حمية حصوات الكلى
حمية حصوات الكلى
أفياء محمد المصري، كبيرة إختصاصيي التغذية في المستشفى الأهلي – قطر
تقوم الكلى بتصفية الدم لإزالة الأملاح المعدنية الزائدة والنفايات الأخرى القابلة للذوبان. تنتج الكلى أيضًا البول الذي يذيب هذه الفضلات ويخرجها عبر المسالك البولية. تتكون حصوات الكلى عندما يصبح البول مشبعًا بمعدن معين بحيث لا يمكن أن يذوب المزيد منه في البول. يشكل الجزء غير المذاب من المعدن بلورات تتجمع فيما بعد وتنمو لتصبح أحجارًا صلبة. عادة ما تتطور حصوات الكلى في الكلى، وكذلك يمكن أن تتكون في أي مكان في المسالك البولية. تُعرف هذه الحالة طبياً باسم “تحص بولي” أو “تحصي الكلية”.
عندما تكون حصوات الكلى صغيرة جدًا، فقد تمر من دون أن يلاحظها أحد مع البول. ومع ذلك، غالبًا ما تنمو بشكل كبير جدًا بحيث لا يمكنها المرور بسهولة عبر المسالك البولية، وبعض الحصوات لها حواف خشنة أو حادة. عندما تمر هذه الحصوات عبر المسالك البولية ، يمكن أن تكون مؤلمة للغاية. في بعض الحالات، لا يمكن أن تنتقل حصوات الكلى من تلقاء نفسها وقد يكون العلاج باستخدام معدات طبية متخصصة أو ما يستدعي التدخل الجراحي. بالنسبة لمعظم الناس، تكون حصوات الكلى مثل نباتات الهندباء في العشب، أي يمكن القضاء عليها ولكنها ستعود في سنة أخرى. لذلك يهدف جزء كبير من علاج هذه الحالة إلى منع تكرارها بتاتاً.
هناك أنواع مختلفة من حصوات الكلى. ونظرًا لاختلاف العلاج لكل منهما، من المهم أن يحدد الطبيب المحتوى المعدني للحجر وتحديد أي أسباب مرضية قد تكون ساهمت في تكوين الحصوات.
قد يكون العلاج الوقائي بالأدوية و / أو من خلال إحداث تغييرات في النظام الغذائي. تتكون حوالى 80٪ من حصوات الكلى من الكالسيوم ومعادن أخرى، وعادة ما تكون عبارة عن مزيج من الكالسيوم والأوكسالات. في بعض الحالات، تساعد التعديلات الغذائية على منع تكرار هذه الأنواع من الحصوات.
من الإعتبارات الخاصة التي يجب اخذها بعين الإعتبار:
1. زيادة تناول السوائل. هذا هو الإجراء الوقائي الأكثر أهمية لجميع المرضى الذين يصابون بحصوات الكلى، بحيث يعيق تكوين الحصوات عن طريق تخفيف البول. لذا يجب على المرضى شرب كمية كافية من السوائل لإنتاج ربع غالون أو أكثر من البول كل يوم. كمبدأ أساسي، ينصح بشرب 8-10 أونصة من السوائل (في المتوسط = 250 مل = 1 كوب) كل ساعة أثناء الإستيقاظ و8-10 أونصة مرة واحدة خلال الليل إذا استيقظ المريض لسبب ما. يجب أن يكون الماء بنسبة 50٪ على الأقل من إجمالي استهلاك السوائل. في المناخات الأكثر دفئًا وللأشخاص النيشطين بدنيًا، يوصى بتناول كمية أكبر من السوائل.
2. الكالسيوم: يتم امتصاص الكالسيوم من مصادر الغذاء أثناء الهضم في الأمعاء. يستخدم الجسم هذا المعدن في العديد من الوظائف المهمة. أي فائض تم امتصاصه يتم إفرازه أو تمريره عبر الكلى. يأتي الجزء الأكبر من الكالسيوم من النظام الغذائي مثل الحليب والأطعمة المصنوعة من كميات كبيرة من الحليب مثل الجبن والزبادي. عادة ما يتم امتصاص الكالسيوم في هذه الأطعمة بسهولة. تحتوي الأطعمة الأخرى، مثل الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، على كميات كبيرة من الكالسيوم.
ومع ذلك، فهي تحتوي أيضًا على مواد أخرى تمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم بسهولة. لذا، فإن كمية الكالسيوم المتوفرة في الخضار الورقية الخضراء أقل مما هي في الحليب. تحتوي أيضًا بعض مضادات الحموضة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية على الكالسيوم الذي قد يكون أو لا يكون في شكل يمكن للجسم امتصاصه. لذلك ننصح باستهلاك احتياجاتك اليومية من الكالسيوم من مصادره الغنية وهو ما يقرب من 2 كوب من الحليب أو الزبادي مع 60 جرام من الجبن أو 4 ملاعق كبيرة من اللبنة.
إذا أوصى الطبيب باتباع نظام غذائي يتم التحكم فيه بالكالسيوم، فإن الفكرة تكون في الحفاظ على تناول الكالسيوم ضمن نطاق ضيق، من غير زيادة أو نقصان، لأن الجسم يحتاج إلى كمية معينة للحفاظ على وظائفه المهمة. في هذا النظام الغذائي، يُنصح الرجال بالحد من تناول الكالسيوم إلى 800 مجم يوميًا. أما النساء قبل سن اليأس، فيجب عليهن الحد من الكالسيوم إلى 1000 مجم في اليوم؛ وبعد انقطاع الطمث، يجب أن تتناول المرأة 1200 مجم من الكالسيوم يوميًا.
3. يوجد حمض الأكساليك أو
الأوكسالات في الغالب في الأطعمة من مصدر نباتي. يتحد الكالسيوم مع الأكسالات في الأمعاء وهذا يقلل من قدرة الجسم على إمتصاص الكالسيوم. وفي بعض الأحيان تتكوّن حصوات أكسالات أو أكسالات الكالسيوم بسبب عدم وجود الكالسيوم الكافي في الأمعاء. ثم يذهب الكثير من الأوكسالات إلى الكلى ليتم إفرازها.
المصطلح الطبي لزيادة تراكم الأوكسالات في البول هو فرط أوكسالات البول. في حالات معينة من حصوات الأكسالات أو أكسالات الكالسيوم، قد يوصي الطبيب بتقليل تناول الأوكسالات مع زيادة طفيفة في الكالسيوم وينصح بعدم تناول هؤلاء المرضى أكثر من 50 مجم من الأوكسالات يوميًا في النظام الغذائي. للقيام بذلك، يجب تقليل الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية أو معتدلة من الأوكسالات أو تجنبها في النظام الغذائي.
على الرغم من وجود العديد من الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الأوكسالات ، فقد ثبت أن ثمانية أطعمة مسؤولة عن رفع مستويات أكسالات البول. هم الراوند والسبانخ والفراولة والشوكولا ونخالة القمح والمكسّرات والبنجر والشاي.
4. السكر والصوديوم والبروتين الحيواني: لقد وجد أن الإفراط في تناول هذه المواد قد يؤدي أيضًا إلى تفاقم تطور حصوات أكسالات الكالسيوم. توجد بعض السكريات بشكل طبيعي في الأطعمة وهذا ليس مصدر قلق. ومع ذلك، فقد يستفيد الأشخاص الذينيصابون بحصوات الكلى من تجنب الأطعمة المعلبة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة، ومن تقليل السكريات المضافة في تحضير الطعام والمشروبات.
يبدو أن تقليل الصوديوم في النظام الغذائي يقلّل من كمية الكالسيوم التي تُفرز في البول. وبالتالي، قد يستفيد الأشخاص الذين تظهر عليهم حصوات تحتوي على الكالسيوم من الحفاظ على استهلاك الصوديوم بين 2300 و 3500 مجم يوميًا.
يؤثر النظام الغذائي الغني بالبروتين الحيواني على معادن معينة في البول والتي قد تعزز تكوين حصوات الكلى. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يميلون إلى الإصابة بحصوات الكلى تجنب تناول كمية من البروتينات أكثر مما يحتاجها الجسم كل يوم. يمكن للطبيب أو اختصاصي التغذية المرخص أن يحدد كمية البروتين الواجب تناولها بشكل يومي للمرضى.
5. الألياف غير القابلة للذوبان: هناك نوعان من الألياف: الألياف القابلة للذوبان (تذوب في الماء) وغير القابلة للذوبان. كلاهما يوفر وظائف مهمة في الجسم ، لكن الألياف غير قابلة للذوبان (توجد في القمح والجاودار والشعير والأرز) قد تساعد في تقليل الكالسيوم في البول.
فهي تتّحد مع الكالسيوم في الأمعاء ويخرج الكالسيوم مع البراز بدلاً من الكليتين. تعمل الألياف غير القابلة للذوبان أيضًا على تسريع حركة المواد عبر الأمعاء ، وبالتالي سيكون هناك وقت أقل لامتصاص الكالسيوم.
6. فيتامين سي: قد يحول جسمك الكمية الزائدة من فيتامين سي إلى أوكسالات. لذلك تجنب الجرعات العالية من مكملات فيتامين سي (أكثر من 2000 مجم من فيتامين سي يوميًا).