نسيب نصر
”توسّع جغرافي وتطور تقني لخدمة القطاع الصحي في لبنان“
نسيب نصر، مدير شبكة مستشفيات أوتيل ديو دو فرانس – جامعة القديس يوسف
يُعد مستشفى أوتيل ديو دو فرانس صرحًا طبيًا عريقًا ومرجعًا أساسيًا في القطاع الصحي في لبنان، حيث يواصل مسيرته المتميزة بتقديم أحدث التطورات وتحقيق إنجازات نوعية في سبيل خدمة المرضى وتعزيز الرعاية الصحية.
على الرغم من الصعوبات التي واجهها لبنان، استطاع المستشفى أن يتعافى ويوسّع نطاق خدماته من خلال إنشاء شبكة من المستشفيات تغطي مختلف المناطق اللبنانية. تهدف هذه الخطوة إلى تسهيل وصول أكبر شريحة من اللبنانيين إلى الخدمات الطبية من دون الحاجة إلى التنقل إلى المبنى الرئيسي للمستشفى. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام المستشفى مؤخرًا بتحديث أجهزته الطبية وتجديدها لتتوافق مع أحدث المعايير العالمية.
وفي خطوة رائدة أخرى، استقطب المستشفى أحدث جيل من الروبوتات الجراحية وأنشأ مركزًا تدريبيًا متخصصًا في الجراحة الروبوتية داخل كلية الطب بجامعة القديس يوسف، ليصبح بذلك أول مركز من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. مجلة “المستشفى العربي” زارت المستشفى واجرت حواراً مع مدير شبكة مستشفيات أوتيل ديو دو فرانس – جامعة القديس يوسف نسيب نصر، أضاء خلالها على أهم الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية مع الإضاءة على الخطط الاستراتيجية والتوسعية التي يسعى المستشفى الى تحقيقها في المستقبل.
عمد المستشفى خلال السنوات القليلة الماضية الى انشاء شبكة مستشفيات. ما هي تلك المستشفيات؟ وما هي المناطق التي تغطيها؟ كيف يتم اختيارها؟
في الواقع، لقد نجحنا في إنشاء أول وأكبر شبكة مستشفيات في لبنان. بدأنا بمستشفى سانت شارل في الفياضية ومستشفى المونسنيور قرطباوي في أدما. لاحقًا، انضمت مستشفيات أخرى واجهت ظروفًا مماثلة: مستشفى تل شيحا في زحلة، وهو أكبر مستشفيات المنطقة ويحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا، ومستشفى زغرتا في منطقة الشمال، ومستشفى القبيات التابع لراهبات الأنطونيات. وبهذا، نكون قد غطينا جزءًا كبيرًا من المناطق اللبنانية: البقاع، وبيروت، وجبل لبنان، والشمال.
لن نتوقف عن هذا التوجه. هذا الموضوع مهم جدًا بالنسبة لنا، ففي النهاية، تضع جامعة القديس يوسف ومستشفى أوتيل ديو الشأن الوطني والاجتماعي في مقدمة أولوياتهما، ولا تتوقفان عند حدود الأزمات التي عصفت بلبنان.
السبب في هذا الانتقاء يعود إلى الأوضاع المالية الصعبة التي مرّت بها تلك المستشفيات، ونتيجة لمعرفتنا الوثيقة بها، كانت عملية التواصل سلسة.
إننا مستمرون في هذا التوجه خلال العام الحالي، حيث نولي اهتمامًا خاصًا بمنطقتي المتن والجنوب ونسعى لضم مستشفيات جديدة فيهما؛ مع الإشارة إلى وجود اتفاقية تعاون مع مستشفى جزين الحكومي، ولكنها لا تعتبر جزءًا رسميًا من الشبكة، بل هي عبارة عن اتفاقية تعاون ودعم فني وتقني نقدمه للمساهمة في خدمة منطقة جزين في الجنوب.
ما هي الآليات المتبعة لضمان جودة الرعاية في جميع المستشفيات التابعة للشبكة؟
في ما يتعلق بالخدمات الطبية، فهي موحّدة في جميع مستشفيات الشبكة. أما بالنسبة للمباني والتجهيزات، فقد بدأنا بالفعل العمل على خطة شاملة لتحسينها، وهذا الأمر سيستغرق بعض الوقت. نعمل بشكل تدريجي على تطبيق خبراتنا ومعرفتنا في مختلف المجالات على مستشفيات الشبكة. يشمل ذلك التصميم الهندسي، والمباني، والتجهيزات الطبية، وأساليب التمريض، والإجراءات التشغيلية، ومعايير الجودة الشاملة. ونسعى كذلك لنقل هذه الخبرات خطوة بخطوة.
من المهم أن نذكر أن هذه المستشفيات كانت تواجه تحديات كبيرة عندما انتقلت إلينا، لذا فإن رفع مستواها ليواكب تطلعاتنا يتطلب بعض الوقت والجهد. إن ما نطمح إليه هو تطوير مستشفيات تلتزم بمعايير جودة “أوتيل ديو” الأساسية من حيث المضمون، وإن اختلفت في بعض الجوانب الأخرى. هذه هي رؤيتنا الاستراتيجية على المدى المنظور.
ونتوقع أن يشهد وضع هذه المستشفيات الست تحسنًا ملحوظًا خلال عام أو عامين على مستوى الإدارة، والعاملين، والتدريب، والتجهيزات، والمباني، والإجراءات، حيث نعمل على ملاءمتها مع احتياجات كل مستشفى.
نحن في طور إعادة تنظيم هذه المستشفيات لتكون تابعة لنا بشكل يسمح بالاستقلالية المحلية مع الحفاظ على معايير الجودة المركزية لمستشفى أوتيل ديو.
ما هي الخطط المستقبلية لتطوير وتوسيع شبكة HDF-USJ؟
في العام 2025، نعتزم إضافة مستشفيات جديدة إلى شبكتنا. بالإضافة إلى شبكة المستشفيات، نسعى إلى تحقيق أمور أخرى مهمة حيث قمنا بإنشاء بطاقة تأمين صحي خاصة بنا، واستثمرنا في أسطول سيارات إسعاف لنقل المرضى بكفاءة، وأطلقنا كذلك خدمة الرعاية الصحية المنزلية لتوفير الدعم الطبي خارج إطار المستشفى.
وفي هذا العام، بدأنا مشروعًا هامًا بإنشاء مركز طبي في أنطلياس، على المدخل الشمالي لبيروت، منذ بضعة أشهر. هذا المركز ليس مستشفى بالمعنى الكامل، بل يضم عيادات ومختبرًا، وهو خطوة تهدف إلى تقليل حاجة المرضى من الانتقال إلى المستشفى لإجراء فحص ما أو المتابعة مع الطبيب. يوفر المركز أيضًا خدمات التصوير الطبي المتوسطة.
وفي المستقبل القريب، سنضم مركز الدامور الطبي، الواقع على المدخل الجنوبي لبيروت، والذي سيتبع أيضًا لأوتيل ديو. في هذه المراكز، نسعى إلى إنشاء مجموعة خدمات منفصلة عن شبكة المستشفيات، تركز على المرضى الخارجيين.
بحيث يحصلون على خدمات مماثلة لتلك المقدمة في مختبرات أوتيل ديو وبالإجراءات نفسها.
هدفنا هو الاقتراب من الناس وتلبية احتياجاتهم في مناطقهم، وتوصيل الخدمة إليهم من دون الحاجة إلى قدومهم إلى المستشفى. ونأمل أن يكون عام 2025 مختلفًا عن السنوات الماضية التي شهدت العديد من الأزمات والمشاكل التي أثرت على لبنان.
ما هي أهم التطورات التي شهدها المستشفى على صعيد الخدمات الطبية والتجهيزات والبنية التحتية؟
على صعيد الخدمات الطبية والتجهيزات والبنية التحتية، شهد المستشفى تطورات هامة وملحوظة. فقد قمنا بعملية شاملة لتحديث وتجديد الأجهزة الطبية وتقنيات التصوير الطبي؛ شمل ذلك استبدال الأجهزة القديمة بأخرى حديثة ومتطورة تتماشى مع أحدث المعايير الطبية العالمية. كما تم تحديث بعض الأجهزة القائمة لرفع كفاءتها وتحسين أدائها.
هذه الخطوة تهدف إلى توفير تشخيصات أكثر دقة وعلاجات أكثر فعالية للمرضى.
بالإضافة إلى التجهيزات الطبية، عملنا على تطوير البنية التحتية للمستشفى وتحديثها لتوفير بيئة مريحة وآمنة للمرضى والموظفين على حد سواء. يمكن القول إن المستشفى شهد تحولًا شاملًا على صعيد الخدمات الطبية والتجهيزات والبنية التحتية، بهدف توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية للمرضى في لبنان.
أعلن مستشفى أوتيل ديو دو فرانس (HDF) وجامعة القديس يوسف (USJ) مؤخراً توقيع اتفاق تاريخي لإدخال أول وأحدث نظام روبوت جراحي فيرسيوس (Versius) من كامبريدج ميديكال روبوتيكس (CMR) في لبنان. كيف يعكس إدخال هذا النظام التزام المستشفى بالتميز في الرعاية الصحية؟
في الواقع، أدركنا أنه حان الوقت لتعزيز قدراتنا الجراحية في مستشفى أوتيل ديو من خلال تبني هذه التقنية المتطورة. فقمنا بالاستحواذ على نظام “فيرسيوس” (Versius) من كامبريدج ميديكال روبوتيكس (CMR)، الذي يُعد من أحدث الحلول الروبوتية في عالم الجراحة.
لم يقتصر الأمر على شراء جهاز واحد، بل قمنا بشراء جهاز ثانٍ مخصص لأغراض التعليم والتدريب. ففي خطوة موازية، قمنا بتأسيس مركز تدريبي متخصص في الجراحة الروبوتية داخل كلية الطب بجامعة القديس يوسف، وذلك بالتعاون بين أوتيل ديو وكوادرنا الطبية. سيكون هذا المركز الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لتأهيل الأطباء على استخدام هذه التقنية المتقدمة.
تُعد هذه المبادرة ربما أكثر أهمية من مجرد امتلاك الروبوت في حد ذاته، حيث كانت تتطلب سابقًا سفر الأطباء إلى الخارج لتلقي هذا التدريب المتخصص. أما الآن، فقد أصبح بإمكانهم اكتساب هذه المهارات داخل لبنان.
يمتلك أطباؤنا وجرّاحونا بالفعل الخبرة والكفاءة اللازمة لتشغيل هذا النظام الروبوتي وقد خضعوا لدورات تدريبية مكثفة في مراكز متخصصة في الخارج، وأصبحوا مؤهلين تمامًا لاستخدامه في العمليات الجراحية.
ما هي الخصائص الرئيسية التي يتمتع بها نظام فيرسيوس والتي تميزه عن أنظمة الروبوتات الجراحية الأخرى؟
يتمتع نظام فيرسيوس بمجموعة من الخصائص الهامة التي تجعله متفوقًا ومتميزًا عن أنظمة الروبوتات الجراحية الأخرى، حيث يتميز بوجود أربعة أذرع آلية تتمتع بمرونة حركة فائقة.
هذه الأذرع قادرة على الدوران والانحناء بزوايا واسعة تحاكي حركة يد الإنسان الطبيعية، ما يمنح الجرّاح قدرة أكبر على المناورة والوصول إلى مناطق تشريحية معقدة بدقة عالية. هذه المرونة تُعد تطورًا هامًا مقارنة بأنظمة أخرى قد تكون حركتها أكثر تقييدًا.
كما يتميز بتصميم مدمج وأصغر حجمًا مقارنة ببعض أنظمة الروبوتات الجراحية الأخرى.
هذا الحجم الأصغر يوفر مساحة أكبر في غرفة العمليات، ما يسهل حركة الفريق الطبي ويحسّن بيئة العمل بشكل عام. يمثل نظام فيرسيوس جيلًا جديدًا من الروبوتات الجراحية، وقد تم تطويره ليشمل تحسينات وتحديثات في مختلف جوانب الأداء والتقنية. تشمل هذه التحسينات دقة أعلى في الحركة، واستجابة أسرع للأوامر، وقدرات تصوير محسنة، وأدوات جراحية أكثر تطورًا.
ما هي الأقسام الطبية التي ستستفيد من استخدام هذا الروبوت الجراحي؟
هناك ثلاثة أقسام رئيسية ستستفيد من إمكانيات هذا الروبوت المتطور:
- قسم جراحة المسالك البولية: خضع جميع أعضاء الفريق العامل في هذا القسم للتدريب اللازم، وبدأت بالفعل إجراء العمليات الجراحية باستخدام الروبوت.
- قسم الجراحة العامة: عاد للتو فريق العمل في هذا القسم من الخارج بعد إتمام برنامج التدريب المطلوب، ومن المتوقع أن يبدأ أولى عملياته الجراحية باستخدام الروبوت قريبًا جدًا.
- قسم الأورام النسائية والجراحة النسائية والطب النسائي: الفريق الطبي على وشك إنهاء فترة التدريب اللازمة للبدء بالعمل على الروبوت.
لقد قمنا بإرسال فرق طبية إلى الخارج لتلقي التدريب المتخصص اللازم، وذلك تمهيدًا لأن نصبح مركز تدريب معتمدًا بذاته. بهذا، نكون قد شملنا جميع الأقسام التي ستستفيد من العمليات الجراحية بمساعدة الروبوت، وخلال شهرين من الآن، ستكون جميع هذه الأقسام جاهزة تمامًا للعمل به.
كيف ترون مدى تأثير هذه الخطوة على جودة الرعاية المقدمة للمرضى؟ وما مدى اهمية هذه الخطوة؟
مما لا شك فيه أن إدخال الروبوت يمثل نقلة نوعية هائلة في عالم الجراحة. هذا التطور يعود بالنفع أولاً وقبل كل شيء على المريض، وهو هدفنا الأسمى، حيث يتيح له الخروج من المستشفى في فترة أقصر، والتعافي بشكل أسرع، مع جروح أقل، والكثير من المزايا الأخرى. كما أنه يفيد الجراح بشكل كبير. بالتوازي مع ذلك، فإن تقليل مدة إقامة المريض يُفسح المجال لاستقبال حالات جديدة، ويُسرّع من ديناميكية العمل داخل المستشفى، ويرتقي بمستوى جودة الرعاية التمريضية. كما يُساهم في التطور المهني والعلمي لأطبائنا. والهدف الأهم بالنسبة لنا في النهاية هو أن نصل إلى قمة التطور الجراحي والطبي العالمي من خلال تحقيق التميز في مجال استخدام الروبوت. لطالما حافظ مستشفى أوتيل ديو على مستوى يضاهي المعايير الدولية، ورغم التحديات التي واجهناها، فقد تمكنا من العودة إلى المسار الصحيح.
ما هي الآليات التي يتبعها المستشفى لمواكبة أحدث المستجدات في عالم الطب والتكنولوجيا الطبية؟
لمواكبة التطورات الحديثة في المجال الطبي، نركز على ثلاثة جوانب رئيسية:
- أولاً، التجهيزات الطبية: لقد قمنا مؤخرًا بتحديث شامل لجميع الأجهزة الطبية وتقنيات التصوير. شمل ذلك تجديد بعض الأجهزة واستبدال البعض الآخر بأجهزة أحدث وأكثر تطورًا، مع التأكيد على أن جميع تجهيزاتنا تتميز بجودة عالية ومستوى تقني متقدم.
- ثانيًا، الأبحاث العلمية والطبية: نظرًا لكوننا مستشفى جامعي، فإننا نولي هذا المجال أهمية قصوى وأساسية، وهناك نظام تقييم خاص لكل طبيب بناءً على مشاركته في الأبحاث.
- ثالثًا، تطوير نظام متكامل للرعاية الصحية: نعمل حاليًا على إنشاء نظام متكامل للرعاية الصحية خاص بمستشفى أوتيل ديو دو فرانس ضمن شبكة مستشفياتنا. يشمل هذا النظام جميع التفاصيل المتعلقة برحلة المريض، بدءًا من تواجده في منزله وصولًا إلى دخوله المستشفى والتأمين الصحي الخاص به وغير ذلك. نحن المؤسسة الوحيدة في لبنان التي لديها هذا النظام الشامل، ونسعى الآن إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع إدارات وأقسام المستشفى، وسيكون هذا على رأس أولوياتنا خلال العام القادم.
وأود الإشارة هنا إلى أننا نخضع لمعايير الاعتماد الدولية بحكم ارتباطنا بجامعة القديس يوسف، ونحمل كذلك شهادة الاعتماد اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، نحن معتمدون من قبل الهيئة العليا للصحة الفرنسية، ما يُخضعنا لمتابعة سنوية وتقارير فصلية منتظمة. داخليًا، لدينا نظام إدارة طبية يراقب الجودة بشكل دائم ومستمر.
كيف ترون دور المستشفى في خدمة المجتمع المحلي والمساهمة في تطوير القطاع الصحي في لبنان؟
لا يُخفى على أحد أهمية البعد الإجتماعي لعملنا ومدى أهميته، فعلى الرغم من الأزمات التي عصفت بلبنان، ظل مستشفى أوتيل ديو تحت ملكية جامعة القديس يوسف، وهي مؤسسة تابعة للآباء اليسوعيين الذين لطالما تمحورت رسالتهم على خدمة المجتمع على مدى 150 عامًا، بغض النظر عن الخلفيات الدينية. وعلى هذا الأساس، فقد أنشأنا مكتبًا اجتماعيًا داخل المستشفى لاستقبال طلبات المساعدة من جميع الأشخاص بغض النظر عن وضعهم أو طائفتهم. أي مريض يتقدم بملفه يتم دراسة حالته بعناية، ولم يسبق لنا رفض أي طلب. يتم توزيع الموارد المالية المتاحة بعدالة على الجميع، سواء من ميزانية مستشفى أوتيل ديو الخاصة أو من تبرعات ومساهمات كنا نتلقاها، والآن نقوم بتنظيم عشاء سنوي لجمع التبرعات، كما ننفذ خدمات اجتماعية في مناطق محددة.
في العام 2023، بلغت قيمة المساعدات المقدمة للمرضى داخل أوتيل ديو مليوني و800 ألف دولار. وفي العام 2024، ارتفعت قيمة المساعدات المتنوعة إلى ثلاثة ملايين دولار، والتي تشمل خصومات على الفواتير ودعمًا مباشرًا وغير ذلك..
هل من كلمة في الختام؟
لقد كانت السنوات الماضية عصيبة للغاية في لبنان؛ فقد توالت الأزمات من حروب وثورات وجائحة عالمية وتقلبات اقتصادية حادة، وجد المستشفى نفسه في قلب العاصفة، مسؤولًا عن رعاية 1800 موظفًا والتعامل مع أعقد الحالات المرضية.
لكن، وبفضل تضافر الجهود والروح الجماعية العالية، استطاع هذا الصرح الطبي أن يثبت صلابته وقدرته على تجاوز المحن. لم تكن الإرادة الفردية وحدها كافية، بل كان العمل بروح الفريق الواحد، والتكاتف بين الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية، هو السبيل في مواجهة هذه التحديات الجسام. فكل فرد في هذا الكيان الكبير، من أصغر عامل إلى أكبر مسؤول، ساهم بجهده وإخلاصه في الحفاظ على سير العمل وتقديم الرعاية اللازمة للمرضى.