د. محمد مبروكه
أحدث تقنيات التشخيص والعلاج لأمراض البروستات وضمان جودة حياة الرجل
د. محمد مبروكه، الإستشاري في جراحة المسالك البولية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

يقدم مركز كليمنصو الطبي في بيروت أحدث التطورات التكنولوجية في تشخيص وعلاج أمراض البروستات لدعم صحة الرجل. يعتمد المركز على وسائل تشخيص متقدمة مثل التصوير الدقيق باستخدام أحدث جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي والخزعة الموجهة بالدمج (Fusion Targeted Biopsy) لضمان تحديد الورم بدقة متناهية. وفي علاج سرطان البروستات، يستخدم المركز نظام جراحة الروبوت (da Vinci Xi) الأحدث عالمياً لضمان الاستئصال الكامل للسرطان، مع التركيز بشكل أساسي على استمرارية التحكم البولي والوظيفة الجنسية للمريض. عن صحة الرجل وأمراض غدة البروستات، يحدثنا الدكتور محمد مبروكه، استشاري في جراحة المسالك البولية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، وهو حاصل على تدريب متقدم في مؤسسات طبية رائدة في فرنسا والمملكة المتحدة منها مستشفيات جامعة أوكسفورد، مع سجّل حافل من الإنجازات الأكاديمية والسريرية.
ما هي الأهمية القصوى للكشف المبكر عن أمراض البروستات في سياق تعزيز صحة الرجل؟ وما هي المخاطر الناتجة عن تأخير التشخيص؟
في إطار تعزيز صحة الرجل الشاملة، تكمن الأهمية القصوى للكشف المبكر عن أمراض البروستات في إتاحة الفرصة للتدخل المبكر والعلاج الفعّال قبل تفاقم الحالة. للأسف، يسود بين الرجال في مجتمعاتنا إهمال واضح لصحتهم، وهذا يعود لعوامل اجتماعية وثقافية متعددة؛ الخطورة الحقيقية لهذا الإهمال تكمن في تأخير التشخيص وتأجيل زيارة الطبيب حتى ظهور الأعراض الشديدة.لذا، من الضروري جداً التوعية المستمرة بضرورة إجراء الفحوصات الدورية للبروستات، مثل فحص الدم PSA والفحص السريري، لضمان اكتشاف أي مشكلة في مراحلها الأولية، وحماية جودة حياة الرجل.
نود الإضاءة على أبرز أمراض غدة البروستات وأهمية التشخيص المبكر في الحد من تفاقم الحالة.
تنقسم مشكلات البروستات إلى ثلاثة أنواع. النوع الأول هو التهاب البروستات، والذي يمكن أن يصيب الشباب وكبار السن على حد سواء، ولا يقتصر على الكبار. قد تكون أسباب هذا الالتهاب جرثومية أو غير جرثومية. الأهم هو التشخيص الدقيق والعلاج المبكر لمنع تحوّل الالتهاب من حاد إلى مزمن، حيث يصبح علاجه صعباً. لذا، ننصح بشدة الرجال الذين تظهر لديهم أعراض التهابات بولية أو أعراض التهاب البروستات بمراجعة طبيب مختص فوراً لتفادي تفاقم الحالة. التهاب البروستات بحد ذاته لا يتحول إلى سرطان، لكن قد يؤدي إلى مضاعفات مثل تكوّن خرّاج في الغدة، أو تكرار الالتهابات عدة مرات في العام إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
عادةً، لا يشعر الشخص السليم بوجود مشكلة في البروستات، وتبدأ الأعراض في الظهور عند بدء المشكلة. تشمل هذه الأعراض الشعور بالألم أو الحرقان أثناء التبوّل، وغيرها. تكمن خطورة إهمال علاج التهاب البروستات في احتمالية تطور الحالة إلى تسمم في الدم، أو تكرار الالتهابات، أو تحوّلها إلى حالة مزمنة يصعب التعامل معها.
النوع الثاني هو تضخم البروستات الحميد. وهنا، من الضروري عدم الخلط بين هذه الحالة وسرطان البروستات. على عكس السرطان الذي لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متقدمة، يسبب التضخم الحميد أعراضاً بولية واضحة. يُعد هذا التضخم أمراً طبيعياً مع التقدم في العمر، حيث تبدأ غدة البروستات في الازدياد حجماً عادةً بعد سن الخمسين، وتختلف شدة الحالة من شخص لآخر. تشمل الأعراض الرئيسية:
- ضعف في تدفق البول.
- تكرار التبول نهاراً وليلاً (أي الاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول، وعدد هذه المرات يحدد مدى حدة الحالة).
- تقطع أو تردد في تدفق البول.
- وجود دم في البول، وهو مؤشر يستدعي مراجعة الطبيب فوراً، إذ قد يكون السبب بسيطاً أو خطيراً.
لا يتم علاج التضخم بحد ذاته، بل يبدأ العلاج عند ظهور الأعراض. فبعض الرجال لديهم تضخم من دون أعراض، بينما يسبب التضخم للبعض الآخر انسداداً في مجرى البول، وتظهر الأعراض كنتيجة لهذا الانسداد. يتم التشخيص من خلال زيارة الطبيب وإجراء الفحص السريري، التصوير بالموجات فوق الصوتية ( (Ultra soundبالإضافة إلى فحص جريان البول (Uroflowmetry Test). أما العلاج فيكون إما عن طريق الأدوية أو الجراحة، وتختلف التقنيات الجراحية المتاحة بشكل كبير وفقاً للحالة، وتشمل الجراحة التقليدية (التجريف TURP )، أو الجراحة بالليزر، أو البخار (Rezum) بالإضافة إلى Urolift, Bipolar & Laser enucleation حيث يتميز قسم المسالك البولية في مركز كليمنصو الطبي بخبرة واسعة في استخدام أحدث التقنيات الطبية المتقدمة لعلاج تضخم البروستات ويوفر المركز العديد من الخيارات المتقدمة قليلة التوغل (Minimal Invasive)، فيتم العلاج عبر قنوات البول من الداخل من دون الحاجة لجرح خارجي. يتعافى المريض بسرعة، حيث يعود إلى حياته الطبيعية وتتحسن الأعراض بشكل تدريجي. خلال أيام أو أسابيع قليلة.
ماذا عن سرطان البروستات ومخاطره؟ الى أي مدى يسهم الكشف المبكر في الوصول الى العلاج التام؟
هنا نصل الى النوع الثالث من أمراض البروستات وهو سرطان البروستات وهو من الامراض الشائعة حيث يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الجلد عالمياً، ويُشخَّص به واحد من كل ثمانية رجال خلال حياتهم. وتزداد احتمالية الإصابة به عادةً بعد سن الخمسين، أو بعد سن 45 إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض. نسبة الشفاء من سرطان البروستات عالية جداً في حال التشخيص المبكر، ويتم ذلك من خلال فحص دم بسيط يُسمى (PSA) إلى جانب الفحص السريري لدى الطبيب المختص. فقد أحدثت التكنولوجيا ثورة في التشخيص والتصوير الطبي والعلاج، ما جعل التشخيص أدق والعلاج أسهل وأكثر دقة، وبالتالي تحسنت النتائج بشكل ملحوظ.
ما هي أهم وسائل التشخيص وأكثرها تطوراً لسرطان البروستات والمتوفرة في مركز كليمنصو الطبي في بيروت؟
يعتمد مركز كليمنصو الطبي على أحدث التقنيات لضمان التشخيص الدقيق والمبكر لسرطان البروستات. وتشمل أهم وسائل التشخيص المتطورة المتوفرة في المركز ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدم: يتم الاعتماد بشكل كامل على التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد المعايير (multi-parametric MRI) لتحديد أماكن الاشتباه في البروستات بدقة عالية، حيث يتوفر في المركز أحدث الأجهزة مثل جهاز 3 TESLA، الذي يقوم بتوجيه الطبيب لتحديد المناطق المحتملة للإصابة.
- الخزعة الموجهة بالدمج (fusion targeted biopsy): تعد هذه التقنية الأكثر تطوراً للخزعة، حيث تدمج صورة الرنين المغناطيسي مع الصورة الصوتية بشكل مباشر لضمان دقة الاستهداف. هذه التقنية متاحة في المركز عبر أجهزة متخصصة ومتقدمة مثل (Koelis (Trinity، ما يمكّن من أخذ خزعات محددة وموجهة بدقة من الأماكن المشتبه بها، وهو ما يقلل من عدد الخزعات اللازمة والمضاعفات المحتملة.
بعض أنواع السرطان ذات الدرجة المنخفضة (low grade cancers) لا تحتاج إلى علاج فوري بعد الخزعة، بل تكتفي بالمتابعة النشطة. حالات أخرى تتطلب علاجاً جراحياً أو إشعاعياً، إلى جانب العلاج الهرموني أحياناً. أما الجراحة تعني الاستئصال الكامل للبروستات (Radical Prostatectomy). في حالات سرطان البروستات المتقدم والمنتشر إلى العظام، فإن الجراحة لا تنفع، ويتم التركيز على إدارة الحالة ومعالجة العوارض والحد من انتشار سرطان البروستات باستخدام العلاج الكيميائي، المناعي أو غيرها من الخيارات.
ما هي جراحة الروبوت باستخدام نظام دافنشي XI ؟ وما هي الأهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها في علاج سرطان البروستات؟
تُعد جراحة الروبوت (Robotic Surgery) التقنية الأهم والأحدث في علاج سرطان البروستات، خاصة في المراكز المتخصصة. وكما هو معروف، يمتلك مركز كليمنصو الطبي في بيروت أحدث نظام “دافنشي” وهو (da Vinci Xi)، ويتمتع جرّاحو المسالك البولية في المركز بالخبرة والكفاءة العالية في استخدام هذا الجهاز. الهدف الأساسي من هذه الجراحة هو ضمان أقل تدخل جراحي ممكن، ما يساهم في تعافٍ أسرع للمريض، وتقليل فقدان الدم أثناء العملية. والأهم من ذلك، تهدف هذه الجراحة الدقيقة إلى الحفاظ قدر الإمكان على جودة حياة الرجل، وتحديداً الحفاظ على وظيفته الجنسية والتحكم البولي.
يمكن ترتيب أهداف جراحة الروبوت (Radical prostatectomy) وفقاً للأولوية كما يلي:
- الهدف الأوّل والأهم استئصال السرطان بالكامل والسيطرة عليه لضمان الشفاء التام.
- الهدف الثاني الحفاظ على الوظيفة البولية من خلال المحافظة على التحكم البولي ومنع حدوث سلس البول (Urinary Incontinence) الذي قد يتبع العملية الجراحية.
- الهدف الثالث الحفاظ على الوظيفة الجنسية من خلال المحافظة على القدرة على الانتصاب (Erectile Function).
يتيح نظام دافنشي تكبيراً ثلاثي الأبعاد ورؤية واضحة للأعصاب والأنسجة المحيطة، ما يمكّن الجرّاح من إجراء عملية استئصال جذري للبروستات مع الحفاظ على حُزم الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب بقدر المستطاع، وهو ما يُعرف بـ (Nerve Sparing Technique). تُعتبر هذه التقنية الجراحية المحدودة التوغل (Minimally Invasive Surgery) الخيار الأمثل لتعزيز نتائج علاج سرطان البروستات والمساهمة في الحفاظ على جودة الحياة بعد الشفاء، ما يدعم بشكل مباشر مفهوم صحة الرجل الشاملة.



