أمراض وعلاجات

الرعاية الصحية المنزلية… فرصة التعافي في جو الأسرة

الرعاية الصحية المنزلية… فرصة التعافي في جو الأسرة

  • رعاية صحية ومتابعة مستمرة للمرضى الذين لا يستطيعون الوصول للمستشفى
  • أدخلت المستشفيات خدمات وبرامج مخصصة للرعاية الصحية المنزلية لكل من لا يستطيع الخروج من المنزل

شهدت الرعاية الصحية المنزلية إزدهاراً كبيراً في ظل تفشي جائحة كورونا فلجأت المستشفيات والمراكز الطبية الى تنشيط الرعاية المنزلية لتقديم الخدمة اللازمة لمرضاها من دون الحاجة لخروجهم من المنزل لاسيما من يعاني من أمراض مزمنة أو مضاعفات وتعقيدات صحية تتطلب مراقبة ومتابعة حثيثة. يمكن القول اليوم إن بنية قطاع الرعاية الصحية شهدت تغيّراً جذرياً على مستوى طبيعة الخدمات التي يتم تقديمها.

لقد أدخلت المستشفيات والمنشآت الصحية اليوم خدمات وبرامج مخصصة للرعاية الصحية المنزلية لكل من لا يستطيع الخروج من المنزل، فتم تدريب فريق صحي للقيام بزيارات منزلية بعد التنسيق مع الطبيب المعالج للإطلاع على الوضع الصحي العام للمريض؛ يقوم هذا الفريق بتقييم حالة المريض العامة وما إذا كان يحتاج الى إدراجه ضمن هذه الخدمة.

يتلقى المريض العلاج في المنزل بدلاً من البقاء في المستشفى بعد موافقة الطبيب على ذلك، على أن يتابع حالته في المنزل أطباء وممرضين وأخصائيين يقومون بزيارات منزلية بشكل دوري وبحسب الحاجة تحت إشراف الطبيب وبناء على توجيهاته.

من أهم مميزات الرعاية الصحية المنزلية هي فرصة التعافي في المنزل ضمن أجواء الأسرة ما يمنح المريض المزيد من الدعم والراحة النفسية مع القدرة على التحرك والخروج وممارسة بعض الأنشطة اليومية والهوايات، والأهم بالنسبة للمريض النوم في غرفته وسريره الخاص؛ كل هذه المميزات تمنح المريض الفرصة للتماثل بالشفاء بوقت أسرع. إن تقديم الخدمة الصحية للمريض في المنزل يعزز شعوره بالراحة والأمان كونه متواجد بين أفراد أسرته وضمن نظام حياته اليومي ما يمنحه شعوراً بالطمأنينة.

تهدف الرعاية الصحية المنزلية الى:

  • مساعدة المرضى على استعادة عافيتهم وصحتهم بشكل أفضل.
  • توفير خدمات وقائية وتأهيلية وعلاجية للمرضى.
  • تقليل معدلات مراجعة المرضى للمستشفيات وأقسام الطوارئ والعيادات.
  • انخفاض معدل التنويم في المستشفيات وتقليل التكلفة.
  • التخفيف من معاناة المريض وشعوره بالراحة والأمان والدعم النفسي في جو عائلي.
  • السيطرة على العدوى التي يمكن أن تحدث أثناء وجودهم في المستشفى.
  • تقليل معدل الدخول للمستشفى لمن يعاني من أمراض مزمنة.

خدمات الرعاية الصحية المنزلية

هناك مجموعة من الخدمات المنوطة بفريق الرعاية الصحية المنزلية تشمل الخدمات الطبية العلاجية والوقائية والتأهيلية الى جانب التوعية، ويتم تقديمها للفئات التي تحتاجها وفق معايير وآلية عمل محددة بالتنسيق مع الطبيب المعالج وإدارة المستشفى. كما يتم تأمين المستلزمات والأجهزة الطبية التي يمكن أن يحتاجها المريض. 

تشمل خدمات الرعاية الصحية المنزلية التي تقدمها معظم المؤسسات الصحية:

  • التمريض المنزلي بكل ما يشمل من خدمات العلاج الوريدي ومراقبة الإشارات الحيوية للمريض وغيرها.
  • العناية بمرضى قرح الفراش والوقاية من التقرحات.
  • أخذ عيّنات الدم للتحاليل المخبرية.
  • العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.
  • العناية بمرضى القسطرة البولية.
  • العناية بمرضى أنابيب التغذية المعوية.
  • النقل غير الإسعافي.
  • تثقيف وتدريب المرضى ومرافقيهم.

التمريض المنزلي

التمريض المنزلي يعتبر من اهم الخدمات الطبية التي تتمحور حولها خدمات الرعاية الصحية المنزلية، حيث توفر المستشفيات وغيرها من المراكز المتخصصة طاقم تمريض مخصص لتقديم الرعاية الصحية للمرضى في بيوتهم بعد ان خضعوا للتدريبات اللازمة التي تمكّنهم من رعاية المريض في المنزل.

من أهم مميزات التمريض المنزلي:

  •   توفير حالة نفسية أفضل للمريض ولأفراد أسرته ما ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية للمريض ويساعد بالتالي على سرعة تعافيه.
  • توفير الإستقلالية للمريض بحيث يكون في منزله وغرفته وينام على سريره ما يمنحه الحرية التامة في محيط العائلة ما يساعد على سرعة التعافي.
  • تقليل خطر الإصابة بالعدوى التي يمكن ان يتعرض لها المريض نظراً لضعف مناعته.
  • أقل تكلفة من المستشفى لاسيما للحالات المرضية التي تستدعي رعاية لمرات عدة يومياً، والتي غالباً ما تكون أكثر كلفة في المستشفى حيث يمكن أن يتلقى المريض الرعاية ذاتها بكلفة أقل ضمن منزله.

يشمل التمريض المنزلي العديد من الخدمات الطبية في العديد من الأمراض منها إصابات الدماغ والإصابة بالأمراض المعدية لاسيما فيروس كورونا المستجد، إصابات الحبل الشوكي، والشلل النصفي، رعاية المسنين أصحاب أمراض القلب والزهايمر وغيرها.

 من أهم الخدمات التي يتم تقديمها:

  • قياس الوظائف الحيوية مثل درجة الحرارة وقياس نبض القلب وسكر الدم وضغط الدم وغيرها.
  • إعطاء الأدوية في مواعيدها بحسب تعليمات الطبيب المعالج.
  • تركيب وفك القسطرة عند الحاجة.
  • رعاية أنبوب التغذية وثقب الجهاز التنفسي في حال تواجدها.
  • متابعة الجهاز التنفسي وإعطاء أدوية لرفع المناعة في حالة الإصابة بفيروس كورونا.
  • إعطاء الإبر العضلية والوريدية وتركيب المحاليل عند الحاجة.
  • العناية بالجروح وعمل الغيارات الطبية بعد العمليات.
  • تركيب القسطرة الوريدية لإعطاء المغذيات والمضادات الحيوية.
  • تركيب القسطرة البولية ومتابعتها وعلاج مضاعفاتها.
  • توفير اخصائي علاج طبيعي للمريض بالمنزل.
  • مساعدة المسنين في أنشطة الحياة اليومية وخصوصاً ذوي الإحتياجات الخاصة.
  • رعاية قرح الفراش.
  • رعاية القدم السكري.

الإختبارات الطبية المنزلية

تواكب المختبرات الطبية الحديثة التطورات الراهنة وباتت توفر خدمات المختبر المنزلية بحيث يمكن لأخصائي المختبر زيارة المريض في المنزل لأخذ عيّنة دم وإجراء بعض الفحوصات المخبرية الضرورية لحالته.

غالبية المستشفيات والمختبرات الطبية تقدم هذه الخدمة لزبائنها لاسيما في ظل انتشار جائحة كورونا حيث تم تخصيص أخصائي من المختبر لإجراء فحص الـPCR وفحص المناعة لمرضى فيروس كورونا او المخالطين.

 تحتاج بعض الحالات المرضية الى تحاليل تشخيصية لتحديد طبيعة المرض وإعطاء العلاج المناسب. كما ان بعض الحالات الاخرى تحتاج الى متابعة الحالة لمعرفة مدى استفادة المريض من العلاج في وقت يعجز فيه المريض عن الخروج من المنزل.

لقد حرصت المختبرات الطبية على تجهيز كوادر طبية مدرّبة على أحدث الوسائل العلمية الحديثة في استخدام التقنيات والأجهزة المختبرية لإجراء الفحوصات الطبية وسحب العينات للمرضى من كبار السن وغير القادرين على الحركة أو للمرضى الذين هم بحاجة إلى إجراء الفحوصات والتحاليل المختبرية بصفة دورية ومنتظمة.

لكل من هو غير قادر على الحضور الى المختبر الطبي لاجراء التحاليل لأي سبب كان، فهناك فريق مدرّب حرصت المختبرات الطبية على تجهيزه لزيارة المنازل وأخذ العينات بطريقة مهنية ومدروسة مع حفظها تماماً وكأنه في المختبر، فيتم أخذ عينات الدم والبول والبراز وتسليمها الى مركز المختبر الرئيسي على أن يتم إرسال النتائج الى المريض والطبيب المعالج.

أما النتائج، فيمكن الحصوول عليها بعد بضع ساعات إما بواسطة البريد الإلكتروني او عبر الواتساب. هذه الميزة تضمن إجراء التحاليل المخبرية في وقت قصير والحصول إلى النتائج بسرعة وسهولة.

بواسطة هذه الخدمة، يمكن الحد من تنقل المريض ما بين المستشفى والمختبر وبالتالي الحد من انتشار العدوى في وقت يحصل فيه على الخدمة التي يريدها بالجودة ذاتها وفق أحدث التقنيات المخبرية من خلال مواكبة الابتكارات والتطورات العالمية لضمان أفضل الخدمات الصحية وأدق النتائج مع الحفاظ على خصوصية المريض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى