مقالات طبية

تبييض الأسنان بين الحقيقة والمغالطة

تبييض الأسنان بين الحقيقة والمغالطة

د. وجيه الحاج، لبنانبيروت (المنصورية)
قطرالدوحة (Qatar Prime Dental Center)

دكتوراه في العلوم الصحيةماجستير في بيولوجيا الفمماجستير في علاج الجذور (Endodontics) – طبيب متخصص في جراحة الأسنانأستاذ في كلية طب الأسنانجامعة القديس يوسف في بيروت (USJ)

تبييض الأسنان من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعاً في السنوات الأخيرة، إلا أنّ انتشار الوصفات المنزلية على وسائل التواصل الاجتماعي أدّى إلى ظهور مفاهيم خاطئة قد تضرّ أكثر مما تنفع. في هذا الحوار، يجيب الدكتور وجيه الحاج، الأخصائي في جراحة الأسنان وعلاج الجذور، عن أبرز التساؤلات حول تقنيات التبييض، مخاطر الأساليب الخاطئة، والطرق الصحيحة للحصول على ابتسامة مشرقة بطريقة آمنة وعلمية.

هل الفحم النباتي يبيّض الأسنان فعلاً؟

استخدام الفحم لإزالة التصبغات السطحية قد يعطي نتيجة مؤقتة، لكنه في الحقيقة مادة كاشطة تؤدي إلى تآكل طبقة الميناء، ما يجعل الأسنان أضعف وأكثر عرضة للحساسية والتصبغات مع الوقت.

هل عصير الليمون أو الخل يفتح لون الأسنان؟

هذه الأحماض تذيب الميناء تدريجياً، فيبدو السنّ أفتح مؤقتاً لكنه في الواقع يفقد لمعانه الطبيعي وتزداد حساسيته، وقد تتضرر اللثة أيضاً مع الاستعمال المتكرر.

يُقال إن صودا الخبز تبيّض الأسنان، هل هذا صحيح؟

صودا الخبز تزيل التصبغات السطحية لكنها تضعف الميناء مع الوقت. استخدامها المفرط يؤدي إلى تآكل دائم وتشوّه في سطح السنّ.

ماذا عن الفراولة؟

الفراولة تحتوي على أحماض ومواد سكّرية تذيب السطح السني وتؤدي إلى تآكله عند التكرار. المظهر الفاتح الذي تتركه مؤقت فقط ولا يعني تبييضاً حقيقياً.

هل الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند أو الزيتون تُبيّض الأسنان؟

لا يوجد أي دليل علمي على أن الزيوت تغيّر لون الأسنان. قد تساعد في تقليل البكتيريا وتحسين صحة الفم، لكنها لا تملك تأثيراً فعلياً على درجة اللون.

هل معاجين الفحم التجارية أكثر أماناً من الفحم الطبيعي؟

ليس بالضرورة. بعض هذه المعاجين تحتوي على جزيئات كاشطة مشابهة لتلك الموجودة في الفحم الخام، ما يؤدي إلى النتيجة نفسها من تآكل الميناء على المدى الطويل.

هل يمكن لمعاجين الأسنان العادية أن تُبيّض فعلاً؟

المعاجين العادية تحافظ على اللون الطبيعي للأسنان وتمنع التصبغات الجديدة، لكنها لا تُفتّح اللون الداخلي كما تفعل مواد التبييض الطبية.

هل التبييض يؤذي العصب أو يسبب حساسية دائمة؟

التبييض الذي يُجرى تحت إشراف طبيب متخصص آمن تماماً. الحساسية التي تظهر بعد الجلسة مؤقتة وتُعالج بسهولة بمعاجين مهدئة يوصي بها الطبيب.

هل يمكن القيام بتبييض منزلي من دون مراجعة الطبيب؟

لا يُنصح بذلك إطلاقاً. بعض المنتجات المتوافرة عبر الإنترنت تحتوي على تراكيز مرتفعة من بيروكسيد الهيدروجين قد تؤدي إلى التهابات أو حروق في اللثة والأنسجة الفموية.

ما الفرق بين تبييض الليزر والتبييض بضوء LED الأزرق؟

الفرق في مصدر الطاقة فقط. الليزر أكثر تركيزاً ويُستخدم لحالات معينة، بينما الضوء الأزرق تقنية آمنة وفعالة لمعظم المرضى. الطبيب يحدّد الخيار الأنسب بحسب حالة المريض.

كم تدوم نتيجة التبييض؟

تتراوح عادة بين ستة أشهر وسنتين، وفق العادات اليومية مثل شرب القهوة، التدخين، أو تناول الأطعمة الملوّنة. المحافظة على النظافة اليومية تضمن دوام النتيجة لفترة أطول.

هل يمكن تبييض التركيبات أو الحشوات؟

التبييض يؤثر فقط على الأسنان الطبيعية. التركيبات الخزفية والحشوات التجميلية لا يتغير لونها ويجب استبدالها بعد التبييض لتتناسب مع اللون الجديد للأسنان.

هل الأسنان تصبح أضعف بعد التبييض؟

هذا اعتقاد شائع لكنه غير صحيح. المواد الطبية المصرّح بها لا تُضعف السنّ، بل تفتح لونه فقط. الضرر يحدث عند استعمال مواد غير مضمونة أو بتركيزات غير مراقبة.

ما هي الطريقة المثالية لتبييض الأسنان؟

الخطوة الأولى هي مراجعة طبيب الأسنان لتقييم الميناء واللثة. الطبيب يحدّد الطريقة المناسبة، سواء كانت جلسة في العيادة أو علاجاً منزلياً بإشرافه، وذلك لضمان نتيجة فعّالة وآمنة.

وما أود إضافته في ختام الحوار هو أن تبييض الأسنان إجراء علمي تجميلي، وليس تجربة منزلية. الوصفات العشوائية قد تبدو مغرية لكنها في الغالب مؤذية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى