نيوز

وزارة الصحة العامة تنظم ورشة تدريبية لتنفيذ نموذج رعاية متكاملة لكبار السن في قطر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية 

وزارة الصحة العامة تنظم ورشة تدريبية لتنفيذ نموذج رعاية متكاملة لكبار السن في قطر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية 

الدكتورة هنادي الحمد والدكتورة سمر الفقي

نظمت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ورشة عمل تدريبية مشتركة للكوادر العاملة ضمن برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن. شارك في ورشة العمل التي استغرقت يومين فرقًا متعددة التخصصات من مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية حيث تلقوا شرحًا تفصيليًا حول فوائد البرنامج. كما شاركت هذه الفرق في مناقشات مستفيضة حول كيفية تكييف البرنامج وتنفيذه بشكل أكثر فاعلية لمرضاهم.

يعتبر برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن برنامج رعاية صحية عام متكامل للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا، ويهدف إلى دعم استقلالية كبار السن في المجتمع. وتقترح إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن الرعاية المتكاملة لكبار السن توصيات قائمة على الأدلة لاختصاصييّ الرعاية الصحية للحد من التدهور في القدرات البدنية والعقلية لكبار السن أو محاولة إبطائها أو تغييرها. وفي حين يعتبر غالبية سكان دولة قطر نسبياً من فئة الشباب، إلا ان وزارة الصحة العامة أدركت الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي لتلبية احتياجات الرعاية الصحية لكبار السن وتعزيز الشيخوخة الصحية من خلال الممارسات التعزيزية والوقائية للمساعدة في 

دعم حياة أطول وأكثر صحة. وتماشياً مع ما تركز عليه الاستراتيجية الوطنية للصحة في أولوية شيخوخة صحية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة هنادي الحمد، قائد أولوية شيخوخة صحية بالاستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة العامة، والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل بمؤسسة حمد الطبية أن البرنامج يركز بشكل أساسي على إيجاد مسارات تقييم ورعاية في الرعاية الأولية، إضافة إلى تعزيز دمج الرعاية المتخصصة بهدف توفير رعاية أكثر فعالية عند الحاجة إليها. وقالت: “إن فائدة برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن أنه يعتمد على نموذج بسيط لكنه يعتبر عملياً حيث يتضمن إجراء فحوصات لمؤشرات معينة لتقييم احتياجات الرعاية الصحية والمجتمعية لكبار السن لتطوير خطة رعاية خاصة بهم. إن تقديم برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن في قطر يعتبر فرصة رائعة لتوفير مسار يعتمد على المريض والمجتمع بحيث يربط الرعاية الصحية بالخدمات الاجتماعية ضمن نموذج رعاية منسق ومدمج”.   

يعتمد مفهوم برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن على الإقرار بأنه مع تقدم الأشخاص في السن، تميل قدرتهم الذاتية (وهي مجموع قدراتهم البدنية والعقلية) إلى الانخفاض بينما يمكن أن تصبح مشكلاتهم الصحية مزمنة ومعقدة. تشمل مجالات القدرة الذاتية التدهور المعرفي، ومحدودية الحركة، وسوء التغذية، وضعف البصر، وفقدان السمع، وأعراض الاكتئاب. كما أن وجود العديد من الحالات المزمنة في نفس الوقت (الإصابة بالأمراض المتعددة) يصبح منتشرًا بشكل متزايد مع تقدم العمر. ونتيجة لذلك، قد يصاب كبار السن بمتلازمات الشيخوخة مثل الضعف وسلس البول والميل نحو السقوط، وقد لا يتم التعامل معها دائمًا بشكل كافٍ في أشكال الرعاية الصحية النموذجية.

الدكتورة هنادي أضافت بالقول: “إن الكشف المبكر عن الامراض الشائعة عند كبار السن يتيح لنا التعرف على المخاطر الصحية المحتملة عند الشخص المسن ومحاولة القيام بالإجراءات الوقائية للحد من مخاطر الإصابة الشديدة بالمرض قدر المستطاع. نهدف إلى دعم التقدم الصحي في سنوات العمر للسكان فوق 60 عاماً في المستقبل من خلال المعايير العملية”.

واختتمت الدكتورة هنادي الحمد قائلة: “لقد استفاد كبار السن في قطر على مدى العقدين الماضيين من الجهود المتضافرة التي بذلتها الحكومة وقطاع الرعاية الصحية العام لتوفير رعاية صحية شاملة ومناسبة للعمر، مما ساهم في زيادة متوسط العمر المتوقع بين المواطنين إلى ما يقارب 81 عاماً. لقد عملنا بجد لتطوير الخدمات التي تستهدف احتياجات هذه الفئة السكانية الأكثر عرضة للمخاطر. يعتبر التوفير الأفضل لخدمات الرعاية الصحية والتثقيف الصحي من العوامل الرئيسية المساهمة في تحسين إدارة معظم الأمراض الرئيسية التي تحدث عادة في الأعمار الأكبر، وقد أدى ذلك إلى تحسين طول ونوعية حياة العديد من كبار السن“. 

بدورها قالت الدكتورة سمر الفقي، المستشار الإقليمي لتعزيز الصحة والمحددات الاجتماعية للصحة والمنسق الإقليمي لصحة كبار السن بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية  لشرق المتوسط: “يتطلب هذا البرنامج دعم ومشاركة المهنيين من القطاعات الطبية وصحة المجتمع والقطاعات الاجتماعية لتمكين التفاعل والتكامل السلس بين مختلف مقدمي الخدمات. لذا، كان من دواعي سرورنا أن نرى المشاركة القوية من مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة  الرعاية الصحية الأولية خلال ورشة العمل التي استمرت يومين”. 

وقالت الدكتورة أميرة محمد الخزاعي، استشاري طب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: “تفتخر دولة قطر بتبني حلول من أفضل الممارسات الدولية، مثل برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن، لكننا نسعى دائمًا إلى تكييف هذا النهج ليتناسب بشكل أفضل مع الاحتياجات والتوقعات المحلية. وفرت ورشة العمل التي تم تنظيمها مع خبراء برنامج منظمة الصحة العالمية للرعاية المتكاملة لكبار السن منتدى مثالياً لموظفي مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية لمراجعة البرنامج وتصميمه ليناسب دولة قطر. إن مثل هذه البرامج والجلسات التعليمية المشتركة ضرورية للتنفيذ الفعال على المستوى المحلي لرعاية متكاملة أفضل للمرضى البالغين الأكبر سنًا عبر نظام الرعاية الصحية في القطاع العام بدءاً من الرعاية الأولية إلى الرعاية الثانوية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى