التجمعات الجماهيرية والحماية من العدوى… مونديال قطر مثالًا
التجمعات الجماهيرية والحماية من العدوى… مونديال قطر مثالًا
فرضت جائحة كورونا أو كوفيد– 19 نمطاً خاصاً من التعامل البشري خصوصاً في التجمعات الشعبية المكتظة. وقد طور العالم مجموعة من أدوات تقييم مخاطر كوفيد– 19 ومتحوراتها، المخصصة للتجمعات الجماهيرية العامة، وكذلك للتجمعات الجماهيرية الخاصة بالرياضات والتجمعات الدينية. توفر أدوات تقييم المخاطر هذه طريقة سهلة الاستخدام للسلطات الصحية والمنظمين لفهم مستوى المخاطر التي قد يحملها التجمع الجماهيري في زيادة انتشار العدوى على اختلاف تنوعاتها، سواء داخل البلد أو على مستوى العالم. وقد تبيّن أن هذه المعالجات أعطت نتائج لافتة في الحماية الشخصية.
يصف التدريب النهج القائم على المخاطر الذي توصي به منظمة الصحة العالمية لمساعدة السلطات الصحية ومنظمي الأحداث في تخطيطهم للتجمعات الجماهيرية وسط الحذر من العدوى والإصابات خصوصًا ما تبقّى من تأثير لجائحةCOVID-19. وللتعرف على التدابير الاحترازية التي يمكن تطبيقها على الحدث المخطط له للتخفيف من هذه المخاطر، يمكن العثور على جميع الأدوات المذكورة على موقع منظمة الصحة العالمية. ويتم عالميا تنظيم دورات تدريبية منها ما يجري التعاون بشأن تطويره مع مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي.
تعاون مثمر لصحة أفضل
مثال على هذه المبادرات التي تتم في إطار شراكة عالمية للنهوض بالصحة، ما قامت به دولة قطر استعدادا للحدث العالمي الكبير فيفا قطر 2022™، حيث اتفق كبار القادة في منظمة الصحة العالمية ودولة قطر وفيفا على مجموعة من التدابير التي ستنفذ خلال بطولة كأس العالم المقامة هذا العام من أجل حماية الصحة والتشجيع عليها، واستخلاص الدروس من هذه البطولة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والعالم العربي، للاستفادة منها في تنظيم أحداث رياضية كبرى في المستقبل.
وكان قادة المنظمة ووزارة الصحة العامة القطرية وفيفا واللجنة العليا للمشاريع والإرث قد عقدوا في نيسان / إبريل الماضي أول اجتماع للجنة التوجيهية لشراكة بطولة كأس العالم الصحية لعام 2022، للتباحث في خلق إرث للرياضة والصحة.
وتلتزم هذه الشراكة التي أطلقت في أواخر العام 2021 بما يلي:
- حماية صحة جميع المشاركين في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022: تعاونت فيفا والمنظمة وقطر لضمان أن تكون بطولة كأس العالم لهذا العام، حدثًا صحيًّا ومأمونًا بدءًا من تنفيذ التدابير الاحترازية للوقاية من انتشار كوفيد– 19، إلى تقديم خيارات
- غذائية صحية.
- اتخاذ بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 منصةً للترويج لأنماط العيش الصحية: ستلهم البطولة ملايين الأشخاص في العالم لزيادة الإقبال على لعب كرة القدم وممارسة الأنشطة الرياضية، بما في ذلك إطلاق حملة لإذكاء الوعي بفوائد النشاط البدني على الصحة. وقد وقعت دولة قطر أيضا مع المنظمة على شراكة مدتها ثلاث سنوات من أجل تحسين إتاحة الرعاية الصحية والترويج لأنماط العيش الصحية في جميع أنحاء البلد.
- وضع مخطط لحماية الصحة وتعزيزها في التجمعات الحاشدة في المستقبل: تتيح بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 فرصة فريدة لإعداد نهج جديد خاص بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى مع مراعاة الدروس المستخلصة من الجائحة وتعزيز الرياضة والصحة باعتبارهما سبيلا للتعافي.
وقالت معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة القطرية ورئيسة اجتماع اللجنة التوجيهية “هدفنا العام ليس عقد حدث رياضي ناجح فحسب، بل أيضا إظهار كيف يمكن لكرة القدم والرياضة عموما أن يكونا عاملين مساهمين في ضمان صحة أوفر لجميع الأفراد. ولهذا السبب نعمل عن كثب مع منظمة الصحة العالمية وفيفا واللجنة العليا للمشاريع والإرث”.
التوسّع في التدريب والتوجيه
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن كأس العالم 2022 الذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم في قطر، حيث رحب القرار باستضافة الدوحة لهذه المناسبة. وحمل القرار عنوان “الرياضة من أجل التنمية والسلام: بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي.”
وقد شارك في إعداد مشروع القرار 13 دولة من بينها قطر، الأردن، تونس، الكويت، لبنان، المغرب، المملكة العربية السعودية. ورحب القرار بالبعد الفريد الذي يكتسبه كأس العالم 2022 في قطر، “وهي المرة الأولى التي يُنظم فيها كأس العالم في الشرق الأوسط.”
وأكدت الجمعية العامة في قرارها أن الرياضة عامل مهم في التنمية المستدامة، واعترفت بالمساهمة المتعاظمة التي تضطلع بها الرياضة في تحقيق التنمية والسلام، بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين النساء والفتيات والشباب والأفراد والمجتمعات المحلية، وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة البدنية والعقلية والتعليم والاندماج الاجتماعي.
الأمثلة على أهمية دور الرياضة في تحسين الصحة والرابط الجدلي بينهما، كثيرة وبالغة الدلالات. ولذلك تعمل المنظمات العالمية والمحلية على إقامة دورات لتعليم من يرغب كيفية تنظيم فعاليات رياضية آمنة من جهة، وتوجيه المشاركين إلى ممارسات صحية وكيفية تجنّب الإصابات وانتشار العدوى من جهة ثانية.
تشتمل التدريبات على الاستعداد للصحة العامة لأحداث التجمعات الجماهيرية. والغرض من هذا التدريب هو دعم الدول المضيفة في تقديم أحداث آمنة وناجحة، كجزء من دعم منظمة الصحة العالمية المستمر للبلدان في تعزيز قدرات اللوائح الصحية الدولية للوقاية والكشف والاستجابة لأحداث الصحة العامة في سياق استضافة التجمعات الجماهيرية.
ولتنظيم هذه التدريبات واستثمارها في شكل واضح، يُطَلب التسجيل في منصة التعلم والأمن الصحي لمنظمة الصحة العالمية للوصول إلى مثل هذه الدورات. ستوفر الدورة التدريبية عبر الإنترنت لمحة عامة عن الخطوات والاعتبارات الرئيسية التي سيتعين على الدولة المضيفة اتخاذها عند التخطيط لاستضافة تجمع جماهيري.
وتهدف المشاريع العاملة على استعداد الصحة العامة لفعاليات التجمعات الجماهيرية إلى دعم الدول المضيفة في تقديم حدث آمن وناجح، كجزء من دعم منظمة الصحة العالمية المستمر للبلدان في تعزيز قدرات اللوائح الصحية الدولية للوقاية من أحداث الصحة العامة واكتشافها والاستجابة لها في سياق استضافة أحداث التجمعات الجماهيرية، بالتعاون مع المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية.