التهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل الروماتويدي
تحسّن كبير في العلاجات للسيطرة على الآلام والحد من تطور الحالة
يعاني مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من تعب مستمر وتورم في المفاصل لفترات طويلة تعيقهم عن ممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي نتيجة عدم قدرتهم على القيام بالنشاطات اليومية كالمعتاد حيث تضعف حركة أعضاء الجسم. الا ان التطور الطبي لم يستثن هذا المرض حيث يوجد اليوم علاجات تساعد المرضى على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي لاسيما اذا ما بدأ به منذ بداية اكتشاف المرض ما يسهم في السيطرة على الألم وتورم المفاصل وتلفها.
فكلما تلقى المريض العلاج اللازم لحالته، كلما استطاع ان يعيش حياته اليومية كسائر الناس الأصحاء مع إمكانية الحد من تطور المرض اذا ما اتبع بعض التمارين الرياضية الخاصة الى جانب العلاج الدوائي؛ كل ذلك يمكن ان يحدث بفضل رفع مستوى الوعي سواء بين المرضى وكذلك الأطباء الذين يلعبون دورا مهما في حث المريض على المواظبة على العلاجات ورفع مستوى الوعي حول العبء الذي قد ينتح عن إهمال العلاج.
خطورة هذا المرض، كما بعض الأمراض الأخرى، انه مرض صامت يتطور ببطء وما ان تظهر الأعراض حتى يكون قد بدأ الأثر السلبي يظهر على المفاصل. ولكن من جانب آخر، تتوافر اليوم إمكانية الإدارة الفعالة للمرض والسيطرة عليه على ان يكون التشخيص المبكر هو الأساس في نجاح العلاج.
وفي تعريف للمرض، فان التهاب المفاصل الروماتويدي يصنف من بين أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي الى حدوث التهاب مزمن في مفاصل عدة من الجسم لاسيما الصغيرة، يكثر انتشاره بين النساء؛ ويؤثر على الرسغ والمفاصل الصغيرة في اليد، بما في ذلك المفاصل والمفاصل الوسطى من الأصابع.
فالمفصل هو المكان الذي تتصل فيه العظام ببعضها البعض فيسمح بالحركة في أجزاء مختلفة من الجسم. ويغطي الغضروف cartilage سطح العظم الذي يشكل المفصل. المسافة بين الغضروفين في نهايتي العظم هي بالتحديد تشكل المفصل وهناك كمية صغيرة من سائل سميك يسمى السائل الزليلي synovial fluid وهو ‹يزيت› المفاصل ما يسمح بحركة ناعمة بين العظام؛ هذا الغشاء هو النسيج الذي يحيط بالمفصل. يتشكل السائل الزليلي بواسطة خلايا الغشاء الزليلي. ويسمى الجزء الخارجي من الغشاء الزليلي بالمحفظة. تحيط الأربطة وأوتار العضلات بالمفصل وهذا يساعد على تقديم الدعم والاستقرار للمفاصل. ورغم ان أسباب الإصابة غير واضحة حتى الآن، الا ان هناك فئة من المرضى ترتفع لديهم نسبة الإصابة مثل الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة ولا يتحركون كثيرا او مرضى ضغط الدم المرتفع.
أما أعراضه فتتمثل على الشكل التالي:
- التعب الشديد وعجز عن الحركة.
- تيبس المفاصل عند الاستيقاظ واستمرار هذه الحالة لساعات قبل ان يعود الجسم الى طبيعته.
- تورم في المفاصل.
- ليونة وسخونة في المفاصل.
- ظهور نتوءات نسيجية صلبة تحت الجلد في اليدين.
الا ان هذه الأعراض قد تختفي لبعض الوقت فيعتقد المريض انه في مأمن المرض، ولكن سرعان ما تعود ولكن بوتيرة أقوى بعد أسابيع قليلة لتبدأ المعاناة والآلام وعدم القدرة على التحرك بالشكل الطبيعي. حالات أخرى تظهر الأعراض لديهم على شكل هجمات تؤثر على مفاصل عدة في الجسم وتستمر لبضعة أيام.
ثم ان حدة المرض تختلف من مريض لآخر، ولكن هو في العادة هو التهاب مزمن ناكس وهي تعني تلك الأوقات التي يثور فيها المرض والتي قد يرافقها ايضا تطور المرض الى مفاصل أخرى في الجسم. من العواقب الوخيمة لهذا المرض هي تأكل الغضروف ومن ثم العظام التي تتواجد مباشرة تحته فتصبح ضعيفة، الا ان الضرر لا يقف عند هذا الحد بل يمكن ان يصيب أربطة المفاصل والأنسجة المجاورة وسرعان ما تتطور الإصابة تدريجيا لتطال مفاصل عدة في الجسم.
آثار سلبية على الحياة اليومية
مشكلة هذا المرض تكمن في عدم قدرة المريض على ممارسة نشاطاتهم أعمالهم اليومية نتيجة اعتلال صحة الجسم بشكل عام وعدم القدرة على تحريك المفاصل بالإضافة الى تعب مستمر لأسابيع عدة، فضلاً عن الشعور بالألم لفترة طويلة وتورم في المفاصل المتضررة، مما يقيد بشكل كبير الأنشطة اليومية، مع عدم القدرة على القيام بعمل بدني عند حدوث تهيج في المفاصل، بالإضافة إلى ضعف في مجمل حركة أعضاء الجسم، بحيث لا يستطع المريض ثني أو تحريك بعض المفاصل، مع تشوه بعض المفاصل مع تقدم المرض، مما يضعف الحركة.
يمكن تحديد تأثيرات المرض على الحياة اليومية على الشكل التالي:
- عدم إمكانية القيام بأي نشاط بدني في الفترة التي يكون فيها الألم مسيطرا على المريض.
- ضعف عام في الجسم وفي مجمل أعضائه وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
- تشوه المفاصل مع تقدم المرض.
- آلام ومعاناة مستمرة طوال فترة نوبة المرض.
الوقاية والعلاج
الوقاية من المرض تكون عبر المتابعة الدورية مع الأطباء المتخصصين لاكتشاف الحالة في وقت مبكر ولكن ينبغي على المريض التوجه مباشرة الى الطبيب فور شعوره بأي حركة غير طبيعية في مفاصله لأنها البداية. بداية العلاج تكون عبر المواظبة على الأدوية غير الاستيرودية (كورتيزونية) المُضادة للالتهاب NSAIDS ثم الأدوية المُحورة (المُعدلة) للمرضDMARDS التي تعمل على التقليل من التهاب المفاصل وتغيير مسار المرض، والمُتبع حالياً استخدامها في بداية المرض حتى نمنع تحطم المفاصل. من هذه الأدوية سلفاسالازين، ميثوتركسيت، أملاح الذهب، دي بنسيل أمين، مضادات الملاريا )هيدروكسي كلوروكوين) .
ومع ذلك، بإمكانه السيطرة على المرض من خلال بعض الممارسات اليومية والتمارين التمارين الهوائية التي تساعد على زيادة قوة العضلات وممارسة رياضة المشي فتتحسن الصحة العامة أولا ويقل الضغط على المفاصل ثانيا.الهدف من العلاج اذن هو الحد من نشاط المرض وسرعة تطوره لكي لا يصيب مفاصل أخرى، بالإضافة الى تقليل عارض تيبس المفصل المصاب وبالتالي تخفيف وطأة الألم؛ كما يهدف العلاج الى الحد من عجز المريض عن الحركة، فضلا عن الوقاية من الإصابة بترقق العظام وبعض المضاعفات الأخرى كأمراض القلب والأوعية الدموية.