“النساء والسكري – حقنا في مستقبل صحي”
“النساء والسكري – حقنا في مستقبل صحي”
“النساء والسكري – حقنا في مستقبل صحي” هو شعار الحملة لهذا العام، وذلك بهدف التشجيع على أهمية الوصول الى جميع النساء المصابات بالسكري او المعرضات لخطر الإصابة به وتعليمهن كيفية الإدارة الذاتية للمرض من خلال توفير المعلومات اللازمة للعيش بأمان مع السكري بالإضافة الى تعزيز العامل الوقائي من الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ورغم ان المرض هو ذاته لدى الجنسين، إلا أن تأثير مرض السكري على النساء يأخذ حيزًا أكبر من خلال الأعراض والمضاعفات التي تصيبهن وذلك لأسباب عدة منها الهرمونات واختلاف طبيعة عملها عن الرجل والالتهابات التي تتفاعل في جسمها ايضا بشكل مختلف عن الرجل، بالإضافة الى إمكانية تعرضها لبعض أمراض القلب المختلفة عن الرجل.
المضاعفات التي تصيب المرأة المصابة بالسكري
- حدوث الالتهابات الفطرية او القلاع المهبلي.
- حكة حول المهبل.
- ضعف في الوظيفة الجنسية.
بعض النساء يعانين من داء القلاع المهبلي او ما يسمى بـ “داء المبيضات الفرجي المهبلي” حيث ان المستويات المرتفعة لسكر الدم تؤدي إلى طرح السكر عن طريق البول. ويخلق وجود الغلوكوز في البول البيئة الملائمة لنمو الالتهابات الفطرية.
الأعراض التي قد تصاب بها المرأة المصابة بداء السكري
- تقرح وحكة حول المهبل.
- احمرار في الجلد، ظهور بقع بنية على الجلد.
- مفرزات مهبلية بيضاء، ألم أثناء الجماع.
- التهابات فموية فطرية والتي تعد بدورها من أعراض السكري أيضًا.
على صعيد آخر، فان النساء المصابات بداء السكري ترتفع لديهن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالمقارنة مع غير المصابات به .كما يصبحن عرضة للإصابة بسكتة دماغية ومن ثم الموت نتيجة لهذه الأمراض، حيث تؤدي مستويات سكر الدم المرتفعة عبر الزمن إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب. كما تؤدي مستويات سكر الدم المرتفعة إلى التهاب الأوعية الدموية والتي تصبح تدريجياً أكثر صلابة، مما يؤدي إلى ضعف في تدفق الدم عبرها.
الدورة الشهرية ومرض السكري
تؤدي الإصابة بسكر الدم الى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، حيث يوجد نسبة كبيرة من المريضات يلاحظن ارتفاع مستوى السكري في فترة ما قبل الدورة الشهرية، وقد تكون تلك الزيادة بسبب اضطرابات هرمونية كزيادة مستوى هرمون الاستروجين وما يترتب عليه من ارتفاع سكر الدم، ما يتطلب زيادة جرعة الأنسولين.
وفي شرح حول الصلة بين نسبة السكر في الدم والدورة الشهرية، فمن المعروف ان هرمون الاستروجين وهرمون البروجسترون يعملان على تنظيم عملية تدفق الدم شهريا عند حلول موعد الدورة الشهرية بحيث يعمل هرمون الاستروجين على دفع البويضة للولوج في قناة فالوب، بينما يقوم هرمون البروجسترون بتهيئة جدار الرحم للبويضة المخصبة وللحمل المحتمل. في بداية الدورة الشهرية، تكون مستويات الهرمونات منخفضة ومع مرور الوقت وتقدم الشهر تزداد مستوياتهما الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب في سكر الدم.
داء السكري بعد انقطاع الدورة الشهرية
بما أن جسم المرأة ينتج بيوضاً أقل بعد انقطاع الدورة الشهرية، فان المبيضان بالتالي ينتجان مقداراً أقل من الاستروجين. ومع انخفاض مستويات الاستروجين، قد ترتفع مستويات السكر في الدم نتيجة ازدياد المقاومة للأنسولين. كما يتضاءل إنتاج البروجسترون خلال هذه الفترة. ففي سن انقطاع الطمث، تسهم التغييرات في مستويات الهرمونات إلى تقلبات في مستويات السكر في الدم التي تتغير بوتيرة أكبر أو أقل مما كانت عليه. فهنالك بعض النساء يزداد وزنهن في سن انقطاع الطمث، ما يزيد من حاجتهن للانسولين أو الأدوية التي يتم تناولها عبر الفم. كما تعاني المرأة في هذه المرحلة من:
- اضطرابات النوم نتيجة الهبات الساخنة.
- نوبات التعرّق الليلي؛ قلة النوم المتراكمة تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.
الحامل والسكري
تواجه الحامل المصابة بداء السكري مجموعة من التحديات والأعباء الصحية التي يتوجب عليها إدارتها ومواجهتها قبل حدوث الحمل وتحديدا عند الزواج والتخطيط للحمل، حيث ستضاف عليها أعباء جديدة الى جانب حالتها الصحية؛ الحمل بالنسبة للمرأة الحامل يتطلب عناية مكثفة ومتابعة دورية للحفاظ على سلامة الأم وطفلها ولكي تمضي أشهر الحمل بأما.ن
البداية تكون منذ اللحظة الأولى للتخطيط للحمل، وهنا على المرأة إجراء بعض الخطوات التحضيرية والتحاليل الطبية لضمان صحة الحمل وسلامته حيث ان الاستشارة قبل الحمل لا غنى عنها نظرا لدورها في الحد من المضاعفات التي يمكن ان تتعرض لها الحامل. من هذه الفحوصات اختبار الهيموغلوبين السكري لمعرفة مدى سيطرة الجسم على مرض السكري في فترة الثمانية أسابيع الى الإثني عشر أسبوع الماضية.
كما يجب إجراء تحليل للبول للكشف عن مضاعفات الكلى السكري، واختبارات الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم، وفحص العين للتأكد من عدم وجود مضاعفات السكري، رسم القلب للاطمئنان على عدم وجود مشاكل صحية في القلب، واختبارات دم للتأكد من سلامة الكلى والكبد. من المهم السيطرة على معدل السكري في الدم قبل التخطيط للحمل، حيث يجب ان تكون 70 – 100 ملغ/ديسيلتر قبل الأكل وأقل من 120 ملغ/ديسيلتر بعد ساعتين من الأكل.
في الحالات التي لا يتم فيها السيطرة على مستويات السكر في الدم خلال أشهر الحمل، فمن الممكن ان تضع الأم مولودا لديه حالة تعرف بـ”العملقة” بحيث يكون جسم الطفل كبير مقارنة مع غيره، وذلك بسبب عدم السيطرة على مستويات السكر في دم الأم وارتفاعها ما يؤدي الى وصول كميات كبيرة من السكر الى دم الجنين والذي يحاول جسده التخلص من الكميات الزائدة من السكر عن طريق تحويلها الى دهون، وتكون النتيجة كبر حجمه عن الطبيعي. بعض الحالات قد تتطلب إخضاع الأم للولادة القيصرية بسبب الحجم الزائد للطفل.
الأدوية خلال أشهر الحمل
تعتبر الأدوية الفموية لمرض السكري غير آمنة، حيث يتوجب استبدالها بحقن الانسولين قبل حدوث الحمل للسيطرة على مرض السكري حيث أن أمان استخدام الأدوية العلاجية التي تعطى عن طريق الفم غير مضمون أثناء الحمل .اما في حال الاعتماد على الانسولين، ينبغي تعديل الجرعات حيث ان الحامل تحتاج الى جرعات أعلى خاصة في الشهور الثلاثة الأخيرة. تناول أقراص حمض الفوليك أو الفوليك أسيد، حتى قبل حدوث الحمل أي عند التخطيط له، يسهم في الوقاية من مشاكل يسببها عدم الإنغلاق الصحيح للعمود الفقري لدى طفلك، مثل الشق الشوكي. يجب تناول خمس ميللغرامات من مكمّلات حمض الفوليك يومياً والاستمرار عليها حتى الأسبوع الـ 12 من الحمل.