جوزيف هيزِل
الأسرع نموًا: ابيكس هيلث تعيد تعريف مستقبل الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
جوزيف هيزِل، الرئيس التنفيذي لشركة ابيكس هيلث
من هو جوزيف هيزل؟
يُعد جوزيف هيزل من أبرز القادة التنفيذيين في قطاع الرعاية الصحية، بخبرة متميزة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في مناصب قيادية عليا في أفريقيا وأوروبا والمملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط.
في فبراير 2023، التحق جوزيف بـ ابيكس هيلث ليتولى قيادة التحول الاستراتيجي، الذي نقل الشركة من إدارة مستشفى واحد إلى تطوير محفظة متنامية من المؤسسات الصحية، تقوم على أسس التعاون والابتكار، مع تركيز استراتيجي على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلال فترة قصيرة، انتقلت الشركة من تأسيس مستشفى خاص رائد (ذا فيو)، بسعة 240 سريرًا في قطر عام 2022، إلى إدارة شبكة متنامية تضم اليوم 8 مستشفيات في 4 دول بطاقة استيعابية تتجاوز 3,000 سرير. وبوجود أكثر من 13 مشروعًا إضافيًا قيد التنفيذ، يواصل جوزيف قيادة ابيكس هيلث نحو آفاق جديدة من النمو والابتكار. ومؤخرًا، تم تعيينه عضوًا في المجلس الاستشاري لاتحاد المستشفيات العربية، تقديرًا لمساهماته المؤثرة في تطوير قطاع الرعاية الصحية في المنطقة.
قبل انضمامه إلى ابيكس هيلث، شغل جوزيف هيزل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في ميدكلينيك الشرق الأوسط – أبو ظبي لمدة سبع سنوات، حيث ساهم بشكل محوري في تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية. يحمل جوزيف خلفية أكاديمية مميزة تشمل ماجستير العلوم في اقتصاديات وسياسات وإدارة الرعاية الصحية من كلية لندن للاقتصاد (London School of Economics)، وماجستير إدارة الأعمال، إلى جانب دبلوم في الإدارة من الجامعة المفتوحة (Open University) في المملكة المتحدة. وطوّر خبراته القيادية والمهنية من خلال برامج تنفيذية في مؤسسات دولية رائدة؛ حيث حصل على شهادة في إدارة الرعاية الصحية وتنفيذ الاستراتيجيات من كلية هارفارد للأعمال (Harvard Business School)، وأكمل برنامج تأهيل أعضاء مجالس الإدارة من معهد المديرين (Institute of Directors)، إلى جانب برنامج القيادة من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست (Royal Military Academy Sandhurst).
في غضون عامين فقط، استطاعت ابيكس هيلث أن ترسّخ مكانتها كقوة دافعة وركيزة أساسية في قطاع الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستندة إلى رؤية طموحة لإعادة تعريف تجربة المريض من خلال شراكات استراتيجية عالمية، ومنصات رقمية متطورة، وقدرات تشغيلية غير مسبوقة. الرئيس التنفيذي، جوزيف هيزل، يسلط الضوء على ملامح هذا التحوّل اللافت. في ظل سعي قطاع الرعاية الصحية العالمي إلى تبنّي نماذج أكثر مرونة، قابلة للتوسع، وتركز على المريض، تبرز ابيكس هيلث كقصة نجاح استثنائية تُجسّد هذا التوجه. فمنذ افتتاح مستشفاها الرائد في قطر (ذا فيو) عام 2022، وحتى إدارتها الحالية لشبكة تضم 8 مستشفيات في 4 دول، مع أكثر من 13 مشروعًا جديدًا قيد التنفيذ، تواصل الشركة مسيرة نموها بخطى مدروسة ورؤية استراتيجية واضحة تُعيد تعريف معايير تقديم الرعاية الصحية في المنطقة.
تستمد ابيكس هيلث قوتها ودعمها من شركتها الأم استثمار القابضة، شركة مساهمة عامة قطرية مُدرجة ضمن سلسلة المؤشرات العالمية للأسهم (GEIS) لدى FTSE Russell وضمن شريحة الشركات متوسطة القيمة في دولة قطر، وتعزز مسيرتها عبر شراكات استراتيجية مع مؤسسات صحية عالمية رائدة مثل “Cedars Sinai” في لوس أنجلوس – الولايات المتحدة الأميركية، و”مركز آسان الطبي” في كوريا الجنوبية. ومن خلال هذه الخطوات الجريئة، تسعى الشركة إلى رفع معايير الرعاية الصحية في المنطقة. في هذا الحوار، يُطلعنا جوزيف على ملامح بناء مؤسسة صحية حديثة ترتكز على التكنولوجيا، وتفتح مجالات لشراكات عالمية استراتيجية. كما يشارك رؤيته لمستقبل ابيكس هيلث في ظل توسّعها المتسارع، وسعيها المتواصل لإعادة تشكيل تجربة الرعاية الصحية في المنطقة.
سيد جوزيف، انضممتَ إلى ابيكس هيلث في مطلع عام 2023. وخلال عامين فقط، توسّعت المجموعة من مستشفى واحد إلى شبكة تضم 8 مستشفيات في 4 دول بطاقة استيعابية تتجاوز 3000 سرير. ما سر هذا التوسع الاستثنائي؟
لقد كانت بالفعل رحلة استثنائية. وأرى أن الأساس الحقيقي لهذا النمو السريع يعود إلى الرؤية الطموحة والدعم الاستراتيجي الذي وفرته شركتنا الأم استثمار القابضة، شركة مساهمة عامة قطرية مُدرجة ضمن سلسلة المؤشرات العالمية للأسهم (GEIS) لدى FTSE Russell. هذا الدعم القوي منحنا الثقة والمصداقية اللازمة للمضي قدمًا في تنفيذ مشاريعنا الطموحة والتوسع الدولي بوتيرة متسارعة.
كانت البداية من دولة قطر، حيث أطلقنا مستشفى “ذا فيو” في الدوحة بالشراكة مع “Cedars-Sinai” في لوس أنجلوس، من أحد أبرز المؤسسات الطبية في الولايات المتحدة. وقد ساعدنا هذا التعاون في ترسيخ مكانتنا سريعًا كمزوّد رائد للرعاية الصحية الخاصة في دولة قطر، وتطبيق أفضل البروتوكولات العالمية، والاستفادة من برامج الأطباء الزائرين والآراء الطبية الثانية. وفي عام 2024، افتتحنا المركز الطبي الكوري لوسيل، الذي يُعد أول وأكبر وجهة متكاملة للرعاية الصحية الكورية في الشرق الأوسط. في مجالات الصحة الشاملة، والتجميل، والطب الرياضي، والعلاجات الكورية التقليدية وغيرها، مما رسّخ مكانته كوجهة صحية رائدة، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي.
كما تولّت ابيكس هيلث، عن طريق EWS إدارة مستشفى المدينة الطبية العسكرية، أحد أكبر المشاريع الصحية الوطنية في دولة قطر، الذي يضم 400 سرير ويقدّم خدمات طبية وفق بروتوكولات ألمانية لمنتسبي القوات المسلحة وعائلاتهم والمجتمع بشكل عام. وقد شكّل هذا المشروع نقلة نوعية من حيث حجم البنية التحتية الطبية المتطورة ورؤية الرعاية الشاملة التي تجمع بين الصحة والتعليم وخدمة المجتمع. وانطلاقًا من هذه النجاح، توجهنا إلى أسواق تُولي حكوماتها اهتمامًا متناميًا بدور المشغّلين من القطاع الخاص ممن يتميزون بالالتزام بالمعايير العالمية للجودة والتميز. واليوم، نحن ندير ونُطوّر مستشفيات في كل من الجزائر، العراق، وليبيا، ولدينا العديد من المشاريع الإضافية قيد التطوير في دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
لنتحدث بتفصيل أكبر عن جهود التوسع هذه. ما أبرز المشاريع التي تنفذونها في هذه الدول؟
في الجزائر، وقّعنا شراكة استراتيجية مع صندوق الثروة السيادي (FNI) لتطوير وتشغيل مستشفى رائد في العاصمة الجزائرية ويحمل المستشفى اسم المستشفى الجزائري القطري الألماني (HAQA)، والمتوقع إنجازه بحلول عام 2027.
أما في العراق، فنقوم بإدارة اثنان من أكبر المستشفيات الحكومية، مستشفى الإمام الحسن المجتبى التعليمي في محافظة كربلاء ومستشفى الناصرية التعليمي في محافظة ذي قار، يضم كل منهما ما يقارب 600 سرير، وقد تم إسناد هذه المشاريع لنا من قبل وزارة الصحة العراقية في إطار مبادرة واسعة لتطوير أنظمة إدارة المستشفيات في البلاد. كما نعمل على بناء مستشفى جديد في بغداد بسعة 400 سرير ويحمل اسم مستشفى بغداد الدولي، وذلك بعد حصولنا مؤخرًا على ترخيص من الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق.
اما في ليبيا، فبدأنا تشغيل مركز مصراته لأمراض القلب والشرايين، بالتعاون مع إدارة دعم وتطوير الخدمات الطبية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، ونعمل حاليًا على دراسة مشاريع إضافية تشمل إدارة المستشفيات وتصميمها وبنائها. يعتمد نهجنا في جميع هذه المشاريع على التخصيص الكامل للجهود حسب كل بلد، حيث نقوم بتحليل دقيق لاحتياجات الرعاية الصحية المحلية، ونتعاون بشكل وثيق مع الحكومات لتوفير القدرات اللازمة على المستويات السريرية، التقنية، والتشغيلية، بهدف ضمان تقديم حلول صحية شاملة ومتوازنة تلبي تطلعات وخصوصيات كل مجتمع.

بإدارة ابيكس هيلث
لقد تحدثتَ عن توسع ابيكس هيلث في قطر، والجزائر، والعراق، وليبيا. ما الذي يمكّن المجموعة من تحقيق هذا التقدم السريع في بيئات متنوعة إلى هذا الحد؟
الأمر يرتبط إلى حدّ كبير بإطارنا الاستراتيجي المنبثق من استراتيجية شركة استثمار القابضة في التوسع الدولة وعرضنا المتكامل للخدمات. فنحن لا نُعتبر مجرد مشغّلين لمستشفيات، بل شركاء في بناء أنظمة رعاية صحية متكاملة ومستدامة. نحن نقدّم مجموعة كاملة من الخدمات: بدءًا من تصميم وبناء المستشفيات الجديدة، مرورًا بتشغيل المستشفيات، وصولًا إلى توفير أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية، والتطبيقات الصحية الذكية، وشبكات توزيع دوائية تدعم استدامة المنظومة.
وعند وجود هذا التكامل، تتمكن الحكومات من التعامل مع شريك واحد يملك القدرة على تحديث المنظومة الصحية من أساسها. ففي وقت ما تزال فيه العديد من الأنظمة الحكومية متأخرة في الصحة التقنية وإدارة الأداء السريري، نوفر حلولًا متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتحليلات الذكية، لتمكينها من تحقيق قفزات نوعية وسريعة في جودة الخدمات المقدمة. ولهذا السبب، يحظى نموذجنا باهتمام إقليمي كبير، إذ أن المسألة لا تقتصر على التوسع الجغرافي فحسب، بل تتعلق أيضًا بالقدرات والابتكارات التي نقدمها لتعزيز منظومات الرعاية الصحية.

ايبكس هيلث في سطور
التوسع الإقليمي لـ ايبكس هيلث
ما يميز ابيكس هيلث أيضًا شراكاتها الطبية العالمية. كيف أسهمت هذه الشراكات في تشكيل ثقافة المنظمة وتعزيز قدراتها؟
نحن نؤمن أن الشراكات الحقيقية تُبنى على أرض الواقع، وتنعكس مباشرةً على مستوى الرعاية التي نقدمها. ففي دولة قطر، نتعاون مع “ Cedars-Sinai “ في لوس أنجلوس عبر مستشفى “ذا فيو”، ومع مركز آسان الطبي – في كوريا الجنوبية من خلال المركز الطبي الكوري، إضافة إلى الشريك الألماني مؤسسة “WMC” في مستشفى المدينة الطبية العسكرية (بإدارة EWS). كل شريك يضيف خبراته الخاصة ليمنحنا بُعدًا جديدًا ويعزز قدرتنا على تقديم رعاية طبية بمعايير عالمية. هذه الشراكات لا ترفع فقط مستوى خدماتنا الطبية، بل تضع دولة قطر في المقدمة كوجهة للسياحة العلاجية خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال الجمع بين تطبيق المعايير العالمية وتقديم تجربة مريض متكاملة تركز على الراحة والثقة وجودة النتائج، وتقديمها في بيئة تحترم الخصوصيات الثقافية للمجتمعات التي نقوم بخدمتها.
فـ”Cedars-Sinai” يدعم برامجنا السريرية المتقدمة، ويوفر أطباء زائرين، ويقدم آراء طبية ثانية للمرضى. أما “مركز آسان الطبي”، المستشفى الأول في كوريا والمصنف ضمن أفضل مستشفيات العالم فيلعب دورًا كبيرًا في تعزيز خبراتنا الطبية الكورية. إلى جانب ذلك، تتيح لنا هذه الشراكات استقطاب أفضل الكفاءات الطبية، من خلال توفير فرص بحثية وروابط أكاديمية وبرامج للتعليم المستمر. وغالبًا ما يكون ذلك بالتعاون مع مؤسسات رائدة مثل كلية وايل كورنيل للطب (Weill Cornell Medicine) وجامعة قطر وجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال (HEC Paris) في دولة قطر.
لقد ذكرت الابتكار بشكل متكرر. ما أبرز التقنيات أو الأدوات الذكية في مجال الصحة التي أحدثت تحولًا نوعيًا في جودة الخدمات المقدمة في ابيكس هيلث؟
استثمرنا بشكل كبير في بناء بنية تحتية متطورة للصحة الرقمية، حيث يُعد نظام السجلات الطبية الإلكترونية (EMR) حجر الأساس لإدارة بيانات المرضى بكفاءة عالية. كما أطلقنا تطبيقًا مخصصًا يتيح للمرضى متابعة مواعيدهم والتواصل مع فرق الرعاية بسهولة عبر هواتفهم المحمولة. إلى جانب ذلك، تبنّينا باقة واسعة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تُسهم في دعم القرارات السريرية، وتعزيز تفاعل المرضى، ورفع كفاءة العمليات الإدارية في مؤسساتنا الصحية. حتى اليوم، أطلقنا أكثر من 45 مشروعًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال أدوات الاستماع الذكي التي تقوم بتفريغ وتنسيق المحادثات الطبية مباشرة داخل السجلات الإلكترونية، ومنصات العناية المركزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي ساهمت في تقليل معدلات الوفيات من خلال تقديم دعم لحظي في الحالات الطارئة. كما نوفر خدمات العناية المركزة عن بُعد (Tele-ICU)، وأنظمة الفرز الذكي للمرضى، بالإضافة إلى حلول المراقبة الصحية عن بُعد، مما مكنّنا من توسيع نطاق خدماتنا مع الحفاظ على أعلى معايير جودة الرعاية الصحية.
يُقال إن مستشفى “ذا فيو” في الدوحة يجمع بين الفخامة والتميز الطبي. ما الذي يجعله منشأة استثنائية في المنطقة؟
شكّل مستشفى “ذا فيو” علامة فارقة في قطاع الرعاية الصحية، بفضل تصميمه المبتكر الذي يجمع بين رقيّ الضيافة الفندقية وجودة الرعاية الطبية المتقدمة. من الأجنحة الملكية الفاخرة إلى التفاصيل الدقيقة في التصاميم الداخلية، كان هدفنا الأساسي الارتقاء بالتجربة والرحلة العلاجية للمريض من كافة المستويات. ولتحقيق ذلك، قمنا بالاستعانة بفرق تدريب من رواد سلاسل الضيافة العالمية، بما فيها تلك التي تدير منتجعات فاخرة في جزر المالديف، لنقل أسلوب الخدمة الفندقية الرفيعة إلى بيئة طبية تُقدَّم فيها الرعاية بمعايير غير مسبوقة. ولكن التميز لا يقتصر على الفخامة فقط.
فعلى المستوى الطبي، يُعد مستشفى “ذا فيو” مجهزًا بأحدث التقنيات، وهو الوحيد في القطاع الخاص المجهز بنظام “Da Vinci – 5” للجراحة الروبوتية، وغرف عمليات مزودة بأحدث الأجهزة، إضافة إلى تنسيق زيارات مستمرة من أطباء استثنائيون ذوي خبرة عالمية. ويستفيد المستشفى بشكل مباشر من شراكته الاستراتيجية مع “Cedars-Sinai” في لوس أنجلوس، حيث يدعم هذا التعاون برامج المستشفى الطبية، وينظم ندوات علمية، واستشارات متعددة، إلى جانب برامج تدريبية متخصصة للكوادر الطبية، مما يعزز من مستوى الرعاية وجودتها.

ابيكس هيلث
هل هناك أي خطط لتطبيق هذا النموذج في منشآت ابيكس هيلث الأخرى مستقبلًا؟
رؤيتنا واضحة: أن نستثمر أفضل ما يميز كل شريك ونبني عليه لنقدمه عبر شبكتنا الصحية. فعلى سبيل المثال، أسهم التعاون مع Cedars-Sinai في توفير أطباء زائرين يقدمون خبراتهم مباشرة لمرضانا، تطبيق بروتوكولات عالمية، آراء طبية ثانية، بنما يفتح التعاون مع “مركز آسان الطبي”، أحد أبرز المراكز العالمية، آفاقًا أوسع في التدريب الطبي وتبادل المعرفة المتخصصة. هذه التكاملات لا تبقى مجرد اتفاقيات، بل تتحول إلى ممارسات ملموسة ترفع من مستوى الرعاية وتجعلها أكثر قربًا من المريض واحتياجاته اليومية. نحن نؤمن بأهمية الحوكمة السليمة، ولذلك نحرص على إنشاء مجالس استشارية مشتركة مع شركائنا، لتوجيه الاستراتيجيات السريرية وضمان أعلى معايير الجودة عبر جميع مرافقنا. ومع توسعنا المستمر نحو أسواق جديدة، نلتزم بتكرار هذا النموذج الناجح مع تكييفه بشكل دقيق ليتماشى مع الاحتياجات والقدرات المحلية لكل سوق، ما يضمن استدامة النجاح وتقديم أفضل رعاية ممكنة.

ابيكس هيلث
مع وتيرة النمو السريعة، كيف يتم تحديد الوجهات التالية للتوسع؟
نحن لا نتعامل مع جميع الأسواق بنفس القالب، بل نعتمد على دراسة دقيقة لكل فرصة استثمارية على حدة. نقوم بتقييم احتياجات القطاع الصحي المحلي، ونأخذ في الاعتبار مستوى الدعم التنظيمي. هذا النهج يمنحنا وضوحًا أكبر في اختيار المشاريع، ويزيد من فرص نجاحها واستدامتها.
تتواصل معنا جهات رسمية في دول مختلفة بطلبات متنوعة؛ فبعضها يبحث عن شريك موثوق لإدارة مستشفيات قائمة وتحسين كفاءتها، بينما تتطلع أخرى إلى تصميم وبناء وتشغيل منشآت صحية جديدة من الصفر. ولأننا نوفر منصة متكاملة تشمل الخدمات السريرية والتشغيلية والتقنية، إضافةً إلى حلول الإيرادات، فإننا نمتلك مرونة عالية للتكيف مع احتياجات كل سوق على حدة. ويشمل ذلك أيضًا شبكتنا الجديدة لتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية، التي تعزز موثوقية الإمدادات وتدعم استمرارية العمليات الصحية بكفاءة. وفي أحيان أخرى، تقتصر المتطلبات على تحديث البنية الرقمية، حيث نوفّر أنظمة متقدمة في تقنية المعلومات والسجلات الطبية الإلكترونية، مما يتيح تحقيق قفزات نوعية في تطوير الخدمات الصحية الوطنية.
لقد عملت سابقًا مع شركات أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا. ما الدروس التي اكتسبتها من تلك التجارب وتطبّقها اليوم في قيادتك لـ ابيكس هيلث؟
من خلال تجربتي في إدارة الرعاية الصحية لمجتمعات متعددة الثقافات، أدركت أن نجاحنا يبدأ من احترام الاختلافات وتخصيص مسارات العلاج بما يتناسب مع التوقعات الثقافية والاحتياجات السريرية المتنوعة. كما أن مواءمة سياسات التوظيف المحلية مع المعايير الدولية ليست خيارًا، بل ركيزة أساسية لضمان جودة الرعاية، وهو النهج الذي نلتزم به في ابيكس هيلث.
لكن ربما الدرس الأهم الذي خرجت به هو أن بناء مؤسسات صحية قوية يبدأ من الثقة: الثقة التي تنشأ من فعل الصواب، واستقطاب أفضل الكفاءات، والتحلي بالوضوح والشفافية، والتواصل الصادق مع المجتمعات التي نخدمها. هذه المبادئ هي جزء أصيل من عملنا اليومي في ابيكس هيلث، وهي ما يجعلنا الخيار الأول لكل مريض.
ما رؤيتك لمفهوم الرعاية الصحية العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ وأين يكمن أكبر تحدٍ اليوم؟
رغم التطور الكبير الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في المنطقة، ما زالت الرعاية الوقائية تواجه تحديات حقيقية. للأسف، يُهدر الكثير من الوقت والموارد في علاج أمراض متقدمة، في حين كان بالإمكان تفاديها عبر الفحوص المبكرة والتدخلات الوقائية.
لا تزال استراتيجياتنا تركّز بدرجة أكبر على العلاج بعد تفاقم الحالات، بدلاً من الاستثمار في الوقاية منذ البداية. أنا مؤمن أن الحل يكمن في تبني أدوات الصحة التقنية المتقدمة، إلى جانب تنسيق أكبر بين القطاعين العام والخاص. هذه الخطوة كفيلة بأن تُحدث تحولاً نوعياً في تعزيز الوقاية، وتخفيف الأعباء على الأنظمة الصحية، وتحسين جودة الحياة في مجتمعاتنا.وخلال السنوات القادمة، أتوقع أن تشهد المنطقة تحولًا جوهريًا نحو نموذج صحي يرتكز على التقنيات الحديثة للرعاية الوقائية، بحيث يتم التركيز على صحة المجتمعات ككل وليس فقط على معدلات إشغال المستشفيات. وفي هذا السياق، تتمتع ابيكس هيلث بموقع ريادي يؤهلها لتكون في طليعة قيادة هذا التحول.

ابيكس هيلث
برأيك كيف سترتسم معالم النجاح لـ ابيكس هيلث خلال السنوات الخمس المقبلة؟
بالنسبة لنا، النجاح لا يُقاس بعدد المستشفيات التي نديرها فحسب، بل بمدى الأثر الإيجابي الذي نتركه على حياة الناس. رؤيتنا أن تكون ابيكس هيلث الشريك الأول للحكومات والأنظمة الصحية التي تسعى إلى رفع مستوى خدماتها، سواء من خلال تشغيل شبكات متكاملة من المستشفيات، أو إطلاق منصات وطنية للصحة الرقمية، أو ابتكار حلول شاملة تزيد من كفاءة المنظومة الصحية ككل.
كما نسعى إلى إثبات أن شركة عالمية، مقرها دولة قطر، قادرة على إحداث قيمة عامة ملموسة وعلى نطاق واسع، دون أن تساوم على معايير التميّز أو مبادئ النزاهة. هذا هو الإرث الذي نطمح إلى ترسيخه: أن نكون نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الابتكار، والالتزام تجاه المجتمع، والرؤية الطموحة.
