مركز كليمنصو الطبي في بيروت يطلق عيادة متخصصة لمرض الذئبة الحمراء
مركز كليمنصو الطبي في بيروت يطلق عيادة متخصصة لمرض الذئبة الحمراء
الأخصائي في أمراض الروماتيزم
الدكتور محمد رضا
“مع العلاج الصحيح والمتابعة الدقيقة يعيش مرضى الذئبة الحمراء حياة طبيعية”
في إطار متابعته لأحدث بروتوكولات العلاج ومواكبته للتطورات العالمية، أنشأ مركز كليمنصو الطبي في بيروت عيادة متخصصة لمرض الذئبة الحمراء لتكون الأولى من نوعها على مستوى المنطقة من حيث الخدمات التي تقدمها إن على مستوى التشخيص أو متابعة الحالات أو حتى التوعية. الدكتور محمد رضا، الأخصائي في أمراض الروماتيزم، وفي حديث الى مجلة “المستشفى العربي”، ألقى الضوء على مرض الذئبة الحمراء ودور العيادة المتخصصة في تأكيد تشخيص الحالات ومتابعتها من أجل حصول المريض على العلاج الصحيح.
ما هو هدف إنشاء عيادة الذئبة الحمراء؟
في الواقع، التوجه العالمي اليوم هو أن يكون لكل مرض من أمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية عيادة متخصصة لمتابعة الحالات عن كثب؛ ورغم ان الذئبة الحمراء هو من أمراض المناعة الذاتية، إلا ان هناك تخصص فرعي قائم بحد ذاته لهذا المرض، ومركز كليمنصو الطبي في بيروت كان السّباق في إنشاء مثل هذه العيادة الأولى على مستوى المنطقة.
إن الهدف من إنشاء عيادة الذئبة الحمراء هو بالدرجة الأولى تأكيد تشخيص حالات الذئبة الحمراء من خلال الفحوصات التشخيصية الدقيقة التي تتم بواسطة أحدث الطرق، ومتابعة الحالات المرضية عن كثب حيث ينبغي على مريض الذئبة الحمراء زيارة الطبيب كل ثلاثة أشهر وذلك بحسب الدراسات العلمية التي أثبتت أهمية هذه الخطوة في السيطرة على المضاعفات وبالتالي نجاح العلاج. والهدف الثالث هو نشر التوعية والثقافة حول المرض والعمل على إقامة ورش عمل تجمع مرضى الذئبة الحمراء فيما بينهم لتبادل الخبرات والتجارب.
مريض الذئبة الحمراء ليس بحاجة الى التنقل من طبيب لآخر في حال كان يعاني من مضاعفات المرض، حيث يتوافر لدينا مجموعة من الأطباء التي قد يحتاجها مريض الذئبة الحمراء فنعمل معاً كفريق واحد بإشراف أخصائي الروماتيزم والذئبة الحمراء.
هلا شرحت لنا آلية حدوث مرض الذئبة الحمراء؟
لابد بداية من الإشارة الى ان أمراض الروماتيزم هي أمراض مناعة ذاتية بحيث أن المناعة الطبيعية تهاجم بعض الأعضاء في الجسم وتعاملها وكأنها بكتيريا أو فيروس ما يؤدي الى خلل في المناعة. الأسباب قد تكون وراثية أو جينية أو طبيعية أو ربما التعرض لعوامل خارجية، فأحيانا يكون المريض لديه استعداد لحدوث المرض ويتعرّض لعامل خارجي فيسرّع من ظهور المرض.
مرض الذئبة الحمراء هو أكبر مثال على أمراض المناعة الذاتية، ورغم أن بدايته غالباً ما تكون على الجلد إلا أن آثاره الصحية تطال أعضاء عدة في الجسم بما في ذلك المفاصل والكلى والرئة وربما الجهاز العصبي والدماغ في الحالات المتقدمة.
ينتشر هذا المرض بين النساء في عمر الخصوبة لأسباب هرمونية، ومن بين عشر نساء قد يصيب الذئبة الحمراء رجل واحد.
ماذا عن أبرز العوارض؟
ليس كل مرضى الذئبة الحمراء يعانون من الأعراض ذاتها. لذلك، كل مريض لديه خطة علاج خاصة به يتابعها مع طبيبه المختص. على طبيب الصحة العامة أو طبيب الأمراض الجلدية أن يكونوا على دراية بمرض الذئبة الحمراء لإجراء اللازم ومن ثم تحويل المريض الى أخصائي أمراض الروماتيزم للإشراف على العلاج. لدى غالبية المرضى، يظهر المرض على شكل طفرة جلدية حيث يعاني المريض من احمرار في الوجه يكون غالباً على شكل فراشة (Butterfly Rash)، تزداد بشكل خاص عند التعرض لأشعة الشمس التي تحث الخلايا في الجسم على إفراز مادة معينة تنشّط مرض الذئبة الحمراء. كما تظهر بقع حمراء كبيرة الحجم على الجلد، آلام وتيبس في المفاصل، وتقرحات في الفم أو الأنف تستمر لأيام.
ما هي مضاعفات المرض على سائر أعضاء الجسم؟
ما أود الإشارة إليه هو أنه مع العلاج الصحيح والمتابعة الدقيقة، يعيش مريض الذئبة الحمراء حياة طبيعية مثله مثل باقي الناس الطبيعيين. إهمال العلاج وعدم المتابعة قد يزيد من تفاقم المرض ما يؤدي الى عواقب وخيمة على سائر أعضاء الجسم.
فمع الوقت يمكن ان يؤدي مرض الذئبة الحمراء الى مشاكل في الكلى حيث يترسّب البروتين الذي يفرزه الجسم ما يؤدي الى زيادة معدل البروتينات أو خلايا الدم الحمراء في البول، والذي قد يحدث في حال تأثير المرض على الكلى فينتج عنه قصور كلوي مع مرور الوقت.
كما يمكن ان ينتج عن هذا المرض التهابات في غشاء الرئة ما يؤدي الى ضيق في التنفس، إلتهاب في عضلة القلب أو الشرايين أو غشاء القلب.
في الحالات المتقدمة، يمكن أن يتأثر الدماغ والجهاز العصبي المركزي فيعاني المريض من الصداع وتغيرات في السلوك وقد يصل الأمر الى السكتات الدماغية أو نوبات الصرع. ويواجه الكثير من المصابين بمرض الذئبة مشكلات في الذاكرة وقد يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم.
يمكن أن يؤدي مرض الذئبة الحمراء إلى مشكلات في الدم، بما في ذلك فقر الدم وزيادة فرص النزيف أو تكوُّن جلطات الدم. كما تزداد خطورة حدوث الإجهاض التلقائي لدى المُصابات.
ما هي أبرز فحوصات التشخيص المتوفرة لديكم؟
الفحص التقليدي لتأكيد وجود مرض الذئبة الحمراء من عدمه هو فحص ANA، إذا كانت النتيجة سلبية فذلك يعني عدم وجود المرض أما إذا كانت إيجابية ننتقل عندها الى مجموعة من الفحوصات الأخرى لمتابعة الحالة عن كثب.
لكن المشكلة تكمن في ان هذا الفحص يمكن ان يظهر انه إيجابي ولكن هو غير ذلك، والسبب هو طريقة إجراء الفحص، حيث يجب استخدام خلايا الإنسان لفحصها تحت الميكروسكوب على عكس ما تقوم به بعض المختبرات التي تلجأ الى خلايا الحيوان وهو ما قد يؤدي الى نتائج غير مؤكّدة للفحص. لذلك، إن ما يهمّنا في عيادة الذئبة الحمراء إجراء هذا الفحص في مختبراتنا من أجل تأكيد التشخيص ليُبنى على الشيء مقتضاه. في حال كانت النتيجة إيجابية، ننتقل بعدها الى فحوصات مكمّلة لقياس مجموعة من البروتينات التي تنشط لدى مرضى الذئبة الحمراء مثل C3، C4، وكذلك نطلب تحليل البول للكشف عن مشاكل في الكلى والفحص بالأشعة السينية للكشف عن حالة الرئتين، وتخطيط القلب للكشف عن مشاكل في القلب.
كما يتم إجراء خزعة للجلد في بعض الأحيان للتأكد من تشخيص الحالة.
ماذا عن أحدث العلاجات المتوفرة اليوم؟
يتوافر اليوم مجموعة واسعة من العلاجات الحديثة وهناك تطور ملحوظ في هذا المجال حيث تمت الموافقة مؤخراً على أدوية حديثة من قبل الـFDA هي عبارة عن حبوب بروتين تساعد مرضى الذئبة الحمراء الذين لديهم مشاكل في الجلد أو المفاصل؛ ميزة هذا الدواء انه علاج فموي وليس بالمصل لكن فعاليته عالية جداً.
من العلاجات الحديثة التي تمت الموافقة عليها في الفترة الأخيرة والتي أسهمت في تغيير مسار علاج مرضى الذئبة الحمراء أدوية بروتين لا تسهم في تخفيض مناعة الجسم كما تفعل باقي علاجات الذئبة الحمراء وهو علاج يمنح الأمل للمرضى في العيش حياة طبيعية.
في الحديث عن العلاجات المعتمدة حالياً، فإن أول ما نلجأ اليه هو دواء Hydroxychloroquine وهو العلاج التقليدي لمرض الذئبة الحمراء وأول ما نبدأ به لحماية الكلى والجهاز المناعي، وبحسب قوة المرض وتأثيره على الجسم نعطي أدوية الكورتيزون.
وكذلك، وعلى أساس شدة الحالة نحدد الأّدوية التي تخفض مناعة الجسم وتحسّن المرض وتتراوح هذه الأدوية ما بين البسيطة التي تؤخذ على شكل حبوب يومياً أو تلك التي تؤخذ عن طريق العرق.
مع الإشارة هنا الى أن أدوية المناعة هذه لا تؤدي الى إنخفاض كبير في مناعة الجسم بل فقط ينحصر تأثيرها على تحسين الحالة المرضية والمريض ولا يكون معرّضاً للإصابة بالفيروسات.
