الدكتور وائل جاروش
نقدم عناية متخصصة بمرضى سرطان الرئة عبر أحدث بروتوكولات العلاج والتشخيص
الدكتور وائل جاروش، أخصائي الأمراض الرئوية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

يُعد سرطان الرئة أحد أبرز التحديات الصحية العالمية، نظرًا لارتفاع معدلات الإصابة والخطورة. وتتطلب مكافحة هذا المرض استراتيجية متكاملة تبدأ من الكشف المبكر وتنتهي بتوفير أحدث الخيارات العلاجية المتاحة عالميًا، وتتوافر هذه العوامل كلها في مركز كليمنصو الطبي في بيروت (CMC) الذي يقدم نموذجًا للرعاية المتكاملة والمتخصصة لمرضى سرطان الرئة، حيث يركز على توفير أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية. الدكتور وائل جاروش، أخصائي الأمراض الرئوية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، يحدثنا عن واقع سرطان الرئة اليوم، أبرز العوامل المسببة له، وأحدث التقنيات والأساليب المتبعة في المركز لتشخيص وعلاج هذا المرض، مؤكداً على أهمية الكشف المبكر في رفع نسب الشفاء.
بدايةً، كيف تصفون واقع سرطان الرئة اليوم، وهل ما زال يُعتبر من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً وخطورة؟
يشهد سرطان الرئة خلال العقدين الأخيرين ازديادًا ملحوظًا في معدلات الإصابة، ما جعله يحتل مكانة متقدمة بين أكثر الأورام الخبيثة انتشارًا على مستوى العالم لدى الرجال والنساء على حدّ سواء. ويُلاحظ في الفحص السريري أنّ معظم الحالات تُشخَّص مع التقدم في السن نتيجة تراكم العوامل المسببة عبر السنوات.
تعتبر هذه الزيادة في معدلات الإصابة تحديًا صحيًا عالميًا يستدعي تعزيز برامج الوقاية، والحد من التدخين، وتحسين معايير السلامة المهنية، إلى جانب تعزيز قدرات التشخيص والعلاج المبكر لضمان نتائج أفضل للمرضى.
يُعد الكشف المبكر لسرطان الرئة في مراحله الأولى أمرًا بالغ الأهمية، إذ ترتفع فرص نجاح العلاج ونسب الشفاء بشكل ملحوظ في المرحلتين الأولى والثانية. ويُصنَّف سرطان الرئة عادةً إلى أربع مراحل، يتم تحديدها بناءً على مقياسين رئيسيين هما: حجم الكتلة الورمية على الرئة، ومدى انتشار هذا الورم إلى الغدد الليمفاوية أو أجزاء الجسم الأخرى.
ما أبرز العوامل المُسبّبة لسرطان الرئة، وهل نرى تغيراً في الفئات العمرية أو نمط الإصابات في السنوات الأخيرة؟
يرتبط تصاعد حالات سرطان الرئة بعدد من العوامل المعروفة، أبرزها التدخين، الذي يُعد العامل الرئيسي للإصابة سواء كان تدخينًا نشطًا أو نتيجة التعرُّض للتدخين السلبي لفترات طويلة.
كما تسهم الملوثات البيئية، مثل الجسيمات الدقيقة المنبعثة من عوادم السيارات والمصانع، في زيادة المخاطر، إلى جانب بعض المهن التي تتطلب التعرُّض المستمر لمواد مؤذية مثل الأسبستوس والمواد الكيميائية الصناعية.
ولا يمكن إغفال دور العوامل الوراثية والاستعداد الجيني لدى شريحة من المرضى، حيث يؤدي التفاعل بين الجينات والبيئة إلى تعزيز احتمالات الإصابة.
ما أبرز التقنيات الحديثة المتوفرة في مركز كليمنصو الطبي لتشخيص سرطان الرئة؟ ما الجديد الذي يقدمه المركز في هذا المجال؟
يُقدم مركز كليمنصو الطبي في بيروت (CMC) رعاية متكاملة ومتخصصة لمرضى سرطان الرئة، تبدأ من التشخيص الدقيق وتحديد مرحلة المرض باستخدام أحدث التقنيات. تشمل الإجراءات التشخيصية المتاحة إجراء الخزعات (Biopsy) الضرورية لتأكيد التشخيص، والتي تُجرى بدقة عالية سواء عن طريق المنظار للحصول على عيّنات نسيجية بأقل تدخل، أو باستخدام التوجيه تحت السكانر (CT) لضمان الوصول إلى الكتل العميقة وتحديد موقعها بدقة متناهية.
كما تتوفر في المركز جميع أنواع العلاجات الحديثة اللازمة. ولتعزيز دقة الخطة العلاجية، يتم استخدام التصوير النووي (Nuclear Imaging/PET-CT) لتقييم مدى انتشار الورم وتحديد البؤر النشطة بدقة، بالإضافة إلى توفير خدمات العلاج الشعاعي (Radiation Therapy) المتطورة والموجهة نحو الخلايا السرطانية فقط مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بها.
إلى أي مدى يلعب الاكتشاف المبكر دوراً في رفع فرص الشفاء؟
من الضروري جدًا التأكيد على أهمية إجراء الفحوصات التشخيصية والكشف الدوري بشكل خاص للأشخاص الذين لديهم أحد العوامل المسببة للمرض كالتاريخ الطبي العائلي وغيره من الأسباب. إن اكتشاف الحالة في مراحلها الأولية المبكرة يزيد بشكل كبير من احتمالية نجاح العلاج وارتفاع نسب الشفاء، بالإضافة الى إطالة أمد الحياة وتحسين جودتها.
ما هي أحدث أساليب العلاج المعتمدة عالمياً؟ وما هي أحدث التطورات في العلاجات المزدوجة أو المركّبة لسرطان الرئة؟
شهدت استراتيجيات العلاج تطوراً هائلاً، حيث لم تعد تقتصر على العلاج الكيميائي والشعاعي التقليدي، بل امتدت لتشمل العلاجات الموجّهة والعلاج المناعي الذي يمثل ثورة طبية حقيقية.
وتوفر المراكز المتخصصة، مثل مركز كليمنصو الطبي في بيروت، خدمات متكاملة تبدأ من التشخيص الدقيق وتصل إلى أحدث خيارات العلاج المدمجة والمخصصة، بهدف إطالة أمد حياة المرضى وتحسين جودتها.
العلاج الشعاعي (Radiation Therapy)
يعتمد على استخدام حزم عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليص الأورام. غالبًا ما يُستخدم هذا العلاج لتقليص الأورام قبل الجراحة، أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا متبقية، أو كعلاج أساسي للمرضى غير المؤهلين للجراحة.
العلاج الكيميائي (Chemotherapy)
يتضمن استخدام أدوية قوية تهاجم الخلايا سريعة الانقسام في الجسم، بما في ذلك الخلايا السرطانية. يُعطى عادةً عن طريق الوريد ويهدف إلى قتل الخلايا السرطانية المنتشرة في الجسم.
العلاج المناعي (Immunotherapy)
هو يشهد حاليًا ثورة وطفرة كبيرة في علاج أنواع معينة من سرطان الرئة التي تستجيب له.
يعمل العلاج المناعي عن طريق تحفيز وتعزيز قدرة الجهاز المناعي الذاتي للمريض على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها وتدميرها.
ويُلاحظ أن الاتجاه الحالي يركز على الدمج بين العلاجات، حيث يُستخدم مزيج من العلاج الكيميائي والشعاعي معًا لتحقيق نتائج علاجية أفضل.
تساهم هذه التطورات، خاصة في العلاج المناعي، بشكل فعال في إطالة أمد حياة المرضى المصابين وتحسين جودة حياتهم بشكل ملحوظ.



