الأدوية الخضراء
الأدوية الخضراء
علاج المرضى… والكوكب
معروف أن لمعظم الأدوية تأثيراً سلبيّاً على البيئة المائية والبرية بعد استخدامها من قبل المرضى ورميها عبر الفضلات في مياه الصرف الصحي أو في النفايات الطبية والمنزلية. لذلك لا بد من اتِّباع نهج أكثر أماناً لتحديد المعايير البيئية الهامة وتلبيتها، الأمر الذي سيساعد على تقليل تأثير المخلّفات الطبية على البيئة. وقد معظم المختبرات والمنظمات المعنية بالتأكيد على جدوى تضمين المعايير الخضراء الخاصّة بالمكوِّنات الصيدلانية، من خلال تصميم العناصر الدوائية الفعالة في عملية اكتشاف الأدوية وتطويرها إلتزاماً بالمقاييس والأدوات اللازمة لإنجاز ذلك. ودعت إلى استخدام نهج المنتجات الدوائية الخضراء المتكامل لتسريع المناقشات حول الابتكارات المستقبلية في اكتشاف الأدوية وتطويرها. فهناك أكثر من 4000 مكون نشط يتم توزيعها في جميع أنحاء العالم، وينتهي بها الأمر إلى ترك بصماتها على التربة والمياه والهواء.. وصحة الكوكب!
تُشكِّل التأثيرات الدوائية المضرّة بالبيئة مصدر قلق متزايداً لكلٍّ من عامة الناس والمشرِّعين والمهتمين بتوفير حياة أكثر أماناً، في جميع أنحاء العالم. وينبع هذا القلق من الاستخدام الواسع النطاق لأدوية ذات التأثيرات المضرّة، ولو غير المقصودة، على الحياة البرية المكشوفة وتلويث مصادر مياه الشرب، وغيرها من الآثار البيئية.
الدواء والبيئة والمستقبل
للتقليل من الآثار الضارّة من دون المساس بجودة الدواء وفعاليته على المرضى، تم تصميم العديد من البرامج واعتماد الكثير من الخطط حفاظاً على البيئة في ما يُعرَف بالأدوية الخضراء. وبرز في هذا الإطار، استخدام مفهوم “GREENER” في اكتشاف الأدوية وتطويرها لتقليل التأثيرات البيئية لمركّبات API ومكونات الأدوية الأخرى بعد استخدامها من قبل المرضى. ويُقترَح تطبيق هذا المفهوم مع الإقرار بأن صحة المريض لها أهمية قصوى. وهو يتضمن معايير مثل تقليل الضرر عن طريق تجنُّب التأثيرات غير المستهدفة أو الأجزاء غير المرغوب بها، وخفض الإنبعاثات وتحسين قابلية التحلّل البيئي، وعدم وجود مواد سامّة ثابتة أو متراكمة بيولوجيًا. ويُعتبَر مفهوم “جرينر” أداة لتعزيز النظر في خصائص الدواء المتعلّقة بالمخاطر البيئية في الاكتشاف المبكر للأدوية، حيث يتم فحص أعداد كبيرة من الجزيئات.
ويرى الخبراء أنه سواء في المراحل المُبكرة لاكتشاف الأدوية وتطويرها، أو في المراحل اللاحقة، هناك حاجة إلى طرق أكثر واقعية لتقييم المصير البيئي وعلم السموم. ويجدر بعلماء البيئة وخبراء اكتشاف الأدوية وتطويرها العمل معًا لمناقشة جدوى تطوير المكونات الصيدلانية الفعّالة ذات التأثير المنخفض على البيئة والتعاون في تطوير أدوات تصميم الأدوية وتقييمها، اللازمة للقيام بذلك.
فمنذ سبعينات القرن العشرين، اكتشف العلماء وجود أدوية في النظم البيئية المائية: مثل المضادات الحيوية، والمسكنات، والأدوية المضادة للالتهابات، ومضادات الهيستامين، وهرمون الاستروجين المانع للحمل، والكلوفيبرات لعلاج الكولسترول، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، على سبيل المثال لا الحصر. وهي بعض الأدوية الموصوفة في المراكز الصحية والمستشفيات لعلاج المشاكل الصحية للمرضى، وفي كثير من الحالات ينتهي بها الأمر إلى الإضرار بصحة الكوكب.
فقد أصبح التلوث الدوائي منتشرًا للغاية حيث تم اكتشاف ما يصل إلى 631 مكونًا نشطًا في 71 دولة. علاوة على ذلك، إذا تم حساب انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن صناعة الأدوية، فسيتبيّن أنها خامس أكثر الصناعات تلويثًا في العالم.
وبات ثابتاً لدى العديد من الإخصائيين أن الملوثات الناشئة عن صناعة الأدوية تمثل 25% من البصمة الكربونية المتولّدة من قطاع الرعاية الصحية. ووفقًا لدراسة أجراها الباحث الإسباني جوركا أوريف من جامعة إقليم الباسك ويوناكس ليرتكسوندي من الخدمة الصحية في أوساكيديتزا-باسك ونُشرت في مجلة Science of The Total Environment، تم في العام 2020 وحده، توزيع 4.5 تريليونات جرعة من الأدوية، باستثناء تلك المستخدمة في الممارسة البيطرية.
أما الباحثان في جامعة ماكماستر في كندا لطفي بلخير وأحمد المليجي فاتفقا على القول “إن ندرة الأدبيات التي راجعها النظراء حول انبعاثات الأدوية قد تقودك إلى الإعتقاد بأنها صناعة خضراء نسبيًا. غير أن الأبحاث التي أجرتها جامعة ماكماستر كشفت أن شركات الأدوية الرائدة في العالم تساهم في التلوّث البيئي ذي الآثار المضرّة بالكوكب، وهي بدأت منذ فترة العمل الجدي على تحسين أدائها وخفض نسبة الملوثات التي تتضمّنها منتجاتها، أو تلك الناتجة عن عملية التصنيع بذاتها”.
ومع ذلك، فإن “استدامة مصانع الإنتاج هي قضية ذات أولوية بالنسبة للمجتمع ولمديري القطاع”، كما أوضحت شركة Farmaindustria في تقريرها عن التنفيذ الصناعي لقطاع الأدوية في إسبانيا. ويقول أنجيل لويس رودريغيز دي لا كويردا، الأمين العام للجمعية الإسبانية للأدوية الجنيسية (AESEG): “لدينا مرافق تستخدم تقنيات متقدمة للغاية ومتخصّصة للغاية، والتي تتضمن أيضًا استراتيجيات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات لتحقيق تأثير إيجابي للغاية”.
خطوات على طريق الإستدامة
لكن كيف يحصل هذا التأثير وماذا يفعل العالم لتحقيق التحوّل من أجل الإستدامة؟
تشمل الممارسات الحديث تقليل تأثير مخلفات الأدوية والمؤثرات الناتجة عن صناعتها على البيئة، عن طريق تجنُّب التأثيرات غير المستهدفة أو الأجزاء غير المرغوب فيها، وتقليل التعرّض عن طريق تقليل الإنبعاثات أو التحلّل البيئي (الحيوي)، وعدم وجود مواد PBT (الثابتة والمتراكمة بيولوجيًا والسامة)، وتخفيف المخاطر. ومع كل هذه المعايير، فإن صحة المريض لها أهمية قصوى حيث يجب أن تبقى الأدوية آمنة وفعالة لعلاج الأمراض.
فصناعة الأدوية تعمل عموماً على تحسين استخدامها للطاقة من خلال زيادة كفاءة الطاقة واستخدام الطاقات المتجددة وتوليد الطاقة الخاصة بها. في الوقت الحاضر، ما يقرب من 70% من إجمالي الطاقة المستخدمة في مصانع الأدوية تأتي من مصادر متجددة. كما تعمل على تقليل توليد النفايات قدر الإمكان، إنطلاقاً من مبدأ “أن أفضل أنواع النفايات هو الذي لا وجود له”.
وبحسب الدراسات هناك 7 طرق بارزة مستدامة للتخفيف من البصمة البيئية لصناعة الأدوية وضمان حيويتها الدائمة، وهي:
1) السعي إلى عالم أكثر صحة واستدامة، حيث تتجه الصناعات الدوائية وتطوير الأدوية بشكل متزايد إلى الكيمياء الخضراء. يعمل هذا النهج المبتكر على إعادة تشكيل كيفية إنشاء الأدوية الأساسية، مما يوفر العديد من الفوائد التي تتماشى مع مبادرات الاستدامة. والكيمياء الخضراء، في جوهرها، هي فلسفة تحويلية تدعم الكفاءة والسلامة والوعي البيئي لتقليل النفايات بشكل كبير، والحد من استهلاك الطاقة، وتقليل استخدام المواد الكيميائية الخطرة من خلال تسخير إمكانات التفاعلات والعمليات الكيميائية الأكثر أمانًا واستدامة. ومن خلال الكيمياء الخضراء، تستطيع شركات الأدوية إعطاء الأولوية لطرق التصنيع الصديقة للبيئة، والاستفادة من الموارد المتجددة، والحد بشكل كبير من إنتاج المخلّفات الثانوية الضارة. ومن خلال دمج هذه المبادئ، تعمل شركات الأدوية العملاقة على إعادة كتابة قواعد تصنيع الأدوية، والحد من آثار الكربون، وإحداث تأثير واضح على البيئة.
2) من الأمور المركزية في مفهوم تقليل النفايات، هو تحسين عمليات الإنتاج. ويستلزم ذلك تقليل توليد المنتجات الثانوية الخطرة وتقليل المواد الرديفة غير المستخدمة، مما يساهم في نهاية المطاف في بيئة أنظف وأكثر أمانًا. غالبًا ما تؤدي هذه المنتجات الثانوية والمواد المتبقية إلى إحداث دمار في النظم البيئية وتساهم في التلوث. وتقدِّر الأبحاث أنه مع كل 5.5 كلغ من الأدوية المصنّعة، يتم إنتاج حوالى 550 كلغ من النفايات. ومن خلال تبنّي استراتيجيات تقليل النفايات وإعادة تقييم كيفية إدارة الأدوية غير المستخدمة، يمكن للمؤسسات أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل أكثر صحّةً للإنسانية والكوكب.
3) برامج التبرّع بالأدوية وإعادة استخدامها، والتي يشار إليها باسم مستودعات الأدوية، بدأت تظهر كحلول قابلة للتطبيق. ولا تقتصر هذه المبادرات على تخفيف الهدر فحسب، بل تمد يد العون أيضًا إلى المحتاجين، من خلال جمع الأدوية الموصوفة طبيّاً وغير المستخدمة، أو غير المستخدمة كلّياً، وإعادة توزيعها. وتضمن هذه البرامج عدم إهدار الأدوية النادرة أو الثمينة في حين يتاح للسكان المحرومين الوصول إلى العلاجات الحيوية. ومن خلال تبني استراتيجيات تقليل النفايات وإعادة تقييم كيفية إدارة الأدوية غير المستخدمة، يمكن للمؤسسات أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل أكثر صحّة للإنسانية والكوكب. ففي العام الماضي مثلاً، تمّت إعادة تدوير 67.8% من مواد التعبئة والتغليف الدوائية التي تم جمعها.
4) يعد الاستثمار في التقنيات والممارسات الموفِّرة للطاقة أمرًا ضروريًا لتقليل البصمة الكربونية لصناعة الأدوية. ففي الولايات المتحدة وحدها يستهلك قطاع الأدوية ما يقرب من مليار دولار من الطاقة سنويًا، مما يؤثر على جودة المنتج وربحيته. وعليه، تقوم شركات الأدوية الكبرى بخفض تكاليف الإنتاج مع الحفاظ على معايير الجودة لمعالجة استهلاك الطاقة. فكفاءة الطاقة تعد أمرًا محوريًا في تعزيز الإستدامة في مجال تطوير الأدوية. ومن خلال عمليات البحث والتصنيع والتوزيع المعقّدة، تستطيع هذه الصناعات أن تقلِّل إلى حد كبير من تأثيرها البيئي عبر تبنّي ممارسات كفاءة استخدام الطاقة. ويشمل ذلك تحسين عمليات التصنيع، ودمج التقنيات الخضراء، واعتماد مصادر الطاقة المتجددة. ويظهر تحسين كفاءة استخدام الطاقة كاستراتيجية عليا، مما يؤدي إلى تعزيز كفاءة العمليات، وزيادة جودة المنتج، وزيادة الإنتاجية والربحية.
ولتحقيق الاستدامة البيئية والجدوى الاقتصادية، يقوم مديرو مصانع الأدوية باستكشاف حلول متقدمة لإدارة الطاقة، بما في ذلك أنواع الوقود البديلة، وتدابير الاستجابة للطلب، وتحسينات الموثوقية، وطرق التوليد في الموقع. فعلى سبيل المثال، جسدت شركة فايزر التزامها بالاستدامة من خلال بناء منشأة بحث وتطوير ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة في تشيسترفيلد بولاية ميسوري، في عام 2019.
وفي عام 2021، أعلنت شركة Vesper Energy أن شركة Pfizer دخلت في اتفاقية شراء طاقة افتراضية مدتها 15 عامًا مقابل ما لا يقل عن 310 ميجاوات من الطاقة الشمسية. وستفي هذه الاتفاقية بكفاءة بجميع متطلبات الطاقة المتوقعة لعمليات شركة Pfizer في أميركا الشمالية. وتضع شركة نوفارتيس معايير محددة للاستدامة البيئية لمورديها، من خلال الشراكة مع أولئك الذين يظهرون ممارسات مسؤولة في مجال التوريد للتخفيف من آثارهم البيئية.
5) الترويج للمواد الخام والمكونات المستدامة في تصنيع الأدوية، يُعَد خطوة حاسمة نحو مسؤولية بيئية أكبر. وهذا ينطوي على الحصول بشكل مسؤول على المركّبات الطبيعية والبحث عن بدائل للموارد غير المتجددة. ومن خلال تبني هذه الممارسات، يمكن للشركات أن تقلل بشكل كبير من تأثيرها البيئي مع المساهمة في التوازن البيئي على المدى الطويل.
6) عملية التعبئة والتغليف الخضراء، التي يمكن لها أن تحسِّن الإستدامة في الصناعات الدوائية وتطوير الأدوية، من خلال اعتماد حلول التعبئة والتغليف المستدامة. فاستخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، أو للتحلّل، أو لإعادة الإستخدام، يمكن أن يقلل بشكل كبير من التأثير البيئي لتغليف الأدوية. يضمن التغليف المستدام أيضًا الحفاظ على سلامة المنتجات الصيدلانية، والحفاظ على فعاليتها وسلامتها مع تقليل الحاجة إلى التغليف المفرط. كما يمكن للمواد الحيوية والقابلة للتحلل أن تحل محل العبوات البلاستيكية التقليدية ذات الاستخدام الواحد، مما يقلل من كمية النفايات المتولّدة وآثارها الضارّة على النظم البيئية. وفي الوقت نفسه، يمكن للمواد خفيفة الوزن والقابلة لإعادة التدوير أن تقلّل من انبعاثات النقل واستهلاك الطاقة أثناء التوزيع. فصناعة الأدوية وحدها مسؤولة عن 300 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، 50% منها مخصّصة لأغراض الاستخدام الفردي.
7) التعاون وتبادل المعلومات بين شركات الأدوية والباحثين والهيئات التنظيمية، والذي يعد أمرًا أساسيًا لتحقيق الإستدامة على مستوى الصنّاعة. ويخلق هذا النهج التعاوني ثقافة التحسين المستمر، مما يسرِّع من اعتماد الممارسات الصديقة للبيئة. علاوة على ذلك، يساعد هذا الجهد الجماعي في تحديد المخاطر البيئية المحتملة وتعزيز أفضل الممارسات للحد من التأثير البيئي المرتبط بتطوير الأدوية وتصنيعها.
صحّة الإنسان… والكوكب
رسمَ تقرير لانسيت لعام 2019 صورة قاتمة لمستقبل الرعاية الصحية. وقد توقّع زيادة صافية محتملة في حالات وفيات البالغين بسبب تغيّر المناخ قدرها 529 ألف حالة وفاة سنويًا بحلول العام 2050. من هنا جاء الإدراك لأهمية المبادرة والإسراع في التحوّل إلى المنتجات الدوائية الصديقة للبيئة. فصناعة الأدوية وحدها وصلت إلى أن تكون مسؤولة عمّا يقرب من 52 ميجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئة سنويًا، والتي تصدر فقط من عملياتها المباشرة. ومع ذلك، فإن هذا الحساب لا يلحظ تغطية الإنبعاثات الإضافية غير المباشرة المرتبطة بالطاقة الناشئة عن تعقيدات سلسلة التوريد الخاصة بها، من نقل الأدوية الحيوية إلى متطلبات الطاقة لمرافق التوزيع للإضاءة والتبريد وغيرها. من هنا بدأ التركيز على خفض هذه المؤثرات لأن الهدف، إلى جانب صحة المريض، هو أيضاً صحة الكوكب، التي تنعكس بدورها سلباً على صحة الإنسان. وتبشِّر الكيمياء الخضراء أيضًا بعصر جديد من المنتجات الصيدلانية الأكثر أمانًا لصحة الإنسان والقابلة للتحلّل الحيوي، مما يخفف من المخاوف بشأن التلوث البيئي المستمر. فتبنِّي مبادئ الكيمياء الخضراء يتماشى بسلاسة مع المسؤولية الاجتماعية للشركات، ويمهِّد الطريق لأهداف الإستدامة طويلة المدى، ويرفع المكانة الأخلاقية والبيئية لصناعة الأدوية.
وفي هذا السياق، يكشف تقرير صدر عام 2022 أن حلول التغليف المستدامة تشكّل الآن 25% من سوق تغليف الأدوية الأساسي، مما يعكس اتجاهًا متزايدًا بين شركات الأدوية الكبرى في السعي بنشاط لابتكارات التعبئة والتغليف المستدامة لتقليل تأثيرها البيئي بشكل كبير.
يُضاف إلى ذلك، أن تنفيذ برامج مسؤولية المنتج الموسعة (EPR) يمكن أن يُحدِث ثورة في الإستدامة في مجال المستحضرات الصيدلانية. فبرامج مسؤولية المنتج الموسعة EPR تشجع الشركات على تحمُّل المسؤولية الكاملة عن دورة حياة منتجاتها، بدءًا من الإنتاج وحتى إدارة النفايات بعد الاستهلاك. ويمكن رؤية التطبيق الواقعي لـ EPR في مبادرات البرامج الصيدلانية في الاتحاد الأوروبي. وتدفع هذه البرامج الشركات إلى تصميم أدوية وتعبئة صديقة للبيئة، والاستثمار في التصنيع المستدام، وتطوير أنظمة إعادة التدوير والتخلّص الفعالة، كما تحفيز الابتكار والممارسات الواعية بيئيًا، وتعزيز ثقافة أكثر خضرة داخل الصناعة.
هذه المفاهيم الجديدة في صناعة الدواء واستخداماته السليمة، وهذه النقلة النوعية على طريق الإستدامة، بدأت تصنع بدايات الفرق المطلوب. وأهميتها في أنها تحمي الإنسان إلى جانب الكوكب، وهو الهدف الأساسي لهذه الصناعة. وبحسب الخبير الدوائي والناشط البيئي هامبرتو أرنيس: “لقد جعلت حالة الطوارئ الكوكبية السكان يُدركون بشكل متزايد أن البشر لا يمكن أن يتمتعوا بصحة جيدة على كوكب مريض”.