انقطاع النفس أثناء النوم
انقطاع النفس أثناء النوم
تقنيات تشخيصية وعلاجية متطورة لرعاية المرضى
حالة مرضية تحدث بشكل مؤقت ولمدة ثوان قليلة تؤدي الى عدم أخذ الكمية الكافية من الأوكسجين اللازم؛ ورغم أن المريض لا يشعر بها إلا أن عواقب انقطاع النفس أثناء النوم قد تكون وخيمة ما لم يتم تدارك الأمر لأن الجسم لا يحصل على القدر الكافي من الأوكسجين. المشكلة هنا تكمن في أن المريض لا يشعر بهذا الأمر.
خطورة الأمر تكمن في العواقب والمشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن انقطاع النفس أثناء النوم بحيث يصبح المريض عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام في ضربات القلب وقد يتطور الأمر الى حدوث أزمة قلبية او سكتة دماغية. هذا النقص في الأوكسجين ينقل الدماغ من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة النوم الخفيف أو إلى الاستيقاظ، الى حين يُفتَح مجرى الهواء مجدداً وتعود عملية التنفس إلى طبيعتها. وقد تحدث نوبات أخرى من انقطاع التنفّس الجزئي أو الكامل بعد الاستغراق مجدداً في نوم عميق. وفي الحالات المتفاقمة، قد تحدث هذه النوبات كل دقيقة أو دقيقتين تقريباً أثناء الليل، ويكون صوت شخير معظم الأشخاص المصابين مرتفعاً. انطلاقا من خطورة المشكلة، تتوقّف منظمة الصحة العالمية عند أهميتها عن طريق دراسة النوم التي يُسجَّل خلالها نشاط الجسم أثناء النوم بالإضافة إلى قياس نسبة الأوكسجين طوال تلك الفترة.
منظمة الصحة العالمية تناولت متلازمة انقطاع النفس الإنسدادي أثناء النوم نظرا لخطورتها، وعرّفتها على انها اضطراب سريري يتميز بحدوث توقف متكرر في التنفس أثناء النوم، ويكون مصحوباً غالباً بشخير صاخب، وأن هذه التوقفات تقطع الإمداد بالأوكسجين عن جسمك لبضع ثوان، وتوقف إزالة ثاني أوكسيد الكربون، ونتيجة لذلك فإن دماغك يُوقظك لفترة وجيزة، ويعيد فتح المسالك الهوائية، ويستأنف عملية التنفس.
يمكن لهذه الحالة أن تحدث مرات عدة أثناء الليل وتجعل النوم السليم مستحيلاً، وخلال اليوم يمكن أن تعاني من نعاس نهاري مفرط، أو من صعوبة في التركيز، أو من الصداع وفي الليل يكون الشخير هو المَلْمَح الأكثر شيوعاً. مشكلة هذا المرض انه يؤثر على نوعية الحياة لان المريض لا يحصل على كفايته من النوم خلال ساعات الليل فيشعر بالنعاس طوال النهار او يقضي معظم وقته نائما وبالتالي لا يمكن أن يعمل كما يجب، فضلا عن التأثيرات السلبية على الصحة وإمكانية تأثير انقطاع النفس أثناء النوم على ضغط الدم والقلب والدماغ ايضا.
البدانة وتأثيرها
صحيح انه لا توجد علاقة مباشرة بين انسداد الأنف وانقطاع النفس أثناء النوم، إلا أن الأمر هنا مرتبط بارتخاء البلعوم أثناء النوم؛ فكلما ارتخت عضلات البلعوم اشتدّ انقطاع التنفّس ما يؤدّي إلى هبوط في مستوى الأوكسيجين وارتفاع في أوكسيد الكربون، فيشعر المريض بالاختناق. وعلى الفور، يتلقّى تنبيهاً من الدماغ فيستيقظ من النوم فجأة كي لا يختنق ويموت. وهكذا يقضي الليل بطوله من دون الحصول على نوم عميق، أي من دون الحصول على نوم كافٍ. فتأتي النتيجة قلة في التركيز وإرهاق وعدم قدرة على قيادة السيارة على سبيل المثال، مع احتمال إصابته بأزمة قلبية أو سكتة دماغية وارتفاع في ضغط الدم.
مما لا شك فيه أنّ البدانة تزيد من احتمالات حدوث انقطاع في التنفس خلال النوم، حيث أن الأبحاث العلمية أسهمت في توضيح الأسباب منها تضيّق في البلعوم، أي من حيث يدخل الهواء إلى القصبة الهوائية. ومن يعاني من الوزن الزائد، يصبح النسيج الرخو في حنجرته ولسانه دهنياً فيصعب إبقاء الحنجرة مفتوحة حين ينام على ظهره. لذا ينصح الأطباء مرضاهم الذين يعانون من الوزن الزائد بفقدان الوزن لمعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم.
ضغط الدم وانقطاع النفس أثناء النوم
العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم واضطرابات التنفس أثناء النوم وثيقة جدا، وفق ما أكدته احدث الدراسات في هذا المجال والتي أشارت الى أن النوم لخمس او ست ساعات يوميا يزيد نسبة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل كبير.
وفي شرح لذلك، فان توقف التنفس أثناء النوم بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي يؤدي إلى زيادة ضغط الدم الشرياني، ويجعل التحكم في ضغط الدم المرتفع باستخدام العقاقير الطبية أكثر صعوبة. فانقطاع التنفس أثناء النوم يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر من النوم مسببا زيادة في الخفقان وكذلك زيادة في ضغط الدم، فضلا عن النقص المتكرر في مستوى الأوكسجين في الدم. كما أظهرت الدراسات أن انقطاع التنفس أثناء النوم هو أحد عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وقد تأكدت هذه الحقيقة في أكثر من دراسة علمية حديثة أجريت على مجموعات كبيرة من الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وأثبتت هذه الدراسات أن انقطاع التنفس أثناء النوم يسبب ارتفاع ضغط الدم حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى التي تزيد من ضغط الدم كزيادة الوزن وتقدم العمر وغيرها.
صحة القلب
انقطاع النفس أثناء النوم يحمل في طياته أعباء كبيرة على القلب فيؤثر على دقاته لتصبح غير منتظمة بسبب نقص الأوكسجين المتكرر وتزايد نشاط الجهاز العصبي الخاص بالتوتر وإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول. وقد تستمر هذه الاضطرابات في دقات القلب إلى النهار وإذا لم تعالج فقد تستمر ليلا ونهارا. أكثر هذه الاضطرابات شيوعا هو الرجفان الأذيني ولكن قد تظهر اضطرابات في دقات القلب أكثر خطورة مثل حدوث دقات بطينية غير طبيعية أو رجفان بطيني قصير المدى أو انقطاع جزئي أو كامل في نظام توصيل كهرباء القلب.
تقنيات حديثة وحلول تشخيصية وعلاجية
تسعى الشركات الطبية جاهدة الى إيجاد حلول طبية تساعد هذه الفئة من المرضى للحد من خطورة المشكلة، انطلاقا من فكرة مفادها أن انقطاع النفس أثناء النوم ليس هو المرض بحد ذاته بل انه السبب وراء الكثير من المشاكل الصحية، ما يعني أن التخلص منها من شأنه أن يبعد شبح الأمراض عن المريض. اليوم لم يعد هناك داع للقلق بفضل الحلول التشخيصية والعلاجية المبتكرة حيث أقدمت الشركات الطبية المهتمة بهذا الشأن الى التوصل للعديد من التقنيات الحديثة وابتكار أجهزة تساعد على تشخيص متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم كونها تحدث ليلا ولا يدرك المريض انه مصاب حيث يتمثل اضطراب توقف التنفس أثناء النوم في تضيق أو انغلاق المجرى العلوي للتنفس ما يمنع المصاب من التنفس أثناء النوم.
التقنيات الحديثة في تشخيص انقطاع النفس أثناء النوم تغني عن النوم في المستشفى في ظل انتشار مفهوم الرعاية المنزلية، حيث من الممكن أن يستخدم المريض أجهزة الاستشعار المتصلة بأجزاء مختلفة من الجسم لقياس معدل ضربات القلب والنشاط الدماغي وهو نائم في سريره. هذه الأجهزة المتطورة تسهم في تحديد ما يحدث مع المريض من اضطرابات خلال نومه بفعالية، ما يتيح الفرصة امام تشخيص الحالة بدقة بهدف توفير الحل الأمثل لهذه الفئة من المرضى وتنظيم علاجهم. فهناك الكثير من الأدوات التي تساعد المرضى على إدارة علاج انقطاع النفس أثناء النوم. من ضمن التقنيات الحديثة، وافقت إدارة الأغذية والدواء الأميركية على جهاز جديد قابل للزرع بين المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، خاصة بين الحالات ما بين المعتدلة والشديدة. ويوفر الجهاز المزروع لمرضى انقطاع التنفس المؤقت أثناء النوم الضغط الهوائي الإيجابي المستمر أو القناع المزود بمحرك يوفر الهواء من خلال أنبوب للحفاظ على قدرة المريض على التنفس أثناء النوم.
لقد أتاح هذا الجهاز للمرضى خيارا آخر لعلاج توقف التنفس أثناء النوم، ويجب على المرضى التحدث مع مقدمي الرعاية الصحية حول فوائد ومخاطر هذا العلاج الجديد مقارنة مع غيره من العلاجات المتاحة. تعتمد تقنية الجهاز على تحفيز العصب الموجود في الصدر لإرسال إشارات إلى الحجاب الحاجز لتحفيز التنفس، وتقدم خيارا آخر لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم؛ ويحتوي الجهاز على مجموعة بطاريات يتم زرعها جراحيا تحت الجلد في منطقة الصدر العلوي مزود بأسلاك شديدة الدقة يتم إدراجها في الأوعية الدموية في الصدر بالقرب من العصب الحجابي لتحفيز التنفس.