سرطان الثدي في شهره العالمي
سرطان الثدي في شهره العالمي
مرحلة المرض تحدد بروتوكول العلاج المناسب
تشير الإحصاءات الى أن حالات كثيرة تخطت سرطان الثدي ونجحت في الشفاء منه بسبب اكتشافها مبكرا، فيتم شفاؤها بشكل كامل من دون وجود أي انتكاسات مستقبلية خلال عشر سنوات التي تلي العلاج؛ هذه النتائج تعتبر خير دليل على أن حملات التوعية التي تقام مع بداية شهر أكتوبر\ تشرين الأول من كل عام بدأت تؤتي ثمارها لجهة ارتفاع نسبة الوعي في المجتمع سواء بين النساء او أفراد الأسرة.
لقد بات بإمكان الأطباء اليوم معالجة سرطان الثدي والسيطرة عليه بفضل وجود أدوية جديدة تزيد فعاليتها كلما كان المرض في بدايته؛ وإذا كان في مرحلة متقدمة، تكون بداية العلاج بالهرمونات او مع مضادات لأنزيم CDK4-6 التي تساعد العلاج الهرموني وتزيد المدة في عدم تقدم المرض عند السيدة المصابة. كما تزيد فرص الكشف المبكر في ظل تطور وسائل التشخيص لاسيما تقنيات التصوير الطبي؛ فبداية التشخيص تكون عبر الفحص السّريري بعد أن تلاحظ المرأة تغيرات ما خلال إجرائها الفحص الذاتي للثدي؛ وسرعان ما يطلب الطبيب صورة الماموغرام لمراقبة أي تغيرات في شكل الثدي او وجود كتل تحت الجلد او وجود إفرازات مائلة للصفرة، ويتم تأكيد الإصابة في حالات سرطان الثدي غالباً بسحب خزعة نسيجية من الثدي ودراستها مخبرياً. وقد يتم اللجوء إلى الكشف عن السرطان أيضاً باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي ‘MRI’ والتصوير بالأشعة فوق الصوتية.
مراحل المرض وعلاجها
أربع مراحل هي تلك التي يصنفها العلم لتحديد سرطان الثدي ومدى انتشاره، وعلى هذا الأساس يتم تحديد بروتوكول العلاج المناسب. عندما يتم اكتشاف المرض في المرحلة الأولى والثانية، فهو سرطان مبكر يتم علاج غالبية الحالات بالجراحة خصوصاً إذا كان الورم صغيراً، فيتم تحديد مكان الورم وحجمه ولا داعي لاستئصال الثدي بشكل كامل. كذلك، لم يعد الأطباء اليوم يستأصلون العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط في حال كان الورم صغيراً بل يتم استئصال عقدة واحدة وهي العقدة الحارسة لفحصها، وعلى أساسها يقرر الطبيب إما استئصال كل العقد اللمفاوية او الاكتفاء باستئصال هذه العقدة، او اعطاء العلاج الشعاعي. هذه الطريقة الحديثة في العلاج توفر على المريضة احتمال حدوث ورم في الذراع والحدّ من حركة يدها. سرطان الثدي في المرحلة الثالثة يعتبر مرضاً متقدماً موضعياً. وفي هذه المرحلة لا يتم اللجوء الى الجراحة في بادئ الأمر بل يستعين الطبيب بالعلاج الكيميائي والعلاج الموجّه لتحجيم الورم ومن ثم الجراحة. السرطان في المرحلة الرابعة لا يلجأ الطبيب الى الجراحة بل الى علاج وفق مستقبلات الهرمونات. وفي هذه الحالة تخضع المريضة الى علاج مضاد للهرمونات مع بعض الأدوية الحديثة التي تساعد العلاج بالهرمونات او الى علاج كيميائي او علاج مضاد لـHER 2 لزيادة احتمال السيطرة على المرض.
سرطان الثدي الانتكاسي
هناك نسبة من النساء اللواتي تخلصن من سرطان الثدي قد يعود لهن المرض مرة أخرى، فتحدث الانتكاسة غالباً في السنوات الخمس الأولى بعد العلاج خاصة تلك الحالات التي تم تشخيص المرض السابق لديهن في مراحل متقدمة اعتماداً على معايير عدة ترتبط بحجم الورم ومدى انتشاره للعقد اللمفاوية والنوع البيولوجي للورم وخاصة الحاملات لمستقبلات «هير2» واللاتي يفتقدن المستقبلات الهرمونية. سرطان الثدي الانتكاسي هو سرطان ثدي يعود مرة أخرى بعد العلاج الأولي. ورغم أن العلاج الأولي يهدف في الأساس إلى إزالة الخلايا السرطانية، فإن بعض الخلايا قد تنجو من العلاج وتبقى بالجسد. وهذه الخلايا السرطانية غير المكتشفة تتكاثر وتعود مرة أخرى في هيئة سرطان الثدي الانتكاسي.
ان اكتشاف سرطان الثدي في المراحل المبكرة يساعد في الشفاء التام بنسبة 90% لتقل معه فرص الانتكاسة بعد الشفاء الى ما بين 7% – 13%، فيما تزيد فرص الانتكاسة في الحالات المتقدمة لتصل إلى 40% خلال الخمس سنوات الأولى التي تعقب الشفاء. لكن التطورات الحديثة في مجال سرطان الثدي وخاصة في مجال علاج إيجابي المستقبلات قدمت فرصاً عالية في إمكانية السيطرة على المرض والأعراض المصاحبة له في الحالات غير القابلة للشفاء لعدد من السنوات.
يعود السرطان الانتكاسي مرة أخرى لإصابة المكان السابق نفسه والغدد اللمفاوية المجاورة لدى حوالى 10% – 40% من الحالات، مع خطر انتشاره إلى أعضاء أخرى شائعة كالعظام والكبد والرئتين. وهنا، تكمن أهمية الكشف المبكر والمتابعة الدورية لزيادة نسب الشفاء من سرطان الثدي والتقليل من فرص عودة الورم بعد الشفاء عن طريق العلاج الجراحي الذي يستكمل بالعلاج الكيماوي والبيولوجي والهرموني والإشعاعي اعتماداً على مرحلة الورم ونوعه البيولوجي. مع ظهور السرطان من جديد، فإنه يعود في نفس مكان الإصابة بالسرطان الأصلي؛ في حال خضوع المريضة لاستئصال الكتلة الورمية، فقد يعاود السرطان الظهور في أنسجة الثدي المتبقية. أما إذا تم استئصال الثدي، فقد يعاود السرطان الظهور في الأنسجة المبطنة لجدار الصدر أو في الجلد. تتضمن علامات معاودة الإصابة الموضعية وأعراضها وجود كتلة جديدة في الثدي أو منطقة صلبة غير اعتيادية، مع تغيرات بالجلد في منطقة الثدي والتهاب الجلد أو احمرار إضافة الى إفرازات الحلمة.
بالنسبة للوقاية من سرطان الثدي الانتكاسي، فهناك بعض الإجراءات الطبية والعلاجات التي تحد من خطر الانتكاسة الجديدة وتقلل من مخاطرها، وتكون تلك العلاجات على النحو التالي:
- العلاج بالهرمونات
يمكن للنساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمون تقليل خطورة الإصابة بسرطان الثدي المتكرر من خلال تناول العلاج الهرموني بعد العلاج الأولي. قد يستمر العلاج الهرموني لخمس سنوات على الأقل.
- العلاج الكيميائي
بالنسبة للنساء اللاتي ترتفع لديهن خطورة الإصابة بالسرطان المتكرر، يبدو أن العلاج الكيميائي يقلل من فرص ارتداد السرطان، وأن المتلقيات للعلاج الكيميائي يعشن بشكل أفضل.
- العلاج الإشعاعي
بالنسبة للنساء اللاتي خضعن لجراحة استبقاء الثدي لعلاج سرطان الثدي واللاتي عانين من ورم كبير أو سرطان الثدي الالتهابي، تقل لديهن فرص ارتداد السرطان إذا تم علاجهن بالعلاج الإشعاعي.
- العلاج الموجه
بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من إفراز السرطان للمزيد من بروتين HER2، يمكن لعقار تراستوزوماب (هيرسيبتين) تقليل فرص ارتداد السرطان.
- الحفاظ على وزن صحي
يمكن للحافظ على وزن صحي للجسم تقليل خطورة الإصابة بسرطان الثدي المتكرر.
- ممارسة الرياضة
قد تقلل ممارسة الرياضة المنتظمة من خطر الإصابة بسرطان الثدي المتكرر.
أعراض تجهلها المرأة
الكتل والإنتفاخات تكاد تكون الأعراض الأكثر انتشارا، ولكن هناك بعض الأعراض الأخرى التي لا تقل أهمية عنها وتستدعي القلق وضرورة التوجه الى الطبيب. عندما يظهر احمرار غير مبرر على الثديين، مع تورم، وتهيج الجلد، وحكة، أو طفح جلدي فقد يكون هناك رسالة من جسمك بضرورة التحرك الجدي واستشارة الطبيب. صحيح ان انتفاخ الثدي أو الرقة هي أعراض شائعة للنساء خلال فترات معينة من الدورة الشهرية أو حتى علامة على الحمل المبكر؛ ولكن، إن طال الأمر ينبغي عدم تجاهل الأمر لأن هذا الانتفاخ قد يكون بمثابة علامة تحذيرية لسرطان الثدي. إذا تبين أن أحد الثديين قد تضخم بشكل خاص أو تورم أكثر من الثدي الآخر، فالسيدة هنا بحاجة الى الحصول على فحص لسرطان الثدي بشكل فوري.
فقد تعاني المرأة من تهيج في الجلد مثل الطفح الحراري، التهاب الجلد التماسي، أو غيرها من مشاكل الجلد. ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن يكون أيضا أحد أعراض سرطان الثدي. ثم ان تغير لون الجلد الى الأحمر، أو أشبه لجلد البرتقال، يحدث لأن نسيج الثدي يصبح ملتهبا بسبب الخلايا السرطانية التي تحجب القنوات الليمفاوية الصغيرة داخل الثدي وتراكم السوائل. خروج إفرازات من الحلمة هي بدورها واحدة من الأعراض التي يمكن أن تتعرض لها المرأة عند وجود سرطان في الثدي، وبالطبع تلك الإفرازات تكون غير مبررة. كما أن ملاحظة أي تغيرات في مظهر الحلمات، من حيث اللون او الشكل او الحجم، هو أمر مقلق لأنها لا تتغير إلا في حالة الحمل.
ظهور البقع الجلدية أو النمش غير العادي على الجلد يمكن أن يكون علامة على شكل نادر وأكثر عدوانية من سرطان الثدي يسمى سرطان الثدي الالتهابي، ما يستدعي التدخل الطبي الفوري ليس من قبل طبيب الجلد بل من قبل طبيب مختص في سرطان الثدي؛ من أعراضه أيضا ظهور بقع حمراء أو علامات تشبه الكدمات على الجلد التي وفي حال تطورها تتطلب استشارة الطبيب فورا.