كليات الطب

مستشفى جامعة شيكاغو… النهج العلاجي الكيميائي المناعي

مستشفى جامعة شيكاغو

النهج العلاجي الكيميائي المناعيفائدة محتملة لدى مرضى سرطان الرأس والعنق المتقدم غير المرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

بيّنت دراسة جديدة أن سرطانات الرأس والعنق غير المرتبطة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يمكن معالجتها باستخدام استراتيجية علاجية جديدة تتضمن العلاج الكيميائي المساعد المسبق والعلاج المناعي، مع نتائج مشجعة

أظهر باحثون من مركز السرطان الشامل التابع لمستشفى جامعة شيكاغو إمكانية استخدام نهج علاجي جديد يشمل العلاج المناعي لمكافحة سرطان الخلايا الحرشفية المتقدم في الرأس والعنق (HNSCC) غير المرتبط بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). وتبيّن أنّ أكثر من نصف المشاركين في الدراسة شهدوا تقلصاً بنسبة 50% أو أكثر في أورامهم بعد تناولهم دواء نيفولوماب المناعي إلى جانب العلاج الكيميائي، تلاه علاج إشعاعي كيميائي متكيف مع الاستجابة. نُشرت نتائج المرحلة الثانية من هذه التجربة السريرية غير العشوائية في 6 مارس 2025 في مجلة JAMA Oncology.

تحديات علاج سرطان الرأس والعنق المتقدم غير المرتبط بـ HPV

عادةً ما يُشخص سرطان HNSCC غير المرتبط بفيروس HPV لدى كبار السن ممن لديهم تاريخ طويل من التدخين واستهلاك الكحول. وغالبًا ما يعاني هؤلاء المرضى من نوعية حياة رديئة ومن أسوأ النتائج العلاجية ضمن مرضى سرطانات الرأس والعنق. في المراحل المبكرة (المرحلة الأولى أو الثانية)، يمكن علاج هذه الأورام بالجراحة أو الإشعاع. إلا أن العديد من الحالات تُشخَّص في مراحل متقدمة (الثالثة أو الرابعة) بسبب غياب الأعراض الملحوظة، ما يجعل العلاج أكثر تعقيداً ويؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات. العلاجات الحالية مثل العلاج الكيميائي الإشعاعي أو الجراحة تقدّم فائدة محدودة للبقاء على قيد الحياة في حالات HNSCC المتقدمة وغير المنتشرة. كما أن هذه العلاجات تؤثر سلباً على النطق والبلع ونوعية الحياة العامة. هناك حاجتان أساسيتان غير ملبّيتين لدى هذه الفئة من المرضى: تحسين معدلات البقاء/الانتكاس، وتحسين العلاجات لتقليل الآثار الجانبية طويلة الأمد.

استخدام العلاج المناعي قبل الجراحة أو الإشعاع

قال الدكتور آري روزنبرغ، أستاذ مساعد في الطب بجامعة شيكاغو والمُعِد الرئيسي للدراسة: “لقد غيّر العلاج المناعي، وبخاصة مثبطات نقاط التفتيش المناعية، الطريقة التي نعالج بها سرطانات الرأس والعنق المنتكسة أو المنتشرة، وحقق تحسيناً في معدلات البقاء. ومع ذلك، لم يكن له دور كبير في تحقيق هدف العلاج حتى الآن”.

يشمل العلاج المساعد المسبق تقديم الأدوية قبل الجراحة أو الإشعاع بهدف تقليص حجم الورم. في هذه الدراسة، التي شملت 36 مريضًا بسرطان HNSCC غير المرتبط بـHPV، اختبر الباحثون نظامًا من ثلاثي الدورات من العلاج الكيميائي المساعد المسبق مدموجًا مع دواء نيفولوماب المناعي، يليه علاج إشعاعي كيميائي. المرضى الذين تقلصت أورامهم بأكثر من 50% تم إدراجهم في مجموعة خفض شدة العلاج، بينما تلقى الآخرون العلاج الكيميائي الإشعاعي القياسي.

فوائد البقاء على قيد الحياة مع العلاج المناعي

كان الهدف الرئيسي للتجربة السريرية هو تقييم معدل الاستجابة العميقة، وهو النسبة المئوية للمرضى الذين حققوا تقلصًا في الورم بنسبة 50% أو أكثر بعد العلاج الكيميائي المناعي المساعد المسبق.

وقد كانت النتائج مشجعة: فقد حقق 53% من المرضى استجابة عميقة. قال روزنبرغ: “لقد تجاوزت هذه النتيجة توقعاتنا مقارنة بالبيانات السابقة التي تعتمد فقط على العلاج الكيميائي”.

وقد لوحظت استجابات أعمق لدى المرضى الذين كانت لديهم مستويات تعبير أعلى من بروتين PD-L1، مما يشير إلى أن PD-L1 قد يكون مؤشرًا بيولوجيًا محتملاً للتنبؤ بالاستجابة العلاجية، وربما بتحقيق فائدة في البقاء على قيد الحياة لدى المرضى المستجيبين له.

شملت الدراسة أيضًا تقييم نتائج البقاء، والآثار الجانبية للعلاج، ووظائف المرضى، وجودة حياتهم.

في هذه الفئة عالية الخطورة من المرضى المصابين بسرطان الرأس والعنق المتقدم موضعيًا (المرحلة الرابعة)، أظهر نهج العلاج الكيميائي المناعي نتائج بقاء ممتازة وآثارًا جانبية أقل، خصوصًا لدى المرضى الذين استجابوا جيدًا للعلاج المساعد المسبق وتلقوا علاجًا مخففًا.

وأضاف روزنبرغ: “هذه هي أول دراسة، حسب معرفتنا، تُقيّم العلاج الكيميائي المناعي المساعد المسبق متبوعًا بعلاج مخفف بناءً على الاستجابة لدى مرضى HNSCC غير المرتبط بـ HPV الذين لا يخضعون للجراحة”. وتابع أنهذه النتائج الواعدة تفتح الباب أمام نماذج علاجية جديدة لا تحسّن فقط فرص البقاء، بل تعزز أيضًا نوعية الحياة لهؤلاء المرضى”.

الدراسة

العلاج المساعد المسبق بـ نيفولوماب مع العلاج الكيميائي متبوعًا بعلاج إشعاعي كيميائي متدرج حسب الاستجابة في سرطان الرأس والعنق غير المرتبط بفيروس HPV تجربة DEPEND السريرية من المرحلة الثانية وغير العشوائية، تم دعمها من خلال تجربة سريرية مبادرة من باحثي جامعة شيكاغو، وممولة من شركات Bristol Myers Squibb وCelgene، ومنحة دعم مركز السرطان الشامل بجامعة شيكاغو (NIH/NCI P30 CA014599)، وبرنامج سرطان الرأس والعنق بجامعة شيكاغو. المشاركون الإضافيون في إعداد الدراسة: إفغيني إيزومتشينكو، جيفري تشين، ألكسندر بيرسون، إيفيريت فوكس، أديتيا جولوري، نيشيانت أغراوال، نيكول سيبرياني، مارك لينجن، روهان كاتيبيلي، دانيال جينات، أولغا باستيرناكوايز، زين جوي، إليزابيث بلير، دانيال هاراف، وجون كورسيو من جامعة شيكاغو، ومايكل جيلينيك من جامعة راش في شيكاغو.

الدكتور آري روزنبرغ، أستاذ مساعد في الطب (أمراض الدم والأورام)

الدكتور آري روزنبرغ هو أخصائي أورام يركز على استخدام الأبحاث الأساسية والانتقالية والسريرية لتحسين حياة مرضاه. بصفته باحثًا سريريًا، يركز الدكتور روزنبرغ على تطوير استراتيجيات علاجية جديدة، بما في ذلك العلاج المناعي، لمرضى سرطانات الرأس والعنق وسرطان الغدة الدرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى