سرطان العظام
سرطان العظام
أعراضه وأحدث علاجاته
سرطان العظام هو مرض خبيث يصيب النسيج العظمي ويعمل على تدميره، وكما باقي أنواع السرطان فإن سرطان العظام يحدث بسبب وجود خلل في المادة الوراثية للخلايا “DNA” ما يؤدي الى نمو غير طبيعي لا يمكن السيطرة عليه. ومع تقدّم الطب تتقدّم وسائل التشخيص والعلاجات، والترميم عند الحاجة لعمليات جراحية. فما هي آخر وأبرز التطورات على هذا الصعيد؟
يوجد قسمان من الأورام التي تصيب العظام: الأولى هي الأورام الحميدة التي تنمو في العظام وتضغط عليها ولكن لا تدمرها ولا تنتشر الى أعضاء أخرى من الجسم؛ والأورام الخبيثة التي تدمر النسيج العظمي ولديها قابلية الانتشار الى أماكن أخرى. وقد ينشأ سرطان العظام أساسا في العظم ويسمى السرطان الأولي، أو يمكن أن ينتقل الى العظام آتيا من موقع آخر كالرئة مثلا في حالة سرطان الرئة، وعندها يسمى السرطان الثانوي. وعلى رغم أن العامل المسبب لسرطان العظام لا يزال مجهولا، كما سائر أنواع السرطانات، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة به، ومنها وجود سرطانات أخرى كسرطان الثدي او الرئة او الكلى، وتوافر بعض العوامل الوراثية والتعرض للإشعاع، او لدى المصابين بمرض «باجيت» الذي يتسبب بزيادة سماكة العظام وضعفها في الوقت نفسه.
هناك ثلاثة أنواع أساسية من سرطان العظام، هي:
السّاركوما العظمية “Osteosarcoma”، وينشأ هذا النوع في الخلايا العظمية، وعادة ما يحدث في الركبة والجزء العلوي من الذراع.
السّاركوما الغضروفية “Chondrosarcoma”، وينشأ في النسيج الغضروفي الذي يغطي نهايات العظام ويبطن المفاصل، وعادة ما يحدث في مناطق الحوض والكتف والمنطقة العلوية من الساق.
ساركوما يوينغ “Ewing Sarcoma”، يعتقد أنه ينشأ من الأعصاب داخل النسيج العظمي، وعادة ما يحدث في العمود الفقري والحوض والساقين والذراعين.
في المرحلة الأولى، تكون الإصابة بسرطان العظام مقتصرة فقط على العظام ولم ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، وهذه المرحلة من الإصابة هي درجة منخفضة، ما يعني أن الخلايا السرطانية تكون أقل عدوانية.
عند وصول المريض الى المرحلة الثانية، فإن السرطان يكون بدرجة عالية والخلايا السرطانية تكون أكثر عدوانية، إلا أن المرض يبقى ضمن العظام ولا ينتقل الى أعضاء الجسم الأخرى. أما في المرحلة الثالثة، فإن سرطان العظام يحدث في مكانين أو أكثر على نفس العظم، ويمكن أن تكون أورام المرحلة الثالثة إما منخفضة أو عالية الشدة. عند بلوغ المريض المرحلة الرابعة، يكون السرطان عندها قد انتشر خارج العظام إلى مناطق أخرى من الجسم مثل العظام الأخرى أو الأعضاء الداخلية.
أما أنواع الأورام الحميدة، فهي:
الورم العظمي الغضروفي (Osteochondroma)، وهو الأكثر شيوعاً، ويصيب الأشخاص قبل سن العشرين.
ورم الخلايا العملاقة في العظام (Giant Cell Tumor)، وهو عبارة عن ورم حميد ينشأ في العظام، وغالباً ما يصيب عظام الأرجل.
الورم العظمي العظماني (Osteoid Osteoma)، وهو عبارة عن ورم حميد يصيب العظام الطويلة وغالباً ما يصيب البالغين في بداية سنوات العشرين.
ورم بانيات العظام (Osteoblastoma): هو عبارة عن ورم يصيب العظام الطويلة والعمود الفقري. غالباً ما يصيب الإنسان في بداية سن البلوغ.
الورم الغضروفي الباطني (Enchondroma): هو الورم الذي يظهر في كف اليد أو كف الرجل، ولا يسبب أية أعراض سوى ظهور الورم نفسه.
الاستئصال الجراحي هو العلاج الأكثر نجاحا لأورام العظام الحميدة، باستثناء بعض الحالات التي تحتاج الى العلاج بالأشعة.
سبل التشخيص
هناك العديد من الخيارات لتشخيص سرطان العظام على أن يحدد الطبيب الطريقة الأفضل بحسب الحالة. ومن أبرز سبل التشخيص، التصوير بأشعة أكس “X” أو التصوير ثلاثي الأبعاد باستخدام أشعة أكس، حيث يقوم جهاز التصوير بأخذ أكثر من صورة من زوايا مختلفة ومن ثم يقوم الحاسوب بجمع هذه الصور بصور واحدة ثلاثية الأبعاد يمكن من خلالها الكشف عن وجود سرطان في العظم. ومن الطرق الأخرى الشائعة هو التصوير بالرنين المغناطيسي، ويمكن استخدام طريقة الخزعة للكشف عن وجود خلايا سرطانية في العظام. إذن، وبعد التعرف على التاريخ الطبي للمريض وفحصه سريريا مع الاستماع الى شكواه، يطلب الطبيب سلسلة من الفحوصات والصور التشخيصية، تتمثل على النحو التالي:
اختبارات الدم الروتينية والبيوكيميائية
من الضروري إجراء فحوصات دم روتينية لأنه في حال كان المريض مصابا بسرطان العظام، فقد يكون هناك فقر دم وانخفاض كريات الدم البيضاء أو الصفائح الدموية الموجهة إليه. كما تظهر فحوصات الدم البيوكيميائية زيادة في إنزيم يسمى فوسفاتيسي القلوية في المرضى الذين يعانون من Osteosarcoma.
التشخيص بالأشعة
هو الإجراء الأمثل للكشف عن سرطان العظام وهو أول ما يطلبه الطبيب، فعن طريقه يمكن تحديد مكان تواجد الورم ومدى انتشاره. وتلعب الأشعة التصويرية دورا هاما في تشخيص سرطان العظام وتحديد مدى انتشاره وفي أية مرحلة يوجد، ومن أمثلتها:
التصوير بالأشعة السينية (X-Ray) على الجزء المصاب أو المشكوك فيه أنه ورم في العظام.
أشعة الطبقي المحوسب (CT– Computerized Tomography).
أشعة الرنين المغناطيسي (MRI– Magnetic Resonance Imaging).
مسح العظام (Bone Scan)
الخزعة
هو الأسلوب الأكثر اعتمادا في سائر حالات السرطانات للتأكد من تشخيص المرض. تساعد الخزعة في تحديد المرض ونوعه ومرحلته وذلك بعد إجراء الفحوصات عليها وإرسالها الى المختبر لتبيان النتيجة وتحديد الحالة.
العلاجات
إن تحديد نوع العلاج يعتمد بالدرجة الأولى على تحديد نوع السرطان ومرحلته وصحة المريض العامة، ليحدد الطبيب بعد ذلك الخيار الناجح لعلاج الحالة؛ وقد يلجأ في بعض الحالات الى الجمع بين أكثر من نوع مثل الجراحة والعلاج الكيميائي او العلاج الإشعاعي وغيرها. يبدأ العلاج عادة مع العلاج الكيميائي لمنع انتشار الورم ومن ثم تقليصه، ثم يتم إجراء جراحة إزالة الجزء السرطاني من العظم. ثم يُستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لقتل أية خلايا سرطانية متبقية.
العلاج الجراحي هو احد الخيارات التي يستعين بها الطبيب بهدف إزالة سرطان العظام بأكمله، حيث يعتمد على تقنيات خاصة لإزالة الورم في قطعة واحدة، جنبا إلى جنب مع جزء صغير من الأنسجة السليمة التي تحيط به. قد يكون الجراح قادرا على إزالة سرطان العظام وتجنيب الطرف في حال كان بالإمكان فصل سرطان العظام عن الأعصاب والأنسجة الأخرى. عند إزالة بعض العظام المصابة بتورّم السرطان، يعمد الجراح للتعويض عن العظام المفقودة، إلى الإستعانة ببعض العظام من منطقة أخرى من الجسم، مع مواد من بنك العظام أو مع بديل صناعي من المعادن الخاصة.
لدى بعض الحالات، يمكن الاستعانة بجراحة السرطان التي لا تؤثر على الأطراف؛ فإذا حدث سرطان العظام في مواضع أخرى غير الذراعين والساقين، يمكن للجراحين إزالة العظام وبعض الأنسجة المحيطة بها، مثل السرطان الذي يؤثر على الضلع، أو قد يزيل الطبيب المنطقة المصابة مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من العظام، كما هو الحال في السرطان الذي يؤثر على العمود الفقري، فإنه يمكن استبدال العظام التي تمت إزالتها أثناء الجراحة بقطعة من العظم من منطقة أخرى من الجسم، مع مواد من بنك العظام أو مع بدائل معدنية خاصة.
اما الجراحة التي يقوم فيها الجراح بإزالة طرف، فيكون السرطان في العظام الكبيرة جدا أو التي تقع في نقطة معقدة على العظام قد تتطلب عملية جراحية لإزالة كل أو جزء من الأطراف؛ كما يتم تطوير العلاجات الأخرى. وهذا الإجراء يكون أقل شيوعا، ومن المرجح أن تكون مزودة بطرف اصطناعي بعد الجراحة ويتم الذهاب الى التدريب لتعلم كيفية القيام بالمهام اليومية باستخدام الطرف الجديد. على صعيد العلاجات الأخرى بعيدا عن الجراحة، فإن العلاج الكيميائي يبقى الخيار الأمثل لقتل الخلايا السرطانية، وغالبا ما يعطى عن طريق الوريد ليصل الى جميع أنحاء الجسم. يمكن استخدام العلاج الكيميائي للمرضى الذين يعانون من سرطان العظام بعد انتشاره إلى مناطق أخرى من الجسم. كما يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية، وخلال العلاج الإشعاعي يكون المريض مستلقيا على لوح بينما توجد آلة خاصة تتحرك من حوله وتمرر حزما من الطاقة في نقاط دقيقة على الجسم.
في العادة، يتم استخدام العلاج الإشعاعي، جنبا إلى جنب مع العلاج الكيميائي، قبل العملية الجراحية، وهذا قد يزيد من احتمال تجنّب البتر بحيث لن يكون ضروريا. يمكن أيضا استخدام العلاج الإشعاعي على الأشخاص الذين يعانون من سرطانات العظام التي لا يمكن إزالتها بالجراحة، وبعد الجراحة يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لقتل أية خلايا سرطانية قد تترك بعد الجراحة، وبالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان العظام المتقدم، قد يساعد العلاج الإشعاعي على التحكم في العلامات والأعراض مثل الألم.