مقابلات

الدكتور مروان الكعبي

من أبوظبي إلى العالم: معيار جديد للتميز الطبي

الدكتور مروان الكعبي، الرئيس التنفيذي لـمدينة الشيخ شخبوط الطبية

تُعد مدينة الشيخ شخبوط الطبية (SSMC) منشأة رائدة في مجال الرعاية الصحية بالمنطقة، حيث تضع معايير جديدة للتميز في تقديم الخدمات الطبية فائقة التخصص والابتكار. في ظل التطور المتسارع للتقنيات الطبية والتحول الاستراتيجي للمستشفى ضمنبيورهيلث، أكبر مجموعة رعاية صحية متكاملة في الشرق الأوسط، التقت مجلةالمستشفى العربيالدكتور مروان الكعبي، الرئيس التنفيذي لمدينة الشيخ شخبوط الطبية للحديث عن أبرز التقنيات التي يتم تبنيها، والاستراتيجية المتبعة في تطوير الكفاءات الوطنية، بالإضافة إلى رؤية المدينة في تعزيز مفهومالرعاية المتمحورة حول المريض”.

يُعرف عن مدينة الشيخ شخبوط الطبية ريادتها في تبني أحدث التقنيات. ما هي أبرز التقنيات التي تم إدخالها مؤخرًا، سواء في الجراحة أو التشخيص أو حتى في إدارة المستشفى، وكيف أثّرت على كفاءة العمل وسلامة المرضى؟

يُمثل الاندماج الاستراتيجي لمدينة الشيخ شخبوط الطبية ضمن مجموعةبيورهيلث، أكبر شبكة رعاية صحية في الشرق الأوسط، ركيزة أساسية تعزز من كفاءتنا التشغيلية؛ حيث نسعى من خلال هذه المظلة إلى تقديم أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية عبر استقطاب وتبني أحدث التقنيات العالمية وتسخيرها لخدمة المرضى. وانطلاقاً من هذا الالتزام بالابتكار، نعمل على رفع كفاءة الرعاية وسلامة المرضى عبر ثلاثة محاور رئيسية، يتصدرها التطور الهائل في مجال الجراحة والعمليات المعقدة. أولاً، في مجال الجراحة والعمليات المعقدة، نستخدم نظام الجراحة الروبوتية الذي يتيح إجراء العمليات بأقل قدر من التدخل الجراحي.

تضمن هذه التقنية دقة فائقة وتحكم لا مثيل له للجرّاح، مما يقلل بشكل جذري من حجم الشقوق الجراحية وفقدان الدم، وينتج عنه ألم أقل للمريض وفترة تعافٍ أقصر بكثير، وعودة أسرع إلى الحياة الطبيعية مقارنة بالجراحة التقليدية.

كما أن هذا المنهج يقلل من مخاطر المضاعفات والعدوى، وقد نجحنا في إنجاز أكثر من 1000 عملية جراحية بمساعدة الروبوت في تخصصات دقيقة مثل جراحة المسالك البولية والقولون والنساء.

ثانيًا، في مجال التشخيص والتطوير المستقبلي، كان لدمج الذكاء الاصطناعي دور محوري وجوهري أسهم في إحداث نقلة نوعية في دقة الإجراءات الطبية وسرعة اتخاذ القرارات السريرية، حيث مكّننا من الانتقال إلى نماذج رعاية أكثر استباقية ودقة. فعلى صعيد التشخيص المبكر، نستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لعدة حالات مثل تنظير القولون، والتي تساعد على تحديد الأورام الحميدة التي قد يصعب اكتشافها بالعين المجردة، مما يعزز من قدرتنا على منع تطور سرطان القولون.

وعلى صعيد الإدارة والبحث، أطلقنا مختبر أبحاث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يستخدم قوة الحوسبة لتحليل البيانات الضخمة، لتمكيننا من تطوير حلول صحية مُبتكرة وخطط علاجية مخصصة، مما يضع الرعاية المُستندة إلى البراهين في صلب كل قرار طبي يُتخذ في المستشفى.

مدينة الشيخ شخبوط الطبية هي مركز تعليمي وبحثي. ما هي استراتيجيتكم لجذب وتطوير الكفاءات الإماراتية في القطاع الصحي؟

تعتبر مدينة الشيخ شخبوط الطبية مركزاً طبياً أكاديمياً بامتياز، ولذلك فإن استراتيجيتنا لجذب وتطوير الكفاءات الإماراتية في القطاع الصحي تبدأ من الاستثمار في البنية التعليمية والتدريبية.

نركز على استقطاب الخريجين الإماراتيين الأوائل من خلال برامج الإقامة والزمالة المعتمدة دولياً، التي تُصمم وفقاً لأعلى المعايير العالمية، بهدف عدم الاكتفاء بتدريب الكوادر فقط، بل تخريج قادة سريريين متخصصين في المجالات المعقدة والحرجة التي تُشكل ركيزة التميز الطبي وجوهر خدماتنا. وندعم ذلك بتوفير بيئة تعلم متطورة، بما في ذلك التدريب العملي المكثف في مركز الابتكار والمحاكاة الطبية، لضمان اكتسابهم للمهارات السريرية المتقدمة والخبرات اللازمة في بيئة آمنة ومحاكية للواقع.

أما عن شق التطوير طويل الأمد والقيادة، فتركز استراتيجيتنا على مسارين متوازيين: تطوير القيادات الوطنية والريادة البحثية. لدينا برامج مخصصة لتطوير القيادات الإماراتية الشابة ووضع خطط التعاقب الوظيفي، بالتعاون مع خبرائنا العالميين لضمان نقل المعرفة وتمكينهم من المساهمة في صنع القرار الاستراتيجي للمؤسسة.  وفي المجال البحثي، نقدم الدعم اللازم للكوادر الإماراتية لقيادة الأبحاث السريرية التي تعالج التحديات الصحية المحلية، مما يحول الكفاءات الوطنية من مجرد مقدمي رعاية إلى مُبتكري حلول صحية، وهو ما يضمن بقائهم ونموّهم ليصبحوا هم المستقبل الذي يقود القطاع الصحي في أبوظبي.

حصلت مدينة الشيخ شخبوط الطبية مؤخرًا على العديد من الاعتمادات الهامة. ما أهمية هذه الاعتمادات في ترسيخ مكانة المستشفى كمركز عالمي للرعاية المتخصصة، وكيف تنعكس على تجربة المريض بشكل مباشر؟

إن حصول مدينة الشيخ شخبوط الطبية مؤخراً على سلسلة من الاعتمادات المرموقة والجوائز يؤكد على التزامنا بتوفير رعاية عالمية المستوى، وهو ما يرسخ مكانتنا كمدينة طبية رائدة.

فقد حصلنا مؤخراً على جائزة مستشفى الدكتور كوانغ تاي كيم الكبرى، وهي أرفع تكريم يمنحه الاتحاد الدولي للمستشفيات للتميز الشامل في جودة الخدمات ورفاه بيئة العمل، بالإضافة إلى إشادة شرفية ضمن جائزة الدكتور براتاب سي ريدي لسلامة المرضى. تم ايضاً اعتمادنا كأول مستشفى في أبوظبي يحصل علىالختم الذهبيمن اللجنة الدولية المشتركة (JCI) عن فئة المراكز الطبية الأكاديمية مما يضعنا في طليعة المؤسسات التي تدمج بين الممارسة السريرية والبحث العلمي المتقدم.

كما أن نيلنا اعتماد مركز التميز في علاج الحروق واعتماد مركز شامل لعلاج السكتات الدماغية من دائرة الصحة، أبوظبي، يعزز مكانتنا كالوجهة الرئيسية للحالات الحرجة والمعقدة في المنطقة، بفضل توفر البنية التحتية والكوادر المؤهلة بأعلى المقاييس العالمية.

تنبع الأهمية الحقيقية لهذه الاعتمادات من انعكاسها المباشر على تجربة المريض وسلامته. فمعايير الجودة الصارمة التي تتطلبها هذه الشهادات، مثل معايير JCI، تدفعنا لتطبيق بروتوكولات تضمن أقصى درجات السلامة للمرضى، وتقلل بشكل كبير من الأخطاء والمضاعفات. على الصعيد التشغيلي، انعكس التزامنا بتحسين الجودة في تسريع رحلة المريض، حيث تمكّنا من تقليل أوقات الانتظار بشكل ملحوظ في أقسام الطوارئ والعمليات.

علاوة على ذلك، فإن اعتماداتنا التخصصية، مثل اعتماد إعادة التأهيل من كارف (CARF)، تضمن للمريض الحصول على رعاية شاملة ومتكاملة بعد العلاج، تركز على استعادة وظائفه وتحسين جودة حياته بالكامل، مما يجسد الرعاية المتمركزة حول المريض في أرقى صورها.

بصفتكم جزءًا من مجموعةبيورهيلث، ما هو دوركم في تحقيق رؤية المجموعة للارتقاء بصحة الإنسان في أبوظبي والعالم؟ كيف يتم التنسيق بين مدينة الشيخ شخبوط الطبية والمؤسسات الأخرى في المجموعة لتعزيز الابتكار؟

بصفتنا أكبر منشأة للرعاية المعقدة والحرجة ضمن مجموعةبيورهيلث، فإن دور مدينة الشيخ شخبوط الطبية يتمحور حول ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتميّز الطبي. يتجسد هذا الدور في الريادة بتقديم الرعاية المتخصصة والنوعية فائقة التطور، والعمل كمحرك أساسي في المجموعة لتوفير الخدمات المعقدة والحرجة مثل علاج الحروق والرعاية المركزة. نحن ملتزمون بدمج متقدم للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة السريرية وتحسين جودة النتائج، مما يضمن أعلى معايير الجودة لجميع مستفيدي المجموعة، ويدعم بشكل مباشر الرؤية الاستراتيجية لـبيورهيلثالمتمثلة في إطالة العمر الصحي والارتقاء بصحة الإنسان على المستويين المحلي والعالمي.

أما دفع عجلة الابتكار والارتقاء بالمعايير، فيتم من خلال تنسيق استراتيجي يضمن تآزر الخبرات عبر المؤسسات المختلفة التابعة لـبيورهيلث”. نحن نقود هذا الجانب عبر مركز الابتكار والمحاكاة الطبية الخاص بنا، والذي يعمل كمنصة موحدة لتدريب وتطوير جميع الكوادر الصحية على أحدث البروتوكولات العالمية.

كما تكرست جهودنا لتشمل الاستدامة، حيث أطلقت مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة معأسترازينيكاأول برنامج في دولة الإمارات لإعادة تدوير أجهزة استنشاق مرضى الربو. ويتجسد التعاون التنظيمي أيضاً في إطلاق العيادات الشاملة متعددة التخصصات، والتي يتم تأسيسها بالتعاون مع الكيانات الأخرى لضمان دمج الرعاية السريرية المعقدة مع جوانب الرعاية المساندة، لتقديم نهج علاجي متكامل يرتكز على البحث والتطوير الموجه لخدمة المريض.

على سبيل المثال، أطلقنا عيادة اضطرابات الذاكرة متعددة التخصصات بالشراكة مع سكينة، حيث يضمن هذا التكامل تقديم رعاية متكاملة لمرضى الخرف والاضطرابات الإدراكية، ودمج الرعاية السريرية بالدعم النفسي والاجتماعي.

ما هي أبرز البرامج أو المبادرات التي قمتم بإطلاقها مؤخرًا لضمان أن تكون الرعاية الطبيةمتمحورة حول المريض؟

قمنا في الفترة الأخيرة بإطلاق مجموعة من البرامج والمبادرات النوعية التي تركز على الشمولية ودعم المريض في رحلته العلاجية وما بعدها. في مجال الرعاية الشاملة بعد العلاج، أطلقنا عيادة التعافي والرعاية الشاملة بعد المرض، والتي تُعد نموذجاً رائداً لرعاية الناجين من السرطان.

تقدم هذه العيادة نهجاً متعدد التخصصات يجمع بين أطباء الأورام، واختصاصيي التغذية، والصحة النفسية، لتمكين المريض من استعادة جودة حياته بالكامل بعد انتهاء العلاج، مما يؤكد أن تركيزنا ينصب على الرعاية الكلية لرفاه المريض، متجاوزين بذلك الجانب المرضي فقط. وفي إطار تعزيز الرعاية الوقائية واستراتيجية إطالة العمر التي نتبناها ضمنبيورهيلث، قمنا بتأسيس عيادات متخصصة تضع الفرد في مركز الاهتمام. تشمل هذه المبادرات عيادة بيورا لإطالة العمر الصحي، وعيادةبركاتناالتي تركز على الرعاية الشاملة للمسنين، وعيادة صحة المسافرين.  هذه العيادات تقدم نهجاً استباقياً يركز على الكشف المبكر والوقاية، مما يضمن إدارة صحة الفرد العامة قبل حدوث الأمراض المعقدة، وبالتالي تجسيد الرعاية المتمحورة حول المريض في أدق صورها.

بالتوازي مع هذه العيادات المتخصصة، عملنا على تعزيز ثقافةتجربة المريضداخل المؤسسة، وذلك من خلال تدريب كوادرنا الطبية والإدارية عبر برامج متقدمة مثل ورشةخبراء تجربة المريضبالتعاون مع مركز سيدارزسايناي الطبي العالمي، لتبني أفضل الممارسات في التعاطف والتواصل. كما تسعى كوادرنا لضمان أن تكون رحلة المريض في كل أقسام المستشفى سلسة ومريحة، وتعمل على تحليل البيانات لتقييم تجربة المريض بشكل استباقي ومستمر. وتؤكد هذه المبادرات التزامنا بتحويل الرعاية الصحية إلى تجربة إنسانية شاملة.

كيف يتم إشراك المرضى وأسرهم في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بخطط علاجهم؟

نتعامل في مدينة الشيخ شخبوط الطبية مع المريض وأسرته كشركاء أساسيين في كل خطوة علاجية، حيث إن نموذجنا مبني بالكامل على الرعاية المتمحورة حول المريض. ولضمان ذلك، نعتمد على فرق الرعاية متعددة التخصصات التي تشرح خيارات العلاج المتكاملة بشفافية كاملة. لا يتم اتخاذ أي قرار علاجي إلا بعد تطبيق مفهوم صناعة القرار المشترك، حيث نمنح المريض وأسرته كل المعلومات القائمة على الأدلة، إلى جانب الوقت الكافي، لاختيار ما يناسبهم ويتماشى مع قيمهم الشخصية والثقافية لتحديد المسار الأنسب لحالتهم الصحية. بالإضافة إلى المنهج المُخصص للرعاية، نحرص على دمج صوت المرضى والأسر في سياساتنا المؤسسية من خلال تشجيع المشاركة في المجالس الاستشارية للمرضى والأسر.  هذا يضمن أن تكون تجربة المريض خاضعة للتحسين المستدام، وأن كل خطة علاجية يتم صياغتها لا تراعي فقط الجانب السريري، بل تراعي أيضاً راحة المريض وحالته النفسية.  لذلك، نحن نسعى إلى ترسيخ الثقة وتوفير كافة الإمكانات للمريض وأسرته ليكونوا شركاء فاعلين في اتخاذ القرار بشأن مسارهم العلاجي.

تهدف مدينة الشيخ شخبوط الطبية إلى أن تكون رائدة في التعليم الطبي وتطوير الكفاءات. ما هي البرامج أو الشراكات المحددة المعمول بها لرعاية الجيل القادم من الكوادر الصحية والباحثين الإماراتيين؟

تلتزم مدينة الشيخ شخبوط الطبية برعاية الجيل القادم من الكوادر الصحية والباحثين الإماراتيين، وهذا جزء لا يتجزأ من مهمتنا الاستراتيجية. لقد أقمنا إطاراً تعليمياً متيناً يسترشد بالمعايير العالمية. يتمحور هذا الإطار حول مركز الدراسات العليا للتعليم الطبي، الذي يقدم برامج إقامة وزمالة عالية التخصص وذات جودة عالمية في مجالات حيوية مثل العناية المركزة والجراحة، لضمان تخريج أطباء متخصصين قادرين على تولي أصعب الحالات.  إلى جانب ذلك، يدعم المركز التعليمي للتمريض الكوادر التمريضية ببرامج تدريب متقدمة ومستمرة، لرفع كفاءتهم المهنية بشكل دائم.

هذا الالتزام يتجاوز مجرد التدريب السريري، فنحن نركز على بناء بيئة أكاديمية موجهة بالبحث والابتكار. لهذا، خصصنا مراكز متقدمة مثل المركز التعليمي للعلوم الصحية والمركز التعليمي لطلاب الطب لضمان أن تبقى كوادرنا، بما في ذلك الأطباء والمقيمون والممرضون، على اطلاع دائم بأحدث المعارف والمهارات. كما أننا نعزز جهودنا بتوقيع شراكات استراتيجية حيوية مع مؤسسات تعليمية مرموقة، مثل كلية فاطمة للعلوم الصحية، لتبادل المعرفة ودفع عجلة الأبحاث المشتركة. هدفنا يكمن بتمكين الكفاءات الإماراتية من قيادة التغيير والابتكار في مجال الرعاية الصحية بالمنطقة.

مع إطلاق مرافق ومبادرات جديدة، مثل عيادة صحة المسافرين أو مركز الابتكار والمحاكاة الطبية، كيف تقيسون تأثيرها ونجاحها بما يتجاوز مجرد أعداد المرضى؟

لتقييم نجاح المرافق والمبادرات الجديدة مثل عيادة صحة المسافرين ومركز الابتكار والمحاكاة الطبية، تتجاوز مدينة الشيخ شخبوط الطبية الاعتماد على أعداد المرضى فقط، وتعتمد بدلاً من ذلك على مؤشرات نوعية وشاملة. بالنسبة للعيادات الوقائية، يقاس التأثير بمدى تقليل المخاطر الصحية الفعلية؛ ففي عيادة صحة المسافرين، يقاس النجاح بانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسفر بين المستفيدين، وتحسين التزامهم بالإجراءات الوقائية، إلى جانب قياس مستوى رضاهم عن الخدمة المتخصصة وكفاءتها في تقديم الإرشادات واللقاحات.

أما بالنسبة للمرافق التعليمية مثل مركز الابتكار والمحاكاة الطبية، فإن النجاح يُقاس بتأثيره المباشر على جودة الأداء السريري وسلامة المرضى. يتم ذلك عبر تقييم كفاءة المتدربينالأطباء والممرضين، قبل وبعد التدريب باستخدام مقاييس موحدة، وتتبع انعكاس التدريب على تقليل الأخطاء الطبية والحوادث في بيئة المستشفى الفعلية. كما يُقاس النجاح باستمرار تطوير البرامج التدريبية لتشمل تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والمحاكاة الواقعية، والمساهمة في بناء قوة عاملة طبية مؤهلة وذات كفاءة عالية في التخصصات المعقدة.

أخيراً، ما هي الرسالة الأهم التي تودّون أن تصل إلى المجتمع وقطاع الرعاية الصحية  في ما يتعلق بالتوجه المستقبلي لمدينة الشيخ شخبوط الطبية ومهمتها؟

تلتزم مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالعمل مع الجهات والشركاء المحليين والدوليين لتطوير معايير تقديم الرعاية الصحية في المنطقة، كما تعمل على ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية للتميز الطبي. يكمن جوهر رسالتنا  بالتزامنا بتوفير حلول رعاية شاملة تتجاوز التوقعات، مع وضع احتياجات المرضى في مقدمة أولوياتنا، وذلك عبر نموذج رعاية متكامل يجمع بين الخبرة السريرية المتميزة والقيم الجوهرية للرعاية المتمحورة حول المريض.

تتركز استراتيجيتنا المستقبلية على الاستثمار في التقنيات المتقدمة، وتنمية الكوادر البشرية، والارتقاء بتجربة المريض. ونسعى إلى دفع عجلة الابتكار من خلال دمج التكنولوجيا المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي، في تقديم الخدمات السريرية لضمان أعلى مستويات الجودة والكفاءة.

كما نعمل على بناء أسس بحثية قوية لتطوير الأبحاث الطبية، مما يساهم في الاكتشاف المعرفي وتطوير العلاجات المبتكرة محلياً وعالمياً.

ولضمان استدامة هذا التوجه، تلتزم المدينة بدورها كمركز طبي أكاديمي، حيث تعمل على تطوير البرامج التعليمية لتدريب وتمكين الكفاءات الطبية المحلية والعالمية. ومن خلال الشراكات الاستراتيجية والتعاون المستمر في مجالات التعليم والتقدم السريري، تهدف مدينة الشيخ شخبوط الطبية إلى أن تكون القوة المحركة لتحويل منظومة الرعاية الصحية في المنطقة نحو المستقبل، لتقدم رعاية فائقة تواكب أحدث المعايير العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى