وظائف الأحلام
وظائف الأحلام
يشغل عالم الأحلام البديع اهتمام الناس على اختلاف الأعمار والثقافات ، ففي الأحلام ينتقل الحالم إلى أماكن غريبة بديعة، ويقابل أشخاصا ممن يعرف وممن لايعرف، والرؤى التي تتحقق لأحداث من عالم المستقبل ظاهرة بشرية معروفة منذ فجر التاريخ سجلتها الحضارات المختلفة.
يترك الكثير من هذه الأحلام على اختلاف أنواعها انطباعا وأثرا كبيرا في النفس، ولما كانت كثير من هذه الأحلام تأتي مرموزة، فهناك منذ فجر التاريخ المخطوطات التي تحاول فك رموز هذه الأحلام حيث أثبتت التجربة البشرية أن بعض هذه الأحلام يحمل أنباء من عالم المستقبل وبعضها قد يحمل رسائل بُشريات بخير قادم أو تحذير من خطر كامن.
والحلم عبارة عن سلسلة من الأحداث تبدو للرائي كما لو كانت حقيقية وقتها، ويتم نسيان معظم الأحلام خلال دقائق بعد الاستيقاظ، وضعف ذاكرة الأحلام له حكمة عظيمة ، وذلك لحمايتنا من أن تختلط ذكرياتنا للأحداث الحياتية الحقيقية بتلك الخاصة بالأحلام، حيث يصعب بمرور الأيام التفرقة بين الأحداث الحقيقية وتلك التي تحدث في الأحلام.
الرؤيا المنامية والعلم الغربي المعاصر
أيدت أبحاث الأحلام في العلم الغربي وجود هذا النوع من الأحلام الغيبية التي تحمل أخبارا من عالم المستقبل، أو تحل بعض المعضلات التي تهم النائم ، ومن أمثلة الأخيرة: اكتشاف حلقة البنزين السداسية والجدول الدوري لمندليف في الكيمياء، وكذلك في اختراع ماكينة الخياطة وبعض الاكتشافات العلمية والمنتجات الأدبية الأخرى.
فالعلم الغربي قد رصد هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر المتعلقة بالنشاطات الروحية للنفس الإنسانية مثل التخاطر والجلاء البصري والتأثير النفسي في الأشياء مثل العين الضارة، وهو يدرس هذه الظواهر تحت علم الباراسيكولوجي، وفي بريطانيا ثلاثة أقسام أكاديمية لهذا العلم: في جامعات أدنبره وليفربول ونورث هامبتون، وتنشر الأبحاث بطريقة منتظمة في المجلة البريطانية للأبحاث الروحانية، وهناك مؤلفات كثيرة في الرؤيا التي تتحقق.
“الحلم عبارة عن سلسلة من الأحداث تبدو للرائي كما لو كانت حقيقية وقتها، ويتم نسيان معظم الأحلام خلال دقائق بعد الاستيقاظ.”
يجب التفرقة بين الحلم والرؤيا، فالحلم العادي هو الحلم النفساني أو حديث النفس، ومن أسبابه:
اهتمام صاحبه بالأمر، فتكون الأحلام استمرارا لهموم النفس، فتستمر وتستكمل في الحلم بعض أحداث اليقظة، بما في ذلك الحصول على الأشياء التي يعجز الرائي عن الحصول عليها أثناء اليقظة، وأيضا الآلام والصدمات النفسية ، فتكون الأحلام بذلك تنفيسا انفعاليا وتنظيما وجدانيا للمواقف ذات الطبيعة الانفعالية والتي حدثت في اليقظة، وكذلك المخاوف من بعض الأمور المستقبلية.
خصائص الرؤيا (الأحلام الغيبية)
الرؤيا المنامية تختلف عن الحلم بأن لها خصائص متميزة، فغالبا ما تكون ذات حيوية وتأثير، وتترك انطباعا قويا في النفس أكثر من مثيلتها من الأحلام العادية، وقد تتضمن تفاصيل غير عادية: مثل الألوان والملمس والأصوات، ومن مميزاتها أيضا وضوح الذاكرة مع إحساس خفي بأهمية هذا الحلم، وهي عموما أقصر من الأنواع الأخرى من الأحلام، وغالبا ماتكون الأحداث متتابعة وغير مختلطة أو متداخلة، وكثير منها يكون في أمور غير متوقعة، ويبدو أن لدى بعض الأشخاص والعائلات موهبة خاصة في الرؤيا المنامية، وهي كذلك أكثر شيوعا في النساء عنها في الرجال.
“إذا تكلم المريض عن بعض أحلامه، فمن المهم مناقشته واستكشاف وجهة نظره فيها بشكل أكبر، وتشجيعه على اتباع نهج إيجابي تجاهها.”
الأحلام والأمراض النفسية
كثيرًا ما يتم الحديث عن الأحلام في العيادة النفسية من قبل المرضى الذين يأملون أن يتمكن الطبيب النفسي من شرحها أو التعليق عليها. والحديث عن الأحلام في هذا السياق يسهّل على المرضى الحديث عن حياتهم الشخصية والذي يمكن أن يؤدي إلى إدراك الخلافات والمخاوف التي قد لا يتمكن المريض من التعبير عنها بطريقة مباشرة.
ونظرا إلى أن الغالبية العظمى من الأحلام هي من النوع العادي الذي يتأثر بالعديد من العوامل الجسدية والنفسية. يميل مرضى القلق والاكتئاب إلى رؤية المزيد من الكوابيس وأحلام القلق، بينما في الأمراض الذهانية تميل الأحلام إلى أن تكون أكثر غرابة واضطراب ولا يمكن تفسيرها. وعموما إذا تكلم المريض عن بعض أحلامه، فمن المهم مناقشته واستكشاف وجهة نظره فيها بشكل أكبر، وتشجيعه على اتباع نهج إيجابي تجاهها، بما في ذلك الأحلام غير السارة، والتي قد تكون كابوسا نفسانيا ليس له أية دلالة تنبؤية، وتتكرر بسبب مخاوف معينة أو ظروف نفسية خاصة، وعلاج الكوابيس يكون عن طريق علاج سلوكي خاص يقوم فيه المريض بمساعدة المعالج بوضع نهاية ايجابية للكابوس يستعيد فيه السيطرة على سير الأحداث.