أمراض وعلاجات

حماية الكبد… الحصّة الأهم من التطوّر الطبّي

حماية الكبد

الحصّة الأهم من التطوّر الطبّي

يؤدّي الكبد وظائف حيوية في جسم الانسان حيث يقوم بإنتاج الّلبنات الأساسية اللازمة لبناء الجسم. أي خلل في وظائف الكبد يجعله عرضة للكثير من المشاكل الصحية والأمراض وقد يصل الامر الى نتائج سلبية لا تُحمد عقباها.

في المقابل، لقد كان لأمراض الكبد الحصة الأهم من التطور الطبي الذي نعيشه في السنوات الأخيرة إن من حيث وسائل التشخيص والكشف المبكر او من حيث التقنيات والأجهزة الحديثة او العلاجات المتقدمة وصولا الى عمليات زراعة الكبد، او جزءا منه، التي شكلت بارقة امل لمرضى كان مصيرهم الموت. 

يعتبر الكبد أكبر أعضاء الجسم ولديه العديد من الوظائف التي يقوم بها، فهو المسؤول عن إنتاج العصارة الصفراوية ونقلها إلى الأمعاء عن طريق القنوات المرارية المنتشرة فيها، حيث تعمل هذه العصارة على المساعدة في هضم الطعام. 

كما يقوم هذا العضو بإنتاج العديد من البروتينات والهرمونات والأنزيمات التي تؤدي إلى انتظام عمل جسم الإنسان وكذلك المواد الضرورية لتجلط الدم. بالإضافة إلى مسؤوليته عن تمثيل الكوليسترول وانتظام نسبة السكر في الدم، والتعامل مع الغالبية العظمى من الأدوية التي يتناولها الإنسان لتخليصه من هذه المواد الكيميائية بعد الإستفادة منها.

وانطلاقا من وظائفه الحيوية في جسم الإنسان، فان أي مرض قد يصيب الكبد فانه يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها؛ من هنا، فان تجنب بعض العادات الغذائية السيئة وإجراء فحوصات الكبد الضرورية بشكل دوري تسهم في الحد من استفحال أي عارض صحي او التهاب قد يصيبه. اما أكثر الأمراض شيوعا فهي التهابات الكبد الفيروسية وتليف الكبد او تشمعه وسرطان الكبد. 

التهاب الكبد الفيروسي

التهابات الكبد الفيروسيَّة الحادَّة من الحالات الشائعة التي تزول بمعظمها من تلقاء نفسها، ولكنَّ يستمرّ بعضها ويتفاقم إلى أن يصبح التهابًا مزمنًا في الكبد. التهاب الكبد الفيروسي من أهم أمراض التي تصيب كبد الإنسان، ويقسم الى أنواع عدة هي A, B, C, D, E وفق ما توصل اليه الأطباء والعلماء؛ يمكن تعريفها على الشكل التالي:

فيروس التهاب الكبد A

ينتقل هذا النوع عن طريق المياه او الأغذية الملوثة هو أكثر سبب لليرقان لكنه قابل للشفاء من دون أن يترك أيّ أثرٍ سلبيّ على الجسم عند غالبية الأشخاص إلاّ في حالات نادرة إذ قد يؤدي الى الوفاة من شدّة الالتهابات.

فيروس التهاب الكبد B

هو أكثر أنواع الالتهاب الفيروسي شيوعاً وينتقل من خلال ملامسة دم الشخص المصاب أو سوائله البدنية الأخرى. يمكن لهذا الفيروس ان يسبب عدوى مزمنة وأن يعرض الناس لخطر الوفاة بشدة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد. يوجد لقاح مضاد لالتهاب الكبد من النمط B منذ عام 1982 وهو ناجح بنسبة 95٪ في الوقاية من العدوى ومن الإصابة بالمرض المزمن وسرطان الكبد الناجم عن الالتهاب المذكور.

فيروس التهاب الكبد C

ينتقل هذا النوع بطرق عدة منها التلوث بدم من شخص مصاب، استخدام أدوات ملوثة كإبر الحقن، وإبر الوشم وما شابه ذلك، اثناء العلاقة الزوجية، من الأم الحامل إلى مولودها أثناء عملية الوضع. ولا يوجد أيّ لقاح للوقاية من فيروس التهاب الكبد C.

فيروس التهاب الكبد D 

الإصابات بهذا الفيروس لا تحدث إلاّ بين المصابين بفيروس التهاب الكبد B. وقد تسفر العدوى المزدوجة بالفيروسين D و B عن وقوع مرض أكثر وخامة وتؤدي إلى حصائل صحية أسوأ. وتوفر اللقاحات المأمونة والناجعة المضادة لفيروس التهاب الكبد B الحماية أيضاً ضدّ عدوى فيروس التهاب الكبد D.

فيروس التهاب الكبد E

 ينتقل هذا الفيروس في الغالب، على غرار فيروس التهاب الكبد A، عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوّثة به. وقد تم استحداث لقاحات مأمونة وناجعة للوقاية من فيروس التهاب الكبد E ولكنّها ليست متوافرة على نطاق واسع.

العلاج

تحديد العلاج المناسب يعتمد على نوعية الفيروس المسبب للالتهاب وما إذا كانت الحالة حادة أو مزمنة، فعلى سبيل المثال في حالات التهاب الكبد A – B- C الحاد يحتاج المريض الراحة التامة وعمل بعض الفحوصات الطبية، وفي أغلب الأحيان يتماثل المريض للشفاء التام.  أما في حالات الالتهابات الفيروسية المزمنة مثل C – B  فإنها تحتاج متابعة وتحاليل مخبرية، وفي بعض الأحيان ينبغي اخذ عينة من الكبد ليحدد الطبيب ما إذا كان المريض يحتاج علاجا خاصا أم لا. 

هناك الكثير من المرضى الذين يعانون التهاب الكبد C وB المزمن الذين لم يعالجوا أو أولئك الذين لم يستجيبوا للأدوية الخاصة، فإنهم يعيشون حياة طبيعية، ولا يعانون أي مضاعفات خطيرة. أما في الحالات التي يستمر الالتهاب لمدة تتراوح بين 20 سنة أو أكثر، فإن من المحتمل ظهور أعراض لهبوط وظائف الكبد، حيث إن هذا النوع من الالتهابات يسبب تليفًا مزمنًا في الكبد، ما يؤدي إلى تدهور وظائفه وفي أحيان يؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم زراعة كبد جديد.

الكبد الدهني

مشكلة هذا المرض أنه يبدأ بصمت ولا تظهر الأعراض الا عند تراكم الدهن على الكبد وكبر حجم الحويصلات الدهنية؛ عندها، تبدأ بعض الأعراض في الظهور مثل التعب والغثيان وفقدان الوزن بسبب فقدان الشهية والتشوش والألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن ومع الوقت يعاني المريض من التضخم في حجم الكبد وظهور بعض البقع الداكنة على الجلد في مناطق الرقبة وتحت الإبطين.أسباب الإصابة بالكبد الدهني كثيرة، لعل أهمها السمنة خصوصا تلك المصحوبة بتراكم الدهون في منطقة البطن حيث تزيد فيها احتمالية الإصابة بالكبد الدهني بدرجة أكبر.

من الأسباب أيضا مرض السكري حيث يرتبط هذا المرض ارتباطا وثيقا بمقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع 2. مقاومة الأنسولين، وهي التي تَحدث عندما لا تمتص الخلايا السكر استجابةً لهرمون الأنسولين، وارتفاع نسبة السكر في الدم وهي علامات تدل على وجود مقدِّمات مرض السكري أو مرض السكري من النوع 2 تنذر بخطر التعرض للكبد الدهني. وجود مستويات عالية من الدهون، وخاصة الدهون الثلاثية في الدم تزيد من خطر ترسب الدهون في الكبد، حيث تعمل هذه الدهون الزائدة كسموم بالنسبة إلى خلايا الكبد ما يسبب التهاب الكبد والتهاب الكبد الدهني ويؤدي إلى تراكم أنسجة تندُّب (تليُّف) في الكبد.

يوجد العديد من الأمراض والحالات المرضية التي تَزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني مثل:

  • ارتفاع الكوليسترول.
  • داء السكري من النوع الثاني.
  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
  • السُمنة المتمركزة حول البطن.
  • متلازمة تكيُّس المِبيَض.
  • قصور الغدة الدرقية. 
  • قصور الغدة النخامية.

يمكن اكتشاف مرض الكبد الدهني من خلال بعض الفحوصات المخبرية منها تحليل إنزيمات الكبد، مخزون الحديد (Ferritin)، الأشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن وهي أكثر الفحوصات أهمية حيث تصل دقتها في التشخيص لـ94%، أشعة فيبروسكان. في بعض الحالات يمكن أن يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من الكبد لفحصها، وذلك في حال قلة عدد الصفائح الدموية أو كرات الدم البيضاء أو وجود أنيميا أو في حال ارتفاع مخزون الحديد أكثر من مرة ونصف عن الحد الأعلى للطبيعي، لأن ذلك يعني أن المريض يعاني من الكبد الدهني مع وجود التهاب أو تليف في الكبد، أو إذا كان سن المريض أكبر من 45 عاما ويعاني من السمنة أو السكر.

إهمال الأعراض يؤدي الى مضاعفات ومخاطر عدة فتتدهور الحالة لتصل الى تليّف في الكبد فيفقد قدرته على تأدية وظائفه العديدة في الجسم.

من أبرز المضاعفات والمخاطر التي يتعرض لها مرضى الكبد الدهني:

  • إحتباس السوائل في الجسم. 
  • ضمور في العضلات.
  • نزيف داخلي.
  • يرقان. 
  • في بعض الحالات قد يحدث إلتهاب وتندب للكبد.
  • فشل كلوي. 
  • تطور للأورام في الكبد.

يوصي الأطباء بضرورة تناول مضادات الأكسدة (فيتامين هـ) لتقليل الإلتهابات التي يمكن أن تسببها دهون الكبد، وتجنب الأدوية التي يمكن الاستغناء عنها كالمسكنات أو المكملات الغذائية والاعتماد على الغذاء الصحي بدلا منها، وعدم الإسراف في المضادات الحيوية، لأن كل ذلك يشكل حملا زائدا على الكبد.

ورغم وجود بعض العلاجات والادوية ذات الفعالية العالية، الا ان اولى خطوات العلاج تكمن في خسارة الوزن عبر اتباع نظام غذائي خاص خال من الدهون وفي حالات البدانة المفرطة قد يضطر المريض الى إجراء عمليات جراحية لخسارة الوزن.

إن خسارة حوالى خمسة بالمائة من الوزن كفيلة في حماية المريض من المضاعفات الخطيرة التي يمكن ان يعاني منها مرضى الكبد الدهني. 

ما إن يتم اكتشاف الحالة، حتى يبدأ المريض باتباع خطوات ضرورية للعلاج والوقاية من تطور الحالة ولكن ينبغي عليه ان يطبقها بدقة خوفا من تطور الحالة لما لها من مخاطر ومضاعفات لا تُحمد عقباها.

من الخطوات الوقائية الواجب اتباعها:

  • إتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون وغني بالألياف وقليل السعرات الحرارية.
  • التحكم بمرض السكر وإرتفاع الكوليسترول.
  • التخلص من الوزن الزائد.
  • ممارسة الرياضة بانتظام. 
  • تجنب الأدوية أو المكملات الغذائية بدون وصفة طبية.
  • عمل الفحص الطبي السنوي بانتظام.

تليّف الكبد

يحدث التليف عندما يتضرَّر الكبد بشكل متكرِّرٍ أو مستمر، فإذا تكرَّرت الإصابة أو استمرَّت مثلما يحدُث في التهاب الكبد المُزمن، تحاول خلايا الكبد إصلاح الضرر ولكن ينجُم عن هذه المُحاولات نسيج ندبيّ (تليُّف)؛ التليُّف هو تشكُّل كمية كبيرة بشكل غير طبيعي من النَّسيج النَّدبي في الكبد خلال محاولاته لإصلاح الخلايا المُتضرِّرة واستبدالها.

تليف الكبد إذن هو حالة مرضية تنتج عن تعرض أنسجة الكبد السليمة إلى التندب ما يؤثر على أداء وظائفها بشكل طبيعي؛ ما ان يصاب المريض بتليف الكبد حتى يحل النسيج المتليف مكان النسيج السليم فيعجز الكبد عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي، فتتراكم السموم داخل الجسم نظرا لعدم قدرة الكبد على تصفية الدم ويفشل ايضا في إنتاج ما يكفي من مواد تساعد على تجلط الدم ما يؤدي الى ارتفاع الضغط؛ كما ان مرضى تليف الكبد هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان الكبد.

اما الأسباب، فأهمها الإدمان على المشروبات الكحولية التي تعمل على تثبيط عملية الأيض الطبيعية للبروتينات والدهون والكربوهيدرات لتحدث ضررا كبيرا في الكبد؛ ومن الأسباب ايضا الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي أو التهاب الفيروسي الكبدي «سي» و«بي» بشكل مستمر فيلحق أضرارا كبيرة في الكبد ومع الوقت يؤدي ذلك الى الإصابة بتليف الكبد. 

من أسباب مرض تليف الكبد الإصابة ببعض أمراض التمثيل الغذائي، وأيضاً الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم مرض مناعة ذاتي جهاز المناعة في خلايا الكبد ويسبب نوعاً من الالتهاب المزمن، والتي تعتبر من أهم العوامل التي تسبب الإصابة بالتليف الكبدي، كما أن الآثار الجانبية لبعض العقاقير والأدوية والعلاجات قد تسبب أضراراً على الكبد وتساعد على التليف، وهناك بعض الأشخاص يتناولون أنواعاً سامة من الأعشاب، إضافة إلى التعرض المستمر لبعض سموم البيئة الناتج عن التلوث الشديد.

كما يحدث نتيجة بعض أمراض التمثيل الغذائي وأهمها السمنة المفرطة التي تؤدي إلى تشحم الكبد الذي يؤدي إلى التهاب تشحمي يؤدي بدوره إلى تليف الكبد على مدى 20 عاماً.

يمكن تحديد الأعراض على الشكل التالي:

  • الشعور بالتعب.
  • ارتفاع حرارة الجسم.
  • نزف الدم من الأنف أو وجود دم في البراز.
  • تغير في لون البول.
  • تجمع السوائل في الرجلين أو البطن.
  • فقدان الشهية وخسارة الوزن.
  • الحكة.
  • آلام في البطن.
  • اصفرار لون الجلد.

غالبية مرضى تليف الكبد يشعرون بوهن كامل في الجسم وتبدأ الأمراض بمهاجمتهم، كما تزداد الأعراض مع مرور الوقت نتيجة استفحال الحالة المرضية ومنها اصفرار لون الجلد والاستسقاء إضافة الى نزيف ينتج عن اتّساعات وتهتكات في الأوردة الموجودة في المريء والمعدة، وقد يصاب المريض بغيبوبة، وفي المراحل الأخيرة من المرض ينتاب المصاب حالة من الاضطرابات الذهنية، إضافة إلى نزيف وفشل كبدي، وقد يصل إلى حد الإصابة بسرطان في الكبد. الدراسات العلمية والأبحاث الطبية في هذا الإطار تثني على إجراء فحوصات واختبارات دورية لوظائف الكبد للحد من إمكانية الإصابة بالتليف. ولكن، في الحالات المرضية المتقدمة أي حين يتوقف الكبد تماما عن أداء وظائفه، تكون عملية زراعة الكبد ضرورية للبقاء على قيد الحياة. 

الا ان هناك خطوات عدة يمكن القيام بها من اجل الحد من الضرر اللاحق بالكبد منها عدم تناول اي دواء من دون استشارة الطبيب والامتناع كليا عن المشروبات الكحولية والتحقق من ان اللقاحات التي تم الحصول عليها ما زالت فعالة والحرص على تغذية قليلة الصوديوم.

سرطان الكبد

يندرج سرطان الكبد الأولي ضمن أنواع سرطان الجهاز الهضمي ويُصنّف على أنه الأكثر عدوانية، لكن في المقابل شهد تقدماً في العلاج في السنوات الأخيرة.

بداية الأعراض تكون عادة بضعف جسماني قد لا يكترث له المريض في بداية الأمر، الى ان تبدأ الأعراض التي تشير الى ان المرض بدأ بالتطور وتتمثل في حدوث نزف في المريء أو تجمع كميات كبيرة من المياه بالبطنالاستسقاء”. لذلك، فان الأشخاص المصابين بأحد أمراض الكبد المزمنة ولاسيما تليف الكبد أو دهون الكبد أو التهاب الكبد الوبائي بجميع أنواعه يتوجب عليهم إجراء الفحص الطبي الدوري باستخدام الموجات فوق الصوتية كل ستة أشهر كونهم يمثلون الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الكبد.

هناك نوعان مختلفان من سرطان الكبد؛ سرطان الكبد الأولي وفي هذه الحالة يكون الورم قد بدأ في الكبد، وسرطان الكبد الثانوي أي حين يبدأ في جزء آخر من الجسم ثم ينتشر ليصل إلى الكبد. غالبية الحالات التي يتم تسجيلها لدى مرضى السكري من النوع الأول وترتفع نسبة الإصابة لدى الرجال أكثر من النساء كما تزداد نسبة الإصابة لمن تجاوز الـ65 عاما. كما أن هناك الكثير من عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الكبد، منها الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي B او C لفترات طويلة حيث يمكن أن يؤدّي هذان النوعان إلى سرطان الكبد نتيجةَ التليف الذي ينجم عنهما، الا ان التهاب الكبد الوبائي B قادر على ان يسبب السرطان مباشرةً. الأشخاص المصابون بتليف الكبد الدّهني نتيجة المشروبات الكحولية يصابون بسرطان الكبد. السمنة والإصابة بالسكريّ لهما علاقة ايضا بمرض في الكبد حيث يسبّبان في بعض الأحيان مرض الكبد الدّهني غير الكحولي الذي بدوره يزيدُ من احتماليّة سرطان الكبد. 

تتضمن الاختبارات المستخدمة لتشخيص سرطان الكبد تحليل الدم، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والخزعة، والتصوير المقطعي البوزيتروني وذلك بهدف تحديد نوع الورم وحجمه ومدى انتشاره لأنها أمور تساعد الطبيب على معرفة مدى انتشار المرض في الكبد لتحديد العلاج المناسب. 

الطب الحديث اليوم توصل الى تقنية متطورة لعلاج بعض الحالات المصابة بسرطان الكبد؛ فحين يكون الورم منشأه في الكبد ولم يستفحل بعد في جسم المريض، من الممكن علاجه بتقنية حديثة تسمىالعلاج الإشعاعي الداخلي الانتقائيوالتي يتم خلالها إدخال كرات إشعاعية صغيرة إلى أنسجة الورم تعمل على تدمير الأورام من الداخل من دون أن تعرض الكبد لأي مخاطر. ولكن في حالات أخرى، أي حين يكون الورم منتشرا وأسهم في تراجع وظائف الكبد، تكون حالته المرضية بحاجة الى عملية زراعة كبد.

الا انه يمكن الوقاية من سرطان الكبد بالابتعاد عن شرب الخمر، والخضوع للفحص الطبي للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي. أما دهون الكبد فيمكن الوقاية منها من خلال اتّباع نظام غذائي صحي وممارسة الأنشطة الحركية بشكل كاف.

زراعة الكبد

يلجأ الأطباء الى خيار زراعة الكبد في حالات فشل الكبد المزمن الذي يكون خلاله الكبد غير قادر على القيام بوظائفه الطبيعية وبعض أمراض الكبد المتطورة التي تسبب الفشل الكبدي الحاد وأورام الكبد الأولية، هي جميعها حالات يكون فيها زرع الكبد هو الحل الوحيد للبقاء على قيد الحياة. ولكن، ليست كل الحالات المرضية تحتاج الى هذه العملية الضخمة بل ان ذلك يعتبر الملاذ الأخير للمريض الذي يعاني من فشل مزمن في الكبد وفي حالة تلف شبه تام تجعله غير قادر على أداء وظائفه الحيوية، والحل الوحيد لبقاء المريض على قيد الحياة هو اللجوء الى زراعة كبد له. تعتبر حالة فشل الكبد نتيجة الإصابة بفيروس التهاب الكبد من نوع C أكثر أسباب الحاجة إلى زراعة الكبد، أو تشمع الكبد أو أمراض قنوات سائل المرارة المؤدية للانسداد فيها؛ كما أن وجود سرطان في الكبد وحده، نشأ في أنسجة الكبد كمكان أولي ولم ينتشر في أي جزء آخر من الجسم، يُعتبر أحد دواعي إزالة الكبد وزراعة آخر مكانه. 

ان التطور الطبي في ما يتعلق بزراعة الأعضاء أعطى حافزا كبيرا لعمليات زراعة الكبد بالنجاح وزرعت الأمل في نفوس المرضى؛ ولا يخفى على احد مدى حجم هذه العملية حيث انها تتطلب جراحا بارعا نظرا لدقتها وحجمها، وتحتاج ما بين ثماني الى اثنتي عشر ساعة يقوم فيها الجراح باستئصال الكبد المتضرر وزرع الكبد الجديد او جزءا منه وهي ميزة هذا العضو الذي ينمو ويكبر في حال تم زراعة جزء منه من متبرع حي. الا ان هناك الكثير من المواصفات التي يجب ان تتوافر لدى المتبرع أهمها خلوه من الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والتهابات وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى وبالأخص الفشل الكلوي والالتهاب الكبديب”.

بالإضافة الى ذلك، فان اختلالات الوزن بين المتبرع والمريض قد تعيق عملية التبرع وتحول دون إجراء العملية؛ ثم انه لا يمكن ان تتم عملية التبرع من دون ان يكون هناك توافقا بفصائل الدم بين المتبرع سواء كان حياً أو ميتاً وبين المريض الذي سينتقل العضو إليه.

لذلك، دائما يفضل الأطباء ان يكون هناك صلة قرابة بين الطرفين لان تقارب الجينات بينهما يسهل العملية كثيراً، ويشكل حوالى 50% من نجاحها، والأمر هنا لا يقتصر فقط على الأقارب من الدرجة الأولى، بل ان الأمر ينجح مع أقارب المريض حتى الدرجة الرابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى