أمراض وعلاجات

أمراض القلب لدى النساء… الأعراض وعوامل الخطر وسبل الوقاية

أمراض القلب لدى النساء

الأعراض وعوامل الخطر وسبل الوقاية

تصيب امراض القلب الملايين من النساء والرجال حول العالم ويزداد خطر الإصابة بها يوما بعد يوم مع ازدياد عوامل الخطر مثل السمنة والسكري والاكتئاب والتوتر. ورغم التشابه في بعض الحالات، إلا أن المرأة تعاني من أعراض مختلفة تكون أقل وضوحاً من حيث دلالتها على أنها أعراض الإصابة بأمراض القلب مثل التعب المفاجئ وألم في الظهر والرقبة.

سبب الاختلاف هذا يعود الى الاختلاف في بنية القلب بين الرجل والمرأة.

 ما هي إذن الاختلافات بين الجنسين؟

قلب المرأة أصغر من قلب الرجل وأخف وزناً وهو ما يجعل كمية الدم التي يضخّها في كل نبضة أقل بنحو 10% من قلب الرجل.

معدل نبض قلب المرأة يبلغ حوالى 78-82 نبضة في الدقيقة، أما قلب الرجل فيتراوح النبض ما بين 70-72 في الدقيقة.

التوتر والقلق والمواقف القوية تؤثر بشكل كبير على القلب بين المرأة مقارنة مع قلب الرجل، وهنا يتحدث الأطباء عن ظاهرةالقلب المكسور” (Broken Heart) التي تخلّف آثارا سلبية على صحة المرأة وقلبها على وجه الخصوص.

تتأخر إصابة النساء عادة بأمراض القلب مقارنة بالرجال، إذ تُصيب النوبات القلبية النساء في سنّ الـ 70، أما الرجال فيُصابون بها في سنّ الـ 66 سنة. 

لدى المرأة هرمونات تحميها من أمراض القلب حتى بلوغها سن اليأس، ما يؤخر إصابتها؛ لكن يرتفع الخطر بعد سن اليأس مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين الطبيعي في الجسم. 

بعض الحالات المرضية مثل بطانة الرحم المهاجرة، ومتلازمة تكيس المبايض وسكري الحمل أو المضاعفات ذات الصلة مثل تسمّم الحمل، تزيد من خطر الإصابة بمرض القلب التاجي لدى النساء.

إن تشخيص أمراض القلب لدى النساء يعتبر أكثر صعوبة منه لدى الرجال لأنه عادة ما يُصيب الشرايين الصغيرة. وعلى الرغم من أن اختبار تصوير الأوعية الدموية يُظهر الانسدادات والتضيق في شرايين القلب إلا أنه لا يُظهر الأوعية الدموية الأصغر بوضوح دائماً. 

تُعاني النساء بشكل عام من الأعراض ذاتها التي يُعاني منها الرجال عند الإصابة بنوبة قلبية، مثل الشعور بألم في الصدر، لكن قد تظهر على المرأة أعراض أخرى مختلفة أقل وضوحاً يُذكر منها:

  • ألم حاد وحارق في الصدر، يحدث في شكل متكرر.
  • الشعور بالتعب بشكل مفاجئ.
  • آلام في الرقبة أو الظهر أو المعدة أو الفكّ​.
  • ضيق في النفس أو تعرّق شديد، وهنا يُشتبه على المرأة بأنها تعاني من أعراض انقطاع الطمث والهبّات الساخنة التي تصيبها في هذه المرحلة.

عوامل خطر تتعلق بالمرأة

الى جانب ما ذكرناه عن الاختلافات المتعلقة بين الجنسين والتي تتعلق بالقلب ومشاكله، هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والتي تطال النساء فقط. تتمثل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء:

  • البلوغ في سن مبكر أي قبل عمر الإثني عشر، فحسب الدراسات في هذا الجال فإن هذه الفئة من النساء أكثر عرضة لأمراض القلب نظرا لزيادة معدلات هرمون الأستروجين oestrogen والتي تزيد من فرص تكوّن جلطات الدم والأزمات القلبية عند الكبر.
  • الضغط النفسي والتوتر والانكسارات القلبية تؤثر على المرأة بشكل أكبر من الرجل نظراً لطبيعتها المرهفة والحساسة ما ينعكس سلباً على صحة القلب لديها.
  • تكرار الإصابة بالالتهابات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يصيب السيدات بنسبة أكبر من الرجال، وهو يزيد من فرص إصابتهن بأمراض القلب ويؤثر على الأوعية الدموية.
  • الحمل لأنه يزيد من العبء على الجهاز الدوري لدى المرأة فيزيد بالتالي الإجهاد على القلب أثناء أشهر الحمل؛ بالإضافة الى ذلك، بعض النساء يعانين من سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، كلها عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.

الوحدة والكآبة يزيدان من فرص الإصابة بأمراض القلب والضغط والكوليستيرول؛ فالكآبة ترفع هرمون التوتر الكورتيزول cortisol المرتبط بأمراض القلب؛ والوحدة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 بالمئة.

الإكثار من تناول حبوب التنحيف لمدة طويلة، فهي ترفع الضغط وتزيد من معدل نبضات القلب ما يؤدي الى إجهاده.

كيف نحافظ على صحة القلب؟

السعادة والبهجة وتجنب الوحدة واتباع نظام غذائي صحي والنشاط البدني والامتناع عن التدخين كلها عناصر أساسية لصحة القلب. أولى خطوات الحفاظ على صحة القلب تكمن في السيطرة على التوتر والضغط النفسي، قد يبدو الامر أشبه بالمستحيل بالنسبة للبعض لاسيما عند سماع خبر موت أحد الأقارب او التعرض لموقف صعب، لكن يمكن التعامل مع التوتر بطريقة مختلفة فمع مرور الوقت وتلقي الخبر السيء ينبغي القيام ببعض التمارين الرياضية او المشي في الهواء الطلق للحد من مخزون الغضب والتوتر من الداخل وعدم الاستسلام للرغبة في الإكثار من تناول الطعام (الطعام العاطفي) أو التدخين.

النظام الغذائي الصحي يساعد بشكل كبير 

في الحد من الإصابة بالسمنة والكوليسترول وضغط الدم والسكري وغيرها من الامراض المزمنة وكلها امراض هي بحد ذاتها عوامل خطر تؤدي الى الإصابة بأمراض القلب والشرايين؛ كلما كان النظام الغذائي صحي كلما تمت السيطرة على عوامل الخطر. يجب تناول الأطعمة الصحية مثل الخضراوات والفواكه، والابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية التي تؤثر بالسلب على صحة القلب.

النشاط البدني هو علاج ووقاية في الوقت نفسه لاسيما إذا ما ترافق مع الطعام الصحي؛ لقلب سليم، ينبغي ممارسة التمرينات الرياضية التي تنشّط الدورة الدموية وتخلّص الجسم من الدهون الزائدة، والتي تعد السبب الرئيسي للإصابة بالأمراض القلبية المكتسبة.

التدخين يعتبر من أكثر العوامل خطورة على صحة القلب حيث يسهم في التقليل من الأوكسجين الموجود في الدم، فيزيد ضغط الدم وسرعة القلب، ما يجعل القلب مضطرا للعمل بشكل أقوى لتوفير كمية كافية من الأوكسجين للجسم والعقل. ويعتبر التدخين من أكثر العوامل خطورة عند النساء ليس فقط بسبب ازدياد نسبة الإصابة بأمراض شرايين القلب عندهن، بل إن التدخين يتسبب في إزالة الحماية التي يعطيها هرمون الإستروجين عند النساء لمنع الإصابة بهذه الأمراض، علماً بأن المرأة المدخنة تكون عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب في سن مبكرة أقل بنسبة عشر سنوات في المتوسط عن المرأة غير المدخنة.

ثم أن هناك بعض الفحوصات للكشف المبكر، وتكون البداية بفحوصات دم مخبرية وفحص سريري. فإذا تبيّن أن المرأة تعاني من إرتفاع في نسبة الكوليسترول أو ضغط الدم أو السكري، فعليها أن تخضع لفحوصات أكثر مثل قياس معدّل الكالسيوم في الشريان التاجي وهو الفحص الذي يشير إلى نسبة التكلّس في الشرايين حيث يتم عمل أشعة تركيز الكالسيوم في الشرايين لفحص ترسبات الكالسيوم الموجودة على شرايين القلب والتي تكون طبقة تسبب ضيق شرايين القلب. 

بإمكان المرأة أن تتخذ بعض الخطوات للوقاية وذلك من خلال تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة بشكل منتظم مع الحمية الغذائية والإمتناع عن التدخين، إضافة إلى المراجعة الدورية لدى الطبيب وإجراء الصور والفحوصات اللازمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى