مقالات طبية

ألم أسفل الظهر: استراتيجيات العلاج الموثوقة والخطوات المنزلية لتخفيف الانزعاج

ألم أسفل الظهر: استراتيجيات العلاج الموثوقة والخطوات المنزلية لتخفيف الانزعاج

د. ناصر م. جمال جواد، استشاري جراحة العظام  في المستشفى الأهلي / قطر

هل يمنعك ألم أسفل الظهر من ممارسة حياتك اليومية بشكل طبيعي؟ وهل تبحث عن حلول فعّالة لتخفيف هذا الانزعاج؟ أنت لست وحدك. يُعد ألم أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا حول العالم، وقد يصيب ما يصل إلى 80% من البالغين في مرحلة ما من حياتهم. الخبر الجيد أن الكثير من الحالات تتحسن عند التعامل معها بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب.

علاج ألم أسفل الظهر: ما الذي يساعد فعلاً؟

يعتمد العلاج على شدة الألم والسبب الكامن وراءه. بشكل عام، قد تشمل خيارات العلاج: العناية الذاتية، الأدوية، العلاج الطبيعي، وفي حالات محددة قد يكون التدخل الجراحي خيارًا مطروحًا.

إجراءات العناية الذاتية (الخطوة الأولى)

الراحةلفترة قصيرة فقط

الحصول على قسط من الراحة خلال أول 24–48 ساعة عند بداية الألم إذا لزم الأمر. وتجنّب ملازمة السرير لفترات طويلة لأنها قد تزيد التيبّس وتضعف العضلات الداعمة للظهر. الحركة الخفيفة والعودة التدريجية للنشاط غالبًا أكثر فائدة.

استخدام الكمادات الدافئة

تساعد الحرارة على إرخاء العضلات وتقليل التشنجات وتخفيف الألم، خصوصًا إذا كان الألم ذا طبيعة عضلية أو مصحوبًا بشدّ.

اختيار وضعية نوم مريحة للعمود الفقري

النوم على أحد الجانبين مع وضع وسادة بين الركبتين للمحافظة على استقامة العمود الفقري وتقليل الضغط على أسفل الظهر. كما يُفضّل اختيار مرتبة داعمة ووسادة مريحة.

الجلوس بوضعية صحيحة

الجلوس بشكل مستقيم مع دعم أسفل الظهر وإرخاء الكتفين، والحرص على أن تكون القدمان على الأرض. وتجنّب الجلوس لفترات طويلة، ويمكن اعتماد قاعدة بسيطة: الوقوف والتمدد أو التحرك قليلًا كل 20 دقيقة.

تجنب الأنشطة التي تزيد الألم

قد تؤدي الأعمال التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة (مثل غسل الصحون أو الوقوف المطوّل في المطبخ) إلى تفاقم الألم لدى البعض. تقليل المحفّزات يساعد على التعافي ويمنع التشنجات.

الحفاظ على وزن صحي

الوزن الزائد يزيد الحمل على العمود الفقري وما حوله، ما قد يفاقم الألم. إنقاص الوزن تدريجيًا عبر تغذية متوازنة ونشاط بدني منتظم يساعد على تخفيف الضغط ودعم صحة الظهر على المدى الطويل.

مسكنات الألم والأدوية

في حالات الألم الخفيف إلى المتوسط، قد تساعد المسكنات المتاحة من دون وصفة. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بـ مراهم/ لصقات موضعية لتخفيف الألم أو مرخيات للعضلات بحسب طبيعة الأعراض والحالة الصحية.

العلاج الطبيعي والتمارين الآمنة

يُعد العلاج الطبيعي من أكثر الأساليب فعالية لعلاج ألم أسفل الظهر والوقاية من تكراره، إذ يساهم في:

  • تقوية عضلات الظهر والعضلات الداعمة للجذع.
  • تحسين المرونة والوضعية.
  • تقليل احتمالية تكرار نوبات الألم.
  • يجب القيام بتمارين خفيفة مثل المشي أو السباحة، ثم زيادة الشدة تدريجيًا.

ويمكن لأخصائي العلاج الطبيعي وضع برنامج مناسب للحالة مع تعلّم حركات وتمارين تساعد على الوقاية مستقبلًا.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب الحصول على الرعاية الطبية في حال وجود:

  • ألم شديد يعيق ممارسة الأنشطة اليومية.
  • ألم لا يتحسن رغم العناية المنزلية أو الأدوية.
  • ألم مصحوب بـ حمّى، خدر، ضعف في الساقين أو أعراض تمتد إلى الساق.
  • ألم حدث بعد إصابة أو سقوط/ حادث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى