كليات الطب

زرع رئتين من دون الحاجة إلى نقل دم من أوائل العمليات في إلينوي تساعد جدّة على احترام معتقداتها

زرع رئتين من دون الحاجة إلى نقل دم من أوائل العمليات في إلينوي تساعد جدّة على احترام معتقداتها

مستشفى جامعة شيكاغو

تُعاني فيكتوريا من تليّف رئوي في مرحلته النهائية، وكادت أن تفقد حياتها خلال رحلتها إلى شيكاغو في ديسمبر الماضي قبل موعد طبي هام. فقد نفدت بطارية جهاز الأوكسجين المحمول لديها، ما دفع طاقم الطائرة لتزويدها بأسطوانة طوارئ، لكنها لم تكفِ لأكثر من 15 دقيقة بسبب شدّة حالتها.

قالت فيكتوريا (68 عامًا)، المقيمة في لاكلاند بولاية فلوريدا: “شعرت لحظتها أنني سأموت، لم أكن أستطع التنفس.”

مع ذلك، وصلت إلى المستشفى والتقت الدكتور بابلو سانشيز، مدير جراحة برنامج زراعة الرئة في مستشفى جامعة شيكاغو. وكانت تأمل في أمر بدا مستحيلًا: زراعة رئتين باستخدام أسلوب خالٍ من نقل الدم، توافقًا مع معتقداتها الدينية.

قال سانشيز: “أعتقد أنها لم تتوقع أن نقول لها: دعينا نرى ما يمكننا فعله.”

اكتشاف مدمّر

تعود إصابة فيكتوريا بالتهاب رئوي إلى أربعين عاماً مضت، ومنذ ذلك الحين وهي تعاني من نوبات متكررة من تراكم البلغم والسعال.

وقد كان الأطباء في فلوريدا يصفون لها بشكل دائم بعض الأدوية، ومنها بخاخ ألبوتيرول. لكن في عام 2023، شخّص طبيب في المكسيك حالتها بأنها تليّف رئوي مجهول السبب في المرحلة الثانية، وهو مرض يتميز بتلف أنسجة الرئة. هذا التلف يضر بالأنسجة، بما في ذلك الجيوب الهوائية والأوعية الدموية الدقيقة التي تنقل الأوكسجين إلى الجسم.

قال سانشيز: “رئتاك تفقدان مرونتهما وليونتهما المطاطية. لا ينتقل الأوكسجين بشكل جيد لأن الرئتين في هذه الحال تصبحان أكثر صلابة.”

هذا التلف غير القابل للعلاج في كلتا الرئتين، جعلها تدخل المستشفى كل بضعة أشهر بسبب مشاكل في التنفس، كما أصبحت تعتمد بشكل دائم على جهاز أوكسجين محمول. وكانت تمضي معظم أيامها جالسة أو مستلقية.

قال زوجها باتالا وهو يهز رأسه: “كانت حالتها سيئة جدًا، سيئة للغاية.”

ومع تدهور حالتها، قُدّر لها أن تعيش نحو عام واحد فقط. وفي عام 2024 تمت الموافقة على إجرائها لزراعة رئتين، لكن عدة جرّاحين في فلوريدا رفضوا العملية بسبب سنّها وضعفها ورفضها تلقي الدم.

فيكتوريا، كونها تنتمي إلى جماعةشهود يهوه، ملتزمة بشدة بمعتقداتها التي لا تسمح بنقل الدم.

قالت: “كنت أخاف من الحاجة إلى نقل الدم أكثر من الزراعة نفسها، لأنني لم أكن أريد الدم.”

تقليل فقدان الدم لتحقيق نتائج أفضل

كان سانشيز واثقًا من أن بإمكانه هو وفريقه مساعدة فيكتوريا لتكون من أوائل المرضى الذين يخضعون لزراعة رئتين في إلينوي بدون نقل دم.

وأوضح سانشيز: “الجميع قالوا لا لتيريزا، لكننا لم نقل نعم لأننا مجانين، بل لأننا نعلم أن بإمكاننا مساعدتها.”

فجراحات الزراعة بدون نقل دم طُوّرت خصيصًا للمرضى الذين لديهم معتقدات دينية معيّنة، وقد تبنّت جامعة شيكاغو هذه التقنيات في عمليات زراعة الرئة.

وقال الدكتور راد توميتش، المدير الطبي لبرنامج زراعة الرئة،إن هذه الطريقة تحقق نتائج أفضل وتقلل من مخاطر الإصابة بخلل في العضو المزروع وعدم انتظام ضربات القلب والسكتة الدماغية. لكن قلّة من المراكز الطبية بإمكانها إجراء هذه العملية عند استبدال الرئتين معًا، لأنها تُعد تحديًا تقنيًا كبيرًا من دون إمكانية نقل الدم”.

نجاح العملية والتعافي

عند وصولها، تم إدخال فيكتوريا إلى المستشفى من اجل استقرار حالتها الصحية ورفع مستويات الحديد والهيموغلوبين وزيادة وزنها قبل العملية.

في 19 فبرايربعد أسابيع من الانتظار والقلقبدأ سانشيز العملية. فتح صدرها وربط قلبها بجهاز أكسجة غشائي خارج الجسم (ECMO) ليقوم بوظيفة رئتيها مؤقتًا. أزال الرئة اليسرى أولًا مع الحرص على تقليل فقدان الدم، ثم وصل الشرايين والأوردة الرئوية بالرئة الجديدة. وبعد التأكد من عمل الرئة المزروعة، كرّر العملية مع الرئة الأخرى.

بعد 10 ساعات، اكتملت العملية. قال سانشيز لها: “افتحي عينيك.”

قالت فيكتوريا: “فتحت عيني وابتسمت. كنت سعيدة جدًا.”

حياة جديدة بعد الزراعة

لم تعد فيكتوريا بحاجة إلى جهاز الأوكسجين المحمول بعد الجراحة، وبدأ تنفسها يتحسن تدريجياً. ولضمان استمرار تحسنها، قرّرت وزوجها استئجار شقة في شيكاغو لمدة عام كامل للبقاء بالقرب من مواعيد التأهيل الطبي ومتابعة تعديل الأدوية اللازمة.

وعلى الرغم من أنها دخلت المستشفى مرة واحدة بسبب الضعف الذي أصابها بعد إجراء تنظير للرئة، إلا أنها تواصل التحسن بشكل مطّرد.

يحتفظ باتالا بمنظم أدوية بحجم جهاز آيباد لتخزين عشرات الحبوب التي تتناولها زوجته يوميًا. وتأمل فيكتوريا أن يقل عدد الأدوية مع مرور الوقت. وهي متحمسة لزيارة مرتقبة من ابنها وأحفادها.

قالت: “قبل الزراعة لم أكن أستطيع فعل أي شيء، أما الآن فأستطيع ممارسة أنشطة الحياة اليومية. لقد كان الأمر يستحق.”

الدكتور بابلو سانشيز، أستاذ الجراحة  (منحة لويل كوجشال)

مدير جراحة برنامج زراعة الرئة. جرّاح بارز في زراعة الرئة يقدم رعاية رحيمة ومتمركزة حول المريض لمن يعاني من أمراض الرئة في المراحل النهائية.

الدكتور راد توميتش، أستاذ الطب ومدير برنامج زراعة الرئة

متخصص في الأمراض الرئوية المعقدة، بما في ذلك أمراض الرئة النهائية والتليّف الرئوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى