مقابلات

الدكتور كلود طيار

الدكتور كلود طيار

رئيس قسم الجراحة العامة ووحدة عمليات الكبد والبنكرياس في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

مركز كليمنصو الطبي وجهة رائدة لإجراء جراحة ويبل

يُعد مركز كليمنصو الطبي في بيروت أحد أفضل المراكز الطبية في المنطقة لإجراء جراحة ويبل بفضل خبرة جرّاحيه وكفاءة طاقمه الطبي وتجهيزاته الحديثة، حيث يمتلك وحدة متخصصة في جراحة أمراض الكبد والبنكرياس. في هذا الحوار، يتحدث البروفيسور كلود طيار، رئيس قسم الجراحة العامة ووحدة عمليات الكبد والبنكرياس في مركز كليمنصو الطبي، إلى مجلةالمستشفى العربيحول جراحة ويبل (Whipple)، موضحًا ماهيتها، والحالات التي تستدعي إجرائها، ونسب النجاح وشفاء المرضى، وخصائص وحدة جراحة أمراض الكبد والبنكرياس في مركز كليمنصو الطبي. 

نود الإضاءة بداية على جراحة ويبل. ما هي هذه الجراحة؟ وما مدى دقتها؟

تُعدّ جراحة ويبل واحدة من أكبر عمليات الجهاز الهضمي تعقيدًا، حيث يتمّ خلالها استئصال العديد من الأعضاء والأنسجة الحيوية في منطقة البطن وهي الإثني عشر والأمعاء الدقيقة وجزء من القناة الصفراوية ورأس البنكرياس والمرارة والغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة العملية وجزء من المعدة بالإضافة إلى الدهون المحيطة بهذه المنطقة. بعد استئصال الأعضاء المذكورة، يتمّ إعادة توصيل البنكرياس بالمصران الدقيق، والمعدة بالمصران الدقيق، والقناة الصفراوية بالأمعاء الدقيقة. تستغرق جراحة ويبل عادةً حوالى 6 ساعات، ويحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة أسبوع إلى 10 أيام بعد الجراحة، بما في ذلك يومين إلى ثلاثة أيام في العناية المركزة.

ما هي الحالات المرضية التي تستدعي إجراء هذه الجراحة؟

تُجرى جراحة ويبل بشكل أساسي لعلاج أربعة أنواع رئيسية من الأورام السرطانية:

  • سرطان غدة البنكرياس (Pancreatic Adenocarcinoma) هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في منطقة رأس البنكرياس، حيث ينشأ من خلايا الغدد في البنكرياس.
  • سرطان القناة الصفراوية (Cholangiocarcinoma) ينشأ من خلايا بطانة القناة الصفراوية، وهي القناة التي تنقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة ثم إلى الأمعاء الدقيقة.
  • الورم الصفراوي (Ampullary Tumor) ينشأ من خلايا الورم الصفراوي، وهي المنطقة التي تلتقي فيها القناة الصفراوية بمجرى البنكرياس.
  • سرطان الإثني عشر (Duodenal Cancer): ينشأ من خلايا بطانة الاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.

ما أود التأكيد عليه في هذا الإطار هو إجراء جراحة ويبل لعلاج هذه الأورام السرطانية يستدعي أن يكون الورم موضعيًا أي أنه لا يزال محصورًا في منطقة رأس البنكرياس والقناة الصفراوية والاثني عشر ولم ينتشر إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو الرئة وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتم اللجوء إلى هذه الجراحة أيضًا في بعض الحالات الحميدة، مثل:

  • الأورام المخاطية في البنكرياس (Pancreatic Mucinous Neoplasms) وهي مجموعة من الأورام الحميدة التي تنمو على بطانة البنكرياس وتنتج المخاط. في بعض الحالات، قد تتحول هذه الأورام إلى سرطانية مع مرور الوقت (Precancerous Lesions) ما قد يستدعي جراحة ويبل لإزالتها ومنع تطورها إلى سرطان.
  • تمدد مخاطي في مجاري البنكرياس (Pancreatic Intraductal Papillary Mucinous Neoplasm – IPMN)  وهو نوع من الأورام الحميدة التي تنمو داخل القنوات الصفراوية في البنكرياس. قد تكون هذه الأورام حميدة أو سرطانية، وفي بعض الحالات، قد تتطلب جراحة ويبل لإزالتها ومنع تطورها إلى سرطان.

ما هي نسب النجاح وشفاء المرضى بعد الجراحة؟

في الواقع، إن نسب النجاح وشفاء المرضى تعتمد على أمرين. بالدرجة الأولى هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى علاجات مسانِدة قبل العملية وبعدها تتضمن العلاج الكيميائي أو الشعاعي أو المناعي بحسب البروتوكول الخاص لكل نوع من أنواع السرطان وهو ما يلعب دوراً هاماً في تحسين معدلات الشفاء من السرطان بعد جراحة ويبل.

تعتمد معدلات الشفاء أيضًا على عدوانية الورم، أي مدى سرعة انتشاره. كما تختلف معدلات الشفاء اعتمادًا على نوع السرطان ومرحلة تقدمه. فسرطان البنكرياس ومجرى الكبد والملتقى أكثر صعوبة في العلاج من سرطان الإثني عشر.

وكذلك، فإن تقنية الجراحة تسهم بدورها في تحديد معدلات الشفاء، حيث نقوم باستئصال كامل للورم مع الإبتعاد عن أطرافه (R0 Resection) بالإضافة طبعاً إلى استئصال الغدد اللميفاوية.

أما الأمر الثاني فهو خبرة الجرّاح الذي ينبغي أن يكون متخصصاً في جراحة ويبل ولديه تراكم خبرات في هذا النوع من العمليات حيث تُعدّ خبرة الجراح ومهاراته عاملاً هامًا في تحديد معدلات النجاح وتقليل مخاطر المضاعفات. مع ضرورة إجرائها في مركز طبي متخصص يتمتع بإمكانيات عالية وطاقم طبي مؤهل. المتابعة الدورية بعد جراحة ويبل ولمدة تصل لخمس سنوات ضرورية لضمان الشفاء التام من السرطان ومنع عودته، وهو ما نراه اليوم لدى الكثير من المرضى الذين تخطوا الخمس سنوات.

وهنا، أود الإشارة إلى أن اتخاذ قرار جراحة ويبل بالنسبة لبعض المرضى يعتمد على تقييم المخاطر والفوائد؛ ففي بعض الحالات، يكون قرار إجراء جراحة ويبل واضحًا، ففي حال كان المريض شابًا ولا يعاني من أمراض أو مشاكل صحية أخرى قد تكون جراحة ويبل هي الخيار العلاجي الأفضل.

ولكن في حالات أخرى، يكون القرار أكثر صعوبة، ففي حال كان المريض كبيرًا في السن أو يعاني من مشاكل صحية مزمنة، فقد تكون جراحة ويبل عملية خطيرة للغاية وقد لا تكون الخيار الأفضل. في هذه الحالات، يجب على الطبيب تقييم المخاطر والفوائد بعناية. بالنسبة لنا في مركز كليمنصو الطبي ومن خلال الوحدة المتخصصة، فنحن مركز لإحالة المرضى الذين يحتاجون إلى هذه الجراحة ولدينا تراكم خبرات في هذا المجال وحتى الآن لم نصادف مضاعفات خطيرة ونسبة الوفيات لدينا تقترب إلى الصفر مع انخفاض في معدلات المضاعفات الخطيرة ولكنها قد تتطلب زيادة مدة الإقامة في المستشفى لبعض الحالات.

ما هي الخصائص التي توفرها الوحدة المتخصصة في جراحة أمراض الكبد والمرارة والبنكرياس لديكم في مركز كليمنصو الطبي؟

 تضم الوحدة المتخصصة في جراحة أمراض الكبد والمرارة والبنكرياس في مركز كليمنصو الطبي فريقًا من الجراحين المهرة ذوي الخبرة الواسعة في إجراء جراحة ويبل وغيرها من العمليات الجراحية المعقدة. تتمتع الوحدة المتخصصة في جراحة أمراض الكبد والبنكرياس في مركز كليمنصو الطبي بسمعة طيبة في تحقيق نتائج ممتازة للمرضى حيث أنها مركزاً لإحالة المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة ويبل، وذلك بفضل خبرة جرّاحيه وكفاءة طاقمه الطبي وتجهيزاته الحديثة.

لديّ خبرة واسعة في هذا المجال تزيد عن 23 عاماً وقد أجريت الكثير من هذه العمليات بنجاح وكفاءة عالية. ويتوافر لدينا أحدث التجهيزات الطبية اللازمة لإجراء جراحة ويبل بدقة عالية وبأفضل النتائج، مع تقديم رعاية متكاملة قبل الجراحة وبعدها.

لقد حقق مركز كليمنصو الطبي نتائج ممتازة للمرضى الذين يخضعون لجراحة ويبل، حيث يتمتع المرضى بنسبة عالية من البقاء على قيد الحياة وتحسين نوعية الحياة بعد الجراحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى