كليات الطب

التصوير المتقدم والعلاج الموجّه من UCLA Health يساعدان مرضى سرطان البروستاتا على تأجيل الجراحة ومتابعة العلاج بأمان

التصوير المتقدم والعلاج الموجّه من UCLA Health يساعدان مرضى سرطان البروستاتا على تأجيل الجراحة ومتابعة العلاج بأمان

أظهرت دراسة جديدة قادها مركز جونسن الشامل للسرطان في مستشفى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس UCLA Health، أن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدم (MRI) والعلاج البؤري الموجّه يمكن أن يساعدا العديد من مرضى سرطان البروستاتا منخفض إلى متوسط الخطورة، على البقاء بأمان في برنامج المراقبة النشطة الطويل الأمد، وتجنّب الخزعات المتكرِّرة، وتأجيلأو حتى تجنُّبالعلاجات التداخلية مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي.

وجد الباحثون أن الخزعة الدورية التي كانت تُعتبر في السابق ضرورية، يمكن الآن استبدالها في أغلب الحالات بالتصوير بالرنين المغناطيسي. وبالنسبة للرجال الذين لديهم سرطان أكثر عدوانية بشكل طفيف، فإن أولئك الذين خضعوا للعلاج البؤري كانوا أكثر قدرة بكثير على تجنّب الجراحة أو الإشعاع، بنسبة 84% مقارنةً بـ 46% ممن لم يتلقوا العلاج.

نُشرت الدراسة مؤخراً في مجلةجورنال أوف أورولوجي” (Journal of Urology)، وهي تتضمّن مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن هذه الأدوات تجعل المراقبة النشطةأي المتابعة الدقيقة بدلاً من العلاج الفوريأكثر أماناً، وأكثر تخصيصاً، وأقل توتراً على المرضى.

الدكتور ليونارد ماركس، أستاذ ورئيس الكرسي الأكاديمي بإسم deKernion لجراحة المسالك البولية في كلية ديفيد غيفن للطب في UCLA، والباحث الرئيسي في الدراسة، قال: “يمثل هذا التطوّر تقدماً كبيراً في إدارة سرطان البروستاتا. فمن خلال الجمع بين التشخيص الموجّه بالـ MRI والعلاج البؤري الانتقائي، يمكننا تقديم نهج أكثر تخصيصاً للمرضى. هذه الاستراتيجية لا تساعد فقط على تجنّب الإجراءات غير الضرورية، بل تمنحنا أيضاً طريقة أفضل للتنبؤ بمن يمكنه البقاء بأمان تحت المراقبة الطويلة، ما من شأنه ان يسهم في تعزيز جودة الحياة وتقليل الآثار الجانبية من دون التأثير على مستوى الأمان”.

يُعد سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطانات شيوعاً (عدا الجلد) بين الرجال في الولايات المتحدة، ويُشخَّص نحو واحد من كل ثمانية رجال خلال حياته. العديد من هذه السرطانات تكون في الغالب منخفضة الخطورة وتنمو ببطء شديد بحيث قد لا يتسبب أعراضاً. وعلى رغم ازدياد قبول فكرة المراقبة النشطة، لا يزال بعض الرجال يختارون الجراحة أو الإشعاع خوفاً من تطور المرض، ما يعرضهم لآثار جانبية طويلة الأمد مثل السلس البولي أو اختلال الوظائف الجنسية.

ولتعزيز الثقة بالمراقبة النشطة والحد من الإفراط في العلاج، قام فريق مستشفى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بتقييم ما إذا كان دمج الخزعات الموجّهة بالـ MRI والعلاج البؤري يمكن أن يجعل المراقبة أكثر أماناً وأسهل على المرضى.

توفر تقنية MRI والخزعات الموجّهة بها رؤية أوضح لسرطان البروستاتا، ما يمكّن الأطباء من متابعة التغيّرات بدقة مع مرور الوقت. عندما ظهرت المراقبة النشطة لأول مرّة، لم تكن هذه الأدوات متاحة على نطاق واسع؛ فقبل اعتماد تقنية MRI والخزعات الموجّهة بها، كان الأطباء يعتمدون على الخزعات الموجّهة بالموجات فوق الصوتية، التي قد تفوتها بعض الأورام أو تؤدي إلى علاج مفرط لأورام بطيئة النمو.

العلاج البؤري هو إجراء طفيف التوغل يستهدف الورم فقط بدلاً من استهداف كامل البروستاتا، مع الاستعانة بتقنيات التصوير مثل MRI لتحديد مكان الورم بدقة وتوجيه العلاج.

حلّلت الدراسة بيانات 869 رجلاً شاركوا في برنامج المراقبة النشطة في مستشفى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس UCLA Health بين عامي 2010 و2022 – وهي أكبر دراسة طويلة الأمد حتى الآن تستخدم الـ MRI والخزعات الموجّهة به لمتابعة سرطان البروستاتا لمدة تصل إلى 12 عاماً.

خضع جميع المشاركين الى خزعة موجهة بالـ MRI في البداية وأظهرت وجود سرطان منخفض إلى متوسط الخطورة، واستمرّوا في البرنامج لمدة عام على الأقل. بدءاً من عام 2016، عُرض العلاج البؤري على بعض المرضى إما لوجود خطورة أعلى قليلاً عند التشخيص أو نتيجة ظهور علامات تقدّم في المرض. وقد اختار العلاج حوالى ربع الرجال المؤهلينأي 99 من أصل 393.

أثبت التصوير بالرنين المغناطيسي دقة عالية في تحديد السرطانات المستقرة، حيث تنبّأ بشكل صحيح بعدم تطوّر المرض لدى 90% إلى 95% من الرجال المصابين بسرطان منخفض الخطورة، و70% من أولئك المصابين بسرطان متوسط الخطورة. وقد ساعد ذلك الأطباء على تحديد من يمكنه البقاء بأمان في برنامج المراقبة النشطة.

بفضل هذه الدقة، استطاع العديد من المرضى ذوي النتائج الجيدة تجنّب الخزعات المتكررة، ما أدى الى التقليل من الانزعاج الجسدي واحتمال الإفراط في العلاج. كما أظهرت الدراسة انخفاضاً في عدد المرضى الذين يغادرون برنامج المراقبة بسبب القلق، والذي يعود إلى زيادة الثقة في المتابعة المعتمدة على MRI.

قال الدكتور ماركس: “على الرغم من أن أعداد من تلقوا العلاج البؤري صغيرة وأن فترة المتابعة قصيرة نسبياً، إلا أن الفائدة المباشرة للعلاج البؤري في تجنّب الجراحة أو الإشعاع واضحة.”

تقدم هذه الدراسة بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن المراقبة النشطة، عندما تُوجّه بالتصوير الحديث والعلاجات طفيفة التوغل مثل العلاج البؤري، يمكن أن تُطبّق بأمان على عدد أكبر من المرضى.”

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة www.uclahealth.org/international-services أو الاتصال على 310-794-8759 +1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى