب بالدرجة الأولى أخذ عينة البراز في وعاء بلاستيك نظيف ومغطى ومن ثم وضع بيانات المريض على الوعاء؛ ومن المهم تحذير المريض بعدم خلط عينة البراز مع البول.

منظار القولون

منظار القولون هو من أهم سبل التشخيص، حيث يتم إستخدام أنبوبا طويلا ومرنا ورفيعا يتصل بكاميرا فيديو وشاشة لعرض القولون والمستقيم بأكملهما. إذا تم العثور على أي مناطق مشتبه في إصابتها بالمرض، يمكن للطبيب تمرير الأدوات الجراحية من خلال أنبوب لأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) لتحليلها وإزالة السلائل. يتم إجراء هذا الفحص تحت التخدير العام الخفيف وهو غير مؤلم ولكن يجب أن تكون الأمعاء نظيفة تماما لكي يتمكن طبيب أمراض الجهاز الهضمي من فحص الجدران بواسطة كاميرا صغيرة يمكنه أن يكتشف أي أورام حميدة قبل أن تتحول إلى سرطان ويمكن أن يأخذ خزعة منها في حالة الشك. في حال وجود تاريخ عائلي لبعض أمراض القولون والمستقيم، يوصف الطبيب بفحص القولون بالمنظار سنويا كما أنه يستطيع أن يوصي بفحص الجينات السرطانية للبحث عن قابلية محتملة وراثية للسرطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى