الألم العضلي الليفي Fibromyalgia
الألم العضلي الليفي Fibromyalgia
تعب وألم… ماذا عن ساعات النوم؟
هو مرض نادر الحدوث يؤدي إلى إنتشار الألم في أماكن متعددة بالجسم مثل العضلات والمفاصل والأوتار، إضافة إلى التعب غير المبرّر؛ يصيب النساء أكثر من الرجال، وهو من الأمراض المزمنة التي يصعب تشخيصها. إضطراب الألم المزمن أو الألم العضلي أو الألم العضلي الليفي أو كما يُعرف Fibromyalgia هو أحد أنواع إلتهاب العضلات ينتج عنه مجموعة من الأعراض غير المترابطة، أهمها وجود ألم في العضلات.
يعاني مرضى الـ Fibromyalgiaمن حساسية زائدة للألم، حيث أن المناطق المسؤولة عن الألم في الدماغ تترجم الأحاسيس المؤلمة بشكل أكثر شدّة عمّا هو عليه في الواقع أو عمّا هو عند الأشخاص العاديين. ورغم عدم وجود سبب واضح للإصابة، فإن بعض الممارسات اليومية قد يكون لها دور في تطور هذه الحالة المرضية مثل النوم السّيء أو الإجهاد المتكرر أو الإجهاد الفكري.
يندرج الألم العضلي الليفي ضمن الأمراض المزمنة ولكنَّه يمكن أن يزول من تلقاء نفسه إذا نقص الإجهاد وحصل المريض على العلاج المناسب. في المقابل، قد تستمر معاناة معظم الأشخاص من درجةٍ معيَّنةٍ من الأعراض حتى مع الحصول على العلاج المناسب.
مشكلة الـFibromyalgia تكمن في تشابه الأعراض مع أمراض أخرى ما يجعل تشخيصها صعباً بعض الشّيء خصوصاً لندرة حدوثها؛ لكن أبرز ما يعاني منه المريض هو الألم في الجسم والتعب وقلّة النوم وتقلّبات في المزاج، وهي أعراض قد تأتي وتذهب مع الوقت وقد تحدث بمفردها أو مع حالات مرضية أخرى، ما يزيد من الإرباك في التشخيص. فالأعراض تظهر وتختفي بين الحين والآخر ومن يوم إلى آخر.
ولكن، عموماً، تتمثل الأعراض على النحو التالي:
- ألم مزمن واسع النطاق وفي أماكن متفرقة من الجسم لاسيما في العضلات وغالباً ما يستمر لثلاثة أشهر على الأقل.
- صداع شديد وربما يعاني المريض من الصداع النصفي أو صداع التوتر.
- قلة ساعات النوم وعدم النوم بعمق.
- التعب المزمن من دون وجود مبرّر لذلك حتى لو حصل المريض على قسط كافِ من الراحة والنوم.
- صعوبة في الإدراك وعدم القدرة على الإنتباه أو التركيز على المهام الذهنية.
وعلى عكس غيره من الأمراض المزمنة، فإن هذا المرض لا يشتد مع مرور الوقت ولا ينتج عنه مضاعفات؛ لكن المشكلة تكمن في أنه يؤثر على نوعية حياة المريض فيصبح عاجزاً عن القيام بمهامه اليومية وأعماله الروتينية. واذا كانت اسباب المرض غير معروفة، فهناك بعض العوامل التي يمكن ان تشكل معا عوامل مؤثرة تؤدي دورا في الاصابة؛ فقد لاحظ الأطباء ظهور أعراض الـFibromyalgia بعد التعرض لضغوط نفسية حادة أو وفاة شخص عزيز، وربما تحدث الإصابة بعد التعرض لانتكاسة صحية ما أو عملية جراحية ما.
فمن خلال الممارسات الإكلينيكة، ربط الأطباء الإصابة بهذا المرض بوجود عوامل أخرى مثل
-
- نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق والذي
- ينتج عنه إرهاق شديد على المستوى الجسدي والنفسي.
- الإجهاد البدني من أكثر العوامل المحفزة للإصابة لأنه يؤدي إلى حدوث خلل في الدماغ من حيث التعامل مع الألم وتسكينه مع مرور وقت طويل من الإجهاد.
- توافر العامل الوراثي حيث يوجد بعض الطفرات الجينية التي تجعل الشخص أكثر عرضة لتطور الحالة.
- بعض العوامل النفسية مثل الإكتئاب والإضطراب ثنائي القطب.
- قلة النوم تحفّز الدماغ على الإستجابة لآلام الجسم، لأنه يقلّل من إفراز هرمون الإندروفين الذي يكافح الألم في الجسم.
- قلة النشاط البدني والسّمنة المفرطة قد تكون من العوامل المؤثرة.
كيف يتم التشخيص؟
رغم عدم وجود أي إختبار لتأكيد الإصابة، هناك بعض المعايير التي يبحث عنها الطبيب لتحديد الحالة وتكون البداية بالإستماع إلى شكوى المريض وإستثناء وجود أمراض أخرى قد تؤدي الى العوارض ذاتها، والمشكلة تكمن في عدم التمييز بين الإصابة بالألم العضلي الليفي عند الأشخاص المصابين كذلك بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء لأنَّ الإصابة بهذه الاضطرابات تُسبِّبُ بعض الاضطرابات المماثلة مثل التعب والألم في العضلات والمفاصل أو كليهما.
يبحث الطبيب عن مواقع الألم في الجسم وتسمى “نقاط الإيلام” أي مناطق الألم التي تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي، وتكون نقاط متعددة حيث يقوم الطبيب بالضغط على مناطق معينة من الجسم؛ ورغم وجود عدد من نقاط الإيلام، إلا ان اهميتها في التشخيص تكمن في وجودها مع اعراض اخرى نموذجية في مثل هذه الحالات لاسيما الالم المنتشر. هناك بعض الفحوصات المخبرية التي يوصي بها الأطباء الهدف منها هو ضمان عدم حدوث إضطرابات أو مشاكل صحية أخرى قد تؤدي إلى ظهور الأعراض مثل قصور الغُدَّة الدرقية أو ألم العضلات الروماتيزمي أو إضطراب عضلي آخر.
آلية العلاج
يهدف علاج الـFibromyalgia إلى تقليل الأعراض وتحسين حالة المريض الصحية عموماً، على أن يسير العلاج باتجاهات عدّة نظراً لتعدد الأعراض إذ لا يوجد علاج واحد لكل الأعراض. من العلاجات التي يلجأ إليها الأطباء هي مسكنات الألم للحد من الآلام المتوسطة والحادة، ومضادات الإكتئاب التي تُستخدم لتحسين جودة الحياة نظراً لدورها في التخفيف من أعراض الألم والإكتئاب والتعب وكذلك إضطرابات النوم، وقد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى أدوية لمرض الصرع. من أهم العلاجات التي تسهم إلى حد كبير في السيطرة على الأعراض وتحسين مزاج المريض بشكل كبير هي التمارين الرياضية واللياقة البدنية مثل التمارين المائية والأيروبيك واليوغا.