الصدفية… تشوّه في الجلد ومظهر غير لائق
في اليوم العالمي لمرض الصدفية
الصدفية… تشوّه في الجلد ومظهر غير لائق
هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب ما يزيد عن 125 مليون حالة في العالم بحسب إحصائيات الاتحاد العام لجمعيات الصدفية. وفي اليوم العالمي للتوعية الواقع في الـ29 من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، يتم الإضاءة على مرض الصدفية في مختلف أنحاء العالم لتوعية المجتمع وحث الناس على تقبّل المرضى وتجنب عزلتهم نظرا لما يتعرضون له من عزلة اجتماعية ناتجة عن تشوه الجلد والمظهر غير اللائق.
مرض الصدفية هو مرض جلدي مزمن يرتبط بالإنتاج الزائد للخلايا الجلدية، ما يؤدي إلى تقشر الجلد وتهيجه؛ ينتقل عن طريق الجينات من الآباء الى الأبناء أي أنه مرض وراثي حيث ترتفع فرص الإصابة به الى ما بين 10 الى 25 بالمائة في حال كان أحد الأبوين مصابا به. لكن الصدفية ليس مرضا معديا ولا يمكن ان ينتقل من خلال مخالطة المرضى او مشاركتهم أغراضهم الشخصية أو حتى من خلال السباحة في بركة السباحة نفسها. مشكلة مرضى الصدفية تكمن في الآثار النفسية والاجتماعية التي يواجهونها والتي تشكل مصدر قلق بالنسبة بهم تجعلهم عاجزين عن نسج علاقات اجتماعية بسبب الخجل من ظهرهم الخارجي وعدم تقبّل الآخرين لهم. يندرج هذا المرض ضمن أشكال الروماتزيم والمشكلة تكمن في ما يسببه من ألم شديد فضلا عن تشوّه جمالية البشرة من دون وجود علاج شافٍ له.
تظهر التقرحات عليه بشكل بارز وتكون شديدة الوضوح، حيث تسبب بقعا من الجلد الأحمر الكثيف على المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر والوجه وباطن القدمين، ولكنها قد تؤثر على أماكن أخرى مثل أظافر اليدين والأظافر والفم. يمكن للعامل الوراثي أن يزيد من حدة هذا المرض، وغالباً ما تظهر التقرحات بشكل جاف وأحمر اللون، ترافقها حكة شديدة. يعتبر هذا المرض غير قابل للشفاء تماماً، ولكن بعض الطرق المساعدة تخفف من حدّته. من الأعراض التي تظهر على مرضى الصدفية هي تلك البقع حمراء اللون التي تظهر على الجلد مغطاة بقشور فضية اللون وسميكة. يعاني أيضا مرضى الصدفية من جفاف الجلد الشديد يصل إلى حد المعاناة من النزيف، بالإضافة الى حكّة أو حرقة أو ألم في المنطقة المصابة. كما يعاني المرضى من زيادة سمك الأظافر أو تعرّضها لبعض التغيرات والشعور بألم وانتفاخ المفاصل.
أبرز الأسباب
السبب الاكثر وضوحا هو الوراثة حيث أن اكثر المرضى لديهم جين واحد او ربما أكثر يؤثر على الجهاز المناعي فيصبحون أكثر عرضة للإصابة بمرض الصدفية، وفي هذه الحالة يعمل الجهاز المناعي على تحفيز أجزاء محددة من الجلد لإنتاج خلايا جديدة بسرعة أكبر من السرعة الطبيعية ما يؤدي إلى جعل الجلد أكثر سماكة وتكوين قشور عليه. لكن الوراثة ليست دائما السبب، بعض الحالات تحدث بسبب القلق الزائد والتوتر المستمر ما ينتج عنه إفراز مواد كيميائية تعزز حدوث التهاب ومن ثم نوبات من الصدفية. على صعيد آخر، تشير الدراسات الى وجود علاقة بين الوزن الزائد وتفاقم حالات الصدفية، حيث تسهم الدهون الزائدة في إصابة الإنسان بهذا المرض الجلدي لأنها تحفز الجسم على إفراز السيتوكينات وعامل ألفا والإنترلوكين، وجميعها مواد تزيد من خطر الإصابة بالإلتهابات الجلدية.
يأتي مرض الصدفية على شكل نوبات بحيث يمكن ان يمر أشهر من دون وجود أي نوبة لاسيما اذا ما تجنب المريض المحفزات التي تصير ظهور النوبة، ولكن ذلك لا يعني انه شفي تماما من الحالة. فقدان الوزن وتجنب التوتر الدائم والمتابعة الدورية لدى طبيب الجلد املختص، كلها خطوات من شانها ان تحد من حدوث النوبات المرضية وكذلك تحد من تأثيراتها السلبية على حياة المريض اليومية. وبما أنه لا يوجد علاج نهائي، فإن هدف العلاج هو تقليص المساحة التي تصيبها الصدفية بحيث تصل إلى واحد في المائة من سطح الجسم، والمسألة هنا تحتاج الى وقت قد يصل الى ثلاثة أشهر في البداية وربما تصل الى ستة أشهر في الحالات المتقدمة مع ضرورة تجنب مثيرات المرض.
اليوم هناك مجموعة متنوعة من الأدوية لمرض الصدفية منها ما هو موضعي ومنها ما هو عن طريق الفم، كما يوجد حقن وغيرها، على ان يتم تحديد العلاج بحسب نوع اصدفية ودرجته. فهناك مجموعة من الكريمات والمراهم أو المستحضرات الطبية التي تخفف من هياج الجلد، إلى جانب العناية اليومية بالجلد من خلال وضع مواد مرطبة ملينة. في بعض أنواع الصدفية، يمكن ان يلجأ الطبيب الى العلاج الضوئي الذي يتم خلاله اختراق الجلد باستخدام أشعة «بي» فوق البنفسجية الصناعية من أجل إبطاء نمو خلايا الجلد المصابة، وتختلف كثافة الضوء ومدة التعرض له وعدد جلسات العلاج باختلاف الحالة. بالإضافة الى ذلك، قد يحتاج بعض المرضى الى علاج حيوي يثبط الجهاز المناعي، وهو على شكل أقراص أو حقن يُستخدم في الحالات المعتدلة أو الحادة.