معهد برجيل للأورام… ريادة طبية لتطوير رعاية السرطان في دولة الإمارات والمنطقة
معهد برجيل للأورام… ريادة طبية لتطوير رعاية السرطان في دولة الإمارات والمنطقة

يُعدّ معهد برجيل للأورام أكبر شبكة متخصصة في علاج السرطان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ويُمثل مركزاً متكاملاً يجمع بين الرعاية المتقدمة والنهج الإنساني والبحث العلمي المتخصص تحت سقف واحد. ومن خلال شبكته المتنامية، يوفّر المعهد نموذج رعاية عالمية المستوى وقريباً من المرضى في أوطانهم، عبر الجمع بين الوقاية والتشخيص الدقيق والعلاج المتقدم وبرامج متابعة المتعافين.
يقع المعهد في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وتعتبر المدينة الطبية، بمثابة المقر الرئيس لمجموعة برجيل القابضة في أبوظبي، ويمتد نطاق خدماته حالياً ليشمل أبوظبي، والعين، ودبي، والشارقة، ومنطقة الظفرة، وسلطنة عمان، ضمن منظومة موحدة من البروتوكولات الطبية المبنية على الأدلة العلمية.
رؤية يقودها التميّز والقيادة
تجسّد مسيرة نمو المعهد الرؤية الطموحة للدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة، الذي أسّس المعهد بهدف إتاحة رعاية الأورام المتقدمة للجميع في دولة الإمارات والمنطقة، عبر الاستثمار في الكفاءات والمنصات والبرامج التي ترتقي بنتائج المرضى في أماكن تواجدهم. اليوم، يمتد تأثير المعهد عبر دولة الإمارات، وصولاً إلى مركزه الجديد في مسقط، الذي يربط سلطنة عمان بشبكة موحدة من بروتوكولات العلاج واللجان العلمية المشتركة والإحالات السلسة، بما يعكس التزاماً خليجياً شاملاً بالارتقاء بمعايير علاج الأورام.
السرعة والدقة واستمرارية الرعاية
تم تصميم مرافق المعهد وفق نموذج يتمحور حول المريض، وليس على تقسيمات الأقسام التقليدية، حيث أن عيادات الأطباء تقع على بُعد خطوات من أقسام الأشعة والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي بجوار الجراحة والأورام الطبية، بينما تُدمج اجتماعات اللجان الطبية وتوجيه المرضى في الممارسة اليومية لضمان تنسيق الرعاية وتسريع رحلة العلاج من الاشتباه إلى الخطة العلاجية النهائية، مع تقليل عدد الزيارات والتأخيرات التي قد تؤثر على النتائج.
وفي قلب خدمات الأورام النسائية، يبرز مركز برجيل لصحة الثدي، الذي أُطلق في أبريل 2025 كمركز متكامل تديره نخبة من الطبيبات مما يمنح السيدات شعوراً بالراحة المطلقة والخصوصية، كما يوفّر المركز مواعيد وتشخيصاً في اليوم نفسه، معتمداً على تقنية HOLOGIC 3Dimensions للتصوير ثلاثي الأبعاد، ما يعزز دقة الكشف، خصوصاً في حالات الثدي كثيف الأنسجة.
العلاج الإشعاعي الدقيق والجراحة الروبوتية والتصوير المتقدم
يضم برنامج العلاج الإشعاعي في المعهد أنظمة Elekta Versa HD المتقدمة التي تتيح العلاج الموجّه بالصور بدقة تحت المليمتر، ويحمل المعهد اعتماد Elekta Reference Site وشهادة Novalis Radiosurgery، ما يضعه ضمن أبرز المراكز العالمية المتخصصة في هذا المجال.
أما في مجال الجراحة، فيستخدم المعهد منصة da Vinci Xi للعمليات الجراحية الروبوتية الدقيقة، التي تتيح تدخلاً جراحياً أقل وطأة وتسريعاً في التعافي، خصوصاً في حالات الأورام المعقدة، كما تُسهم تقنيات التصوير الحديثة مثل PET-CT وSPECT-CT في تحسين دقة التشخيص وتخطيط العلاج. ومن أبرز إنجازاته الحديثة، والتي تعد إنجازاً غير مسبوق في المنطقة، إجراء أول عملية زرع مضخة ضخ الشريان الكبدي (HAIP) في دول مجلس التعاون، وهي تقنية تتيح إيصال جرعات عالية من العلاج الكيميائي مباشرة إلى الكبد، مما يفتح باب الأمل لمرضى كانوا يُعتبرون سابقاً غير مؤهلين للجراحة.
التحليل الجيني والتشخيص الجزيئي في صميم الرعاية
يقوم معمل OncoHelix Co-Lab المشترك داخل مدينة برجيل الطبية، في أبوظبي بتسريع عملية التشخيص عبر تقنيات التسلسل الجيني المتقدمة، بالشراكة مع شركة OncoHelix الكندية، لتوفير نتائج دقيقة وسريعة تدعم قرارات العلاج المناعي والموجّه في الوقت الفعلي، كما يعمل المعهد على تقييم أحدث فحوصات الكشف المبكر عن السرطان المتعدد (MCED) المتاحة في الإمارات، مثل فحص تروتشيك TruCheck القادر على الكشف عن أكثر من 70 نوعاً من الأورام الصلبة، بهدف دمج التقنيات الجديدة وفق مسارات معتمدة بإشراف اللجان الطبية المختصة.
تنمية القدرات والتعليم الطبي
في عام 2025، أطلق المعهد أول برنامج زمالة معتمد في طب الأورام على مستوى الدولة، بالشراكة مع المعهد الوطني للعلوم الصحية (NIHS)، لتأهيل جيل جديد من الأطباء في تخصصات الأورام الدموية والصلبة، مع التركيز على الطب الدقيق والعلاج المناعي ورعاية المتعافين، حيث يركّز البرنامج على التدريب العملي في أقسام المعهد، بما في ذلك اللجان العلمية، العلاج الإشعاعي المتقدم، وتحليل الجينات عبر مختبر OncoHelix. كما تشمل الخطة الدراسية وحدات عن الأبحاث السريرية والأمراض الوراثية في المنطقة مثل الثلاسيميا، وترتبط الزمالة بشراكات أكاديمية استراتيجية مع كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد دانا–فاربر للسرطان، بما يمنح الأطباء المنتسبين خبرة عالمية وفرص بحث وتدريب متقدمة.
الريادة في البحوث السريرية
يقود معهد برجيل للأورام حالياً 7 تجارب سريرية نشطة تشمل سرطانات الثدي والقولون والرئة والكبد والأورام النسائية، إضافة إلى تجارب المرحلة الثالثة ENERGIZE وENERGIZE-T الخاصة بمرضى الثلاسيميا في مدينة برجيل الطبية، وتُسهم هذه الدراسات في تسريع الوصول إلى أحدث العلاجات العالمية، بالتعاون مع مؤسسات بحثية مثل هارفارد ودانا–فاربر وشركة AbbVie.
وحدة الماموغرام المتنقلة للكشف المبكر
إلى جانب العلاج، يستثمر المعهد في التوعية والكشف المبكر من خلال الشاحنة المتنقلة لفحص الثدي، التي تجوب مختلف إمارات الدولة لتنفيذ فحوص مجانية وتقديم جلسات توعوية للنساء في أماكن عملهن ومجتمعاتهن، ما يعزّز الكشف المبكر وينقذ الأرواح.
رؤية للنمو المستقبلي
حظي البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام، باستقبال من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في لقاء يجسد المكانة الوطنية لقطاع رعاية السرطان والتميّز الأكاديمي. ينطلق المعهد نحو المستقبل بخطط لتوسيع الأبحاث السريرية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للعلاج الإشعاعي، وتعزيز برامج الجراحة التخصصية، وتطوير مسارات التعليم الطبي للأطباء والممرضين والمتخصصين الصحيين. الهدف توفير الرعاية المناسبة في الوقت المناسب، من خلال فرق طبية متكاملة، دون حاجة المرضى لمغادرة مجتمعاتهم.
حوار خاص مع البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي
”نعمل لتغيير قصة السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا“
في حوار خاص مع مجلة المستشفى العربي، تحدث البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام، عن رؤيته لمستقبل رعاية السرطان في المنطقة، حيث يقول:”كان شرفاً عظيماً أن أُستقبل من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في لقاء مثّل محطة مهمة في مسيرتي العلمية والمهنية، وأكد دعم القيادة الرشيدة للعلم والتعليم والرعاية الصحية.”
وأضاف:” لقد هنّأني صاحب السمو على تعييني كأستاذ زائر في كلية الطب بجامعة هارفارد وعالم زائر في معهد دانا–فاربر في بوسطن، كأول طبيب من منطقة الخليج يحظى بهذه المكانة الأكاديمية، كان ذلك لحظة مؤثرة أعتز بها، وأعتبرها مسؤولية كبيرة لخدمة المرضى والمجتمع.”
وأكد الشامسي أن مهمة معهد برجيل للأورام هي توفير رعاية شاملة وإنسانية بمعايير عالمية لجميع المرضى في دولة الإمارات والمنطقة، مشيراً إلى أن المعهد يخدم حالياً أكثر من 5000 مريض سنوياً ويقدم أكثر من 10 آلاف جلسة علاج إشعاعي في العام.
كما أشار إلى أن مركز برجيل لصحة الثدي غيّر تجربة المريض بشكل جذري عبر نموذج “الزيارة الواحدة” وبيئة داعمة للمرأة، وأن العلاج الإشعاعي الدقيق والجراحة الروبوتية والعلاج عبر مضخة الشريان الكبدي تمثل قفزات نوعية في مستوى الخدمات العلاجية. وختم قائلاً:”ما يدفعني شخصياً للاستمرار هو المرضى أنفسهم، وراء كل رقم قصة إنسانية، وعائلة، وأمل، هدفنا ليس فقط علاج السرطان، بل تغيير تجربة المريض وجعلها أكثر إنسانية وطمأنينة”.







