سرطان الغدد الليمفاوية من نوع غير هودجكين
سرطان الغدد الليمفاوية من نوع غير هودجكين
تقدم كبير على مستوى العلاجات بعث الأمل في نفوس المرضى
هو احد أنواع الأورام السرطانية التي تصيب الجهاز الليمفاوي والذي يعتبر جزءا من جهاز المناعة. يعد سرطان الغدد الليمفاوية من نوع “غير هودجكين” (Non Hodgkin’s Lymphoma) أكثر خطورة من السرطان من نوع هودجكين، وتتزايد احتمالات الإصابة به مع التقدّم في السّن .ورغم أنه أشد فتكا من غيره من أنواع السرطانات، إلا أن التقدم الكبير على مستوى علاج السرطانات في السنوات الأخيرة كان له كبير الأثر على إمكانية الشفاء من هذا النوع من السرطان.
وفي شرح لآلية حدوث المرض، فإن كريات الدم البيضاء تتحرك بشكل طبيعي ضمن دورة حياة خاصة بها بحيث تموت الخلايا اللمفاوية المتقدمة في السن على أن يقوم الجسم تلقائيا باستبدالها من خلال بناء خلايا جديدة .أما في حالة وجود أورام الغدد اللمفاوية غير هودجكن، فإن الجسم يقوم بإنتاج خلايا ليمفاوية شاذة تنمو وتنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليها او التحكم بها ليسبب انتفاخا في العقد اللمفاوية.
ما هو الجهاز الليمفاوي
يعتبر الجهاز الليمفاوي واحدا من أجهزة الجسم والنظم الرئيسية فيه المسؤولة عن إزالة السموم، كما انه أحد مكونات نظام المناعة الذي يحمي الجسم ضد الأمراض والعدوى، كما يساعد الجهاز الليمفاوي في حركة السوائل في الجسم. وظائفه عديدة وأهمها تصريف الفضلات من أنسجة الجسم، العدوى وتجميع فائض السوائل التي تفرزها أنسجة الجسم ولا تدخل الى الدورة الدموية.
تشمل أجزاء الجهاز الليمفاوي:
- الأنسجة الليمفاوية وهي العقد الليمفاوية والطحال والغدة الزعترية ونخاع العظم وأنسجة لمفاوية موجودة في الجهة الخلفية من الحلق والمعدة والأمعاء.
- السائل الليمفاوي وهو سائل صاف ينتقل عبر الجهاز الليمفاوي ويحمل النفايات من الجسم والسوائل الزائدة من الأنسجة، كما يحتوي على الخلايا الليمفاوية وخلايا جهاز المناعة.
- الأوعية الليمفاوية، وهي أوعية صغيرة شبيهة بالأوعية الدموية يتحرك فيها السائل الليمفاوي “اللميف” وينتقل بين الأنسجة الليمفاوية.
وهناك نوعان من الخلايا الليمفاوية، وهي:
- الخلايا البائية “B lymphocytes”، : تحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات عبر التحول إلى خلايا بلازمية تقوم بصناعة الأجسام المضادة التي تهاجم الأجسام الغازية.
- الخلايا التائية: لها عدة وظائف، فبعضها يهاجم الأجسام الغازية مباشرة ويدمرها، وبعضها يقوم بتغيير نشاط مكونات جهاز المناعة الأخرى سواء تحفيزا أو إبطاء.
من وظائف الجهاز الليمفاوي نقل فائض سائل البلازما من الخلايا وإعادته الى الأوردة حيث يدخل مرة أخرى في الدورة الدموية، امتصاص الدهن ونقله حيث تقوم شعيرات ليمفاوية بامتصاص الدهن ونقله الى أنحاء الجسم كافة لاسيما تلك التي تتواجد في الأمعاء. كما أن الجهاز الليمفاوي مسؤول عن جهاز المناعة بحيث أنه يحوي الخلايا اللمفاوية، والغدد اللمفاوية التي تواجه جميع الميكروبات التي يحويها الليمف، فتقوم الخلايا اللمفاوية بإنتاج أجسام مضادة للميكروبات أو بمهاجمة الميكروبات مباشرةً. يقوم الجهاز الليمفاوي أيضا بتنقية الجسم من الفضلات والأوساخ، وإبادتها في الأعضاء اللمفاوية وخاصةً الغدد اللمفاوية، إضافة الى صرف فائض البروتينات من خلايا الجسم لمنع تراكم البروتينات والسوائل ومنع حدوث الوذمة.
بعض العوامل التي يمكن أن تساهم في خطر ورم الغدد اللمفاوية غير هودجكن
- العمر :ورغم أنه يمكن أن يحدث في أي عمر إلا أن فرص الإصابة ترتفع مع التقدم في العمر وهو شائع عند الناس بعمر 60 سنة.
- تدني مستوى المناعة في الجسم : كما هو الحال عند زراعة عضو جديد بحيث يكون المريض أكثر عرضة لأن علاج الكبت المنيع يعطل آليات المناعة لديه. العدوى: حيث يمكن لكثرة التعرض للالتهابات أن تزيد من خطر ورم الغدد الليمفاوية.
- المواد الكيميائية :التعرض لبعض المواد الكيميائية كتلك التي يتم استخدامها في قتل الحشرات والأعشاب الضارة يمكن أن تسبب خطر تطور الورم.
الأعراض
يسبب سرطان الغدد الليمفاوية من نوع “غير هودجكين” العديد من الأعراض بحسب موضع الإصابة، فقد يعاني المريض من تضخم ملحوظ ولكن بدون ألم في الغدد الليمفاوية القريبة من سطح الجسم، مثل الغدد على جانبي الرقبة وتحت الإبطين أو بالترقـوة، بحيث يستمر لفترات طويلة قبل أن تعود الغـدّة للحجم الطبيعي. ومن الأعراض ايضا انتفاخ البطن وتضخمها وذلك عندما يتموضع الورم في الأنسجة الليمفاوية بالتجويف البطني، وقد يكون الورم كبيرا الى حد قد يتسبب بتفتق نسيج الطبقة المبطنة للتجويف البطني، ما ينتج عنه احتباس كميات كبيرة من السوائل.
من الممكن أيضا أن يتركز الورم بالأنسجة الليمفاوية قرب الكِلية أو الأمعاء فيتضخم ليسبب انسدادات تعيق التبول أو التبرز، بحيث يشعر المريض بآلام حادة في البطن أو معتدلة في بعض الاحيان؛ بعض الحالات قد ينشأ عنها فشل كلوي او انسداد في الأمعاء.
أما عند إصابة الغدّة الزعترية أو الغدد الليمفاوية بالجزء العلوي من الصدر وتضخمها، تظهر أعراض مثل السعال وضيق النفس، نتيجة ضغط الورم على القصبة الهوائية، وعند تفاقم الحال قد يؤدي ذلك إلى الاختناق، بينما عند ضغط كتلة الورم على الوريد الأجوف العـلوي، الذي يحمل الدم من الرأس والذراعين إلى القلب، تنتج حالة تُعرف بمتلازمة الوريد الأجوف العـلوي، ومن علاماتها ظهور انتفاخ بالرأس وأعلى الصدر والذراعين، مع تغير لون البشرة بهذه المواضع إلى اللون الأحمر المزرق.
ولهذا المرض أربع مراحل هي:
- الأولى: إصابة منطقة واحدة، غالباً ما تكون عقدة ليمفاوية واحدة والمنطقة المحيطة بها.
- الثانية: إصابة أكثر من سلسلة عقد ليمفاوية على جانب واحد من الحجاب الحاجز أي فوقه أو تحته وليس الجانبين معاً، أو سلسلة عقد لمفاوية، بالإضافة إلى منطقة أو عضو مجاور.
- الثالثة: إصابة سلاسل عقد ليمفاوية على جانبي الحجاب الحاجز مع عضو أو منطقة واحدة مجاورة للعقد المصابة، إصابة الطحال، أو أي عضو أو منطقة أخرى.
- الرابعة: إصابة عضو أو أكثر ونخاع العظم أو الجلد، الكتلة الورمية، وتسمى الأورام التي تكون كبيرة في الحجم بالأورام الكتلية أو الداء الكتلي.
العلاجات
تتضمن العلاجات الحالية لليمفوما «لا هودجكن» العلاج الكيميائي، والعلاج بالأضداد أحادية النسيلة، المعالجة الشعاعية، والعلاجات البيولوجية وزرع نخاع العظم، وترتكز الخطط العلاجية التي يقررها الطبيب على عوامل عدة وهي مرحلة المرض التي تُميز مكان انتشار السرطان في أنحاء الجسم، وما إذا كانت الحالة عدوانية او خاملة. على الطبيب ايضا معرفة التاريخ الصحي وعمر المريض، كما يعتمد على الأعراض. العلاجات الأكثر شيوعا هي العلاج الإشعاعي إذا كان الورم في منطقة واحدة بالجسم، العلاج الكيميائي، العلاج المناعي الإشعاعي ويكون بحقن بمادة مشعة ترتبط بالأجسام المضادة وتستهدف الخلايا السرطانية. في حالات التي لا تستجيب للعلاج الكيميائي من الممكن أن تلجأ الى زراعة النخاع باستخدام الخلايا الجذعية من الشخص نفسه.