دولة قطر والريادة الصحية… استراتيجية جديدة وأمل أكيد
الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 - 2030
دولة قطر والريادة الصحية… استراتيجية جديدة وأمل أكيد
خَطَتْ دولة قطر خطوة جديدة بارزة في مجال تطوير القطاع الصحي بحيث يلبي، بأفضل ما يمكن، متطلبات سلامة المريض وراحته، ويواكب التطورات العالمية على الصعد الطبية والتقنية والتكنولوجية. يهدف ذلك إلى تقديم أفضل خدمة للمريض وتحقيق أعلى مستوى من الجودة وتوفير الرفاهية والحماية للمجتمع ككل وليس فقط للمرضى، عبر التوعية والحماية الإستباقية. وكل ذلك وضعته الحكومة ووزارة الصحة في الدولة ضمن الإستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 في مرحلتها الثالثة والواعدة، في سياق إهتمام دولة قطر وجميع مسؤوليها من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والدكتورة حنان الكواري وزير الصحة العامة، وسائر مسؤولي القطاع والقيّمين عليه، باستمرار تطوير القطاع ودفعه إلى قمّة الريادة والأداء خدمةً للمجتمع القطري ولجميع المرضى المقيمين في البلاد أو مَن يقصدونها طلبّا للعلاج والإستشفاء والراحة.
“الصحة للجميع” الذي اتّخذته الإستراتيجية شعارًا لها، ليس مجرّد شعار فحسب بل هو خارطة طريق وعهد بأن تحقق دولة قطر أفضل المرامي على المستوى الصحّي، والأهم أن يكون كل ما يتحقّق في خدمة الجميع ومتناول الجميع. إذ هناك قطاعات صحّية متقدّمة في بعض البلدان لكن الإستشفاء ليس متاحًا للجميع. من هنا كان تركيز الحكومة القطرية ووزارة الصحة العامة على أن توفّر الإستراتيجية الجديدة الصحّة للجميع. لناحية قدرة جميع المرضى على الإستشفاء من جهة، وجميع المواطنين على التمتّع بنظام التوعية والحماية تجنبًا لتعرّضهم للأمراض والإصابات ما أمكن.
من هنا، جاءت هذه الإستراتيجية على أرض صلبة، خاصةً أنها المرحلة الثالثة من مراحل الاستراتيجيات، ما يدل على نوع من التطور سواء الكمي أو النسبي من خلال النتائج التي حققتها الإستراتيّجيتان الأولى والثانية. وحدّدت الإستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 ثلاثة مجالات استراتيجية ذات أولوية للعمل عليها، تتمثل في:
- تحسين صحة السكان ورفاهيتهم
- التميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى
- كفاءة النظام الصحي ومرونته
وبموجبها سيتم تحويل النظام الصحي في البلاد إلى نظام رقمي بالكامل. وتسعى الاستراتيجية الجديدة إلى تحقيق طموح القطاع الصحي المتمثل في بناء (مجتمع يركز على الصحة مدعوم بنظام صحي متكامل قائم على التميز السريري والاستدامة والابتكار).
ومن أبرز المبادرات الداعمة لهذه النتائج، التحسين المستمر لخدمات الفئات السكانية، وجودة الرعاية، وبرنامج السياحة الصحية. مع التركيز على جعل دولة قطر من الوجهات السياحية العلاجية، حيث سيتم إطلاق مبادرة هامة بهذا الشأن. وتراعي الاستراتيجية إعطاء الأولوية لتجربة المريض، واستمرارية مشروعات الإستراتيجية السابقة، ودعم أجندة التنوع الاقتصادي في الدولة. وتحقيقًا لذلك، هناك 4 مخرجات سيعمل جميع المعنيين على تنفيذها، سواء القطاع الحكومي أو شبه الحكومي، وكذلك الخاص، بالإضافة إلى الجانب المُجتمعي، الذي له دور كبير في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية.
والإستراتيجية الجديدة تتيح نموذجًا فريدًا للرعاية الصحية في الدولة، يركز على الإنسان واحتياجاته والعمل على تعزيز صحته والتركيز على طرق الوقاية من الأمراض ويساعد المجتمع في الحفاظ على صحته وتقديم نهج جديد لمواجهة التحديات الصحية في قطر. وهي تعكس تحوّلاً شاملاً في التفكير نحو التركيز على السكان والرعاية المتكاملة، مبيّنةً أن تحقيق أهدافه الوطنية للصحة مسؤول عنه الشركاء في القطاع الصحي كافة، سواء أكانوا شركاء في القطاع العام أو الخاص أو شبه الحكومي، حيث يتم التخطيط والعمل ثم التقييم.
تتضمّن أبرز معالم الإستراتيجية إشراك المريض في سياساتها وأهدافها، والتركيز على الشراكات بين القطاعين الصحيين الحكومي والخاص، وإطلاق برامج للوقاية والكشف المبكر عن الأمراض حمايةً للمجتمع. فقطر التي لطالماً كانت رائدة في التقدّم على مختلف المستويات لا سيما الصحية منها، تُثبت اليوم أنها تتوِّج هذه الرّيادة بأسمى عمل حكومي وإداري وإنساني.
معالي رئيس مجلس الوزراء يدشن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030
دشّن معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 (الصحة للجميع)، والتي تهدف إلى تحسين صحة ورفاهية سكان دولة قطر، من خلال التميز في تقديم الخدمات مع تحقيق الاستدامة والكفاءة عبر نظام صحي متكامل ومرن. حضر حفل التدشين سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة وعدد من أصحاب السعادة الوزراء، وكبار المسؤولين في القطاع الصحي والشركاء. وحدّدت الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 ثلاثة مجالات استراتيجية ذات أولوية، تتمثل في: تحسين صحة ورفاهية السكان، والتميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى، وكفاءة النظام الصحي ومرونته.
وقالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة: “إن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 تمثل انطلاقة لمرحلة جديدة في مسيرتنا نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 – 2030 من أجل توفير حياة صحية مديدة للجيل الحالي والأجيال القادمة.” وأضافت سعادتها: “في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى نعمل على ضمان الاستدامة وتلبية الاحتياجات الصحية للسكان وفق أفضل المعايير، إضافة إلى تحقيق التميز وأن تتمتع دولة قطر بأعلى مستوى من جودة الحياة، حيث نسعى في هذا المجال إلى تحقيق عدد من الأهداف المتعلقة بالرعاية الصحية ومنها زيادة متوسط العمر المتوقع إلى 82.6 سنة، وتخفيض معدل الوفيات بسبب الأمراض غير المعدية بنسبة 36 في المئة، وخفض وفيات الرضع إلى 2 لكل 1000 مولود حي.” سعادة وزير الصحة العامة أشارت إلى أن “الاستراتيجية تستند على المنجزات الهامة التي تم تنفيذها خلال الاستراتيجيتين الوطنيتين الأولى والثانية للصحة، واللتين ساهمتا في إرساء أساس راسخ للتطوير المستمر لتقديم أفضل رعاية صحية لسكان دولة قطر. وسيتم مواصلة العمل من خلال الاستراتيجية الجديدة لتوحيد المسارات المتكاملة للمرضى، وتحويل نظامنا الصحي إلى نظام رقمي بالكامل، إضافة إلى زيادة البحث والتطوير واعتماد حلول مبتكرة في المجالات السريرية وغير السريرية، تحقيقاً لرؤية (الصحة للجميع).”
خلال الاحتفال جرى تكريم قادة الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018 – 2022 وممثلين عن الجهات المشاركة في الاستجابة الناجحة لجائحة (كوفيد– 19)، والفِرق المشاركة في الاستجابة الصحية الكفؤة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، إضافة للفرق المساهِمة في حصول جميع بلديات دولة قطر على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية، وحصول المدينة التعليمية بمؤسسة قطر على لقب المدينة التعليمية الصحية، وجامعة قطر على لقب الجامعة الصحية. تضمن حفل التدشين عرض فيديو للتعريف بالاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030، وأبرز أولوياتها ومبادراتها، إضافة إلى فيديو آخر للتعريف بالنجاحات البارزة للاستراتيجية الوطنية للصحة 2018 – 2022.
وفي عرض تقديمي خلال الاحتفال، استعرض الدكتور صالح علي المري، مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية الإنجازات المستدامة للاستراتيجية الوطنية للصحة 2018 – 2022 لتحسين صحة السكان، كما ألقى الضوء على الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030، وأبرز مميزاتها. تسعى الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 إلى تحقيق طموح القطاع الصحي المتمثل في بناء (مجتمع يركز على الصحة مدعوم بنظام صحي متكامل قائم على التميز السريري والاستدامة والابتكار). وسيتم تنفيذ الاستراتيجية على مدى سبع سنوات مع خطة تنفيذية تتناول مجالات الاستراتيجية ذات الأولوية، لتحقيق 15 نتيجة مدعومة بمجموعة من المبادرات والمشاريع الهامة. ومن أبرز نتائج أولوية “تحسين صحة ورفاهية السكان” في الاستراتيجية، تعزيز الوعي الصحي للسكان، وتمكين المرضى ومقدمي الرعاية، والوقاية الاستباقية من الامراض والكشف عنها، وضمان الصحة والرفاهية المتكاملة في جميع القطاعات، وتدعم هذه النتائج مبادرات هامة، منها التغطية الشاملة للتطعيم، والصحة المهنية، والصحة البيئية، وسلامة الأغذية. كما تتمثل أبرز نتائج أولوية “التميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى” في تطوير نماذج ومسارات ومعايير رعاية محدثة وشاملة عبر النظام الصحي بأكمله، والتميز في الرعاية الأولية والمجتمعية والثانوية والتخصصية، ومن أبرز المبادرات الداعمة لهذه النتائج التحسين المستمر لخدمات الفئات السكانية، وجودة الرعاية، وبرنامج السياحة الصحية.
من أبرز نتائج أولوية “كفاءة النظام الصحي ومرونته”، التميز في البحث والتطوير والابتكار الصحي، والتأهب والاستجابة الفعالة للطوارئ، والقوى العاملة الماهرة والفعالة، بالإضافة إلى نظام صحي رقمي ذو كفاءة، واتخاذ القرارات المبنية على البيانات، وتطوير الحوكمة القوية والفعالة، والتمويل المستدام للرعاية الصحية، ومن أبرز المبادرات ضمن هذه الأولوية التعاون الشامل عبر جميع القطاعات، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحسين مهارات القوى العاملة، والذكاء الصحي التطبيقي، والأمن الطبي والاستثمار في صناعة التكنولوجيا الحيوية. كما تم تطوير خطة اتصال شاملة لدعم تنفيذ الاستراتيجية من خلال تعزيز الوعي لدى جميع المعنيين، والتواصل المستمر مع المرضى لتعزيز مشاركتهم الفعالة في رحلة الرعاية الصحية الخاصة بهم، وتحسين رضى المرضى في جميع مرافق الرعاية الصحية. وتراعي الاستراتيجية إعطاء الأولوية لتجربة المريض، واستمرارية مشروعات الاستراتيجية السابقة، ودعم أجندة التنوع الاقتصادي في دولة قطر.
وفي مؤتمر صحفي عقب تدشين الاستراتيجية تحدث كل من الدكتور صالح المري مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية والدكتورة مريم عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية والدكتور يوسف المسلماني نائب الرئيس الطبي للشؤون الإكلينيكية بمؤسسة حمد الطبية عن أهمية الاستراتيجية الجديدة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في تعزيز الرفاه الصحي للسكان في دولة قطر مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إشراك المريض في تصميم نظام صحي متطور يخدم حاجاته، مع التركيز على نموذج الرعاية المتكاملة وتميز الرعاية الأولية والمجتمعية والثانوية والتخصصية. وأكدوا أن الاستراتيجية تهدف أيضاً إلى النهوض بشكل أكبر بالنظام الصحي مع توسعة الخدمات وزيادة الخدمات التخصصية، مع التركيز على جعل دولة قطر من الوجهات السياحية العلاجية حيث سيتم إطلاق مبادرة هامة بهذا الشأن، إضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.