الزهايمر والخرف… ما الفرق بينهما؟
الزهايمر والخرف
ما الفرق بينهما؟
يميز الأطباء بين مرض الخرف والزهايمر، فالاول هو عبارة عن مجموعة من الأعراض تؤثر على الذاكرة وأداء الأنشطة اليومية والقدرة على الاتصال، بينما الزهايمر هو شكل من أشكال الخرف يزداد سوءا مع مرور الوقت ويؤثر على الذاكرة والتحدث والتفكير. الزهايمر إذن، هو نوع من الخرف، والخرف هو مصطلح أوسع لأمراض مختلفة تشمل الزهايمر، مرض باركنسون أو الشلل الرعاش وغيرها مع الأعراض المتعلقة بفقدان الذاكرة مثل النسيان والارتباك.
يصنف الأطباء مرض الزهايمر على انه مرض جسدي يؤثر على الدماغ فتموت الخلايا الدماغية في رقعة معينة من الدماغ تؤدي بالتالي الى نقص في بعض الكيميائيات الهامة التي تعمل على نقل الرسائل داخل الدماغ؛ فتصاب أجزاء من الدماغ بالتلف فتتدهور وتموت بشكل تدريجي فتشتد وطأة الأعراض مع مرور الوقت ويظهر ذلك من خلال حدوث تراجع ثابت في الذاكرة والوظائف الذهنية.
أما مرض الخرف، فهو مصطلح عام يصف نطاقًا واسعا من الأعراض التي تؤثر على قدرة الشخص في أداء الأنشطة اليومية بشكل مستقل. ويعاني المريض في هذه الحالة من ضعف في الذاكرة وتغيرات في مهارات التفكير والتواصل مع الآخرين، إضافة إلى قلة التركيز وعدم الإنتباه.
يعاني مريض الزهايمر من اضطرابات في الدماغ تكون سببا لفقدان المهارات العقلية والاجتماعية. وكما بعض الامراض الاخرى، لم يتوصل الأطباء إلى معرفة السبب الحقيقي لهذا المرض؛ باستثناء إجماعهم على وجود بعض العوامل المشتركة بين جميع المرضى والتي تجعل من ذاك الشخص أكثر عرضة للاصابة من غيره، مثل التاريخ العائلي وتوارث الجينات والعوامل البيئية والتقدم في السن والنظام الغذائي والصحة العامة. في بعض الحالات قد يتطور المرض من دون ظهور أي أعراض وذلك لسنوات عدة ثم تظهر فجأة لسبب ما او تصرف ما يقوم به المريض. الطريقة الأكثر دقة لتشخيص الزهايمر هي فحص أنسجة دماغ المريض، وقد يلجأ الطبيب الى إجراء بعض الفحوصات والإختبارات لتقييم القدرات الذهنية وتشخيص الحالة واستبعاد الحالات الأخرى.
عوامل خطر مشتركة:
التاريخ العائلي
الإحصاءات تدل على ان ان للتاريخ العائلي دور في زيادة خطر الاصابة حيث يوجد اكثر من حالة ضمن أفراد العائلة الواحدة من الدرجة الأولى أي احد الابوين او الأشقاء؛ العلماء قاموا بتحديد طفرات جينية هي المسؤولة عن المرض يتم توارثها ولكنها للأسف لا تفسر سوى حوالي 5 بالمائة من الحالات.
السن
احيانا لا يرتبط الزهايمر بالتقدم في السن مثل ما يحدث في حالات المرض المبكر؛ ولكن خطر الاصابة يزداد مع التقدم في السن لاسيما بعد عمر الـ65 او في حال وجود اكثر من عامل خطر، على ان يضاعف معدل الخرف كل عشر سنوات بعد الستين.
الجنس
يبدو أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر عن الرجال، ويرجع ذلك جزئيًا لأنهم يعيشون مدة أطول.
متلازمة داون
تميل أعراض مرض الزهايمر إلى الظهور قبل 10 إلى 20 عامًا لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة داون. عند دراسة هذه الحالات، تبين أن أحد الجينات الموجودة في الكروموسوم الزائد الذي يسبب متلازمة داون هو بحد ذاته يسبب خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
الاحتلال المعرفي
هذه الفئة من الناس يعانون من تدهور معرفي أو مشاكل في الذاكرة ولكن ليس الى حد تشخيص حالتهم بالخرف. ولكنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر في المستقبل بنسب متفاوتة. يمكن تدارك الأمر من خلال العلاج الصحيح منذ البداية واتباع نمط حياة صحي.
الزهايمر… مراحل المرض وأعراضه
يمر مريض الزهايمر بمراحل عدة قبل أن تتطور حالته، حيث ان الحالة غالبا ما تتطور بشكل تدريجي من خلال بعض التغيرات الصغيرة التي تحدث معه في حياته اليومية.
المرحلة الأولى
بداية المرض تكون بتغيرات في قدرات الشخص وسلوكه، يعتقد أن ذلك يحدث معه بسبب ضغوطات الحياة اليومية أو يعتبرها امورا طبيعية تحدث مع التقدم في السن فلا يلحظ هو او من يحيط به ان تلك هي علامات المرحلة الأولى من مرض الزهايمر. في المرحلة الاولى من مرض الزهايمر، ينسى المريض المحادثات الأخيرة أو الأحداث ويعيد الكلام نفسه من دون ان يدرك ذلك؛ كما يكون فهمه للأفكار الجديدة بطيئا ومع الوقت يصبح عاجزا عن ترتيب الأفكار ما يجعله يفقد الرغبة في تجربة أي شيء جديد او التكيف معه. يصبح المريض في هذه المرحلة قلقا وعصبيا لعدم قدرته على القيام بمهامه اليومية؛ وهنا يأتي دور العائلة في تقديم الدعم النفسي له وحثه على تجربة الأمور بنفسه وتشجعيه على ذلك وعدم لومه في حال أخطأ لكي يشعر بقيمة نفسه.
المرحلة المتوسطة
التغيرات تبدو أكثر وضوحا في هذه المرحلة بحيث يصبح المريض بحاجة اكبر الى الدعم والمساعدة في حياته اليومية حتى في اصغر التفاصيل. ينسى الاسماء والاماكن وتتدهور الذاكرة قصيرة المدى وقد يفشل في التعرف على الأشخاص أو قد يخلط بينهم. ينزعج بشكل سريع ويغضب لشعوره بالإحباط فيفقد الثقة بنفسه. يعاني المريض كذلك من عدم القدرة على التعرف على المكان المتواجد فيه، فيجد نفسه فجأة في مكان يجهله ولا يعرف كيف يعود الى منزله، كما يختلط عليه الأمر في الوقت والاستيقاظ في الليل بسبب خلط الليل والنهار. كما يواجه صعوبات في تصور الأشياء ويعاني من الهلوسة في بعض الحالات؛ أحيانا، يعرض حياته وحياة من حوله الى الخطر بسبب عدم إقفال الغاز مثلا.
المرحلة المتأخرة
فقدان الذاكرة يصبح واضحا تماما ولا يمكن للمريض ا يعتمد على نفسه ابدا بل يحتاج الى الدعم والمساندة من قبل الآخرين لعجزه عن القيام بشيء. المريض في هذه الحالة لا يتعرف على الأشياء أو البيئة المحيطة أو حتى على أقرب المقربين إليه، إلا أنه ربما تكون هناك ومضات فجائية يتعرف فيها على الآخرين. وقد يزداد ضعف الشخص كذلك، وقد يبدأ في جرجرة قدميه أو التخبط في المشي، وفي النهاية يصبح حبيس الفراش أو الكرسي المتحرك. تشمل الأعراض أيضا صعوبة في الأكل وأحيانا في البلع لاسيما في مراحل المرض الاخيرة، فيفقد الكثير من الوزن، كما يعاني من عدم التحكم بالمثانة، وفقدان الكلام التدريجي أو تكرار كلمات قليلة. قد يصبح الشخص متململا، ويبدو أحيانا وكأنه يبحث عن شخص ما أو شيء ما، وقد يصبح متضايقا أو عدوانيا، وخاصة إذا شعر بأنه مهدد بطريقة ما. وقد تحدث موجات من الغضب أثناء الرعاية الشخصية القريبة، خاصة أن الشخص لا يفهم ماذا يحدث، وعلى من يقدمون الرعاية للشخص ألا يأخذوا هذه الأمور على محمل شخصي مع أن الشخص ربما يبدو أنه لا يفهم من الكلام إلا قليلا ولا يتعرف على من حوله، إلا أنه قد يكون لا يزال يستجيب للحنان والحديث معه بصوت هادئ ومهدئ للأعصاب. كل منّا لديه نوبات من النسيان، ولكن مرضى الزهايمر يُظهرون بعض السلوكيات والأعراض المستمرة التي تتفاقم مع مرور الوقت. ومن الأعراض التي تدل على وجود مرض الزهايمر:
- عدم القدرة على تذكر المعلومات الجديدة
- انخفاض مستوى التفكير.
- عدم القدرة على التخطيط وإدارة
- الشؤون اليومية.
- ضعف القدرات البصرية.
- عدم القدرة على التعرف على الوجوه
- أو الأشياء.
- ضعف القراءة والكتابة.
- صعوبة فى تذكر الكلمات الشائعة، وأخطاء في النطق.
- تغيرات في المزاج، لامبالاة وعزلة الاجتماعية
- فقدان الذاكرة وخصوصا في مجال التعليم والعمل.
- الاكتئاب والخوف وانعدام الثقة فى الآخرين.
يعتبر الخوف من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم؛ آثار هذا المرض تؤثر على حياة المريض وكل من حوله وتقلبها رأسا على عقب فيترك آثارا جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على كل من يقوم برعاية المريض.
الخرف… مجموعة من الأعراض تحدث معا
مرض الخرف من أكثر المشاكل الصحية صعوبة لدى كبار السن، سببه هو وجود أمراض عدة تؤدي الى تلف خلايا الدماغ والأكثر شيوعاً منها هو مرض ألزهايمر، ما يؤدي إلى تدهور متواصل وغير قابل للتصليح في القدرات التفكيرية وفي وظائف الدماغ. يزداد احتمال الإصابة بالخرف مع تقدم العمر، وتلف خلايا الدماغ، والإصابة بالأمراض مثل الزهايمر، باركنسون، هنتغتون، وكل سبب يؤدي لتلف خلايا معينة في الدماغ.الأطباء اليوم يصنفون الخرف على أنه متلازمة وليس مرضا محددا، ما يعني أن مجموعة من الأعراض تحدث معًا باستمرار، حيث تحدث مجموعة أعراض في نفس الوقت مثل فقدان الذاكرة، والصعوبة في التفكير وحل المشكلات، أو وجود مشكلات مع اللغة. تتشابه الأعراض الأولى لمرض الخرف مع مرض الزهايمر أبرزها فقدان الذاكرة وفقدان القدرة على التفكير، على أن يتطور الأمر تدريجيا الى فقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية وعلى التواصل مع المحيط، كما يمكن أن تظهر تغييرات سلوكية. وفي نهاية العملية، تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي. عند وصول المريض الى مراحل المرض الاخيرة، فهو يعاني من انعكاسات خطيرة على وكذلك أفراد الأسرة أو كل من يقدم له الدعم والمساندة.
وقد صنف الأطباء أنواع الخرف على النحو التالي:
- الخرف الوعائي: يحدث نتيجة تلف الأوعية التي تنقل الدم إلى الدماغ.
- مرض الزهايمر: وهو من أكثر أنواع الخرف شيوعا.
- خرف أجسام ليوي وهي عبارة عن تكتلات شاذة من البروتين تم العثور عليها في أدمغة المصابين بهذا النوع.
- الخرف الجبهي الصدغي: هو مجموعة من الأمراض المتمثلة في ضمور)الخلايا العصبية في الفصين الجبهي والصدغي من الدماغ، وهما المنطقتان المرتبطتان بصفة عامة بالشخصية والسلوك واللغة.
- الخرف المختلط : وهو عبارة عن مزيج من مرض الزهايمر والخرف الوعائي وخرف أجسام ليوي.
إن دقة تشخيص حالات الخرف تحتاج الى معرفة مهنية متقدمة، ليتم استبعاد أمراض ذات أعراض مشابهة للخرف، هي ليست أعراض مرض الخرف. من السهل إغفال الأعراض المبكرة للخرف، فهي قد تكون خفيفة، وعادة ما تبدأ بالنسيان، ويصعب على مرضى الخرف الشعور بالوقت وإدراكه. ولكن، مع تقدم المرض يزداد النسيان ويصعب تذكر الأسماء والأشخاص، وضعف القدرة على اتخاذ القرار، ومن أعراض المرض أيضا تكرار نفس الأسئلة. في المراحل الأكثر تقدما من المرض، يصبح الشخص غير قادر على رعاية نفسه وتتغير سلوكياته، وقد يصاب بـالاكتئاب، وقد يميل إلى العدوانية. هناك عدد من الإختبارات لتشخيص الخرف منها بعض اختبارات الدم وفحص الدماغ، الى جانب تقييم الحالة النفسية والاختبار العصبي النفسي. ويُقدر أن 10 % من المصابين بالخرف لديهم أكثر من نوع، والنوع الأكثر شيوعا هو مرض الزهايمر والخرف الوعائي.