القلب وأمراضه
القلب وأمراضه
تقدّم علمي وتكنولوجي
تحدث أمراض القلب بسبب وجود خلل أو عجز سواء في الشرايين او العضلة، يؤثر على صحة القلب بشكل عام والجسم كله. وتنقسم أمراض القلب الى ثلاث مجموعات هي أمراض الشرايين وأمراض الصمامات وأمراض عضلة القلب، ولكل من هذه المجموعة مخاطر وعوارض وآليات علاج تختلف عن غيرها؛ أمراض الشرايين هي المسؤولة عن غالبية حالات السكتة القلبية، اما أمراض الصمامات فتستدعي استبدال الصمام بعد تشخيص دقيق للحالة، والمجموعة الثالثة أي عضلة القلب تحدث بسبب عدوى فيروسية تؤثر على العضلة وليس الشرايين.
أمراض القلب التاجية
هي أكثر أمراض القلب انتشارا والخاصة بشرايين القلب التاجية، تحدث بسبب زيادة نسبة الدهون الضارة بالقلب وشرايينه؛ إلا أن هذا النوع من أمراض القلب يمكن الوقاية منه من خلال اتّباع نمط حياة صحي يحد من فرص تضيق الشرايين التاجية. فخطورة أمراض القلب التاجية تكمن في توافر عوامل خطرة يمكن تجنبها مثل التدخين السلبي وقلة الحركة والسمنة التي تقود الشخص الى الإصابة بأحد الأمراض المزمنة كالسكري او الضغط التي بدورها تعتبر من عوامل الخطر، ويبقى العامل الوراثي والتاريخ المرضي للعائلة هو عامل الخطر الذي لا يمكن التحكم به.
وظيفة الشرايين التاجية تكمن في تغذية القلب بالدم المحمل بالأوكسجين اللازم ليقوم القلب بضخه الى باقي الجسم؛ عندما يحدث نقص في الدم المحمل بالأوكسجين، يصاب القلب بالأمراض وتبدأ العضلة القلبية بالضعف ومن ثم يتأثر عمل القلب وتصاب معه أجزاء الجسم الأخرى بالضرر نتيجة عدم وصول الدم بشكل كاف لها.
والأمراض التاجية هي الأمراض الخاصة بالشرايين التاجية والتي تحدث نتيجة زيادة نسبة الدهون الضارة بالقلب وشرايينه أيضا، حيث تقوم الشرايين التاجية بتغذية القلب بالدم المحمل بالأكسجين اللازم له وليقوم القلب بضخه أيضآ لباقي الجسم وعندما يحدث نقص في الدم المحمل بالأكسجين يصاب القلب بالأمراض وتبدأ العضلة القلبية بالضعف ومن ثم يتأثر عمل القلب وتصاب معه أجزاء الجسم الأخرى بالضرر ، نتيجة عدم وصول الدم بشكل كاف لها.
تصاب الشرايين التاجية بعدد من الأمراض، تتمثل على النحو التالي:
- ضيق الشرايين التاجية
- تصلب الشرايين التاجية
- قصور الشرايين التاجية
- أمراض قلبية تؤثر على الشرايين التاجية
أما أسباب الإصابة، فهي عديدة منها زيادة نسبة الكوليسترول الضار (LDL) او البدانة المفرطة، او وجود احد الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم المرتفع، او نتيجة الإفراط في التدخين. من أسباب الإصابة ايضا التغذية الخاطئة والإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالدهون الضارة والتي ترفع من إحتمالات الإصابة بتصلب الشرايين، لاسيما إذا ما ترافقت مع قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة التي تؤدي بدورها الى كسل في عضلة القلب وتراكم الدهون الضارة بالقلب، ومن ثم الإصابة بأمراض القلب التاجية.
أعراض الإصابة بأمراض القلب التاجية تتمثل في عدم إنتظام نبضات القلب مع الشعور بألم شديد بالصدر يرافقه ضيق بالتنفس. بعض المشاكل الصحية قد تظهر بأجزاء أخرى في الجسم نتيجة عدم وصول الدم المحمل بالأوكسجين لهذه الأماكن بحيث يشعر المريض بألم في الأطراف.
ويكون علاج هذا النوع من أمراض القلب بتناول بعض الأدوية بعد أن يخضع المريض للقسطرة التشخيصية وتخطيط القلب الكهربائي وغيرها من الفحوصات التشخيصية. ولكن أهم ما في علاج أمراض القلب التاجية هو تغيير نمط الحياة بشكل جذري من حيث نوعية الغذاء والنشاط البدني والإقلاع عن التدخين لأنها السبيل الوحيد للحؤول دون عودة المرض.
تصلب الشرايين
لم يعد مرض تصلب شرايين القلب محصورا بكبار السن كما كان سائدا من قبل، بل إنه بات يطال فئة الشباب في الأربعينيات والسبب هو أنماط الحياة غير الصحية السائدة؛ إنه حالة من تراكم مواد دهنية متأكسدة على جدران الشرايين وعندما تتفاعل مع جدار الشريان، تترسب الدهون وتتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين فتتسبب في تضيقها. ومع مرور الزمن وتراكم المواد الدهنية، تفقد الشرايين ليونتها وتبدأ بالانسداد فتنخفض كمية تدفق الدم والأوكسجين عبر هذا الشريان الى العضو الذي يغذيه، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو. وإذا حصل انسداد كامل للشريان فهذا يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وقَد يسبب الانسداد في نهاية الأمر حدوث نوبة أو سكتة قلبية. وفي الحالات الخطيرة يمكن علاجه بالتدخل الجراحي او بعمليات التوسعة.
أما عوامل الإصابة بتصلب شرايين القلب، فهي ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكوليسترول، داء السكر، التدخين المزمن وعامل الوراثة؛ وتبدأ الأعراض بالظهور عندما تتجاوز نسبة التضييق 70% من قطر الشريان المصاب.
هناك إمكانيات عديدة بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي للطب المعاصر في معالجة المرضى المصابين بضيق شرايين القلب ، فهناك العديد من الأدوية الحديثة التي تستعمل في علاج المرض وعلى المرضى المصابين أن يتناولوا الأدوية الموصوفة لهم بشكل منتظم ومستمر ومن ضمنها أدوية علاج ضغط الدم وتوسيع شرايين القلب وعلاج الكوليسترول والسكر.
صمامات القلب الأربعة وأمراضها
صمامات القلب الأربعة هي عرضة للكثير من الأمراض كالروماتيزم او الالتهابات الجرثومية او التكلس، وفي أحيان أخرى يتأثر الصمام بشكل تلقائي نتيجة مرض عضلة القلب او وجود مشكلة ما في صمام آخر. وظيفة الصمامات في القلب هي الفصل بين أجزاء القلب، حيث نجد صماماً في مخرج كل جزء من أجزاء القلب حيث أنها تعمل للحفاظ على جريان الدم باتجاه واحد ومنع تسرب الدم بالاتجاه العكسي؛ عند فتح الصمام يمر الدم من خلاله وعند انغلاقه لا يسمح بمرور الدم.
أمراض الصمامات تكون على نوعين؛ الأول هو ضيق الصمام حيث يكون قطر فتحة الصمام أصغر من القطر الطبيعي، ما يجبر القلب عل الانقباض ضد مقاومة أعلى مسببا فشل بعضلة القلب، وتحدث نتيجة تصلب أو التحام أجزاء الشريان معا. اما النوع الثاني فهو ارتجاع الصمام بحيث يسمح بتسريب كمية من الدم ويفشل في الإغلاق بشكل كامل، مما يتسبب بعودة الدم بالاتجاه العكسي. أولى أعراض أمراض صمامات القلب تبدأ بضيق في التنفس جراء القيام بمجهود مهما كان بسيطا الى أن يتطور ليُحدث ألما في الصدر وفقدان الوعي، فضلا عن الشعور الدائم بالتعب والإرهاق واضطراب نبض القلب وانتفاخ الأرجل.
ومن ابرز الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بأمراض الصمامات الإصابة بمرض روماتيزم القلب نتيجة التعرض للحمى الروماتيزمية في سن الطفولة وفي سن مبكر، او نقص التروية القلبية بسبب تصلب شرايين القلب التاجية المغذية لعضلة القلب، او بسبب ما يحدث من تغيرات مع التقدم في السن، كما قد تتأثر الصمامات بالإلتهابات المباشرة بسبب التهاب بكتيري حاد أو مزمن.
رغم ان غالبية هذه الأسباب هي مكتسبة الا ان بعض الأشخاص قد يولدون بعيب خلقي في احد تلك الصمامات فيتم علاجه عبر التدخل الجراحي في الأيام الأولى أو الشهور الأولى من العمر.
اما أعراض أمراض الصمامات، فتختلف بحسب الصمام المصاب وبحسب درجة الإصابة، الا انه وفي اغلب الحالات لا تظهر الأعراض الا بعد تقدم الحالة المرضية وما ان تظهر الأعراض فذلك يعني ان المشكلة الصحية باتت في مراحل متقدمة؛ والى جانب ضيق التنفس، فان بعض الحالات المرضية تتّسم بأعراض تميزها عن غيرها.
فمثلا تضيق الصمام الميترالي تظهر أعراضه على شكل نفث الدم أي بصق الدم، الإنصمام الرئوي المتكرر او التهاب الرئة، حيث تحدث تلك الأعراض بعد ان يتراكم الدم في الأوردة الرئوية اثر تضيق الصمام الميترالي فيرتفع الضغط في الأوردة الرئوية وتنتج عنه تلك الأعراض.
اما تضيق الصمام الأبهر، فان أعراضه هي الإصابة بالذبحة الصدرية او فقدان مؤقت للوعي يليه عودة إلى اليقظة الكاملة. ومن أعراض فشل القلب الإحتقاني ضيق النفس، حيث تظهر هذه الأعراض بسبب تضيق الصمام الأبهر وانعدام جريان الدم المُناسب لجميع أنحاء الجسم، فيتأثر القلب والدماغ؛ وكلما ازدادت الأعراض صعوبة كلما أصبح تضيق الصمام الأبهر خطراً ومميتاً.