الدكتور وليد حنينة
”برنامج الفحص الطبي الشامل: رعاية صحية متكاملة لرجال وسيدات الأعمال“
الدكتور وليد حنينة، الأخصائي في الصحة العامة في مركز كليمنصو الطبي في بيروت
يشهد الطب الحديث تحولًا نحو الوقاية والكشف المبكر. في هذا السياق، التقت مجلة ”المستشفى العربي“ الدكتور وليد حنينة، الأخصائي في الصحة العامة بمركز كليمنصو الطبي في بيروت، ليلقي الضوء على أحد أهم برامج المركز وهو برنامج الفحص الطبي الشامل للكشف المبكر عن الأمراض الصامتة للتعرف على تفاصيل هذا البرنامج، وكيف يختلف عن الفحوصات التقليدية، ودوره المحوري في تعزيز الوعي الصحي للمجتمع. وفي ما يلي نص الحوار.
ما هو برنامج الفحص الطبي الشامل للكشف المبكر عن الأمراض الصامتة الذي يقدمه مركز كليمنصو الطبي في بيروت؟
يفتخر مركز كليمنصو الطبي في بيروت بتقديم برنامج الفحص الطبي الشامل للكشف المبكر عن الأمراض الصامتة قبل ظهور الأعراض، إيمانًا بمبدأ “درهم وقاية خير من قنطار علاج”. تأسس هذا البرنامج الصحي قبل أكثر من عقدين من الزمن، ويحمل في طياته إرثًا طويلًا من الامتياز والتطوير المتواصل، ويخضع لمراجعة وتحديث منتظمين بهدف دمج أحدث المستجدات الطبية وأفضل الممارسات المتبعة، ما يكفل للمرضى الاستفادة من أرقى مستويات الرعاية الوقائية والخدمات التشخيصية المتطورة.
يشمل هذا البرنامج فحوصات دم شاملة تتضمن فحص السكر، فحوصات الدم الأساسية، فحوصات الأملاح، الكوليسترول، بالإضافة إلى فحوصات الأورام التي قد تشير إلى وجود ورم ما، وذلك قبل ظهور اية أعراض و \ أو مضاعفات.
فعلى سبيل المثال، يساعد فحص مخزون السكري على الكشف عن السكري أو مرحلة ما قبل السكري قبل ظهور أي أعراض، وكذلك الأمر بالنسبة للكوليسترول ومخاطره على الشرايين، ما يتيح التدخل المبكر والوقاية الفعالة. تكمن أهمية هذا البرنامج في قدرته على تحديد المخاطر الصحية في مراحلها الأولى، فيزيد بالتالي بشكل كبير من فرص العلاج الناجح ويساهم في الحفاظ على صحة الفرد ورفاهيته على المدى الطويل.
رعاية صحية مصممة خصيصًا
يُقدم برنامجنا حلولًا صحية متكاملة ومصممة بدقة لتناسب كل مريض على حدة، مع الأخذ في الاعتبار عمره وجنسه وتاريخه الطبي والأعراض التي يعاني منها. يضمن هذا النهج الشخصي أن نولي كل جانب من جوانب صحة المريض اهتمامًا دقيقًا، ما يُفضي إلى تقييم شامل وفعّال للغاية لحالته.
إقامة فاخرة وخدمات متكاملة
سيحظى مرضانا بإقامة مريحة في غرفة من الدرجة الأولى مع خدمة فندقية راقية، مصممة خصيصًا لتوفير أقصى درجات الراحة والخصوصية. طوال فترة الإقامة، سترافق المريض ممرضة خاصة لتقديم الرعاية والمساعدة المستمرة. كما سيتابع حالته طبيب خاص من بداية البرنامج وحتى نهايته، لضمان إشراف طبي دقيق متواصل. بعد الانتهاء من البرنامج، سيتسلم المرضى تقريرًا طبيًا شاملًا يضم جميع النتائج، بالإضافة إلى توصيات واضحة ومحددة من الطبيب المعالج لمساعدتهم في إدارة صحتهم على المدى الطويل.
كيف يختلف برنامج الفحص الطبي الشامل في مركز كليمنصو عن الفحوصات الروتينية التقليدية؟
يختلف برنامج الفحص الطبي الشامل الذي يقدمه مركز كليمنصو الطبي عن الفحوصات الروتينية التقليدية من حيث الشمولية. الفحوصات الروتينية عادة ما تركز على نظام واحد أو جهاز معيّن في الجسم، أما البرنامج الشامل فيتعامل مع الجسم كوحدة متكاملة، حيث يفحص أنظمة وأجهزة متعددة للكشف عن الأمراض المحتملة.
على سبيل المثال، يشتمل البرنامج على تصوير الإيكو للقلب للاطمئنان على عضلة القلب وصماماته، وفحص الجهد للكشف عن أي خلل في تغذية عضلة القلب واحتمال وجود تضيق أو انسداد في الشرايين التاجية، ناهيك عن فحص الجهد الرئوي لتشخيص أية أمراض وبشكل خاص لدى المدخنين، بالإضافة إلى التصوير الطبقي المحوري للكشف عن أي كتل، درن، أو مشكلات أخرى. لذلك، بينما تُعد الفحوصات الروتينية ضرورية ونحث على إجرائها، فإن الفحص الطبي الشامل يتجاوزها بنتائجه الأكثر شمولاً وأهمية من حيث الوقاية الفعالة، ما يضمن اكتشاف المشكلات الصحية مبكرًا ويساهم في الحفاظ على الصحة.
كيف يساهم هذا البرنامج في رفع مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع؟
بدأ برنامج الفحص الطبي الشامل في مركز كليمنصو الطبي منذ أكثر من 20 عامًا، وقد تطور تدريجيًا ليصبح جزءًا أساسيًا من خدمات المركز. يكتسب هذا الفحص أهمية بالغة ليس فقط للمريض نفسه، بل أيضًا لمحيطه، فهو يشجع على الكشف المبكر عن أي أمراض صامتة قد تؤثر سلبًا على حياة المريض ونظام عمله بشكل عام. هذا الكشف المبكر يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الفرد وتمكينه من عيش حياة طبيعية ومنتجة.
كما أن تأثير برنامج الفحص الطبي الشامل لا يقتصر على صحة الفرد فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الوعي الصحي المجتمعي ككل. من خلال توفير هذه الفحوصات الشاملة، يساهم المركز في نشر ثقافة الوقاية وأهمية الكشف المبكر عن الأمراض الصامتة التي قد لا تظهر أعراضها إلا في مراحل متقدمة.
هذا بدوره يشجع الأفراد على تحمّل مسؤولية أكبر تجاه صحتهم، ويقلّل من المفاهيم الخاطئة حول المرض، ويدفعهم نحو تبني سلوكيات صحية أفضل وأنماط حياة وقائية. وبالتالي، فإن انتشار مثل هذه البرامج يسهم في بناء مجتمع أكثر صحة ووعيًا، حيث يتم التركيز على الحفاظ على العافية قبل الوصول إلى مرحلة العلاج المعقدة والمكلفة.
ما هي أبرز الأمراض الصامتة التي يركز عليها هذا البرنامج؟ ولماذا يعتبر الكشف المبكر عنها مهمًا قبل ظهور الأعراض؟
بشكل خاص، يركز برنامج الفحص الشامل على جانبين حيويين، بغض النظر عن الأمراض الصامتة الأخرى. أولاً، نولي اهتمامًا خاصًا لفحص السكري نظرًا لتأثيره الكبير على شرايين الجسم والأعصاب، بما في ذلك شرايين القلب، وزيادة خطر الإصابة بالجلطات وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى تأثيره المحتمل على الأعصاب في القدمين والجسم عمومًا. ثانيًا، تهدف الفحوصات إلى تقييم عوامل الأورام، حيث تعطينا هذه التحاليل فكرة مبدئية عمّا إذا كان المريض عرضة للإصابة بأي نوع من الأورام الخبيثة، أو إذا كان هناك أي خلل قد يؤدي إلى نشوء ورم. هذا التركيز يتيح لنا التدخل المبكر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ما هي الفحوصات والتحاليل التي يشملها البرنامج؟ و كم من الوقت يستغرق إكمالها؟
يتضمن برنامج الفحص الطبي الشامل مجموعة واسعة من الفحوصات الدقيقة المصممة للكشف المبكر عن المشكلات الصحية. يشمل ذلك تحاليل دم شاملة لتقييم وظائف الكلى والكبد، ومستويات الكوليسترول، ووظيفة الغدة الدرقية، وعلامات الأورام. كما يتم إجراء فحص للبول للكشف عن إفرازات البروتينات التي قد تشير إلى صحة شرايين الكلى ووظيفتها.
بالنسبة لتقييم وظائف الأعضاء الحيوية، يشتمل البرنامج على تقييم أولي للقلب والرئتين من خلال فحص التنفس وفحص الجهد، بالإضافة إلى فحص شرايين العنق التي تغذي الدماغ للوقاية من الجلطات الدماغية. يضاف إلى ذلك فحص كثافة العظام، الذي يُنصح بإجرائه لأي رجل أو امرأة بدءًا من عمر 35 عامًا لتجنب الكسور المرضية.
للسيدات، يضم البرنامج تصوير الماموغرام والإيكوغرافي لأي سيدة تبلغ الأربعين عامًا فما فوق، إلى جانب فحص عنق الرحم للوقاية من الخلايا غير الطبيعية أو تطور الأورام. كما يتضمن البرنامج فحصًا شاملاً للعين والشبكية وضغط العين، وفحص تخطيط للسمع.
بالنسبة للرجال، يتضمن البرنامج صورة صوتية للبطن والحوض للتأكد من حجم البروستاتا وتأثيرها على المثانة. في حال كان عمر المريض صغيراً ولا توجد دواعي للقلق، يتم تعديل بعض الفحوصات أو إزالتها من البرنامج ليناسب الحالة الفردية.
أضف الى ذلك الأهمية القصوى لتنظير القولون ابتداءً من عمر الـ45 عاما، لدى الجنسين وذلك للكشف عن أي ثآليل أو كتل في القولون، التي قد تتحول إلى ورم فيما لو تُركت من دون علاج.
لمن تنصحون بهذا البرنامج بشكل خاص؟
البرنامج متاح للجميع وبشكل خاص رجال الأعمال والسيدات الذين يعانون من ضيق الوقت ويصعب عليهم زيارة عدة أطباء في أوقات متفرقة. يبدأ البرنامج عادةً من الساعة 9 صباحًا وينتهي في الساعة 4 عصرًا. وفي حال استدعت الحاجة، يمكن إضافة فحص القولون في اليوم التالي للبحث عن أي ثآليل أو لحميات في الأمعاء.
ما هي نسبة اكتشاف الأمراض الصامتة في المراحل المبكرة بفضل هذا البرنامج؟
يُبرز برنامج الفحص الشامل في مركز كليمنصو الطبي فعاليته في الاكتشاف المبكر للأمراض الصامتة، خاصةً السكري والكوليسترول والأورام.
لا يقتصر الهدف على الكشف فحسب، بل يمتد ليشمل تشجيع المرضى على الالتزام الصحيح بتناول الأدوية. في ظل التنوع الهائل للمعلومات المتاحة اليوم عبر الإنترنت ومنصات التواصل، قد يتساءل المرضى عن الآثار الجانبية للأدوية.
لذا، نؤكد على أهمية اتباع تعليمات الطبيب بدقة في ما يخص الجرعة والتوقيت، لضمان معالجة هذه الأمراض الصامتة بفعالية وقبل ظهور أي أعراض، ما يحقق أقصى درجات الوقاية.
كيف يمكن حجز موعد للاستفادة من هذا البرنامج في مركز كليمنصو الطبي؟
يُمكن حجز موعد لبرنامج الفحص الطبي الشامل من خلال مكتب الخدمات الدولية في المستشفى قبل يوم أو يومين من الموعد المطلوب.
سيتم شرح تفاصيل البرنامج، وتقديم الإرشادات اللازمة، وتوضيح كيفية متابعة الحالة.
بعد يومين أو ثلاثة كحد أقصى من انتهاء الفحوصات ومغادرة المركز، يحصل المريض على ملف صحي كامل وجاهز يتضمن جميع نتائج الفحوصات بشكل رسمي.
كما نزوّد المريض بجدول زمني يوضح مواعيد الفحوصات المستقبلية الموصى بها (كل ستة أشهر، سنة، أو ثلاث سنوات)، وجدول آخر للأدوية التي قد يحتاجها. نحتفظ بنسختين من الملف الصحي، ورقية وإلكترونية، ويبقى الملف محفوظًا في المركز لمدة عشر سنوات. هذا يتيح لفريقنا الطبي الوصول إلى جميع تفاصيل الحالة الصحية في أي وقت عند زيارة المريض للمستشفى.