حبوب يومية أم علاج جذري؟ إعرَف خياراتك طويلة الأمد لعلاج ارتجاع المريء
حبوب يومية أم علاج جذري؟ إعرَف خياراتك طويلة الأمد لعلاج ارتجاع المريء

تُعدّ حرقة المعدة بعد وجبة دسمة مجرد إزعاج عرضي، بالنسبة للكثيرين. ولكن لملايين الأميركيين، يُعدّ ارتجاع المريء أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) معاناة يومية. وإذا كنتَ تلجأ باستمرار إلى مضادات الحموضة أو الأدوية اليومية الموصوفة، فربما تتساءل: هل هذا بالفعل الحل الأفضل على المدى الطويل؟ الجواب المطّرد هو: لا. فبينما توفر الأدوية راحة مؤقتة، إلا أنها غالبًا ما تُخفي المشكلة الأساسية بدلاً من علاجها.
مشكلة الحبوب: لماذا لا تكون الأدوية طويلة الأمد هي الحل دائمًا
على مدى عقود، كان العلاج التقليدي لارتجاع المريء يعتمد على الأدوية، خصوصًا مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل الأوميبرازول أو اللانسوبرازول، والتي تعمل على تقليل إنتاج المعدة للحمض. وبالنسبة للكثيرين، تُقدّم هذه الأدوية راحة مقبولة من الأعراض.
يوضح الدكتور كالبيش باتيل، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى سانت لوكس – شوجار لاند: “تاريخيًا، كان النهج هو استخدام مضادات الحموضة أو الأدوية التي تقلل من إنتاج الحمض في المعدة. لم يكن الهدف منها أن تُستخدم على المدى الطويل، لكنها أصبحت ممارسة شائعة بدافع الراحة.”
غير أن هذه الراحة اليومية أخفت سؤالًا مهمًا: ما هو الثمن؟
يُنتج الجسم الحمض لأسباب حيوية. يقول الدكتور باتيل: “عندما نستخدم دواءً يثبط إفراز الحمض، فإننا نوقف وظيفة طبيعية في الجسم. الحمض أمر طبيعي وضروري لامتصاص المعادن والفيتامينات، كما أنه مضاد حيوي طبيعي داخل جهازنا الهضمي.”
ومع مرور الوقت، قد يؤدي تعطيل هذه الوظيفة الطبيعية إلى عواقب غير مقصودة، مثل ضعف امتصاص العناصر الغذائية، وتأثيرات على العظام (خصوصًا لدى النساء)،واضطرابات في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
أصل المشكلة الحقيقي: خلل تشريحي بالنسبة للعديد من الذين يعانون من ارتجاع مزمن أو شديد، لا تكون المشكلة مجرد زيادة في الحمض، بل خلل تشريحي يُعرف باسم الفتق الحجابي (Hiatal Hernia)، حيث يرتفع جزء من المعدة إلى فوق الحجاب الحاجز ما يخلّ بآلية الجسم الطبيعية لمنع الارتجاع.
يشرح الدكتور باتيل: “الأسباب وراء الارتجاع الشديد غالبًا ما تكون تشريحية، وتتعلق بوضع المعدة واتصالها بالمريء. الجسم مصمم طبيعيًا ليمنع ارتجاع الحمض، لكن هذه الآلية تفشل عند بعض المرضى.”
ما بعد الأدوية: نهج ترميمي لعلاج الارتجاع
في مستشفى سانت لوكس – شوجار لاند، يقدم الأخصائيون نهجًا أكثر شمولًا وترميمًا للمرضى الذين يرتبط ارتجاعهم بالفتق الحجابي.
يقول الجرّاح العام وجرّاح السمنة الدكتور براندون فادنر: “بدلًا من مجرّد تخفيف الأعراض، نُعالج السبب الجذري ونُعيد للجسم وظيفته الطبيعية.”
ويضيف الدكتور فارس أيوب، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي: “أفضل ما في هذا النهج أنه تعاوني، فبدلًا من طبيب واحد، هناك طبيبان خَبيران يضعان معًا خطة علاجية مخصّصة لجسمك وتركيبتك التشريحية.”
هذا النهج المبتكر يستخدم تقنيات جراحية حديثة قليلة التوغل، وقد أظهرت دراسة منشورة فيSurgical Endoscopy (شارك في إعدادها الدكتوران أيوب وباتيل) أن ما يصل إلى94% من المرضى تخلّوا عن أدوية الحموضة بعد العلاج.
الإجراء المبتكر يُعرف باسم cTIF لإصلاح الفتق الحجابي المتزامن مع التدبيس الداخلي عبر الفم، ويتضمن خطوتين أساسيتين في جلسة واحدة:
- إصلاح الفتق الحجابي بالمنظار: جراحة طفيفة التوغل لإصلاح الفتق وشدّ منطقة الحجاب الحاجز.
- إجراء التدبيس الداخلي عبر الفم (TIF): بعد إصلاح الفتق، يُستخدم جهاز تنظيري يدخل عبر الفم لإعادة تشكيل الصمام بين المعدة والمريء من الداخل.
يقول الدكتور فادنر: “من خلال الجمع بين هذين الإجراءين، نحصل على أفضل النتائج طويلة الأمد.”
ويُنفّذ هذا الإجراء في مستشفى سانت لوكس – شوجار لاند بمعدل أعلى من أي مركز آخر في هيوستن، مركّزًا على استعادة الصحة والراحة.
الفوائد الرئيسية للإجراء
- تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ: معظم المرضى يمكنهم التوقف عن الأدوية بعد العملية بفترة قصيرة.
- استعادة الوظيفة الطبيعية: يمكن للمرضى البلع والتجشؤ بشكل طبيعي من دون الإحساس الدائم بالامتلاء المرتبط بالعمليات التقليدية.
- فعالية طويلة الأمد: ليست “علاجًا سحريًا”، لكنها تُظهر نتائج ممتازة على المدى الطويل، إذ يبقى معظم المرضى بلا أدوية وبدون أعراض بعد خمس سنوات.
هل العلاج الجذري مناسب لك؟
إذا كنت تعاني من الارتجاع المزمن وتعتمد على الحبوب يوميًا وتشعر بأن هناك حلاً أفضل، فقد حان الوقت لاستكشاف خياراتك. لا تكتفِ بعلاج الأعراض فقط، اكتشف ما إذا كان الحل الترميمي يمكن أن يمنحك راحة دائمة وجودة حياة أفضل.
للتحدث مع فريق الأمراض الهضمية والجراحة العامة وجراحة السمنة في مجموعة بايلور سانت لوكس الطبية – شوجار لاند، تكساس، يمكنك الاتصال على الرقم 637-9000 (281) أو حجز موعد مع أحد الأطباء المختصين.



