علاج تضخم البروستاتا الحميد بالبخار: نقلة نوعية في رعاية صحة الرجل
علاج تضخم البروستاتا الحميد بالبخار: نقلة نوعية في رعاية صحة الرجل
الدكتور محمد عيسى دوله، استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس القسم في المستشفى الأهلي / قطر
مع تقدم الرجل في العمر، تبدأ بعض التحديات الصحية في الظهور تدريجيًا، من بينها تضخم البروستاتا الحميد (BPE)، وهو اضطراب شائع يصيب أكثر من نصف الرجال فوق سن الستين، وترتفع نسبته مع التقدم في العمر. وعلى الرغم من كونه حالة غير سرطانية، إلا أن تأثيره على جودة الحياة لا يمكن تجاهله، إذ يُسبب أعراضًا مزعجة مثل التبول الليلي المتكرر، ضعف تدفق البول، والإحساس بعدم تفريغ المثانة بالكامل. في السابق، كانت الخيارات المتاحة تقتصر على الأدوية أو الجراحة، وكلاهما قد يسبب آثارًا جانبية أو يتطلب فترة نقاهة طويلة. أما اليوم، وفي ظل التطور السريع في التكنولوجيا الطبية، ظهر علاج مبتكر ولطيف يُعيد للمريض راحته بثقة وأمان: “علاج تضخم البروستاتا بالبخار”.
ما هو علاج بخار الماء؟
علاج بخار الماء هو إجراء غير جراحي وفعّال، حصل على اعتماد هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) منذ عام 2015، ويُستخدم اليوم في العديد من المراكز الطبية المتقدمة حول العالم، منها مستشفى الأهلي.
تتمثل التقنية في إدخال مسبار دقيق عبر الإحليل للوصول إلى البروستاتا، ثم إطلاق جرعات قصيرة من بخار ماء نقي بدرجة حرارة 103 درجة مئوية إلى الأنسجة المتضخمة.
هذا البخار يُسبب تلفًا حراريًا بسيطًا لخلايا البروستاتا الزائدة، التي يمتصها الجسم تدريجيًا خلال الأسابيع التالية، ما يُعيد فتح مجرى البول وتحسين التدفق. يستغرق العلاج حوالى 10–15 دقيقة، ويُجرى عادة تحت تخدير موضعي. بعد الإجراء، يُوضع قسطرة بولية مؤقتة لمدة 3–5 أيام لدعم التبول خلال فترة التعافي الأولى.
متى يكون البخار هو الخيار الأفضل؟
علاج البخار يُعد خيارًا مثاليًا للمرضى الذين:
- تجاوزوا سن الخمسين ويعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة.
- لم يستجيبوا بشكل جيد للعلاج الدوائي.
- يعانون من حالات صحية تمنعهم من الخضوع للتخدير الكامل.
- يرغبون بتجنّب الجراحة التقليدية وآثارها الجانبية.
- يبحثون عن حل دائم بأقل تدخل ممكن.
الفوائد المميزة لعلاج البروستاتا بالبخار
- إجراء بسيط في العيادة الخارجية – لا حاجة للإقامة في المستشفى.
- بدون تخدير عام – يتم باستخدام التخدير الموضعي فقط.
- تعافٍ سريع – يعود معظم المرضى لحياتهم الطبيعية خلال أيام.
- يحافظ على الوظيفة الجنسية – لا يؤثر على الانتصاب أو القذف.
- نتائج طويلة الأمد – تحسن ملحوظ خلال أسبوعين، واستقرار خلال 3 أشهر.
- بديل فعّال للمرضى غير المناسبين للجراحة – خاصة كبار السن أو من لديهم أمراض مزمنة.
هل توجد آثار جانبية؟
كأي إجراء طبي، قد تظهر بعض الأعراض الجانبية المؤقتة بعد العلاج، ومنها:
- الشعور بحرقان أثناء التبول.
- وجود دم خفيف في البول أو السائل المنوي.
- زيادة في عدد مرات التبول.
- احتباس بولي مؤقت.
هذه الأعراض عادة ما تزول خلال 4–6 أسابيع، ويبدأ التحسن التدريجي خلال الأسبوعين الأولين، ليصل إلى أفضل مستوياته خلال ثلاثة أشهر.
التحضير والرعاية بعد الإجراء
قبل الإجراء، يخضع المريض لتقييم طبي شامل يشمل:
- فحوصات مخبرية (دم، بول).
- تقييم سريري من قبل طبيب المسالك البولية.
- تخطيط للقلب (ECG) إذا لزم الأمر.
أما بعد الإجراء، فيُنصح بـ:
- تناول المضادات الحيوية كما يُحددها الطبيب.
- استخدام مسكنات الألم عند الحاجة.
- العناية بالقسطرة وفقًا لإرشادات التمريض.
في المستشفى الأهلي… نُعيد تعريف الراحة والثقة
نحن في المستشفى الأهلي لا نقدم علاجًا فقط، بل نُقدّم تجربة طبية متكاملة تبدأ بالتشخيص الدقيق، وتصل إلى التعافي التام بأقل تدخل جراحي ممكن. فريقنا من أطباء المسالك البولية ذوي الخبرة العالية مدعوم بأحدث التقنيات والتجهيزات التي تضمن تحقيق أفضل النتائج، مع الحفاظ على راحة المريض وكرامته. “كان العلاج بالبخار بمثابة نقطة تحول في حياتي… لم أعد أخاف من الخروج أو السفر، واستعدت ثقتي بنفسي.” – أحد المرضى الذين خضعوا للعلاج في مستشفى الأهلي
الخاتمة
لم يعد تضخم البروستاتا الحميد مشكلة يجب التعايش معها، ولا ينبغي أن تكون الجراحة هي الخيار الوحيد. علاج بخار الماء في المستشفى الأهلي هو حل مبتكر، فعّال، وآمن يمنح الرجل فرصة جديدة لحياة أكثر راحة وثقة. احجز استشارتك اليوم مع فريق المسالك البولية بالمستشفى الأهلي، واستعد لتجربة علاجية مختلفة، تجمع بين التقدم العلمي والرعاية الإنسانية.