مقالات طبية

هشاشة العظام… نصائح وإرشادات لتجنّب السقوط

هشاشة العظامنصائح وإرشادات لتجنّب السقوط

د. فتحي عبد القادر، إستشاري الطب الباطنيالمستشفى الأهلي/ قطر

جاءت لعيادتي مريضة في العقد السابع من العمر، وبعد جلوسها بادرتني بالسؤال التالي:

دكتور.. أريد أن أعرف هل أعاني من هشاشة العظام ؟ أرجو منك عمل التحاليل والصور الشعاعية اللازمة لذلك”.

استوقفني هذا السؤال قليلاً لأنه من الطبيعي أن يكون لديها في هذا العمر هشاشة عظام والتي قد تتفاوت في شدّتها فقط.

هنا أجبتها: “سيدتي من المتوقع أن تكون هناك درجة معيّنة من هشاشة العظام مصاحِبة للتقدم في العمر؛ لكن قبل إجراء الفحوصات أفضل أن أعطيكِ بعض الملاحظات المهمة لتجنّب مشاكل هشاشة العظام بصورة عامة. عندها، أبدت اهتماماً بكلامي وطلبت أن أوضح لها المسألة أكثر. فقلت لها إنه وبسبب التغييرات الهرمونية فإن العظام  سوف تعاني من الهشاشة  بدرجة ما؛ لذا يجب الحذر مما قد تسبّبه من مشاكل وقابلية كسور أو تضرر لفقرات العمود الفقري. ولذلك يمكن القول يجب  الحذر… ثم الحذر… ثم الحذر… ثم بدأت بسرد ملاحظاتي وقلت لها هنالك أماكن كثيرة حولنا فد تكون هي بداية لمشاكل الهشاشة مثل:

الحمام

يعتبر الحمام من أكثر الأماكن التي تؤدي لمشاكل صحية في حال وجود هشاشة عظام بسبب الإنزلاق أو السقوط  ما يمكن أن يؤدي إلى كسور في عظم عنق الفخذ أو الفقرات. ولهذا يجب:

  • التأكد من جفاف أرضية الحمام قبل الدخول.
  • لبس الحذاء أو النعال المناسب المقاوِم للإنزلاق. 
  • تجنّب الإستناد على الحائط والذي غالباً ما يكون رطباً أثناء الإستحمام.
  • عدم ارتداء الملابس وبالأخص الداخلية في الحمام والعمل على ارتدائها خارج الحمام.
  • عدم غلق باب الحمام.

البيت

كثيرة هي الأشياء التي نواجهها عند التنقل في البيت، ولذلك ينبغي القيام بالتالي:

  • التأكد من جفاف الأرض وتجنب المناطق الزلقة.
  • عدم التجوّل في البيت أثناء التنظيف وبالأخص للأرضيات  ذلك عند استعمال المنظفات أو الصوابين. 
  • الإنتباه عند وجود بعض الإرتفاعات والمطبات وخاصة عند الأبواب.
  • تجنّب التجول بوجود بعض القطع المتناثرة مثل لعب الأطفال.
  • الإنتباه عند التحرك على بعض قطع السجاد المتحركة والصغيرة مثل التي توضع عند مدخل البيت أو المطبخ أو الحمام.

ارتداء الملابس

تؤدي طريقة ارتداء الملابس لكثير من نوبات السقوط والكسور؛ لذلك، يجب اتخاذ الإحتياطات التالية:

  • تجنب ارتداء الملابس أثناء وضعية الوقوف وبالأخص الملابس الداخلية. 
  • يفضّل استخدام كرسي ذو مساند لليدين والظهر للجلوس عند ارتداء الملابس.
  • اختيار الملابس الواسعة والتي تكون سهلة الإرتداء.

النوم

  •  عند الإستيقاظ من النوم يجب الجلوس على حافة السرير لدقائق قبل النهوض.
  •  يجب تشغيل الإنارة قبل النهوض وتجنّب التحرك في الظلام.
  •  عند الشعور بالدوخة وعدم الإتزان، يجب عدم التحرك وحيداً وطلب المساعدة من آخرين.

الأنشطة والحركة 

  •  تجنّب الخروج في الأيام الممطرة.
  •  عدم الصعود على طاولة أو كرسي لأداء أي عمل وترك ذلك للآخرين.
  •  تجنّب زيادة الوزن لأنها تزيد من الضغط على الجسم والعظام.
  •  ممارسة الرياضة الممكنة لأنها تقوي العظام  وتزيد من صلابتها.
  •  الجلوس خارج البيت  في المناطق ذات الأجواء الصحية والتعرّض لأشعة الشمس لأن لها فائدة كبيرة في صحة الجسم والعظام.

الوقاية

يجب تعلّم طريقة السقوط التي تكون أكثر أماناً بحيث يتم استقبال الأرض باليدين وليس بالساقين لتجنّب الكسور في عظام الفخذ أو عنق عظم الفخذ علماً بأن كسور الطرف العلوي يكون علاجها أسهل نسبياً من الطرف السفلي.

هنا أطرقت المريضة رأسها قليلاً ثم نظرت إليّ وقالت: “دكتور لا داعي لعمل أي تحاليل أو صور شعاعية في الوقت الحالي لأنني سوف أعمل بهذه الملاحظات والنصائح  وسوف أكون حذرة دائماً في تحرّكي علماً بأنني قد أعود في وقت آخر لإجراء التحاليل والصور الشعاعية اللازمة”. ثم اتّجهت نحو باب العيادة للمغادرة و هي توجّه  لي عبارات الشكر والتقدير لأنها استفادت كثيراً من هذا النقاش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى