شهادات اعتماد المختبرات الطبية
شهادات اعتماد المختبرات الطبية
إعتراف دولي بالكفاءة والدقة والموثوقية في الأداء
حصول المختبر الطبي على شهادة اعتماد دولية هو اعتراف بالجودة والكفاءة والموثوقية في الأداء لاستيفائه كامل المعايير المطلوبة والتزامه التام بتطبيق أعلى معايير الجودة في كلّ ما يقدّمه من خدمات، وهو بهذه الخطوة يحظى بتقدير كبير من قِبل المرضى باعتباره مؤشرًا موثوقًا به بشأن الكفاءة الفنية منذ لحظة جمع العيّنات وحتى إصدار النتائج ما يمنح الأطباء معطيات كافية وموثوق بها للحالة المرضية ليُبنى على أساسها التشخيص الدقيق.
بعد تقييم دقيق للمعايير والمواصفات وآليات العمل، وعبر مراحل عدة بدءاً من استلام العيّنات وتسجيلها وتأريخها وحفظها مروراً بالعاملين بالمختبر ونوعية الشهادات التي يحملونها، والتأكد من سلامة وأداء الأجهزة من حيث الدقة والسّرعة في تحليل العيّنات وإظهار النتائج، بالإضافة إلى وجود أنظمة حديثة في فرز الملفات وحفظها، والتأكد من وجود كوادر مؤهلة تعمل على هذه الأجهزة، وغيرها من الشروط الصارمة من شأنها أن توصل المختبرات لمرحلة الحصول على شهادة اعتماد دولية بجدارة. شهادة الإعتماد التي يحصل عليها المختبر الطبي تفضي إلى إرساء الثقة وبث الطمأنينة لأنه بذلك أثبت كفاءته وأهليته لتنفيذ عمليات الاختبار عبر اتباعه معايير صارمة لإدارة الجودة تهدف إلى ضمان نتائج الفحوصات الطبية؛ كما تأتي هذه الخطوة لتؤكد مواكبة المختبر للتطور العلمي في مجالات المواصفات والمقاييس وتقييم المطابقة واعتماد المختبرات.
فقد اكتسبت شهادات الاعتماد العالمية اهتماماً بالغاً من قِبل المختبرات الطبية كأداة فعّالة لتقييم الجودة انطلاقاً من استخدامها مواصفات دولية كأساس لعملها خلال مرحلة التقييم حيث تُجرى عمليات تدقيق ميدانية منتظمة للتحقق من الإلتزام بالمعايير. فقد أصبح اعتماد المختبرات متوائماً على المستوى الدولي بشكل جيد مع المواصفات والأدلة القياسية الدولية المتوفرة لكل من هيئات الاعتماد والجهات التي تحصل على الاعتماد. القيّمون على المختبر يعملون يوميًا لتقديم خدمات طبية عالية الجودة مع توافر أحدث التقنيات والأجهزة التي يديرها الإختصاصين الأكفاء الحاصلين على اعتمادات رفيعة المستوى من رواد هذا المجال. هناك العديد من الجهات والمنظمات الدولية التي وضعت معايير ومواصفات مخصصة للمختبرات الطبية لتطبيقها من أجل الحصول على شهادة اعتماد تثبت من خلالها مدى مطابقتها للمعايير الدولية من حيث التشخيص الدقيق والسريع والكفاءة العالية بنسبة خطأ تصل إلى صفر. الدقة والموثوقية هي أسس عمل المختبرات الطبية، حيث يجب أن تكون النتائج المختبرية دقيقة بقدر الإمكان؛ لذلك ينبغي أن تكون جميع الجوانب العملية في المختبر، بما في ذلك الهيكل التنظيمي والعمليات والإجراءات، موجهة لضمان الجودة.
في المختبر، من الضروري اتباع عملية صارمة لمراقبة الجودة وإدارتها والحفاظ عليها؛ المختبر هو نظام معقد ينطوي على العديد من الأنشطة المتعلقة بالفحوصات والإجراءات المخبرية بالإضافة إلى العديد من الأشخاص للقيام بالعمليات والإجراءات بشكل سليم للوصول إلى أدق النتائج والتقارير بدقة وموثوقية، ومن أجل تحقيق ذلك من الضروري القيام بجميع عمليات القياس والإجراءات في المختبر بأفضل طريقة ممكنة لأن نتائج الفحوصات المخبرية تستخدم على نطاق واسع في المستشفيات والعيادات الطبية، حيث يعتمد الطبيب فيها اعتماداً كلياً على دقة الفحوصات والتقارير الناتجة عنها لتشخيص الأمراض وصرف الأدوية المناسبة.
مرحلة ما قبل الفحص ومرحلة الفحص ومرحلة ما بعد الفحص، هي خطوات سير العمل في المختبر ولكل مرحلة خصائص لا تقل أهمية عن المرحلة التي تليها؛ ووفقاً للمواصفات القياسية تتضمن عملية الفحص المخبري خطوات متعددة، هي ترتيبات طلب الفحص، وإعداد المريض، وجمع العيّنات، والنقل، وتخزين ومعالجة وفحص العينات؛ تسير هذه الخطوات جنباً إلى جنب مع إصدار نتائج الفحص والمصادقة عليها، وتسليم التقرير.
ومن فوائد حصول المختبر على شهادة اعتماد معترف بها دولياً تحسين سمعة المختبر واكتسابه ميزة التنافسية، تقديم اختبارات ونتائج معملية أكثر موثوقية وفعالية، تقديم الكفاءة في تحسين إجراءات العمل وتحقيق موثوقية العملاء الذين هم المرضى والأطباء. كما تسهم شهادات الإعتماد للمختبرات الطبية في تحسين الكفاءة والإنتاجية والفعالية في جميع عمليات المختبر، ورفع مستوى التعاون والعمل الجماعي واتقان الجودة، وزيادة الثقة في نتائج الفحوصات في ظل زيادة الرقابة والسيطرة على جميع العمليات والأنشطة. من المعايير الواجب توافرها للحصول على مختبر ذات جودة عالية تخوّله الحصول على شهادات الإعتماد العالمية أن يكون مصمماً وفق حجم مناسب للقيام بالمهام المطلوبة، إضافة إلى توفير وسائل الحماية اللازمة لفنيي المختبر أثناء عملهم وتدريبهم على كيفية استخدامها.
لابد من تأمين نظام تهوية وإضاءة في داخل المختبر، وكذلك توفير نظام إنذار ذاتي ونظام إطفاء للحرائق، حيث يجب أن يعملا وفقاً للخصائص العامة للمختبر، وضمن برامجه، ودرجة الخطورة فيه.
ينبغي أيضاً العمل على وضع التعليمات التحذيرية، والإرشادية الخاصة بالسلامة المختبرية، وذلك عن طريق تعليق لافتات، أو لوحات في داخل المختبر وعلى أبوابه الخارجية، وذلك للحد من الحوادث التي قد يتعرض لها الأفراد، عن طريق زيادة وعيهم بالمخاطر المختلفة. ليكون المختبر ذات مواصفات صحيحة ينبغي وجود صندوق خاص بالإسعافات الأولية داخل المختبر، وذلك من أجل التعامل مع الحوادث المختلفة التي قد تحدث بسبب التعرض لمواد كيميائية، أو صدمات كهربائية، أو مخاطر ميكانيكية، أو فيزيائية، أو بيولوجية.
المختبرات الطبية التي تسعى دوماً للحصول على شهادات الإعتماد العالمية يتوجّب عليها وضع برنامج زمني خاص بالصيانة الدورية للأجهزة والمعدات في المختبر، وتدوين البيانات والمعلومات الخاصة بالأجهزة والمعدات المختلفة وتوفير الظروف المناسبة لإجراء التجارب المختبرية. معايير الجودة في المختبرات تستدعي كذلك توفير معايير السلامة والوقاية وخاصّة في قسم أمراض الدم، لمنع انتقال الأمراض إلى العاملين، والمرضى الذين يجرون التحاليل الطبية. نظافة المختبر واستخدام الكفوف الطبية لاسيما عند سحب عينات الدم من المرضى أمر غاية في الأهمية، ومن ثم وضع ملصق على كلّ عينة، يحمل اسم المريض، ونوع العينة، والفحص المطلوب إجراؤه مباشرة بعد سحب العيّنة.