الدكتور أنطوان معلوف
الدكتور أنطوان معلوف
رئيس مجلس إدارة مدير عام مستشفى المشرق الفرنسي
”سنُقيم مؤتمراً هاماً يوم 13 نيسان هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط“
يتميز مستشفى المشرق بخدماته الطبية المختلفة، وبشعار أفضل مستوى من الراحة في الخدمة الصحية والنفسية مع أحدث ما توصّل اليه العلم على الصعيد الطبي. ولعل أهم ما يتميّز به أنه جمع في سياسته الإستشفائية بين الحداثة والإبتكار والخدمات التقليدية العريقة. وقد اختاره العملاق الدولي للجراحة الروبوتية والتدريب على نظم المعلومات الإدارية “إركاد” ليكون ممثله في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، ما دفع بالأطباء المتخصصين والمراكز الطبية المتقدِّمة في العالم الى اعتماد هذه الطريقة في العمليات الجراحية، كما دفع بالشركات والتقنيين في المجال الطبي الى تطوير “الروبوت”، وهو بات لدى المشرق من الجيل الأحدث دافنشي XI. واليوم يضع المستشفى نصب عينيه هدفاً وطنياً وطبياً وإنسانياً بأن يبقى لبنان مستشفى الشرق الاوسط ووجهته للسياحة الطبية والاستشفائية.
المشرق الفرنسي من المستشفيات الناشطة في أكثر من مجال، هل لك أن تعرّف قرّاءنا أكثر عن هذا المستشفى؟
المشرق الفرنسي هو مستشفى لبناني دولي يتميز بخدماته الطبية المختلفة، بشعار أفضل مستوى من الراحة في الخدمة الصحية والنفسية مع أحدث ما توصل اليه العلم على الصعيد الطبي، وبموقعه الوسط من العاصمة بيروت وضواحيها في سن الفيل، مع ما لموقع لبنان من أهمية في شرق المتوسط.
أنشىء المستشفى المشرق الفرنسي في كانون الثاني عام 2004، وهو اليوم واحداً من المؤسسات الطبية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يضم نخبة من الأطباء والجرّاحين موفّراً كل سبل التشخيص الدقيق والرعاية الطبية والعلاجية، ويخدم أكثر من 15,000 مريض سنوياً، من ضمنهم الأجانب الذين يعيشون في لبنان ودول الجوار.
ولعل أهم ما يتميز به أنه جمع في سياسته الإستشفائية بين الحداثة والإبتكار والخدمات التقليدية العريقة. وقد برز إسمه في الصحف العربية والعالمية كمؤسسة رائدة في مجال الخدمات الطبية محلياً واقليمياً 2015.
وإنطلاقاً من إلتزامنا بالأخلاقيات والقيم الطبية الأساسية، نسعى الى التميُّز في الرعاية الإستشفائية، عاملين بشكل دؤوب على الاهتمام بالراحة النفسية للمرضى، لأننا نعتبر أن الراحة النفسية هي نصف العلاج للمريض، مقدمين خدماتنا بكل نزاهة وصدق وإحترام مطلق للإنسان.
وعن جودة الضيافة والخدمات الصحية الاستشفائية فيه؟
يمكنني القول وبكل فخر أن المشرق الفرنسي هو مستشفى رائد في لبنان والشرق الأوسط، فقد حصل على جائزة أفضل مستشفى للسياحة الطبية في المؤتمر العالمي للسياحة الطبية الذي عقد في دبي عام 2015، وبعد توقيعه إتفاقية تعاون مع جامعة مونبيلييه، إستطاع أن يضع أفضل الأبحاث الطبية والعلاجات بتصرف المرضى في منطقة الشرق الأوسط.
ومن حيث الخدمات الحديثة فالمشرق الفرنسي مجهزّ ب 12 غرفة للعمليات منها لأمراض القلب والأوعية الدموية، ومنها للأمراض النسائية والتوليد، فضلاً عن غرفة مركزية للإنعاش وغرفة مركزية للتعقيم، مع وحدة جراحة متنقلة، وقدرة استيعابية لأكثر من 200 سرير.
كما يضم الأقسام الجديدة والمبتكرة المجّهزة بأحدث تكنولوجيا لتقديم أفضل الخدمات للمرضى ما يؤمن لهم الراحة النفسية والمعنوية ومن بينها مركز علاج أمراض الكلى ومركز “hemodiafiltration” والتي تعتبر المعالجة الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط. إضافة إلى الاهتمام الكبير بتوفير الخدمات التكميلية (الطوارئ، الرضوض، وعسر الهضم، جراحة المسالك البولية)، وكل ذلك بإستخدام معدات متطورة من أجل الوصول إلى أفضل تشخيص وتقديم أفضل علاج ممكن. وببركة من الله وتوفيقه وبسعي المحبين إستطاع المشرق أن يقوم بنشاط متميز جداً من النواحي الطبية والوطنية والانسانية، وبالأخص في السنوات الأخيرة بعد الأزمة الاقتصادية العنيفة التي ضربت لبنان وغياب الصناديق الضامنة حيث حمل على عاتقه مسؤولية تقديم الرعاية الطبية اللازمة من عمليات جراحية وغيرها، لنسبة كبيرة من أبناء المؤسسة العسكرية والقوى الامنية، بالإضافة الى استقبالنا مئات الحالات المجانية سنوياً والتي يطغى عليها الطابع الانساني والخيري.
منذ العام 2004 حقق مستشفى المشرق تقدماً سريعاً على الرغم من الظروف في لبنان والمنطقة، كيف تمكنتم من تحقيق هذا التطور، وكيف تصف مسيرة المستشفى خلال عقدين من الزمن؟
بعلاقة من الثقة والمحبة بني مستشفى المشرق، بمغامرة لم تكن سهلة أبداً، ففي البداية كان بالنسبة لي حلماً يقوم على فكرة إقامة صرح طبي يقدّم أفضل خدمة استشفائية وصحية ويواكب أحدث ما تشهده أهم المراكز الطبية العالمية، بحيث يعيد ترسيخ اسم لبنان “مستشفى الشرق الأوسط”، ولكن تحقيق هذا الحلم يحتاج الى امكانيات مالية كبيرة، وعندما بدأنا بالمشروع لم نكن نملك هذه الامكانيات، خصوصاً أن الظروف التي نعيشها في لبنان، ومع الأسف الكبير، كانت وما زالت شديدة الصعوبة لا بل نعيش أزمات متلاحقة أمنيا وإقتصاديا، إضافة الى أن المصارف لم تتعاون معنا، ولكن ما كان يدفعنا الى المثابرة في مشروعنا هو اتكالنا على الله أولاً ومحبة الناس وثقتهم ثانياً مع تصميمنا القوي للوصول الى مبتغانا، حيث أن الشركة التي قامت بإنجاز البناء قبلت معنا باستيفاء مستحقاتها بعد فترة ستة أشهر من بدء المستشفى باستقبال المرضى، وهذا عمل كبير من قبل شركة تبتغي الربح، ولكن ايمانهم بجدوى وأهمية المشروع دفعهم الى اتخاذ هذا الموقف، وبعد افتتاح المستشفى استطعنا والحمدالله من البدء بتسديد ما علينا من مستحقات تجاه هذه الشركة وغيرها.
اختار العملاق الدولي للجراحة الروبوتية، وصاحب المركز الأول في العالم لتدريب نظم المعلومات الإدارية “إركاد” ومقره في ستراسبورغ، أن يكون مركزه الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط حصريًا في لبنان، وفي مستشفى المشرق، ماذا يعني لكم ذلك؟
نعود لقصة الثقة التي هي الاساس، فمنذ انطلاق مستشفى المشرق الفرنسي بنشاطه، وضعنا نصب أعيننا مواكبة كل تطور علمي على صعيد الطب والخدمات الصحية، فبدأنا بتنظيم المؤتمرات الطبية والعلمية المهمة جداً، والتي كان يشارك فيها كبار الأطباء والمتخصصون في أهم المراكز الطبية العالمية وبالأخص في أوروبا وأميركا. منها ما كانت سنوية ضخمة، ومنها ما كانت شهرية ك”سبت المشرق” حيث كنا نقيم مؤتمراً أو نشاطاً طبياً هاما كل أول سبت من كل شهر. وفي أحد المؤتمرات الهامة كان مدعواً ومشاركاً رئيس “إركاد” العالمي البروفسور جاك ماريسكو، حيث في ختام كلمتي التي ألقيتها آنذاك والتي شكرته فيها على مشاركته التي تعني لنا الكثير، شدّ على يدي وطلب مني الاجتماع معه بعد المؤتمر.
وكان ما أراد وفي لقائي معه شجعني كثيراً على أدائنا المهني العالي، معرباً عن ثقته الكبيرة بمستقبل هذا الصرح الطبي، وأفصح لي بأن يكون المشرق الفرنسي مركزاً ل”إركاد” في كل الشرق الاوسط وشمال إفريقيا أو بالأحرى أن يكون فرعه الوحيد في هذه المنطقة. وهذا أمر كبير جداً بالنسبة لي، تهيبته كثيراً، ورحت أسأل، لماذا اختار المشرق بدل مستشفيات كبيرة قدّمت له عروضها السخية من ملايين الدولارات كي تكون “إركاد” عندهم؟ ولكنه أسرّني بالقول بأنه يفضل المشرق الفرنسي ليكون مركزه في الشرق الاوسط، بسبب الثقة التي ولدت لديه ب “المشرق” إدارة ورؤية وتنظيماً، إضافة الى موقع لبنان الجغرافي في شرق المتوسط، وإنفتاحه على جميع البلدان.
يحتفل IRCAD، المركز المرجعي العالمي للبحث والمعلومات في مجال الجراحة طفيفة التوغل، بالذكرى السنوية الثلاثين لتأسيسه. وقد قام هذا المركز بتدريب 6200 جراح من 116 دولة في ستراسبورغ في عام 2018. ماذا تخبرنا عن هذا المركز وأهمية التعاون معه لخدمة تطوير الصناعة الإستشفائية؟
“إركاد” هي مؤسسة عالمية انطلقت منذ ثلاثين سنة، من خلال إجراء عملية جراحية لأحد المرضى في فرنسا، فيما الطبيب الجراح كان موجوداً في نيويورك ويجري العملية عن بعد، وقد تكللت بنجاح كبير، وحققّت أصداء كبيرة على الصعيد العالمي، واعتبرت خطوة طبية متقدمة، ما دفع بالأطباء المتخصصين والمراكز الطبية المتقدمة في العالم الى اعتماد هذه الطريقة في العمليات الجراحية حيث يتسنى للطبيب الجراح أن يقوم بعملية جراحية عن بعد، كما دفعت بالشركات والتقنيين في المجال الطبي الى تطوير “الروبوت”، وهو موجود لدينا اليوم في المشرق من الجيل الأحدث: “دافنشي XI”.
ولمّا لاقت “إركاد” اقبالاً كبيراً من الأطباء الذين يريدون التعلم والتعليم، صار الإهتمام بها كبيراً وازدادت أعداد المريدين والمقبلين عليها ما دفع بالبروفسور ماريسكو لاقامة مراكز ل “إركاد” في كل قارة من قارات العالم، منطلقاً من فرنسا الى تايوان ثم الى جنوب افريقيا واميركا اللاتينية واميركا الشمالية والصين والهند وفرعنا في المشرق لمنطقة الشرق الاوسط. وفي لبنان “إركاد” جمعية إنسانية، طبية، تعليمية وتثقيفية لا تبغي الربح ولا تعتمد على الداخل اللبناني لجمع أي تبرعات أو إيرادات مالية، وهي الممثل الحصري والوحيد لمعهد (إركاد) في الشرق الاوسط، الذي يهدف الى جمع أكبر عدد من الجراحين المهرة وتدريبهم على أحدث المعدات الطبية في مركزها الكائن في مستشفى المشرق الفرنسي في بيروت، وبشكل خاص تعليم الأطباء على استخدام جهاز الروبوت الذي يعتبر التقنية الأحدث والأدق على المستوى العالمي لتنفيذ عمليات جراحية دقيقة للغاية، خصوصاً أن النجاح العالمي ل “إركاد” قد شجعنا على انشاء جمعية “اركاد” لبنان التي تعتبر فخراً لوطننا وحدثاً متقدماً على مستوى المشرق العربي والشرق الاوسط ككل.
ابتداءً من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بدأ الجراحون اللبنانيون بالتمرن على إجراءات البث المباشر التي تجري في ستراسبورغ أو المستشفيات الأعضاء في IRCAD. كيف تصف تطورات هذا الواقع اليوم؟
نعم ولأجل ذلك وقعنا مع مركز ستراسبورغ الطبي سنة 2019، وطلبنا “الروبوت” اللازم لإجراء العمليات الجراحية عن بعد، والذي وصلنا بعدما قمنا بتوفير كل التجهيزات التقنية اللازمة من (فايبر أوبتيك) وغيرها، حتى يكون الاتصال جيداً من أجل انجاح العمليات الجراحية عن بعد، وقد أقمنا الغرفة الخاصة بالروبوت في المستشفى، وتم تجهيزها بكل الشروط المطلوبة، كما قمت بتأمين كل أجهزة فيديو الاتصالات من فرنسا حتى يكون عملنا موافقاً للشروط المطلوبة، وانطلقنا بإعطاء محاضرات ودروس نظرية وتطبيقية، حيث يخضع الطبيب لدورة كاملة من الدروس النظرية إضافة الى إجراء التمارين التطبيقية على الحيوانات، ثم يكون جرّاحاً مساعداً متمرناً قبل أن يقوم بإجراء العمليات الجراحية للانسان.
شاركتم في مؤتمر IRCAD العالمي الذي عقد في تايوان وكانت لكم مداخلة لافتة فيه، ماذا عن أجواء المؤتمر وكيف كان التجاوب مع كلمتكم؟
نعم لقد شاركت في مؤتمر إركاد العالمي الذي عقد في تايوان، والذي أعتبره خطوة هامة جداً بالنسبة لي، وقد حضره مدراء وممثلون عن كل فروع “إركاد” في العالم، حيث إستعرض كل فرع لنشاطاته وأعماله، إضافة الى تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث ما تم التوصل اليه على صعيد الجراحة عن بعد، والذي أختتمت أعماله بتوقيع اتفاق مشترك في ما بيننا، بحيث أصبحت “إركاد” المرجعية الأولى عالمياً بالنسبة لإجراء العمليات والجراحة الروبوتية.
وقد تقرر أيضاً أن نجتمع كل ستة اشهر للإطلاع على كل جديد في هذا المجال، خصوصاً أن كل مركز أو فرع من فروع “إركاد” يعمل فيه خبير متخصص في التقنيات الحديثة وخبير متخصص في علم الابحاث من أجل التطوير، حتى نقوم بتبادل كل ما هو جديد من إختراعات وأبحاث جديدة ومتطورة قبل أن نقوم بعرضها ونشرها عالمياً. وفي هذا المؤتمر العالمي ل “اركاد” أتيح لكل فرع من الفروع عشر دقائق من الوقت للحديث وإبداء الرأي. ولما جاء دور منطقة الشرق الأوسط، وأتيح لي الكلام كنت محرجا للغاية ومتهيباً الموقف، خصوصا أنني ومنذ تسلمت فرع “إركاد” لبنان – الشرق الاوسط وحتى اليوم، وبلدنا يمر بأصعب أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه، من انهيار المصارف الى الكورونا الى المشاكل الأمنية والسياسية الى غيرها من الازمات. وبما أنه اتيح لي عشر دقائق للحديث قلت لهم “أن الفرع الذي أمثله “منطقة الشرق الاوسط” هو أصعب منطقة في العالم وللأسف تعتبر منطقة حروب ومشاكل، ولذلك لم تتسنَ لنا فرصة للتطوير وتحقيق الخطط التي وضعناها، ولكن أملنا بالمستقبل كبير، كي نكون أكثر تطوراً ونشاطاً، وأنتم الفروع الكبار ونحن الفرع الصغير بينكم آملين مساعدتكم… عندها علا التصفيق من كل المشاركين واعدين بمساعدتنا.
على صعيد الخدمات الإستشفائية الأخرى، ماذا يقدم مستشفى المشرق اليوم، وماذا تخططون للمستقبل؟
المشرق يضع نصب عينيه هدفاً وطنياً وطبياً وإنسانياً بأن يكون لبنان أو بالأحرى أن يبقى لبنان مستشفى الشرق الاوسط ووجهته للسياحة الطبية والاستشفائية، لما نتمتع به من إمكانيات علمية وطبيعية مساعدة تدفعنا الى المحافظة على هذا الهدف لا بل التقدم الدائم، ولذلك “المشرق” ليس مستشفى عادياً، أو مركزاً طبياً جامعياً، إنما هو مستشفى يعرف ويتميز بتخصصه بنوعية الخدمة الطبية والاستشفائية، ومواكبته لكل ما هو جديد على صعيد التطور الطبي في العالم، إضافة الى سرعته في إتخاذ القرارات الادارية والعملية بما فيه مواجهة الأزمات ومواكبة كل ما هو جديد. نتخذ قراراتنا بأسرع وقت ممكن، وطبعاً بعد دراستها بشكل واف. ولأجل ذلك نحن في المشرق نسعى باستمرار في أن نبقى على اطلاع دائم بكل ما هو حديث ومتطور على صعيد الطب الوقائي والاستشفائي والخدمة الصحية الراقية.
تتميّزون بالخدمات الراقية في مجال السياحة الإستشفائية أو العلاجية، والمعلوم أن هذا القطاع يتوسّع سريعاً في العالمين العربي والغربي. ما هو الجديد على هذا الصعيد؟
نشاطنا اليومي كثيف جداً من أجل مواكبة كل تطور، وفي كل المجالات الطبية والصحية والادارية، فخلال الشهر المقبل سنقيم مؤتمراً هاماً جداً يوم 13 نيسان، في قاعة “إركاد”، وهذا المؤتمر يعتبر الأول في الشرق الأوسط حيث سيشارك فيه كبار الأطباء المتخصصين في العالم ويشكل ثورة تقنية وعلمية متقدمة جداً على صعيد الجراحة، وربما ستغير مجرى عمليات الجراحة برمّتها. وهذا هو هدف المشرق الدائم مواكبة كل ما هو جديد من أجل خدمة الانسان صحياً وإنسانياً في لبنان وكل منطقة الشرق الأوسط، لأن إيماننا كبير بالدور الذي يمكن للبنان أن يؤديه على الصعيد الطبي والعلمي والانساني، ليس في المنطقة وحسب بل في كل العالم.
تركزون في خدماتكم على التعامل الإنساني مع المرضى لناحية الفاتورة الإستشفائية. كيف توازنون بين هذا السلوك وتأمين ما يغطي تكاليف التشغيل، وتالياً تطوير العمل لمواكبة العالم وتوفير القدرة على المنافسة؟
قلت وأشدد أن مستشفى المشرق هو رسالة إنسانية من أجل إيصال أفضل الفرص العلاجية والاستشفائية ليس للبنانيين فحسب بل لكل أبناء المنطقة العربية ودول الشرق الاوسط، وبالتالي هو ليس مؤسسة تجارية تبغي الربح فقط، وليس حكراً على المقتدرين من الناس فقط.
كما أنه رسالة طبية وعلمية فنحن اول من نقل المهنية العلمية العالية التي تتمتع بها أهم المراكز الطبية الجامعية في أوروبا وأميركا إضافة الى الامور الادارية المتطورة والخدمة الفندقية العالية.
جمعنا هذين المفهومين الاساسيين بتوفير أفضل مستوى من الخدمة الطبية الانسانية، الى جانب مواكبة أحدث التطورات العلمية والخدمية والادارية على الصعيد الطبي والاستشفائي في العالم، في توازن رائع بين خدمة الناس الذين يحبون الرفاهية في طابق خاص “VIP” كما يحصل في السفر بالطائرات، كلهم مع كابتن واحد ويصلون في وقت واحد، ويأكلون نفس الطعام، فقط كل ما يختلف بينهم هو من حيث كرسي الجلوس أو الرفاهية في الخدمة أو ما شابه ذلك.
وأختم لأقول أننا كمؤسسة طبية خاصة، نضع نصب أعيننا الخدمة الطبية والصحية الأفضل إنسانياً ووطنياً، لنرفع إسم لبنان حتى يبقى الوجهة العلاجية والاستشفائية لكل شعوب المنطقة. ولكي نستمر في رسالتنا نحتاج الى الدعم، لأننا فعلاً نعاني ظروفاً لا تُحتَمل، خصوصاً أننا نستقبل المرضى حتى ممن لا جهات ضامنة لهم ولا قدرة لهم على تحمّل تكاليف الإستشفاء. وحتى من يتمتعون بتغطية تأمينية فتكون غير كافية، فنشتري المعدات والإحتياجات الطبّية بالدولار ونستوفي ثمنها من الضمان وشركات التأمين بالليرة اللبنانية بمبالغ تكاد لا تذكر مقارنة بالأكلاف. لكن هذا الأمر لن يثنينا عن متابعة رسالتنا الطبية ومواصلة التحديث لمواكبة العصر وسنستمر والى الامام دائماً.