مقابلات

د. اسماء ابراهيم المناعي

بمناسبة أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية

المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة – أبوظبي

د. اسماء ابراهيم المناعي

إمارة أبوظبي تبرز كلاعب أساسي في إعادة تشكيل المشهد الصحي عالمياً

يمثّل أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية منصّة رائدة وأولى من نوعها في تعزيز الشراكة بين القطاعات وتقديم الرؤى التي تشكل خارطة طريق لرسم مستقبل العمل المشترك. د. اسماء ابراهيم المناعي، المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة – أبوظبي، تحدّثت عن أهمية أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية والهدف من إقامته.  وفي ما يلي نص الحوار.

ما هو الهدف الأساسي للنسخة الأولى من أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024؟

ينعقد أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية استجابة للحاجة الملّحة والمتزايدة لوجود منصّة عالمية شاملة مخصّصة لمواجهة تحديات الرعاية الصحية العالمية، وحريصة على تسريع مستقبل قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة، ولمواجهة استباقية للتحديات المستقبلية للقطاع الصحي.

لقد أطلقت إمارة أبوظبي هذه المبادرة مستندة إلى سجلها الحافل بالتميّز والنظرة المستقبلية الثاقبة والخدمات الصحية المتقدمة والمدعومة بالبيانات، لكي يكون هذا الحدث فرصة لشراكة خلّاقة عبر الحدود، تهدف إلى تمكين قادة العالم من التعاون لإنجاز رؤية مشتركة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا لقطاع الصحة العالمي. ومن خلال المناقشات والعمل المشترك وتبادل المعلومات على نحو مفتوح وشامل خلال هذا الحدث، فإننا نهدف إلى تسريع التعاون وتعزيز الابتكار المسؤول وتشجيع الاستثمار، لإيجاد حلول للتحديات المستقبلية المُلحّة في الصحة. 

ومع ازدياد الحاجة لتوجيه البوصلة نحو الانتقال من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة وتحقيق هذا التحوّل، تبرز إمارة أبوظبي كلاعب أساسي في إعادة تشكيل المشهد الصحي عالمياً، وهي تحتل مكانة عالمية تؤهلها لقيادة هذا التحوّل النوعي، وتتوفّر لذلك البيئة الضرورية والموارد الأساسية لترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس.

إنّ أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، وبانعقاده مع العالم ومن أجله، يُمثل منصّة رائدة وأولى من نوعها في تعزيز الشراكة بين القطاعات، وتقديم الرؤى التي تشكل خارطة طريق لرسم مستقبل العمل المشترك. ونحن إنما بذلك ندفع باتجاه تسريع مستقبل الرعاية الصحية، ولجعل تمتّع المجتمعات بالصحة والوصول إلى رعاية صحية بجودة عالية، أولوية عالمية، وبالتالي ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية للابتكار في الرعاية الصحية وعلوم الحياة.

ما الذي يجب أن يتوقعه الزوار من أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024؟

يشهد أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية حضور أكثر من 5,000 مشارك و1,000 مندوب عن وفد و200 متحدث و100 جهة عارضة من مختلف أنحاء العالم، سوف ينخرطون جميعهم في باقة واسعة من الجلسات الحوارية والمناقشات الحيّة، والخطابات الرئيسية، التي توفّر لقادة القطاع الصحي منصة قيّمة لتبادل الأفكار الحيوية وصياغة استراتيجيات قابلة للتنفيذ.

ومن خلال عناصره الثلاثة الرئيسية: منتدى قادة الرعاية الصحية، قمّة مستقبل الصحة، ومبادرة القادة الشباب، فإنّ أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية يهدف إلى إلهام وتمكين مجتمع الرعاية الصحية عالمياً لتعزيز التعاون والعمل المشترك. إنّ كل فعالية من هذه الفعاليات الفريدة، سوف توفّر بدورها مساهمات جديرة بتعزيز النتائج المتوقعة لهذا الحدث العالمي.

ويشكّل منتدى قادة الرعاية الصحية نقطة تحوّل مهمّة في نظرة المجتمعات لمفهوم جودة الحياة، ولمتابعة التحول من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة، وهو يجسّد كذلك اتساع دائرة الوعي بالمقوّمات الأساسية للتمتع بصحة جيدة، بعيدًا عن الأسلوب التقليدي القائم على علاج الأمراض بعد الإصابة بها، نحو التركيز الاستباقي على تعزيز الصحة الشاملة. كما سوف يوفّر المنتدى لقادة العالم فرصةً للتبادل المفتوح والشامل للخبرات، وإطاراً للتعاون المشترك، بهدف استكشاف قوّة التحول والاستثمار المستدام في الصحة، وإحداث ثورة في تقديم الرعاية الصحية. 

ويركّز المنتدى على أربع موضوعات رئيسية: تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والمساواة الصحية على مستوى العالم، ومقاربة تحدّي إنشاء نظام عالمي مبني على معايير ومبادئ أخلاقية متّفق عليها لبيئة رعاية صحية معولمة ومدعومة بالتكنولوجيا، ودراسة ابتكارات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية.

وبالتوازي، فإنّ قمة مستقبل الصحة، سوف توفّر مجموعة أوسع من جلسات الحوار المدعّمة بالبيانات والمعلومات، والمرتكزة إلى التكنولوجيا، تتناول موضوعات تتمحور حول كيفية تسريع مستقبل الرعاية الصحية، مع التركيز على خلق تأثيرٍ ملموس على صعيد الأفراد والمجتمعات، وعلى مستوى العالم ككل، ومقاربة التقاطع القائم بين الصحة الشخصية والطب الدقيق، والنتائج الواعدة المبنية على التركيب الجيني الفردي وبيانات أوميكس. وفي الوقت نفسه سوف تناقش القمة ثورة التكنولوجيا الحيوية التي تمثّل فرصةً لا مثيل لها في الوقاية من الأمراض وعلاجها على نطاق عالمي، ومعالجة قوة البيانات والذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، ونماذج الرعاية الجديدة المدعومة بالتكنولوجيا التي تحدث ثورة في تقديم الرعاية الصحية، ما يضمن إمكانية الوصول الجميع إليها، وكفاءة هذه النماذج وتركيزها على المريض. إنّ هذه النقاط الأساسية تمهّد الطريق لمستقبلٍ لا تكون فيه الرعاية الصحية استباقية ودقيقة فحسب، بل متاحة عالمياً وذات تأثير حقيقي.

كل هذه المسارات البارزة مجتمعةً سوف تحصل بحضور روّاد قطاع الرعاية الصحية من جميع أرجاء العالم، الذين سوف يجتمعون في أبوظبي مع تعهّدٍ بتوفير تجربة رائدة في تسريع تحويل مستقبل الرعاية الصحية وعلوم الحياة نحو عالم أكثر صحة.

ما الذي يميز أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية عن غيره من فعاليات الرعاية الصحية؟

يتميز أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية ليس بنهجه الهادف والمستقبلي وحسب، بل أيضاً بوصفه مصمماً لتحويل الأفكار إلى أفعال وإجراءات حقيقية. وانطلاقاً من تماشيه الكبير مع تطلعات منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي، فإن نتائج هذا الحدث الفريد سوف تحدّد الخطوات العملية لقيادة التحوّل في الرعاية الصحية العالمية، وفي مواجهة التحديات الصحية على المستويين الفردي والمجتمعي، بما يتجاوز أنظمة أو مناهج الرعاية الحالية. وزيادةً على ذلك، فإنّ هذا الجهد لا يجب أن يقتصر على حدث هذه السنة فقط؛ بل إننا بعد هذا العام نقوم بإنشاء منصّة متعددة “تعمل دائماً” في شراكة بلا حدود، لمواصلة النقاشات والإجراءات المشتركة، وهي ستوفر لقادة الرعاية الصحية وأصحاب الاختصاص والمبتكرين ورواد الأعمال فرصة للتواصل والمشاركة مع صانعي القرار على المستوى الاستراتيجي في مجال السياسات، لتسريع التعاون عبر العالم وإطلاق العنان للفرص المشتركة.

لماذا تعتبر أبوظبي الخيار الأمثل لاستضافة مثل هذا الحدث الرائد للرعاية الصحية؟

تمثّل الرعاية الصحية أولوية قصوى لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على الرعاية الصحية، خاصةً في البنية التحتية للرعاية الصحية، 30 مليار دولار بحلول عام 2027، وهو ما يمثّل 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2026، مع 700 مشروع رعاية صحية قيد التنفيذ. وتأتي الأبحاث الصحية على رأس أولوياتنا، حيث تنمو بمعدل أسرع بثلاث مرات من المتوسط العالمي، ويتم إجراء 80٪ من الأبحاث الصحية التي تنشرها الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع مؤسسات عالمية. ومن خلال تعزيز هذه العلاقات الإيجابية على مستوى العالم، اكتسبت أبوظبي دوراً محفّزاً ورائداً في رسم المسار المستقبلي لقطاع الرعاية الصحية بشكل استراتيجي، وفي تعزيز التعاون والتقدم التكنولوجي والاستدامة. 

لقد أصبحت أبوظبي بسرعة المركز الإقليمي الرائد للبحث والابتكار في الرعاية الصحية وعلوم الحياة، مع مجموعة واسعة من فرص الأبحاث سريعة النمو عبر مجالات العمل المختلفة، بما في ذلك البيانات الضخمة والطب الدقيق واكتشاف الأدوية والعلاجات المتقدمة والطب الحيوي وعلم الوراثة (EPI) وغيرها. وبفضل مجتمع أبوظبي المترابط، والتنوع السكاني، والاستثمارات المتواصلة في البنية التحتية للرعاية الصحية، تحتل الإمارة مكانة مثالية تؤهلها بشكل فريد لاستضافة هذه المبادرة التحويلية للرعاية الصحية، وجمع الخبراء والممثلين من أرجاء العالم ومن مختلف القطاعات معاً لقيادة التحول الأساسي في أولويات القطاع الصحي، والمساهمة في جعل الوصول إلى الرعاية الصحية المبتكرة عالية الجودة حقيقة واقعة للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى