اللقاح طوق النجاة
اللقاح طوق النجاة
د. علي المبروك أبوقرين، عضو اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب
التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد هو المنقذ من الكوفيد-19 اللعين الذي كان سبب في وفاة الملايين على مستوى العالم ودمر اقتصاديات الكثير من الدول والمجتمعات.
وحيث ان كل ما ازداد عدد المطعمين ازداد الامل في العودة للحياة الطبيعية
وتؤكد كل الدراسات العلمية ان الاشخاص غير الملقحين اكثر عرضة للاعراض الشديدة والدخول للمستشفيات وغرف العناية الفائقة واكثر عرضة للحاجة للتنفس الصناعي والوفيات
والدول التي استطاعت ان تحقق النسب العالية من التمنيع لشعوبها بداءت تعود للحياة الطبيعية وتتعافى اقتصادياً لانها استطاعت توفير اللقاحات وبالكميات المطلوبة مبكرا وكانت لها القدرة اللوجستية لعمليات التلقيح والاعداد الكافية والمدربة من الكوادر الطبية والتمريضية والعاملين الاداريين وفنيين الحلقات الباردة وتخزين وتداول اللقاحات بمختلف أنواعها وأستطاعت تنفيذ برامج تلاقيح مكثفة حققت بها النتائج المرجوة…
ولكن للاسف الدول التي لا تتوفر لديها الكميات الكافية من اللقاحات وتعاني من النقص في الاستعدادت المطلوبة من العاملين المدربين والفنيين المتخصصين ومراكز التطعيم المجهزة والآمنة من حيث التخزين والتداول السليم ومع انتشار الشائعات المشككة في التطعيمات وكفأتها وفعاليتها وآمانها او التخوف من الاعراض الجانبية التي تروج لها الشائعات مثل الامراض الخطيرة والتجلط والعقم والوفاة وغيرها من الشائعات المغرضة التي تطال بعض دول المنشاء لبعض اللقاحات ..
او ان المصابين بالعدوى وتعافوا لا حاجة لهم للقاح او ان النسبة الاكبر يستطيعوا مقاومة الجائحة دون الحاجة للتلقيح ..
في الوقت الذي تؤكد فيه بشكل يومي منظمة الصحة العالمية وهئيات الرقابة على الادوية والاغذية الاوربية والامريكية والدول المصنعة وخبراء الصحة وعلماء الاوبئة والفيروسات على مستوى العالم بأن كل اللقاحات آمنة وفعالة وليس لها مضاعفات شديدة وتدحض كل الشائعات المتداولة في بعض البلدان وجميعها يحضى بموافقات دولية واقليمية ولُقح بها مليارات من الناس واستطاعت العودة للحياة الطبيعية الدول والشعوب التي كان لها حظ تمنيع وتلقيح النسبة الاعلى من الفئات المستهدفة ويؤكد الجميع انه لا منقذ حتى الان من خطر الجائحة الا التلقيح.
فعلى وزارات الصحة والاجهزة التابعة لهم المنوطة ببرامج التلاقيح ان تبذل جهدا اكبر في نشر الوعي ودحض الشائعات والاجابة على التساؤلات والمخاوف التي تتبادر في أوساط المجتمعات ومنها ماذكر وتوفير الكميات والاليات التي بموجبها يستطيع المواطنين الحصول على الجرعات في أوقاتها والازمنة المحددة بين الجرعات وفق برتوكولات علمية معززة بموافقات اللجان العلمية المحلية المتخصصة ومنظمة الصحة العالمية على الاقل ..
ويجب تسخير كل القطاعات الحكومية من وزارات وهئيات ومحافظات وبلديات ومحليات والهلال والصليب الاحمر والكشافة والمجتمع المدني وجميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي لتكثيف الجهود التوعوية والقيام بحملات التطعيم المكثفة والوصول للناس في اماكن تواجدهم واتاحة المعلومات العلمية الصحيحة المعززة بالادلة ليطمئن المجتمع للقاحات وانواعها وفعاليتها وآمانها وكفأتها مع ضرورة توفير الكميات الكافية من اللقاحات أسوة بدول العالم التي استطاعت ان تدير هذه الازمة بمقدرة وكفاءة عالية وتتجاوز المحنة التي طالت سكان الارض ومنها بعض الدول العربية التي حققت نموذج يحتذى به عالميا في مجابهة الجائحة والحفاظ على التوازن الصحي والاقتصادي وعادت في بعضها النشاطات الاقتصادية والحياتية لمعدلاتها الطبيعية وكذلك بعض الدول العربية استطاعت ان توطن صناعات بعض اللقاحات التي نرجوا ان تتوسع في ذلك وتحدوا باقي الدول التي لها امكانيات التصنيع لتحقيق الاكتفاء الذاتي من التلاقيح وبعد مرور سنتين كاملتين من ظهور فيروس كورونا المستجد نرجوا ان يتم دعم الاستثمار في مراكز البحوث العلمية لمكافحة الاوبئة والتوسع في الدراسات السريرية للأدوية والتلاقيح المضادة للفيروسات والعمل على اصلاح وتطوير النظم الصحية ووضع السياسات الصحية القادرة على مجابهة الجوائح ببرامج وبرتوكولات علمية تدعم تعزيز الصحة وتقوية نظم الرعاية الصحية الاولية وصحة المجتمع وصحة البيئة والصحة المدرسية وتعزيز مستويات الخدمات العلاجية التانوية والثلاثية واعادة التأهيل وخدمات الرعاية الصحية المنزلية وتطوير منظومات الاسعاف والطوارئ وسرعة الاستجابة مع التركيز على التنمية البشرية الصحية بالتدريب والتعليم المستمر وكل هذا يتطلب ضرورة تطبيق معايير جودة الخدمات الصحية بما يحقق سهولة وسرعة الوصول للخدمات الصحية وآمانها وكفأتها وسلامتها وما يحقق رضى المستفيدين (المرضى وذويهم ) ومقدمي الخدمات الصحية ( العاملين الصحيين ) الذين يجب ضمان توفير الحماية الكاملة لهم والحصول على كافة الحقوق والامتيازات المعنوية والمادية .
على كل الدول العربية ضرورة التعجيل في تمنيع النسبة الاعلى من المجتمع وخصوصا الشرائح العمرية المستهدفة وفق المتطلبات الدولية وإعطائهم اللقاحات لتفادي الاقفال والتعرض لموجات جديدة من الجائحة وتحورات الفيروس الذي قد يفاقم من صعوبة التعامل مع الجائحة وأثارها السلبية على صحة المجتمعات واقتصاد البلدان وتأخر التعليم مما يشكل خطر مباشر على الاجيال في مراحل التعلم.
وضرورة اعتماد سياسات صارمة للتقليل من العزوف عن التلقيح ومما يستوجب الاتساع في المسوحات ونشر المعلومات الصحيحة للاوضاع الوبائية وإتاحتها للمجتمع مع ضرورة التشديد على الالتزام بالاحتياطات الاحترازية في وقت الحاجة لها ولنا في تجارب الدول العبره.
اللقاح طوق النجاة
بلداننا العربية غنية بامكانياتها وشعوبنا واعية ومثقفة وتستحق أن تكون في صفوف الدول القادرة
ونحن قادرون
حفظنا الله من الوباء والبلاء
د.علي ابوقرين
عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية
عضو اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب